ما سر التعلق بنظرية المؤامرة؟!


شاهر أحمد نصر
الحوار المتمدن - العدد: 4687 - 2015 / 1 / 10 - 00:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     


يسود اتجاه يطغى على كتابات كثير من المثقفين يعزي ما يجري في العالم العربي إلى المؤامرات الخارجية، بل إن بعضهم يصور أهم أحداث العالم الكبرى كالثورة الفرنسية، والثورة البلشفية، وتفكك المنظومة الشرقية والاتحاد السوفيتي وكأنها مؤامرة، ويكيل هؤلاء التهم على هذه الأحداث واصفين إياها بالربيع "المشؤوم" أو "الأسود" أو "الخالي"...الخ.
ومن الواضح أن هؤلاء الكتاب وأنصار نظرية المؤامرة، الذين يحاولون العبث في حقيقة أحداث عاشتها الشعوب، على الرغم من أن أغلبهم كانوا شهوداً عليها، يستسهلون البحث، متغافلين عن الدور الخطير الذي يلعبونه في تزييف الحقائق، وتشويه وعي الناس واستغلال المشاعر والغرائز...
يكمن الخلل الرئيس عند أصحاب تلك الكتابات في أنهم يتجاهلون مسيرة الحياة التي لا تعرف الركود ولا الثبات، بل هي في تغير مستمر، وينكرون التناقضات الداخلية في المجتمعات التي تقود إلى ضرورة التغيير، فضلاً عن التناقضات الكامنة في البنى السياسية الاجتماعية المهيمنة مع متطلبات العصر والتطور التاريخي... وهم ينكرون بالتالي أي دور للشعوب في الصيرورة التاريخية...
ثمة أسباب وعوامل ودوافع مختلفة تشجع أصحاب نظرية المؤامرة على الاستمرار في الترويج لها، منها: رغبة البعض في تبرئة البنى السابقة لأسباب متنوعة، فضلاً عن الخلل الأساسي في منهج تفكير أصحاب هذا الرأي الذي يغلب عليه التهافت والسطحية، والبعد عن المتطلبات العلمية السليمة في البحث الجاد.
مما لا شك فيه أن بحث هذه القضية بأسلوب علمي موضوعي بعيداً عن التشنج والمهاترات وتخوين أصحاب الرأي من أي جانب أمر ضروري... ويبقى الفيصل كامناً في منهج التفكير المعتمد لمعالجة هذه القضية، وغيرها!
8/1/2015