|
غلق | | مركزابحاث ودراسات الحركة العمالية والنقابية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
|
عمال المناجم بالمغرب: لمن ينتجون الثروة؟ حقائق صادمة
الداخل مفقود والخارج مولود. الشعار اليومي لآلاف العمال الذين يعانون من شتى أنواع الأمراض المعدية وغير المعدية. من السل والسيليكوز... إلى كل أنوا ع السرطانات. بالعيش معهم تشعر كأنك في مستشفى متعدد الاختصاصات هجره الأطباء ووضع تحت مراقبة المجرمين. إنهم يموتون في صمت، ويدفنون معهم هواجس حقيقية خلفتها قوة عدوهم الطبقي المباشر(الباطرونا)، التوبيخ، التوقيف، الطرد التعسفي، فبركة ملفات ضدهم طبعا بمباركة ومساعدة وبتوجيه من عدوهم الثاني المسمى "ممثلي" العمال من كل أصناف النقابات الصفراء، وبالخصوص "نقابة الباطرونا "الاتحاد المغربي للشغل". إنهم شريحة عريضة من المجتمع، لكنها شريحة منسية ومقصية، تعمل فقط من أجل الاستمرار في الحياة مع الاحتفاظ بهويتها كجزء من الطبقة المستغلة، تعمل/ تكدح، تنتج لهم، تعمل من أجل صدف البقاء، ومن أجل المزيد من إنتاج الثروات الطبيعية لبقاء واستمرارية عدوها الطبقي، النظام اللاوطني اللاديمقراطي اللاشعبي. فرغم الخيرات المتوفرة ببلادنا، إلا أن العمال المنجميين يعيشون في ظروف أقل ما يمكن القول عنها إنها لا إنسانية، فهم يشتغلون 48 ساعة في الأسبوع عوض 44 ساعة، دون التعويض القانوني عن الساعات الإضافية وعن العمل الليلي، والعطلة السنوية لا تتجاوز 18 يوما للعمال الذين تم دمجهم في الشركة وتمنح في اللحظة التي تكون فيها بطالة تقنية ناتجة عن انخفاض الإنتاج، وفوارق في الأجور بين العمال في نفس العمل. العامل يتقاضى 10.33 درهما للساعة (مبلغ كان عمال المناجم يتقاضونه في القرن19). التسجيل بالصندوق الوطني للضمان الاجتماعي لا يشمل العمال، وإن تم ذلك فالتصريح لا يشمل مدة الشغل الفعلية كاملة. ظروف عمل قاسية جدا، أعمال مرهقة للغاية في أعماق المنجم (تفوق أحيانا 1200 مترا، نموذج الدرع الصفر)، حيث كميات الأكسجين قليلة جدا، ودخان الآلات ورائحة المتفجرات تملأ كل الأماكن، وكذلك الروائح الكريهة الصادرة عن المعادن، الحرارة جد مرتفعة تتعدى 50 درجة أحيانا، تلوث الهواء إن وجد من طبيعة الحال، كل هذا يسبب أمراضا خطيرة للعمال، ومنها مواد تسبب السرطان. فلا توجد احتياطات لوقاية العمال، المهم بالنسبة للباطرونا هو الإنتاج. حوادث الشغل كثيرة جدا، منها ما تؤدي إلى الحتف النهائي، ومنها ما يؤدي إلى الإعاقة الجسدية. كل عامل تعرض لحادثة شغل يتم تزوير الحقائق في أفق التخلي عنه من طبيعة الحال بحضور ومشاركة البيروقراطية النقابية في الجريمة. مدة العمل تتجاوز 8 ساعات في اليوم، حيث يذهب العمال في الخامسة صباحا وفي الخامسة مساء يعودون كالأغنام بدون مراعاة هذه المدة. عدم توفير السكن للعمال حيث يلجؤون للكراء مقابل الأجر الهزيل، في الوقت الذي يعرف فيه العقار ارتفاعا صاروخيا، أكثر من 90% من العمال يعملون بعقد شغل مؤقتة يتم تجديدها كل ثلاثة أشهر، وتطول هذه المدة لتصل في بعض الأحيان الى 15 سنة. وإذا اقتضى الأمر يتم دمجهم في الشركة بشرط ألا يكونوا مصابين بأمراض، دون احتساب المدة التي قضوها مؤقتين، وبدون مراعاة شروط العمل. مناديب العمال تنصبهم الشركة للتضييق على العمال. أما ما يعانيه عمالنا من تشرد وأمراض ومعاناة يومية فحدث ولا حرج. إنها بالطبع مشاكل بالجملة يتخبطون فيها المنجميون يوميا وفي صمت. لكن التجارب النضالية التي خاضوها في كل المواقع، وإن كانت لم تحقق الأهداف المتوخاة منها، فإنها استطاعت أن تعري واقعا مزريا يعيشه العمال، استطاعت أن تخلخل موازين القوى لصالح العمال، حيث حققوا بعض المكاسب واستطاعوا بصمودهم في المعارك أن يشلوا هجمات/مخططات الباطرونا وحلفائها الموضوعيين ممثلي النقابات الصفراء، مدركين وفق تجاربهم البسيطة بأن بوحدتهم سيهزمون قوة الباطرونا. فصرخة هؤلاء العمال تأتينا كل يوم من مناجم النحاس كماسة، الدرع الصفر، تغردين بمراكش، بوسكورة، البليدة، جبل العسل بوارزازات، جبل عوام، اغرم أوسار، سيدي أحمد لتغزى بمريرت، إمينتانوت، إلى مناجم الذهب بأقا التابعة لإقليم طاطا ومناجم الفليورين والرصاص بالحمام بمكناس ومناجم الفضة بتينغير ومناجم الكوبالت ببووازار بوارزازات، والى التنقيب على الغاز والبترول في أنيف بالرشيدية والجنوب. وكذلك أدغال إفريقيا، فمن مناجم الذهب بغينيا إلى مناجم الذهب بالنيجر ومناجم الذهب شمال السودان ومناجم الذهب في موقعين في الغابون وأعمال التنقيب في موقعين آخرين ومناجم الذهب والكوبالت والنحاس في الكونغو، ومناجم إثيوبيا الغنية بالذهب، وأيضا أدغال موريتانيا الغنية بالذهب. إنه عرق آلاف العمال، تسخره شركات استغلال المناجم لسرق ثروات شعبنا. فمنذ 1928، بدأت "شركة مناجم" في استغلال الخيرات الطبيعية للبلاد، وبدأت توسع نفوذها وتبسط السيطرة على الإنتاج. وهذه نماذج لشركاتها:
|
|