نشيد البعث 4 - 10 الجزء الرابع

شكري شيخاني
ffnr1978@gmail.com

2023 / 5 / 25

نشيد البعث
بدأ عفلق الكتابة في تشرين الأول عام 1935 (مقالة عهد البطولة) وكان آخر ما ألفه هو «الديمقراطية والوحدة عنوان المرحلة الجديدة» عام 1989 في ذكرى إنشاء الحزب وانتهاء الحرب العراقية الإيرانية.
ومن مؤلفاته كتاب "في سبيل البعث"، وطبع عام 1977م، في جزئين، حيث جمع فيه معظم مقالاته ثم طبع منه عدة نسخ أخرى مضافا إليه جميع مقالاته بعد وفاته من خمسة أجزاء.
تعرض ميشيل عفلق لانتقادات من أطراف عدة، مثل السعودية والفرع السوري لحزب البعث ومن مراقبين اعتبروا أنه كان حالمًا أكثر مما كان واقعيا، وأنه لم يضع خطة للعمل على تحقيق الوحدة بل اكتفى بوضع الأساس الفكري.
الخلاف مع الفرع السوري لحزب البعث
بعد انقلاب الثامن من آذار ووصل البعث إلى السلطة من جديد، بدأ الصراع بين كتلتين داخل الحزب، الأولى تمثل القيادة التاريخية للحزب مثل ميشيل عفلق وصلاح الدين البيطار ومنيف الرزاز وشبلي العيسمي وغيرهم التي استُحضِرَت إلى الحكم بُعَيْدَ انقلاب آذار 1963، ومعهم بعض الضباط وعلى رأسهم أمين الحافظ والضابط النافذ آنذاك محمد عمران من جهة، وبين كتلة من الضباط البعثيين الصغار المنتمين في معظمهم للأقليات، وحسم هذا الصراع بانقلاب 23 شباط 1966 داخل الحزب، حيث أزاحت مجموعة من ضباط البعث ذوي الرتب الصغيرة القيادة التاريخية للحزب، فانتهت السلطة بالحزب الحاكم إلى يد مجموعة ضباط بعثيين يساريين متشددين أبرزهم صلاح جديد وحافظ الأسد ومصطفى طلاس وسليم حاطوم وعبد الكريم الجندي، ومعظمهم من الأقليات. تحالفت هذه المجموعة الصغيرة مع مجموعة من القيادات المدنية البعثية السنية، مثل نور الدين الأتاسي الذين عُين في منصب رئيس الجمهورية ويوسف زعين في منصب رئيس الوزراء وعدد آخر. بعد الانقلاب داخل أجنحة الحزب فر ميشيل عفلق إلى العراق. بعد ذلك، ونتيجة الخلافات الشخصية مع عفلق وزعماء الفرع العراقي للحزب، اتهم الجناح المنتصر في الفرع السوري عفلق «بسرقة» أفكاره من مؤسس حزب البعث زكي الأرسوزي. وبعد وصول صلاح جديد وحافظ الأسد إلى السلطة بحزب البعث عام 1966، حكم في دمشق على عفلق بالإعدام.
بحسب محمد أحمد الزعبي، طبعت الانتقائية فكر ميشيل عفلق، مع أنها أكسبت أيديولوجية البعث المرونة والقابلية على التفاعل مع الأيديولوجيات الأخرى، ولكنها أبقتها، في نفس الوقت، في فلك الاتجاه المثالي الفلسفي.
توفي عفلق في باريس عام 1989 ومنها نقل إلى بغداد لدفنه. أقامت الحكومة العراقية تأبيناً مهيباً له ودفنته في قبر مزخرف تحت قبة زرقاء في الحديقة الغربية لمقر القيادة القومية لحزب البعث في بغداد عند تقاطع شارع الكندي مع طريق القادسية السريع. وذكرت الحكومة العراقية آنذاك خبر اعتناق ميشيل الإسلام قبل مماته.
أنكرت أسرة ميشيل عفلق هذه الإدعاءات، علمًا تحدث إياد عفلق نجل ميشيل عن رسالة كتبها والده قبل وفاته ووضعها في مصحف كان يحمله، وذكر فيها أنه شهد الشهادتين وأنه يموت على دين الإسلام، ووقّع في نهاية الرسالة باسم «أحمد ميشيل عفلق» بتاريخ 12 تموز 1980. ولكن بحسب مركز بيركلي كانت أسباب ادعاءات اعتناق عفلق للإسلام بحسب أعضاء مجهولين من أسرة عفلق، أداة استخدمت من قبل صدام حسين لنأي البعثية عن المسيحية.

وبين تأكيد البعض ونفي آخرين لإسلام عفلق، تحدثت مقالة نشرتها صحيفة دنيا الوطن عن إسلام عفلق، وفيها استنتج الكاتب شاكر الجوهري ثلاثة أشياء:

أن رسالة عفلق لم تكتب لغايات الدعاية السياسية، إذ أنها لو كانت كذلك، لما دست بين دفتي مصحف عفلق قرابة الست سنوات قبل أن يعثر عليها صدفة، ولم تكتشف إلا بعد مماته.
أنها غير موجهة لأحد بعينه، وإنما لمن يعثر عليها في حالة سقوط أو إسقاط الطائرة.
أن عفلق كان مسلما حقا، وأنه كان يقرأ القرآن الكريم.
في تشرين الثاني من عام 2003 هدمت قوات التحالف (أمريكا)في العراق قبر ميشيل عفلق إثر قرار مجلس الحكم الانتقالي باجتثاث البعث. العديد من الجهات استنكرت ذلك العمل. وفي آذار 2004 أحبط الأردن محاولة تهريب شاهد القبر الخاص به إلى الأردن.
يتبع ...



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن