الشعب والأماني الضائعة

فلاح أمين الرهيمي
moha1985mmad_love@yahoo.com

2023 / 5 / 24

لقد كانت قوة الدعاية التي أدخلت البهجة والسرور في نفوس العراقيين التي رافقت الإطاحة بنظام صدام حسين الدكتاتوري الدموي وسعة باب الأمل والرجاء الذي فتح أمام يأس العراقيين المدجن قد أتاح للمواطنين العراقيين الاسترسال في أحلام وردية عن شكل ومحتوى الحكومة القادمة المشبعة بالنظام الديمقراطي وتحقيق الطموح والأماني للعراقيين وعن ما ستقدمه من إجراءات وما ستخطه من خطوات على طريق معالجة ملفات استراتيجية عديدة ظلت عالقة منذ سنين تمتد إلى عقود خلت من حكم الفاشست الصدامي. ومنذ عام/ 2003 وإلى الآن مضت على حكومات المحاصصة الطائفية والمحسوبية والمنسوبية عشرون عاماً كانت بالنسبة للعراقيين عناوين كثيرة بعيداً عن البناء والاستقرار والسلام واحترام حقوق الإنسان ودولة ذات سيادة حقيقية ومنظومة عسكرية وأمنية متعددة المراكز والأولويات والولاءات ... دولة كانت فيها الأحزاب والكتل السياسية المتنفذة وضعت الدستور جانباً وابتدعت أعرافاً لتأييد نظام المحاصصة الطائفية والحزبية والفساد الإداري.
لقد قدم العراقيون ضحايا كثيرة في مواجهة الإرهاب والتعصب الطائفي والمحسوبية والمنسوبية والخسائر المادية والمعنوية التي سببها الفساد الإداري وسلوكيات المافيات والمكاتب السياسية التي تتحكم من خلالها الأحزاب والكتل السياسية مما أدى إلى ضياع المليارات الكثيرة من الشعب العراقي وأصبح الشعب العراقي بدون كهرباء ولا نظام تعليمي وصحي واقتصاد ريعي غير منتج جعل الشعب استهلاكي عطال بطال ... وبدلاً من ذلك عاش الشعب ظواهر لم يعرفها العراق في أي زمان ونظام وظيفي متخم تجاوز عدده الخمسة ملايين موظف ومستخدم أفرز ظاهرة الفضائيين والبطالة المقنعة وأصبح معدل ما ينجزه الموظف نصف ساعة في اليوم المحدد بثمانية ساعات وتفشي ظاهرة المخدرات وانفلات السلاح والانتحار والعنف الأسري والفقر والجوع والبطالة ولا نزال بعد عشرون عاماً نعيش هذه التفاصيل المحزنة.
إن هذه الظاهرة المؤلمة لا يمكن معالجتها بحكومة عاشت ونشأة وتكونت حسب قاعدة المحاصصة الطائفية الحزبية والفساد الإداري والانفلات والتسيب بنظام الحكم ... وإنما يحتاج العراق وأصحاب الأيادي البيضاء تقوم بهدم الماضي وسلبياته وتبني عراق جديد سعيد ومرفه في أجواء مجتمع مدني ديمقراطي.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن