السيد حافظ ... كما رأيتك شهادة بقلم المخرج / عبدالله عبدالرسول - دراسات في أعمال السيد حافظ (351)

السيد حافظ
sayedhafez948@gmail.com

2023 / 5 / 23

دراسات في أعمال السيد حافظ (351)
السيد حافظ في عيون كتاب ونقاد و أدباء الكويت
السيد حافظ ... كما رأيتك
شهادة بقلم
المخرج / عبدالله عبدالرسول

هل بالإمكان أن أدون كلماتي هذة، وأبدأ أسرد كيف قرأت أول نص مسرحي في حياتي... أستاذنا القدير " السيد حافظ " أستاذنك بأن أبدأ في بوحي ...

عندما تصفحتُ مجلة البيان التي تصدرها رابطه الأدباء بالكويت في آواخر السبعينات بالقرن الماضي،كنتُ حينها في نهاية العقد الثاني من عمري، شدَ انتباهي أسم ( السيد الحافظ)، حيث كانت المجلة تنشر مقالته النقدية واعماله المسرحية وبدأت أقرأ عن مايحمله السيد حافظ من فكر، وجدتُه كاتباً عربياً مهماً ابدع في مختلف الأساليب والأتجاهات الدراميه والنقدية، وخصوصاً الأتجاهات الحديثه المُعاصره، ولا أخفي سراً بأن الكاتب العربي القدير السيد حافظ هو جزء من المكونات المسرحية الاساسية التي استلهمتُ منها طريق المسرح في البدايات.

سألني أستاذنا الدكتور حسن يعقوب العلي رحمه الله، عميد المعهد العالي للفنون المسرحية في بداية الثمانينات من القرن الماضي، لمن قرأت في المسرح فأجبته بأني قرأت لسيد حافظ وعدة أسماء أخري، فأجابني "برافوا يا عبدالله" .. فأن السيد حافظ هو من اوائل من اقتحم الحداثه في مسرحنا العربي، وبعدها مباشرةً قرأثُ بتمعن النص المسرحي "مدينه الزعفران" لسيد حافظ، هذا النص المسرحي الذي يلقي الضوء على العلاقة بين الحاكم والشعب والتشبث بالسلطة ضد كل القوانين والأعراف، وتكون شخصية "حسان" في "مدينة الزعفران"... هي إرادة التغيير للأفضل ولكن يبقى "خادم العامة" غالباً ماتخونهُ ثقة الجماهير أحيانا ، هذة المضامين وجدتها بالنص المسرحي لمدينة الزعفوان ، وحينها قررت اني استأذن السيد حافظ بإخراج هذا المشروع المسرحي الذي أبهرتني فيه الصوره الدراميه الملحميه والشعريه التي صاغها بأحترافيه درامية عاليه، وكان اللقاء الأول لي مع السيد حافظ، فوجدته شخصيه ثقافية عربيه مهموماً في واقعنا العربي، يحمل بداخله تطلعات كبيرة للمضي قدماً لمشاريع مسرحيه حديثه، ويحمل افكار متعدده ليسلط الضوء على واقع وهموم الأنسان ،شجعني وأخذ بيدي كوني في البدايات كانت لي تجارب مسرحية أقوم بكتابتها، كان يتواجد في أعمالي المسرحية مشجعا ويبدي ملاحظاته وبدأت علاقتي بالسيد حافط علاقة الاستاذ الحريص علي أحد أبنائه

وكانت تجربتي الثانية مع مسرح السيد حافظ عام 1989 حين تصديت لإخراج العرض المسرحي "حكاية الفلاح عبدالمطيع"

نص مسرحي وجدت فيه دلالات الضعف والقوه للانسان البسيط، يقوي فينا لغة الادراك والتصدي، ويعطينا أيضا بعداً في الفكر السياسي والاجتماعي،وجدأت أن السيد حافظ عندما كتب "حكاية الفلاح عبدالمطيع" ، يشير لجيل عاجز ومنكسر و بنفس الوقت تواق إلي العدل والحرية والتنوير والكرامه ، كان الحوار المسرحي أقرب الي لغة الايضاح وفتح الطريق لأفاق جديدة للانسان المقهور،" الفلاح عبدالمطيع" .. كوميديا مأسأوية ، تطرح قضية إنسانية في غاية الاهمية .. محورها عندما تردد "الجوقة" الحوار التالي " مامعني الإنسان إذا صار عبداً" ... "حكاية عبدالمطيع" هي فكراً واعيا متوهجا أكثر من أنها مجرد نص مسرحي وأنتهي الأمر

في الندوة التطبيقية لعرض حكاية الفلاح عبدالمطيع" الذي قمت بإخراجها، قالت الدكتورة القديرة فوزية مكاوي رحمها الله ،أستاذة النقد والادب المسرحي، بأن المخرج أقترب كثيرا من فكر المؤلف من خلال الرؤيا الاخراجيه، وتوحدت بينهما خيوط القضيه، فالسيد حافظ صاغها فكرا والمخرج صاغها تمرداً بصورة مسرحية فيها الشجن والكوميديا والموقف بأقتدار علي خشبة المسرح

مسرح السيد حافظ غني ومتعدد وغزير الانتاج وهو دائما ينتقل من مرحلة الكم الي مرحلة الكيف، فهو عايش مراحل عدة فيها التناقضات والنكسات والانتصارات السياسية والاجتماعية في عالمنا العربي،مما نعكس كل هذا علي فكر وطرح السيد حافظ المتجدد، وما أجملنا عندما يكون واقعنا الملموس هو قضية فكرنا وطرحنا بقوالب دراميه غنيه بالصور، هذا مما يؤكد بأن السيد حافط ينتمي إلي جيل لن يتكرر ، الجيل الذي حمل علي عاتقه قضايانا التي ناضلنا من أجلها وعايشناها لحظه بلحظة، السيد حافظ أستوعب اهم القضايا والاطروحات في المراحل التي عايشها وصاغها في أعماله المسرحية علي أرضية تحاكي كل هذة التحولات، كما أنه قدم أشكال مسرحية عدة للتاريخ والثراث العربي، وهو من أوائل الكتاب المسرحيين العرب الذين قدموا أشكالا مسرحية معاصرة وتجريبية قدمت لنا الحداثه في مسرحنا العربي ، السيد حافط .. حافظ علي حبه و إيمانه وإخلاصه للمسرح، كوسيله للكلمه التي يريد التعبير عنها دائما

السيد حافظ في كتاباته تقرأ الكلمة الصادقه وطهارة النفس والقيم والنظال وشرف الموقف، نقرأ في كتاباته الحلم الجميل الذي يتمناه كل مقهور، نقرأ في كتاباته الأمل المفقود... ستضل أدبيات وفكر السيد حافظ حاضرة بالوجدان والضمير تدعو إلي الحيوية والتشيث بالحياة وقيمة الكلمة وروح المسؤولية.


هكذا أنت يا أستاذنا كما رأيتك... مناضلًا من أجل كرامة الكلمة



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن