لماذا الاشتراكية هي الدواء للتخلف العربي، والرأسمالية تعني حتمية دوام خرابه: الرد على لبيب سلطان 4-10

حسين علوان حسين
hussainalwanhussain1951@yahoo.com

2022 / 12 / 9

في هذه الحلقة سأكتفي بالتعليق على القليل من أهم ما تبقى من تحريفات الدكتور لبيب سلطان المحترم، لكون الرد المفصل عليها يتطلب تحرير المجلدات. وسأخصص بقية الحلقات التي بعدها في هذه السلسلة للإجابة على السؤال:
لماذا الاشتراكية هي الدواء للتخلف العربي، والرأسمالية تعني حتمية دوام خرابه؟
نص الدكتور لبيب سلطان المحترم:
"يمكن القول ان الرأسمالية علم اقتصادي لتحويل الطاقة الكامنة في المال المدخ الى الانتاج ( الطاقة الدينامية) باستخدام انجازات العلوم"
التعليق:
هذا النص يزعم بأن المال المدخر يتضمن في داخله طاقة كامنة تستطيع انجازات العلوم أن تحولها من طاقة كامنة في المال الى الانتاج المادي(الطاقة الدينامية)، فهل هذا الكلام صحيح؟
قطعاً، لا.
ولو صح هذا فعلاً، لنال الدكتور لبيب سلطان المحترم على التو واللحظة على جائزتي نوبل في الكيمياء والفيزياء دفعة واحدة على الأقل لاكتشافه المتناهي العبقرية بأن المال المدخر قادر على تحويل الطاقة الى المادة التي تتكفل بتغذية البشرية جمعاء، علاوة على تحقيقها أكبر الأرباح للرأسماليين– وذلك على غرار قدرة النباتات وبعض الكائنات الحية الأخرى على القيام بعملية التركيب الضوئي لتحويل الطاقة الضوئية إلى طاقة كيميائية والتي يمكن من خلال التنفس الخلوي تحريرها لاحقًا لتغذية أنشطة الكائن الحي. الفرق بينهما حسب نص الكاتب المحترم هو فقط أن المال المدخر قادر على تحويل الطاقة الكامنة فيه الى الانتاج المادي بواسطة العلوم من خلال عملية "التركيب اللبيبي"!
أولاً، المال المدخر ليس فيه طاقة كامنة البتة، اللهم إلا إذا كان نقداً ورقياً يُحرق للاستفادة من انبعاث الحرارة منه جراء تكربنه؛ وهذه حماقة نادرة لم يرتكبها سوى بعض بليونيرية الرأسمالية ممن أدارت أكداس سرقاتهم رؤوسهم . ويقيناً، فإن الاستاذ الدكتور لبيب سلطان يتولى بأريحيته الرأسمالية حرق دولاراته الكثيرة، بالطاوة مثلاً، لتدفئة نفسه شتاءً، ما دام يؤمن ايماناً قاطعاً بأن للمال طاقة كامنة، والرأسماليون أحرار في أموالهم. وثانياً، لا يقول لنا الكاتب المحترم أي العلوم هي التي تتخصص بتحويل المال المدخر الى انتاج. ولأنها علوم متعددة تكفل باكتشافها للبشرية مشكوراً الكاتب المحترم، وليست علماً واحداً فقط حسب نصه، فيجب عليه إيراد قوانينها لنختبر مدى مصداقيتها. فإن صدقت هذه القوانين بمنة نعماء الله على عباده العلماء الصالحين، فيجب عندئذ ترشيحه لجوائز نوبل في علم اقتصاد المال المدخر، وفي فيزياء الطاقة الكامنة في المال المدخر، وفي كيمياء تحويل المال المدخر الى انتاج مادي، وفي علم الحَرطاوة الجديد الذي يختص بقوانين حرق النقود الورقية بالطاوة العلومية لإنتاج الدفء بنارها، دفعة واحدة.
ولكن لماذا يورط الدكتور لبيب سلطان المحترم نفسه إلى حد التخريف بشعوذة كون المال المدخر يتضمن في داخله طاقة كامنة تستطيع انجازات العلوم أن تحولها الى الانتاج (الطاقة الدينامية) كلما تكلم عن الاستثمارات في العملية الانتاجية التي يستحيل خلقها دون قوة العمل مثلما يعلم الناس؟!
الجواب: لكي يلغي كلياً - عن سابق غرض وتصميم - دور قوة عمل البروليتاري الحاسمة في خلقها المتفرد للقيمة الانتاجية أولا، ثم يلغي معها حقيقة خلق البروليتاري لفائض القيمة الذي يسرقه الرأسمالي لنفسه، ثانياً. بالنسبة لهذا المشعوذ، فإن الانتاج الاجتماعي يتحقق من تحرير طاقة المال بالعلوم على حد زعمه، و ليس بفعل قوة عمل الشغيلة الكادحين في كافة بقاع العالم على أدوات الانتاج.
معادلته تقرأ هكذا:
(1) مال مدخر + انجازات العلوم = الانتاج
أما في واقع صيرورة عملية الانتاج الرأسمالي الصناعي، فهي تأخذ شكل المعادلة:
(2) المواد الأولية + أدوات الإنتاج + قوة العمل = الانتاج
وفي الانتاج الرأسمالي الخدمي:
(3) أدوات الإنتاج + قوة العمل = الانتاج
سأكتفي بهذا القدر بخصوص عملية "التركيب اللبيبي"، وفي نفسي منها شيء وأشياء!
نص الدكتور لبيب سلطان المحترم:
"ان ابتدائي بهذا التعريف المكثف (اعلم ادارة الاستثمار الانتاجي) يأتي ردا على ماركسيينا العرب الذين لازالوا يرددون دوما مقولة لاعلمية ،دعائية الاصل، حيث لايسندها اي ساند غير الدعاية السوفياتية بطرح الرأسمالية كأيديولوجية فكرية لنظم سياسية . وكأنها تمثل فلسفة الحكم في الدول وانظمة الحكم التي تقوم على الاقتصادية الرأسمالية ، ويدعونها الدول الرأسمالية ، ومن هنا نلتقط القصر والخلط في هذه المقولة البائسة علميا."
التعليق:
مثل كل أعداء الشيوعية من تشرتشل وهتلر إلى صدام، يؤمن الدكتور لبيب سلطان المحترم بأن حنقبازياته التي تقلب نمط الانتاج الرأسمالي الى علم تحكماً هو من باب رده – قربة لربته الامبريالية تعالت – على طرح الماركسيين العرب الرأسمالية كأيديولوجية فكرية لنظم سياسية، رغم أن ما يقوله الماركسيون في كل أرجاء العالم – وليس في العالم العربي وحده – بصدد الرأسمالية هو نفسه. كما أن ما يقوله الماركسيون بهذا الصدد يؤكده أيضاً الآلاف من غير الماركسيين في مختلف بلدان العالم ممن يحترمون الموضوعية ويأنفون عن التلفيق الفكري.
طيب، مادامت الرأسمالية هي ليست الأيديولوجية الفكرية للنظم السياسية في الغرب، فلماذا تمتنع السلطات التشريعية الأمريكية عن إصدار القوانين (وهي ايديولوجيا فكرية) الكفيلة بمنع الشركات الرأسمالية (البناء القاعدي) من انتاج وبيع الأسلحة الشخصية من المسدسات والغدارات نصف الآلية التي تسببت في عام 2020 - وهو آخر عام توفرت عنه بيانات كاملة - بمقتل 45222 مواطناً أمريكياً بريئاً في حوادث اطلاق النار بالأسلحة الشخصية التي تنتجها وتبيعها هذه الشركات في الولايات المتحدة، وفقًا للمركز الأمريكي للسيطرة على الأمراض؟ أليس من واجب هؤلاء المشرعين الأمريكان - "غير المؤدلجين" (كذا!) مثلما يخرف الكاتب المحترم - اصدار القوانين الكفيلة بحماية حيوات ناخبيهم أنفسهم؟
المصدر:
https://www.pewresearch.org/fact-tank/2022/02/03/what-the-data-says-about-gun-deaths-in-the-u-s/
الجواب البديهي هو: لأن قرارات هذه السلطات التشريعية مختطفة بأيدي شركات انتاج الاسلحة النارية التي تمنع من جانبها بقوة رأس المال صدور أي قانون من شأنه الاضرار بمصالحها الحيوية حتى لو أدت كفالة القانون لهذه المصالح الضيقة والخطرة إلى إزهاق أرواح آلاف المواطنين الأمريكان الأبرياء العزل.
نقطة، راس السطر.
نفس الشيء يقال عن عدم توفير الضمان الاجتماعي العام ولا التأمين الصحي العام، وعن وعن وعن...في تشريعات الولايات المتحدة الأمريكية.
هكذا تتجلى، للمرات تلو المرات عبر كل تاريخ الرأسمالية، فاعلية مفعول القانون الماركسي بكون البناء التحتي (النظام الرأسمالي) هو الأقدر على قولبة البناء الفوقي (وجود أو عدم وجود التشريعات الضرورية في هذه الأمثلة).
وإزاء مثل هذه الوقائع الدامغة، فمن هم "الذين لازالوا يرددون دوما المقولات أللاعلمية و الدعائية الاصل، والتي لا يسندها أي ساند" عن الرأسمالية ، الماركسيون أم عاشق الرأسمالية الدكتور لبيب سلطان المحترم؟
نص الدكتور لبيب سلطان المحترم:
"ان كلا نظامي المانيا الهتلرية الديكتاتورية وبريطانيا الديمقراطية مثلا،وهما بلدان رأسماليان ويستخدمان نفس قوانين الاقتصاد الرأسمالي، ولكنهما دولتان مختلفتان سياسيا وعقائديا ، وما توحيدهما الا حاجة دعائية سوفياتيا كون كلاهما كان عدوا للبلشفية، فالمسالة هي دعائية سياسية ديماغوجية لاغير . ولا زال ماركسيونا يرددون مصطلح النظم الرأسمالية تعميما رغم وضوح بهت هذا المصطلح وتهاويه علميا وواقعيا، فالنظم السياسية في العالم هي اما ديكتاتورية او ديمقراطية او ليبرالية ويمكنها جميعها ان تكون رأسمالية الادارة والاقتصاد، وهذا ما يدحض هذه المقولة. ان الرأسمالية ليست ايديولوجيا، بل علم اقتصادي لأدارة الاستثمار الانتاجي والخدمي."
التعليق:
لا فرق البتة بين النظام النازي والنظام البريطاني في ثلاثينات القرن العشرين لأن كليهما يمثلان دكتاتورية رأس المال، والخرا أخو البول. بل أن مجازر الرأسمالية البريطانية المقترفة داخل بريطانيا وايرلندا والأمريكتين وأستراليا و آسيا وأفريقيا منذ عهد كرومويل (1653-8) الى نشوب الحرب العالمية الثانية عام 1939 قد زادت على مائة مليون نسمة، لتفوز بذلك ببطولة العالم في جرائم الابادات الجماعية الرأسمالية بشكل ديمقراطي جداً للقشر. وأنت أيها الدكتور لبيب سلطان المحترم، سافر الآن لزيارة قبر الملكة إلزبث الثانية؛ وبعد أن تقرأ على روحها النجسة الفاتحة، سائلها: لماذا تدرَّبت هي وأمها ملكة بريطانيا وشقيقتها الأميرة مارغريت والملك المستقبلي إدوارد الثامن على أداء التحية النازية عامي 1933 و 1934؟ ولماذا قام عمها الملك ادوارد الثامن وزوجته الدوقة وندسور بزيارة رسمية لبرلين بدعوة من هتلر صيف عام 1937 - التي قابلا خلالها هتلر وهملر وغورنغ وغوبلز، والتي أدى خلالها الملك ادوارد الثامن شخصياً التحية النازية لهتلر على الأقل في مناسبتين - لو لم يكونا مجبولين من نفس روثة دكتاتورية رأس المال؟
واسأل بول سويت، الموظف السابق في وزارة الخارجية الأمريكية، لماذا قال في كتابه "ملف وندسور" (1997) عن الملك البريطاني الديمقراطي للقشر ادوارد الثامن : "كثيرًا ما وجَدَتْ مشاعره المؤيدة لألمانيا تعبيرًا لها في تصريحاته غير الحكيمة التي لم تكن فقط لا تتحسس الأعمال الوحشية للنظام النازي، بل وتنتقد أيضاً " ديمقراطية الزلة " البريطانية . وفي يوليو 1933، أخبر حفيد القيصر فيلهلم الثاني، الأمير لويس فرديناند، أنه "ليس من شأننا التدخل في الشؤون الداخلية لألمانيا، لا فيما يتعلق باليهود ولا بأي شيء آخر". وأضاف إدوارد: "إن الديكتاتوريين يتمتعون بشعبية كبيرة هذه الأيام. ربما نحتاج واحدًا في إنجلترا قريبًا"؟
المصادر:
https://www.france24.com/en/20150718-queen-elizabeth-ii-UK-seen-giving-nazi-hitler-salute-childhood-film-the-sun
https://www.townandcountrymag.com/society/tradition/a41888338/british-royal-family-nazi-relationship-history/
أما قول الدكتور لبيب سلطان المحترم " فالنظم السياسية في العالم هي اما ديكتاتورية او ديمقراطية او ليبرالية"، فهذه أكذوبة مفضوحة سبق وأن فندها ماركس نفسه في كتابه "نقد فلسفة الحق عند هيجل" (1843) وأثبتها علمياً بالقوانين الرياضية المضبوطة عدة علماء اكفاء من بعده، نال أحدهم جائزة نوبل عليها، مثلما سبق وأن أوضحته في مقالتي " مراجعات لمقال الدكتور لبيب سلطان : - معاداة الغرب منهج للرجعية والظلامية في العالم العربي - في الحوار المتمدن 4-5 " ذات الرابط:
https://www+.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=760462
التي قلت فيها بشأن قلب الكاتب المحترم دكتاتورية رأس المال الامبريالية إلى ديمقراطية ما يلي:
"لابد للمرء أن يحزن وهو يقرأ الكلام أعلاه الذي يعكس مدى عدم اطلاع الدكتور لبيب سلطان المحترم على الطبيعة الحقيقة للديمقراطية الغربية التمثيلية، التي باتت تصنفها ابحاث علماء السياسة الغربيين المحايدين أنفسهم - من المتبحرين بأخص خصائصها - بأنها هي في واقع الحال، و بالضبط : " نظام ديمقراطية اللاديمقراطية"، أي النظام النافي لإمكانية حكم الشعب لنفسه مثلما سأبين. كما أن الكلام المجاني عن "معركة الديمقراطية التي قامت على اساس تقييد سلطات الحاكم بالبرلمانات المنتخبة مباشرة من الشعب" يضرب عرض الحائط الحقيقة التي يعرفها كل دارس لطبيعة الديمقراطيات الغربية والمتمثلة بكونها ليست أبداً ديمقراطيات مباشرة (-dir-ect democracy) ، بل هي ديمقراطيات تمثيلية (representative democracy) زائفة . لذا ، فإن الكلام عن "البرلمانات المنتخبة مباشرة من الشعب" هو تلفيق مؤسف، لسبب واضح و بسيط وهو أن الممثلين المنتخبين لا يمثلون الشعب البتة، بل إنهم يمثلون أنفسهم فقط كنخبة. الذي يمثل الشعب إنما هو الشعب نفسه وليس من يتم انتخابه بهذه النسبة أو تلك من أصوات المقترعين. و لقد اكتشف ماركس قبل غيره من علماء السياسة في الغرب هذه الحقيقة منذ أكثر من قرن من الزمان عندما كان عمره خمساً وعشرين سنة في "نقد فلسفة الحق لهيجل" (1843) عندما ثبّت قانون كون النائب المنتخب لا يمكنه أبداً أن يمثل منتخبيه، بل إنه يمثل نفسه فقط. و لقد احتاج علم السياسة 108 سنوات اضافيه لإعادة اكتشاف هذا القانون الماركسي و صياغته رياضياً بما عرف بـ "نظرية استحالة آرو" (Arrow’s impossibility theorem) التي سُميت باسم الاقتصادي "كينيث أرو" (Kenneth Arrow) الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد، والمنشورة في كتابه "الاختيار الاجتماعي والقيم الفردية" عام 1951 بصدد انتفاء التماسك المنطقي (logical coherence) الداخلي لنظرية الديمقراطية التمثيلية، أي أن هذه النظرية تنفي نفسها بنفسها رياضياً. وتُثبت نظرية استحالة آرو (التي تسمى كذلك " نظرية الاحتمالية العامة" أو "مفارقة آرو" ) علمياً بأنه عندما يكون لدى الناخبين ثلاثة بدائل (خيارات) مميزة أو أكثر، فلا يمكن لأي نظام انتخابي تصنيفي أن يحوِّل تلك التفضيلات المرتبة للأفراد إلى مجتمع- تصنيف واسع (كامل ومتعدد) مع تلبية مجموعة المعايير المطلوبة: المجال غير المقيد، وعدم الدكتاتورية، وكفاءة باريتو، واستقلالية البدائل غير ذات الصلة. باختصار، تنص هذه النظرية على أنه لا يمكن أبداً تصميم نظام انتخابي مرتب يلبي دائمًا معايير "الإنصاف" الثلاثة هذه :
• إذا فضل كل ناخب البديل X على البديل Y ، فإن المجموعة تفضل X على Y.
• إذا ظل تفضيل كل ناخب بين X و Y دون تغيير، فإن تفضيل المجموعة بين X و Y سيظل أيضًا دون تغيير(حتى إذا تغيرت تفضيلات الناخبين بين الأزواج الأخرى مثل X و Z أو Y و Z أو Z و W).
• لا يوجد ناخب واحد يمتلك القدرة على تحديد تفضيل المجموعة دائمًا.
المصدر:
https://web.archive.org/web/20110720090207/http://gatton.uky.edu/Faculty/hoytw/751/articles/arrow.pdf
نص الدكتور لبيب سلطان المحترم:
ليس هناك نموذجا معروفا لتطور اي مجتمع للتحول الى الانتاج غير التوجه الى الرأسمالية ، أي علم وادوات الاستثمار الانتاجي ، الذيي يجمع بتفاعل كيمياوي ناجح بين طاقتين المال المدخر (الرأسمال) ومنجزات العلوم، ليولد طاقة دينامية انتاجية تطور الايادي والعقول والقدرات، وزيادة الثروة الاجتماعية والرفاه الفردي والاحتماعي والتطوير الحضاري وتخسين نظمها السياسية والادارية ، ومنه يحق لي ولغيري، اعتبارها جريمة فكرية تلك التي يمارسها الماركسيون العرب، ربما دون معرفة او دراية ، كونهم ابتعدوا كليا عن التحليل العلمي واصبحوا عبيد النص والمقولة الدعائية المؤدلجة سوفياتيا. واقول لهم ان الاوان لمراجعة فكرية وعلمية لما تنطقون به وتبشرونه وتكتبوه عن الرأسمالية من مغالطات ، فهي ، وخاصة لمجتمعاتنا اليوم ، أداة ثورية اللنهوض وتحويل مجتمعاتنا الى منتجة بدل ان تكون مستهلكة ، والى تعلم واجادة فن وعلم الانتاج واستخدام الموارد. ان كلامكم ضدها هو تنظير مستورد عفى عليه الزمن لفشله في ارض الواقع ،اضافة ان لاعلاقة له بالعلم الذي لايأخذ الا الحقائق الملموسة على الارض ، او حتى شبه العلم الذي يقبل بمقولات ولكنه لايقول الاخذ بها ولا يقدسها بانتظار اما اثباتها في الواقع او قد دحضها من فشل تجربتها فيه، وهذه خير محكمة علمية لمقولاتكم عن الرأسمالية، فاما ان تجدوا لنا من الواقع ما يدحضها، أو تأتون باحسن منها مجربا ونجح، وهذا مالم تقوموا به رغم كثرة كتاباتكم كونها لاعلاقة لها بالواقع الملموس وتقديم حلولا علمية امام المشاكل الحقيقية لمجتمعاتنا . وعليه اجد من الممكن هنا ان اطلق على كل من يتقول بالرأسمالية سبب لتخلف مجتمعاتنا او انها ضد تطورها اما انه متحايل معرفيا او دوغماتيا سلفيا وتلميذا نجيبا لأبن تيمية ولكن بشكل ونص ماركسي. "
التعليق
قد يكون من النافل أن أختتم بالرد على الدكتور لبيب سلطان المحترم مستخدماً نفس أبنيته اللغوية أعلاه (بعد التعديل):
يحق لي ولغيري من قراء "الحوار المتمدن" الأعزاء أن نعتبر تطويبك الفج للرأسمالية المبيدة للشعوب والمدمرة للبيئة هو جريمة فكرية من تلك الجرائم التي يمارسها المتمسحون العرب باللبرالية، ربما دون معرفة أو دراية، كونهم قد ابتعدوا كلياً عن التحليل العلمي، وأصبحوا عبيداً للنصوص والمقولات الدعائية البالية والمؤدلجة إمبريالياً. وقد آن الأوان لقيامك بمراجعة فكرية وعلمية لما تنطق به من التلفيقات وتبشر وتكتب به من الشعوذات عن طبيعة الرأسمالية المليئة بالمغالطات والتخلف الفكري والعداء الجهول ضد الماركسية والشيوعية مثلما كان يفعل علي صالح السعدي والبكر وصدام. إن الرأسمالية هي، خاصة لمجتمعاتنا اليوم، أداة الامبريالية للخراب الاجتماعي والاقتصادي والسياسي مثلما هو حاصل الآن في فلسطين والعراق وسوريا واليمن والسودان ولبنان والصومال ومصر وليبيا؛ في حين أن الاشتراكية تقود الى تعلم وإجادة فن وعلم الانتاج المخطط والاستخدام الرشيد للموارد وتحرير العمل والغاء البطالة والفقر والتخلف واللامساواة الاجتماعية والتبعية للغرب. وإن كلامكم المغرض ضد الماركسية هو تنظير امبريالي مستورد عفى عليه الزمن لفشله المدوّي على أرض الواقع، علاوة على انفصامه التام عن العلم الذي لا يأخذ الا بالحقائق العلمية التي أثبتت مراراً وتكراراً الفشل المدوي للنظام الرأسمالي طوال قرنين. وهذه السلسلة من المقالات هي خير فضح علمي لشعوذاتكم عن طبيعة الرأسمالية. فإما أن تجدوا لنا من الواقع ما يدحضها، أو تأتون بأحسن منها مجرباً ونجح. وهذا مالم تقوموا به رغم كثرة كتاباتكم التي لا علاقة لها بالواقع الملموس، ولا بتقديم الحلول العلمية للمشاكل الحقيقية لمجتمعاتنا. وعليه، أجد من الممكن هنا أن أطلق على كل من يتقوَّل بكون الرأسمالية ليست سبباً في تخلف مجتمعاتنا أو أنها ليست ضد تطورها لقَبَ المتحايل معرفياً، أو أنه دوغمائي سلفي وتلميذ نجيب لإبن تيمية، وإن بشكلٍ ونصٍ متمسح باللبرالية.
يتبع، لطفاً.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن