خيمة ملعب العرب في مونديال قطر

جمشيد ابراهيم
jd-ibrahim@hotmail.de

2022 / 11 / 23

لا تعرف العرب بان كلمة الاهل كانت تعني سابقا خيمة و لأن العائلة العربية كانت تسكن في الاهل (كان يصنع من شعر الحيوانات) و عند زواج الابن الاكبر ينصب له خيمة أخرى و هذا هو سبب تحول معنى الاهل (الخيمة) إلى الاهل (العائلة) و حل محله كلمة خيمة - لذا أكثرية مفردات البيوت و الهندسة المعمارية و ابوابها و شبابيكها أجنبية تم استعارتها من اللغات الارامية و الفارسية و غيرها.

هذا و لأن العرب كانت تسكن في الصحراء مع الابل فإن غذائها كان بالطبع حيوانيا لذا تحول معنى كلمة لحم الارامية التي تعني فيها الخبز( قارن الاسم المسيحي الارامي بيت لحم) إلى معنى اللحم و حل محلها كلمة خبز الامهرية (الحبشية) لاحقا - بيت لحم هي مدينة الخبز لقداسة الخبز النباتي بالمقارنة مع اللحم الحيواني

و لأن العرب كانت تنتقل و تغزو على ظهر الجمال فإنها كانت بدوية تنتقل من مكان إلى مكان و تنزل من الجمال لتنصب خيمة جديدة (اهل) فكانت لها منازل من الخيم و لا تزال كلمة منزل تسمى البيت و هذا يفسر أيضا ولع محمد بكلمة نزل و تنزيل الآيات (طبعا بتاثير المسيحية الارامية و جنات الفردوس - الفارسية - نزلا في القران) من السماء و العراقي العربي لا يزال يقول نزلة إلى المدينة بمعنى الذهاب (من المعسكر) إلى المدينة - طبعا النظام العسكري أجنبي أيضا فكلمة عسكر هي من اللاتينية و كلمة جندي من الفارسية.
كان الثلاثي فتح يشير إلى قرار حربي و هذا هو سبب تسمية الغزوات الإسلامية بالفتوحات قارن ايضا (نصر من الله و فتح قريب).

و لأن صحراء الجزيرة العربية كانت قافرة تشكو من شحة الماء العذب فإن صياغة كلمة حمام على وزن فعال هي ارامية و كان الحمام طبعا مهنة و ليس غرفة كما نفهمه اليوم فكيف كانت العرب تبذخ بصرف الماء في غرفة تسمى حمام إذا كانت تعاني من شحة الماء و هي تسكن في خيمة (اهل)؟ جميع اسماء المهن التي تصاغ على وزن فعال هي على الطريقة الارامية كما في القصاب و الجزار و الخباز والحمال و البقال و الدكان و غيرها

و اليوم و بحكم ثراء العرب من غزوات الإسلام و النفط و الهندسة المعمارية الغربية تسكن عرب دويلة قطر في بيوت فاخرة و تبني عمارات عالية على الطريقة الغربية و تحولت الخيمة و الابل فقط الى رموز للثقافة الماضية (ثقافة الصحراء) و تقرأ تنزيل آيات محمد في المونديال و تشيد ملعب كبير على شكل خيمة طبعا بالاعتماد على الهندسة الغربية (كلمة هندسة استعارة من الفارسية) و ايادي عاملة بائسة فقيرة من الدول الإسلامية غير العربية مثل بنغلاديش و باكستان و اندونيسيا - هذه الأيادي العاملة المسكينة تضحي بصحتها و كرامتها و حياتها لخدمة عرب قطر و السعودية تعمل و تسكن كخادم دون ادنى حقوق انسانية في منازل رثة و تعمل ليل نهار لأجل لقمة العيش - هذا هو إسلام العرب

كان الثلاثي سلم في محيط صحراوي قاس يعني السلامة أي الوصول و الذهاب بسلامة و دون جرح و قتل أي عكس الحرب - معنى سلام (كتحية) تطور لاحقا لاهمية السلامة البدنية و لا تزال تقول العرب مع السلامة عند الوداع و تقول السلام عليكم و عليكم السلام عند التحية

هنا نرى أيضا ان المرأة في الثقافة العربية السابقة هي أيضا الزوجة لأن كلمة (زوج) يعني (اثنان) فلا يعقل ان تكون الزوجة شخصين و الزوج شخصين أي المجموع أربعة و هذا يبين أيضا استعارة كلمة زوج من اليونانية - كانت كلمة زوج في اليونانية تشير إلى شد او ربط بقرتين للحراثة و اليوم الزواج العربي هو ربط شخصين في الحياة و لا تزال كلمة (زوج) تعني في العربية العراقية (غبي أو شخص ما يفتهم)

هذا و ان مفردات القراءة و الكتابة هي أجنبية أيضا و كان الثلاثي كتب يعني التشكيل في الارامية اتسع معناه في الارامية نفسها إلى الكتابة و الا لما كانت هناك كتيبة عسكرية فالكتيبة لا علاقة لها بالكتابة بل بالتشكيل - و هكذا استعارت العرب مفردات حضارية مثل القلم من اليونانية و الكتابة و القراءة من الارامية و القرطاس و القاموس من اليونانية و المصحف من الحبشية - فحتى اسم المحيط في قاموس المحيط هو ترجمة من اليونانية قاموس (اوكيانوس) و هذا يعني بان حتى كلمة قرآن هي من السريانية (الارامية المحكية) و لا تزال العرب تعتقد بان الثلاثي قرأ كان يعني قرأ بالمعنى الحاضر و لا تعرف بان (اقرأ) في القران كان يعني قل أو انطق أو ردد (شفويا) و في لغة القرآن نفسها مفردات أجنبية كثيرة لربما للحاجة إلى هذه المفردات و ترك انطباع الهي قدسي عند بدو العرب فالغموض و عدم الفهم يترك انطباعا الهيا مقدسا عند الناس

معظم أسماء النباتات و الفواكه (الرمان و التفاح و البرتقال و التين و العنب) و الخضروات (بامية و فاصوليا و لوبيا و كرفس و بقدنوس و غيرها ) هي دخيلة على العربية تماما مثل اسماءالمدن و الدول (العربية) الأجنبية قارن بغداد و دمشق و بيروت و لبنان و سوريا و مصر و غيرها من الاسماء

و أخيرا فمعظم المفردات و المفاهيم الحضارية و العصرية هي ليست الا ترجمات حرفية من اليونانية و الإنجليزية و الفرنسية خصوصا لغة الاعلام العربي في الصحف و الراديو و التليفزيون و الإنترنيت (ترجمات اكثريتها من الانجليزية) - جميع النصوص العلمية تعتمد اعتمادا كليا على صياغات و ترجمات من الإنجليزية - و اليوم لا تستطيع أن تكتب نصا طبيا او فيزيائيا او نصوص علمية أخرى دون الاتكال على الإنجليزية - كانت الثقافة العربية متكلة على الفنون و الاختراعات الأجنبية فالارقام التي يسميها الغرب عربية بسبب وصولها عن طريق اسبانيا عندما كانت تحت الاحتلال الاسلامي هي هندية و الليالي العربية في الف ليلة و ليلة فارسية هندية و الطب العربي فارسي و لا تزال العرب تتكل على الله في كل كبيرة و صغيرة (ثقافة التوكل على الله و الله وكيلك في كل شيء) نعم الرب العربي فعلا مسكين ليتحمل كل هذا الثقل و العبء –
www.jamshid-ibrahim.net



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن