إمبريالية بوتين -المناهضة للاستعمار- تتماشى مع التاريخ الاستبدادي

محمد ناجي
muhammednaji@yahoo.com

2022 / 10 / 2

ترجمة : محمد ناجي

"لا يمكن لروسيا أن تخسر ، لذلك نحن بحاجة إلى شكل من النصر" . يتبادر إلى الذهن هذا البيان statement الصادر في 2 أبريل/ نيسان بشأن الغزو الروسي لأوكرانيا ، من قبل المستشار السابق في الكرملين سيرجي كاراجانوف ، عند التفكير في ضم فلاديمير بوتين للأراضي الأوكرانية لوهانسك ودونيتسك وخيرسون وزابوريزهيا .

"معاهدات الإنضمام" التي تم توقيعها للتو هي طريقة (رجله القوي)* لإقناع شعبه بأن حربه كانت ناجحة (روسيا "تكسب" 40 ألف ميل مربع من الأرض) - على الرغم من أن القوات الأوكرانية تحرر بالفعل الأراضي التي تم ضمها حديثاً في دونيتسك . وزعم بوتين claimed أن "هذه هي إرادة الملايين من الناس" ، مستشهداً بالاستفتاءات الصورية التي شارك فيها العديد من الروس تحت تهديد السلاح .

كان خطاب بوتين قبل "احتفال" الضم تحفة من روائع الخطاب المزدوج الاستبدادي . وبينما أكد أن الأراضي الأوكرانية التي تم الاستيلاء عليها ستظل جزءاً من روسيا إلى الأبد ، فقد اتهم الغرب أيضاً بالرغبة في جعل روسيا "مستعمرة" وتحويل شعبها إلى "حشد من العبيد الذين لا صوت لهم" - وهو مشروع يصف تماماً طموحاته ، كشخص مستبد .

"هذا في الواقع إعلان رسمي للأعمال العدائية ضد الغرب" كما ورد في تغريدة tweeted لماكس سيدون ، مدير مكتب موسكو لصحيفة فاينانشيال تايمز ، عن وضع بوتين لروسيا كزعيم لـ"حركة مناهضة للاستعمار" ستحرر العالم من الاستبداد الغربي .

التناقض بين إعلان نفسك معادياً للإمبريالية ، بينما تقوم بأعمال إمبريالية ليس بالأمر الغريب في تاريخ الديكتاتوريات . صور الديكتاتور الفاشي بينيتو موسوليني إيطاليا على أنها تقود حملة صليبية ضد الإمبريالية ضد الغرب ، في نفس الوقت الذي ارتكب فيه إبادة جماعية في ليبيا المستعمرة الإيطالية في 1930-1931 . وكانت معاداة الإمبريالية هي الشعار للديكتاتوريات الشيوعية (بما في ذلك في روسيا وألمانيا الشرقية ، حيث تشكلت نظرة بوتين للعالم) التي قتلت عشرات الملايين ، بينما كانت تزعم الدفاع عن الشعوب المضطهدة من قبل الرأسمالية في جميع أنحاء العالم .

لقد تم استنكار عمليات ضم بوتين من قبل كل من القادة الديمقراطيين والمستبدين مثل تركيا رجب طيب أردوغان . ومع ذلك ، قد يؤدي هذا الموقف الجديد المناهض للاستعمار إلى حشد المزيد من الدكتاتوريات المعادية للغرب التي دعمت بشكل مباشر أو غير مباشر حربه على أوكرانيا طوال الوقت ، مثل بيلاروسيا وكوبا ونيكاراغوا وفنزويلا وكوريا الشمالية وإيران .

بوضعه وظهره إلى الحائط ، وانكشاف آليته العسكرية القوية المفترضة على أنها فاشلة ، أصبح بوتين الآن في أخطر حالاته . (الرجال الأقوياء) في هذه الحالة لا يتراجعون أبداً ، بل يتضاعف انحدارهم . نظراً لأنهم يحتقرون شعوبهم ، فإنهم لا يهتمون بأي تداعيات قد تكون لأفعالهم على بلدهم . إنهم يهتمون فقط باستعادة هيبتهم وتحقيق ما يشبه النصر .

وكما يُشير تاريخ الاستبداد ، فإن هذا لن ينتهي بشكل جيد أبداً .

روث بن غيات
* الكاتبة تستخدم (رجل قوي - رجال أقوياء) وهي تقصد (المستبد - المستبدون) ، وهو ما ذكرته في كتابها : (رجال أقوياء من موسوليني حتى الوقت الحاضر ) . المترجم



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن