صباحكم ثورة ونور وضياء وسلام .

صادق محمد عبدالكريم الدبش
addilalinsan39@hotmail.com

2022 / 9 / 29

عشية يوم الإباء والنضال والنصر المبين ، عشية الذكرى الثالثة لثورة الأول من أكتوبر تشرين الأول 2019 م .
ثورة الألف شهيد وشهيدة ، ثورة الثلاثون ألف مصابة ومصاب ومعتقل ومختطف ومغيب وشريد !..
ثورة الجياع والباحثين عن رغيف الخبز في النفايات ، وثورة البؤساء والمشردين ، من اليتامى والجياع ، والثكالى والأرامل والأمهات المتعففات اللاتي لا يجدن لقمة طعام يسدون رمقهم ، يجاهدن تلك النسوة من الموت البطيء ومن مذلة مد اليد ، لتشحذ رغيفها أو تموت بصمت وما أكثرهن إن كنتم تعلمون !..
هل شاهدتم أو سمعتم أو قرأتم ، بأن شعبا قد انتصر دون مشاركة واسناد ودعم وتصدر النضال هذه الشعوب بغياب أو تغييب للمرأة ؟..
أرجوا أن تنبؤوني وأين ومتى ؟..
من لم يتعلم من دروس التأريخ ومن تجارب الشعوب ، فلا تنتظروا منه خيرا ولا رشدا ولا رأيا سديد ، فهذا ليس بثائر أو يفقه شيئا في علم السياسة والعلوم الإنسانية وتطورها وتقدمها ، ولا وجود في فلسفته وتفكيره ونهجه شيء لنصرة الحق والعدل والمساواة بين الجنسين .
علينا الوقوف بثبات وقوة ، مع توئم روح الرجل ورفيقة دربه ، المرأة وأن لا نبقى متفرجين على معاناتها وما تقاسيه من شظف العيش ومن تهميش وقمع وإذلال وترويع وإلغاء ، يجب الانتصار لها قولا وفعلا وبشكل واضح وصريح .
المتخلفون من أعداء الحياة ، هؤلاء ليسوا فقط لا ينتصروا لحقوقها ومساواتها ، بل هم خصمها وإن يدعون عكس ذلك ، بأي شكل وتحت أي مسمى ، أو تحت أي مبرر ، بدوافع دينية أو اجتماعية أو سياسية أو أخلاقية ، أو لأي سبب او مبرر ، إنها تعليلات ومبررات تخفي ما تخفي ورائها ، إنه العداء للمرأة ولتحررها ومشاركتها في الحياة العامة ومختلف الأنشطة الاجتماعية والسياسية والثقافية والأدبية والفنية وتبوئها مختلف المناصب والرتب .
ادعموها وساندوها وادفعوها للخروج إلى فضاء الحرية ، بكل قوة ونشاط وتصميم ، إنها هي الحياة ودونها لا حياة .
حين خرجت هذه الزهرات الرقيقات في تشرين 2019 م ، كأنهن ساحرات وملاك طاهرات ، هذه الفتاة .. صرخت بكل قوة وبصوت عالي وصل صداه إلى السماوات العلا ، وربما سمعته المخلوقات في العوالم الأخرة .. إن كانت هناك مخلوقات غيرنا ، فكيف لكم أيه البشر لن تسمعوا صرختها ؟؟..
رددتها ألاف المرات حين قالت .. أنا ثورة .. أنا ثورة .. أنا ثورة .. أنا حرة .. أنا حرة ... أنا حرة .. أنا الحب أنا السلام .. أنا الأمان .. أنا الكرامة أنا الشرف أنا الحرية .. أنا الديمقراطية .. أنا التعايش .. أنا كل شيء جميل .. أنا العفة .. أنا الخلق والأخلاق والنزاهة .. أنا زهو الحياة ...
لماذا تريدون أن أكون عورة ، واسمي يخدش الحياء ، يا من لا حياء لكم ولا ناموس ولا شرف ولا ضمير ، ولا عزة ولا كرامة ولا أخلاق !..
صرخت وما زال صوتها يقظ مضاجع أعدائها لتقول للعالم أجمع .. يا ناس يا عالم .. أنا حرة .. أنا لست بعورة .. أنا لست بعورة .. أنا لست بعورة !..
أنا لا أختلف عنكم ومثلكم وقد أتفوق على البعض منكم ، فلا تجعلوا مني كائن جاهل عاطل أو عالة عليكم ، لم ولن أقبل أن أكون كذلك أبدا ، وسأقف بوجه كل من ينتقص من قدراتي العقلية والبدنية ، أو تسفيه للخلق والأخلاق للمرأة ، أنا لا أقل عفة وكرامة وشرف عن أخي الرجل وقد أتفوق على بعضكم ، و
خلق جسمي هكذا ، كما أنتم خلقتم كما أنتم ، وشرفي ليس ما بين فخذي ، كما أن شرفكم ليس بين فخذيكم ، فلا تستصغروا قدراتي ومداركي وحسن تدبري وتدبيري ، خذونا عونا لكم وكونوا عونا لنا أيها الأخيار ، فأنتم كرامتي وشرفي وقوتي ،ـ كما أنا كرامتكم وقوتكم وعونكم وشرفكم .
المرأة كما بينا هي كائن رقيق وجميل ، باعث للبشر والمحبة والحياة الراقية البهية الجميلة ، لم تخلق لحلب البهائم والطهي وتربية الأطفال والغسيل والتنظيف وللفراش ، وجدت ككائن حي في عيش مشترك ، تشترك مع الرجل في كل تفاصيل الحياة صغيرها وكبيرها ، وكما يقول فردريك أنكلس [ أي شعب لا يستطيع التحرر ونصفه في المطبخ ] فلا تعطلوا نصفكم .
وكما قال أحدهم ( المرأة روح كل ثورة عظيمة ) بمعنى لا يمكن لثورات الشعوب ونحن منهم ، أن ننتصر بتغييب للمرأة ، لأنها ثورة .. ثورة .. ثورة يا عالم .. افهموا هذه الحقيقة .
على المرأة أن تنفض عنها كاهلها ما علق بها من تجهيل وتغييب وتخلف وقمع ومصادرة ، وتسفيه وتقزيم ، عليكم أن تنهضوا بقوة لتشاركن في كل نشاط سياسي اجتماعي ، وفي أي عمل ترونه مناسبا ويلبي طموحكم ، فلا تترددوا فتفشلوا وتركنوا جانبا أبدا ، بعزيمة وثقة وثبات وإصرار على ما تردن تحقيقه لصالحكم ولصالح المجتمع ويلبي طموحكم ورغباتكم .
أقول لنسائنا وللشابات من طلبة وشبيبة وعاملات وربات بيوت ، أن لا يتخلفن عن المشاركة الواسعة والكبيرة في التظاهرات التي ستكون يوم السبت من صباح الأول من تشرين الأول 2022 م ( 1/10/2022 م صباحا ) .
تحقيق أهداف ثورة تشرين وما كان يتطلع إليه شهداء تشرين والمغيبين والمصابين ، متوقف على مشاركتكم في هذه التظاهرات ، فلا تتخلفوا عن القيام بواجبكم ، من خلال المشاركة الفاعلة والمساهمة النشيطة في تلك التظاهرات ، لتحقيق أهداف وتطلعات شعبنا في الحرية والديمقراطية والسلام والتقدم والرخاء ، ومن أجل قيام دولة المواطنة وقبول الأخر والعيش المشترك ، بين مكونات شعبنا المختلفة في عراق أمن مستقل حر وسعيد .
لا يفوتني أن أقول للرجال .. للأب وللأخ والزوج والحبيب والصديق والزميل والرفيق ، شجعوا فتياتكم وأمهاتكم وبناتكم وزوجاتكم وصديقاتكم وزميلاتك على المشاركة الفاعلة في هذه المظاهرات وغيرها وما سيليها من تظاهرات ، امسكوا بأيديهم ورافقوهم وبفخ واعتزاز ومحبة ، دون خجل فإنها فخر وعزة وكرامة وليست بعورة ، ذلك عمل مقدس شريف ، سيروا معها يدا بيد وكتفا بكتف وبروح مفعمة بالأمل بأن القادم سيكون أجمل ، وإن التأريخ والنصر يصنعه الشجعان والأحرار الشرفاء ، ناكري الذات المضحين الأوفياء لشعبهم ووطنهم .
المجد والإباء والتأريخ والفخر ، لا يصنعه الجبناء والانتهازين والمترددين ، المتخلفين المعادين للتحضر وللثقافة والفنون ، هؤلاء معادين للمرأة وللحريات وللديمقراطية وللتقدم والسلام .
عاشت ثورة الشعب ... ثورة تشرين ثورة العز والكرامة والتحرر من العبودية والتخلف .
المجد والذكر العطر والرحمة والخلود لشهداء وشهيدات تشرين الأغر .
العار والخزي والموت لقتلة شهداء وشهيدات تشرين ، ولا يسعنا إلا أن نطالب بالكشف هؤلاء القتلة المجرمين أعداء الحياة ، ونطالب بإحالتهم إلى قضاء عادل لينالوا جزائهم العادل .
الشفاء العاجل للجرحى والمصابين ، والحرية للمعتقلين والمغيبين والمطاردين .
عاش نضال قوى شعبنا الديمقراطية والتقدمية والوطنية .
عاشت ثورة الشعب .. ثورة تشرين الأغر .
صادق محمد عبدالكريم الدبش



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن