برنامج - الاسلام في الميزان - .. الحلقة الرابعة .. الاسلام و سؤال المرجعية ..

مصطفي الجعلي
abdo.a6.aa@gmai.com

2022 / 9 / 21

اعيزائي القراء اينما تكونون احييكم تحية طيبة و ادعوكم للانضمام الي قراءة هذه الحلقة الجديدة من حلقات برنامجكم اللكتروني الاسبوعي ( الاسلام في الميزان ) .
حلقة اليوم سنناقش فيها موضوع غاية الاهمية الا و هو موضوع ( الاسلام و سؤال المرجعية )
و سؤال الحلقة
ما هي المرجعية التي يستند عليها الاسلام في تشريعاته و في تحديد الصلاح من الضلال ؟؟
.
المرجعية هي الاساس الذي يتشيد عليه اي فلسفة اخلاقية تقدم نظرية حول الحق . و تقوم بضبط السلوك هنالك مرجعيات عديدة و في ضوءها يتم تحديد ما اذا كان السلوك الذي يصدر من الكائن حقا ( يطابق ما ينبغي ان يكون ) ام غير حق غير مطابق لذلك المبدا . و نستطيع في ظل المرجعية تقييم السلوك و الرد عليه .
هنالك مرحعتين اثنين للضبط الاخلاقي هما
.
المرجعية الاخلاقية الاولي هي مرجعية العقل .
تقتضي مرجعية العقل ان الفعل الاخلاقي هو الفعل الذي يجلب للفرد السعادة و السرور دون ان يترتب عليه اذي او ضرر للاخرين .
فالفعل الحق حسب مرجعية العقل هو ما يحقق سعادة الانسان و رفاهيته دون المساس بسعادة الاخرين .
فكل سلوك فعلي لا ينبني علي هذا الشرط فهو فعل لا عقلاني . اي ليس بالحق حسب مرجعية العقل . و ابرز دعاة هذا الاتجاه الاخلاقي هم جون لوك و ستيورات ميللي و منها تولدت فكرة حقوق الانسان .
.
اما المرجعية الثانية هي مرجعية الانا و الانا تشمل تحقيق غرائز الانسان و نزواته و تطلعاته علي حساب من هم دونه من البشر .
فالفعل الحق هو ما يحقق للانسان السعادة و النشوة دون ان يتقيد حتي لو كان تلك النشوة ينبني عليها جلب الالم و الازي و اللاارتياح لمن هم سواه من البشر . حتي و لو ترتب عليها ايذاء الغير و ايلامهم و الاعتداء علي حقوقهم و كرامتهم .
فمرجعية الانا هي مرجعية غير عقلانية لا تقيد السلوك بمبدا جلب اللذة للشخص و استبعاد الالم عن غيره . بل تقيده بمبدا جلب اللذة للفرد دون مراعاة مدي اعتداء ذاك السلوك علي الغير
ابرز دعاة هذا الاتجاه هم نيتشة و فرويد و ميكافيللي .
..
السؤال
ما هي المرجعية الاخلاقية التي يتبعها الاسلام في الحكم علي الفعل الانساني و تقييمه و التشريع بالتحريم و التحليل ؟؟.
هل يتبع الاسلام مرجعية العقل في التشريع ام مرجعية الانا اللاعقلانية ؟؟

في الحقيقة
نجد الاسلام متقلبا بين المرجعيتين فتارة يتبع مرجعية العقل . و تارة يتبع مرجعية اللاعقل .
.
سوف نقدم نماذج علي العقلانية في الاسلام و هنا
* تحريم السرقة و تجريمها بالنص القراني ( و السارق و السارقة ف اقطعوا ايديهما جزاء ...) هذا عمل يصب في اطار مرجعية العقل لما في السرقة من ضرر عميم علي البشر "..
* تحريم الكذب و هذا عمل عقلاني لما فيه من ضرر عميم علي البشر .
* تحريم النميمة بنص الحديث المذكور في الصحيحين البخاري و مسلم " لا يدخل الجنة نمام " .. و النميمة فيها مفسدة عظيمة علي البشر .
.
هذه المحرمات الثلاث توحي ب ان مرجعية الاسلام هو العقل و انه دين عقلاني الا اننا نعثر علي امور غير عقلانية في الاسلام منها
.
* تحريم سماع الغناء وفق حديث ابي مالك الاشعري الذي رواه البخاري ( ليكن اقواما من امتي يستحلون الحر و الحرير و الخمر و المعازف) " و الحر هو الزنا و الحرير اي لبس الحرير للرحال و و المعازف هي الات الطرب ) و يستحلون اي هي حرام فيستحلونها و سماغ الغناء حسب العقل هو عمل جائز مباح يجلب السرور و ليس فيه ضرر للفرد .
* و ناخذ مثال اخر للاعقلانية في الاسلام هو اباحة الغزوات و القتل في سبيل نشر الدين و هو عمل غير عقلاني اذ تترتب عليه قتل الرجال و ترميل النساء و ترهيب الامنين .
ما سبق نموذحين لمخالفة الاسلام للعقل .
.
من هنا نستطيع القول ب ان التشريع الاسلامي لا ينطلق من مرجعية معين وفهو متقلب بين المرجعيتين العقلانية و اللاعقلانية .. و السؤال في ختام حلقتنا
ما هي مرجعية التشريع الاسلامي ؟؟
مع من يؤيد الاسلام " العقل " ام " اللاعقل ؟؟..
ما هو تصور الاسلام للصلاح و الطلاح ؟؟ ..
..
الي هنا اعيزائي القراء نصل بكم الي ختام هذه الحلقة من برنامج " الاسلام في ميزان العقل " و الي اللقاء في حلقة جديدة و الي ذلك الحين اقول ..
دمتم سالمين ..



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن