-التضحية الأُضحية :وصراع الطامعين-

مظهر محمد صالح
mudher.kasim@yahoo.com

2022 / 9 / 16

في قاعة اسمها الانسانية ظل العدل يلاحقني وانا اتقلب على يقضة كابوس شغل ليلتي ، وظله يلاحقني حاملًا افعالاً ونوايا خرساء شديدة الهدوء ، تبحث عن فواصل الحرية في سباحة طويلة لم يختزل زمنها الا الصراع مع العبودية وهي تنطق بكلمة واحدة اشتبكت سواعدها وصداها هو( التضحية).
استيقضت من غفوتي وانا مشتت الذهن بين كهنوتية المعبد البابلي في حفل تقديم قربان على مذبح الحرية او شيء يقدم كفعل ديني يحررنا ونحن بين يدي الخالق الاعظم او سعداء بتقديم تضحية الى من امضينا وقتنا معهم لعبور عتبة الفناء والخلاص من الحدث القادم .
فبين عداوة الاوغاد وعباد السلطة واسرى الانانية ‘ ينقلنا التحليل
السوسيو سياسي للمفكر الرافديني حسين العادلي في مفارقته التي تصدت الى موضوع يلامس النوايا الطيبة (للتضحية) ويشدد في الوقت نفسه على مخاطر الاندفاعات المضللة في دروب الاستبداد.
فقاعة الانسانية التي لا حقت احلامي بكواليسها تجد من يفك لغزها بالتَّضحِيَة التي سطرها حسين العادلي بالقول:


• (الشَّهادة)، تضحِيَة طوعية بموتٍ رائع.

• إِمتحِن (القيادة) بالتَّضحِيَة، فقيادة دونما تّضحِيَة (فُقّاعة).

• التَّضحِيَة (مِقصَلَة) الأَنانيَّة، المُضَحّي يسع (الكون)، والأناني لا يسع إلْا (نفسه).

• القائد (يُضحّي لك)، والحاكم (يُضحّي بك)، إلّا ما ندر.

• المَجد دونما تّضحِيَة، (لصوصيّة).

• تُقاس (الشّجاعَة) بالتَّضحِيَة، وكل ضَنِين (واهِن).

• أذكى الناس (المُضحّي)، إنه يحوّل زمنه إلى تاريخ، وذاته إلى بوصلة.

• التَّضحِيَة كالعِطر، لا (يختبئ)، ولا (يُذَم).
وهكذا ، ولد الانسان حراً وتعرض عبر التاريخ الى شتى اصناف القمع والعبودية ، وهي العبودية التي ابتدعتها الانانية والطمع البشري عبر الازمنة لتبتلع قواعد الحق الانساني وترسخ الاستغلال . فمن (يضحي )هو من يبحث عن تعدد (الخيارات )التي يتحرر فيها لمن وقع في اسر العبودية. وستظل اخطر (التضحيات )هي (الاضحيات ) فهي السبيل لمن يستخدم الانسان وقودا حراً في مجرى جريانه الملتهب ليحرر به الطامع مطامعه من قبضة طامع اخر ،وفي حلبة عنوانها :صراع الطامعين . يومها تنقلب التضحية (الالزامية )الى (اضحية ) تنحر احرار الغفلة حتى يواصل الوقود الحر سريانه ويلقى الاحرار حتفهم .
(( انتهى))



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن