من تاريخ القوة البحرية العراقية / جـ 8

كاظم فنجان الحمامي
kfinjan@yahoo.co.uk

2022 / 9 / 15

استكمالا لما تقدم في الأجزاء السابقة، نذكر انه في تلك الحقبة تمت ترقية العميد البحري (علي بك) إلى رتبة حاكم وبكل الصلاحيات التنفيذية، وتم تعيينه قائداً للسفن الحربية التي من المؤمل ان تصل البصرة. .
وما ان وصل (علي بك) إلى هناك حتى تولى على الفور منصب قائد القوة البحرية في البصرة، وتم تكليف 17 جندياً بمرافقته بالخدمة لمدة عامين. .
جاء في التعليمات المعدة أن (علي بك) والوفد المرافق له، الذين سيتم إرسالهم إلى البصرة مع سفينتين حربيتين، سينتقلون من اسطنبول لتحسين أوضاع حوض بناء السفن في البصرة، وتعزيز القوة البحرية هناك. وكان حكام جزر القمر، الذين كانوا في اسطنبول كضيوف، يرومون الذهاب أيضاً إلى بلادهم على متن تلك السفن الحربية المتوجهة إلى البصرة. .
وتلقى قائد الرحلة توجيهات دبلوماسية حول ضرورة مراعاة إجراءات الوصول إلى موانئ الحكومات العربية الموجودة على الطريق بعد مغادرة إسطنبول. إلا انه وعلى الرغم من قبول تلك التوصيات التي قُدِّمت للوزارة الكبرى للمصادقة عليها، فقد اعتُبر من المناسب إرسال وفد جزر القمر بطرق أخرى، معتبراً أنه ستكون هناك بعض العوائق والصعوبات التي قد تواجههم عند مرافقتهم تلك السفن في عرض البحر. كما تم التذكير بأن الممارسات الأخرى، وخاصة بروتوكولات أداء التحية عند مداخل ومخارج المرافئ التابعة لدول أخرى، وموانئ الدول الأجنبية، والتي ستصادف أثناء رحلة السفن الحربية، يجب أن تتم وفقاً لقواعد القانون البحري الدولي النافذ وقتذاك. .
وطُلب من الضباط في خطاب من الوزارة عقد لقاءات ودية مع مسؤولي الدول الأجنبية، كما استغرقت الاستعدادات لتلك الرحلة الطويلة من اسطنبول إلى البصرة وقتاً طويلاً، باعتبارها الرحلة الأولى التي تنطلق فيها سفن بهذا الحجم من إسطنبول إلى البصرة بتخطيط مسبق من البحرية العثمانية. .
ونذكر أيضاً ان وباء الكوليرا الذي كان منتشراً في اسطنبول في صيف عام 1865 تسبب في تأخير تلك الرحلة عن موعدها المقرر. لأن الكوليرا التي تصيب الناس يمكن أن تصيب طواقم السفينتين الحربيتين. ويمكن ان تكون الرحلة سببا في انتشار الوباء، أو تكون الكوليرا سببا في فشل الرحلة. .
وسوف نواصل الحديث عن هذا الموضوع في الاجزاء اللاحقة ان شاء الله. .



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن