سنبقى أوفياء !!

حسن مدبولى
hassanelmasry423@gmail.com

2022 / 8 / 28

لا أعرف ما السر وراء كل هذه الكراهية للزمالك؟ وما هو الدافع لدى جماهير غفيرة تناصر أحد الأندية المنافسة لكى تبذل كل ما تستطيع للنيل من الزمالك وجماهيره وكإنما الفوز والإنتصار بات حكرا ابديا على نادى أوحد؟
الغريب والمدهش فى الأمر أن ذلك الهوس والتعصب المقيت والكراهية العمياء لا تقتصر على العامة والغوغاء والسذج والبلهاء وحدهم ، وإنما نقلتها المنظومة الدعائية لهذا النادى إلى نخبة لا يستهان بها من المثقفين وأصحاب الأيديولوجيات؟
وفى إطار كل هذا السفه والسخرية والنظرة الإستعلائية ،ذكر الكثيرون من محبى نادى الأغلبية بأن الفوز رقم 14 بالدورى تحقق لهم فى عام 1977 ، كنوع من اللمز والسخرية من فوز نادى الزمالك بالبطولة الرابعة عشر هذا العام فقط ! ولم يذكر هؤلاء ان ناديهم الإسطورى لم يفز بتلك البطولة سوى مرة واحدة طوال عهد الزعيم الراحل عبد الناصر وبالتحديد منذ استقرار ثورة يوليو فى بداية الستينيات( فترة الاستقلال النسبى لمصر والمشروعات الكبرى) وأن معظم بطولات ذلك النادى تمت فى عصور الاحتلال ثم توقفت ولم تعد مرة أخرى إلا مع الانفتاح وبيع المقومات الاقتصادية وتشريد الناس ورفع الاسعار وبداية القمع و الخيانات الوطنية التى بدأت جميعها تحديدا فى 1977 الذى يشيرون إليه،والذى بدأ بانتفاضة 18 و19 يناير،احتجاجا على زيادة الاسعار ، ثم انتهى بذهاب السادات إلى القدس وبداية عصر التطبيع الذى استمرت تبعاته طوال سنوات حكم (الكنز الاستراتيجى) وظلت لما بعد الإطاحة بثورة 25 يناير حيث كان الفوز المتتالى لذلك النادى يخفى ورائه المزيد من الكوارث الوطنية والفساد الاقتصادى والقمع السياسى والانبطاح أمام الأعداء !؟
(وليس معنى ذلك إننا نعيش أزهى عصور الديموقراطية والتنمية لإنه لم يفز أخيرا، لكن بالطبع هناك سنوات استثنائية يتم فيها السماح للمنافسين بالتنفس بعدالة لزوم التشويق والتحميس وإعادة الحمية وبعض الحسابات !! )

ثم يستمر تلميز هؤلاء الناس بتذكيرنا الممل ببذاءات مرتضى منصور ومواقفه السياسية الكريهة، وكإنما نادى الزمالك هو مرتضى منصور !؟ بالرغم من أننا نعيد ونكرر أن الزمالك والزمالكاوية لا علاقة لهم بالتوجهات السياسية لمرتضى ولا ببذاءاته ، كما أن رؤساء الأندية المنافسة ليسوا ملائكة وإنما هم الوجه الآخر لنفس المنظومة التى يمثلها مرتضى،لكن كل له إسلوبه ، والفارق بين الزمالكاوية وغيرهم أن مشجعى الزمالك لديهم الشجاعة والقدرة على انتقاد رئيس ناديهم، ورفض خياراته وتوجهاته، ولديهم القدرة على التفرقة بين النادى ورئيسه، بنفس الطريقة التى يستطيعون من خلالها التفرقة بين انتمائهم للوطن والأخلاص له، وبين رفض ما يمثله النظام السياسى ومواقفه وتوجهاته ،بينما الآخرون يقدسون رجل يقال أنه سلم أسماء بعض مشجعى ناديه إلى رجال الأمن عقب أحد المباريات، رجل لم يتقدم باستقالته بعد إهانة الكفيل الخليجى له ولناديه ولجماهيره علنا وعلى الشاشات المصرية ، واكتفى بتوجيه بعض الصبية لسبه وشتمه فى المدرجات وعلى السوشيال ميديا ، ثم حاولوا تصويره كبطل مغوار تصدى للشوال الخليجى مع أنه هو الذى جلبه وجلب عاره لمصر كلها ؟
إن الزمالك على ندرة سنوات فوزه يستحق التحية لانه يفوز بعرق أبنائه وحدهم ولا يساعده او يسانده أحد، على عكس الأندية الأخرى التى تنال حقوق الاعلانات، وعناية شركات الرعاية، ومساندة رجال الاعلام، وطبطبة الاتحادات الرياضية المنحازة ، كما أن الزمالك هو نادى الوطنيةالمصرية والانتماء العربى والمساند للقضايا القومية ،وبالتالى فهو ليس مرتضى ، ومرتضى ليس هو الزمالك ، فنحن نعلم الفارق جيدا، ووفائنا الأبدى هو للزمالك وحده مهما كان حجم التطبيل من جوقة المستفيدين من وجوده، لكن مع ذلك فوجود مرتضى لا يخجلنا ولا يفزعنا، فهو يمثل التوازن البيئى مع منظومة قذرة تخاف ولا (تختشيش )؟



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن