فلسفة الموت

محمد عبد الرحيم طالبي
talbi.mohammed187@gmail.com

2022 / 8 / 26

لكل بداية نهاية، والموت هو أفضل نهاية لكل كائن حي، لأنه مصيرنا الحتمي، فلماذا نخشى شيئا لا مفر منه! أما الرغبة التي تدفعنا إلى البقاء على الحياة فهي رغبة ليست عقلانية لا تهدف إلا لتخليد النوع البشري في هذه الحياة القاسية والخالية من المعنى، ومادام الموت هو المصير ومادامت الحياة قاسية وبلا معنى، يظل الموت في الحالة هاته هو الخيار الأمثل للتخلص من عبثية الحياة ومعاناتها، لذلك يمكن القول أن الانتحار حق مشروع لكل كائن حي، أراد أن يتخلص من لعنة الحياة، نعم الحياة لعنة بل أعظم لعنة، إن وجودنا في هذا العالم أعظم كارثة يمكن أن تحل بنا، نحن في مأزق حقيقي، وفي ورطة حقيقي، لا نحن قادرين على الاندماج في الحياة والانغماس في ملذاتها كما يفعل معظم الناس، ولا نحن قادرين على انهائها في لحظة سخط، سخط من ماذا؟ ربما من الحياة ذاتها أو من الذي أوجدها، ولأنه لم يعطى لنا حق اتخاذ قرار التواجد في هذه المسرحية العبثية، فلنا الحق أيضا في إنهائها مادامت حياتنا ملكنا وحدنا، ومادمنا لم نختر أن نوجد.
الإنتحار قرار شخصي ليس من حق أي أحد أن يحاسبك عليه، حتى الله نفسه، لأنه لا أحد انتحر لأنه يريد الموت ويكره الحياة، بل جميع الذين انتحروا فعلوا ذلك بغرض إنهاء معاناتهم، الانتحار هو أملهم الوحيد للتخلص من لعنة الألم والشقاء والمعاناة، أليس من حق الإنسان إنهاء معاناته في عالم قاسي ولا يرحم؟ هل يجب أن يعاقب الإنسان لأنه لم يجد طريقة الإنهاء معاناته إلا بوضع حد لحياته.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن