النفاق الأمريكي الغربي بين الحرب الأوكرانية وحرب غزة

طاهر مسلم البكاء
taherbakaa@yahoo.com

2022 / 8 / 7

بدى جليا ً لجميع العالم كيف ادارة الأدارة الأمريكية والاوربية الحرب الاوكرانية الروسية ،حيث وقفوا الى جانب أوكرانيا حتى قبل حصول الحرب وتباكوا على الشعب الأوكراني ، حال انطلاقها ،وساندوها بالمال والسلاح والرجال والأعلام وشنو ضد روسيا مختلف صنوف الحروب الأقتصادية والأعلامية ، وصوروا القيادة الروسية على انها دكتاتورية متوحشة ،أما هم فحمائم سلام لم يفعلوا شيئا ً في العالم ولم يقتلوا أحدا أو يحتلوا أو يغتصبوا بلاد !
أما بالنسبة للعالم الضعيف المتخلف ،عالم العرب ، الذي أجرى الله له في ارضه ذهبا ً أسودا ً لايستحقه فما عليه سوى الأذعان وتقديم صنوف الولاءات وأنواع الطاعة لأمريكا ولصنيعهم كيان الصهاينة الذي زرعوه في فلسطين بعد أغتصابها من أهلها وتشريدهم وقتلهم وحصار الجزء الآخر منهم وحرمانهم من أبسط الحقوق المعروفة في هذا العالم .
على هؤلاء العربان تقديم النفط والغاز الذي يشبع أمريكا وحلفها الأطلسي المستقوي والمتجبر والمسيطر على هذا العالم ، بقوة السلاح الحديث الذي لايملكه العرب ،ومن يسمع منه كلمة رفض أو لا ، لمثل هذا الواقع ،فماعليه إلا ّ أن يختار حالا ً سيئا ً مريرا ً كما هو الحال الذي اختطته أمريكا ،إبان عنفوانها ، للعراق أو ليبيا أو سوريا ...وغيرهما من الخارجين على القانون الأمريكي الأطلسي !
غزة وصمة عار في جبين العالم :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ماحصل ومستمر بالحصول في غزة له اسوء سلوك عالمي في هذا العالم المتوحش ، شعب بملايينه ،نساء وأطفال وشيوخ محاصرين منذ أكثر من عشرين عام ولايزال حصارها مستمرا ً لا لسبب غير انهم يرفضون تقديم ارضهم ومزارعهم للمغتصبين الصهاينة ويرفضون تقديم فروض الولاء والطاعة لأمريكا وصنيعتها صهاينة فلسطين ،وهذا بالعرف العالمي المتعارف عليها مقاومة للمحتل والمغتصب وهو حق مشروع لجميع شعوب الأرض التي مرت بظروف مشابهة ولكن الغرب والأوربيون ينظرون بعين واحدة لمشكلة فلسطين أن هناك صهاينة اغتصبوها وجلسوا فيها ولهم حق حماية انفسهم ،وعلى امريكا وحلفها الأطلسي تقديم أحدث ما في مخازنهم من سلاح حديث لهؤلاء المغتصبيين ليقتلوا الفلسطينيين الرافضين لتسليم ارضهم والمغادرة الى المجهول ،انهم يشبهون الهنود الحمر الذين قضت عليهم أمريكا وابادتهم عن بكرة ابيهم وجلست مكانهم .
التطبيع أمريكي بأمتياز وابطاله رجال أمريكا :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أشتهر ساسة العرب بالخنوع والولاء لأمريكا وكانوا يتفاخرون بعجزهم وقوة أمريكا ، فصالحوا الصهاينة وأقاموا معهم معاهدات وعلاقات،ظنا ً منهم ان هذا يحفظ لهم مناصبهم ، متناسين ان القرآن الكريم يقول :

" لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُود " المائدة ... 82
ومتناسين التاريخ وتاريخ اليهود مع الإسلام ملىء بالغدر والخيانة، والمذابح التي جرت في لبنان وفلسطين لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة، ولكننا نحن المسلمين أصابتنا آفة النسيان ومعها آفة الشجب والإنكار ،فإذا رأينا من اليهود غدرا رفعنا عقيرتنا، وخرجنا في مظاهرات، وما هي إلا أيام قلائل حتى نعود إلي سيرتنا الأولى وكأن شيئا ً لم يكن .
بل وفينا سماعون لهم، ومتشبهون بهم، ومتعاونون معهم، وهؤلاء يقولون " الإسلام دين السلام " نعم صحيح ولكن لنا في سيرة الرسول محمد " ص" ، عندما يأس من التزامهم بالمعاهدات التي عقدها معهم في بداية هجرته الى المدينة المنورة ،ومن ثم أقتلعهم من المدينة كلها لخيانتهم ونقضهم العهود والمواثيق ،ان ساسة العرب الذين تدعم بقائهم أمريكا اليوم حولوا الأسلام من دين سلام الى دين استسلام ،عندما استكانوا لوضع الهزيمة المزري .
حركات المقاومة حافظت على كرامة العرب :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مع قلة امكانياتها مقارنة بالدول العربية والأسلامية ، فأن حركات المقاومة التي رفضت المهادنة مع العدو رغم كل ماتعرضت له من مضايقة وحروب وأنواع الحصارات ، هي تقدم صورة للأنسان العربي والأسلامي الرافض لكل المخططات الأمريكية والأطلسية والصهيونية التي استهدفته واستهدفت أرضه وثرواته ومستقبل بقاءه ،وهي صورة للمستقبل الكريم التي يطمح اليه العربي والأسلامي على أمتداد الأرض الأسلامية .




https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن