عشتار الفصول:12524 الاكتشاف الأخير عوالم يُقدر عمرها ب 13 مليار سنة .

اسحق قومي
ishak.alkomi@ok.de

2022 / 7 / 15

الاكتشاف الأخير الذي التقطه (تلسكوب جيمي ويب) وما قالته وأعلنته وكالة الفضاء الأمريكية( ناسا )من أنّ العلماء تمكنوا من التقاط صور لأعماق أعماق الكون وتبين بأن هناك مجرات وعوالم يُقدر عمرها ب 13 مليار سنة ضوئية وتلك العوالم عبارة عن مجموعتين من الأجرام السماوية ويُعد حقاً هذا الاكتشاف من أحدث الاكتشافات التي تبين لنا مدى ضحالة التفكير البشري منذ أن دوّن الإنسان مداركه وأنتج مفهوم علاقة الذات العاقلة بالموضوعات وخاصة تلك المتعلقة بالفلك والكون والوجود.
ربما لستُ بحاجة أن أُشغل بالي وفكري بهذه المنجزات المدهشة لكوني منذ ماقبل التسعينات كنتُ أؤمن واثق بأن الحسابات التي جاءتنا عبر الرؤية الدينية ليست دقيقة وعلمية أولا ً.ثم هي تمثل القدرات العقلية قبل ثلاثة آلاف عام . إنما في قصيدة لي أسئلة لها جواب ما يشفع لي من ادعاء ٍ أقوله بأنني لا أؤمن بأن الكون هو هذا الذي وصلنا عن طريق الفكر الديني على الإطلاق ولهذا كتبتني قصيدة وهي بعنوان ( أسئلة لها جواب) أقول فيها.

أسكرينا الكأسُ قدْ فاضتْ ونادتْ /// وارتوى من خمرها دنُّ الشبابْ
وامنحينا العهد َ أن نروي شفاهاً /// من نهودٍ هنَّ خمرٌ ورضـابْ
قدْ يكونُ الهجرُ في ليلٍ نديمٍ /// ماذا يبقى في الهنا يومَ الحسابْ؟
ماذا بعدَ الموتِ هلْ عُمرٌ جميلٌ /// أمْ حكايةْ من حكايات ِ الغُراب؟!
هلْ لنا أنْ نقرأََ فيها البقايـا /// النهـايةْ والظلامُ والغيابْ؟!
أشربيني أُختَ عهدي واستريحي /// فعذابي قدْ طغى كلَّ عذاب
أنا موجٌ هائجٌ دونَ سكون ٍ /// أنا وحيٌّ زانهُ الفكرُ المُهـابْ
أنا ريحٌ ، عاصفاتٌ وغيومٌ /// وجبالٌ عاليـاتٌ وضبابْ
أنا وجدٌ ، ذكرياتٌ حالمات ٌ /// ونساءٌ حُبلى منْ رشفِ العنابْ
قالتِ: الكتبُ القديمةُ ُهو كونٌ /// هو أرضٌ وسماءٌ وســحابْ
ونجومٌ لستُ أدري أينَ تغدو؟ /// وارتيابٌ، والمجرّاتُ العِجابْ
هو صمتٌ وسكونٌ ودويٌّ /// وارتطامُ الموجِ ِفي صخر ِالإيابْ
كمْ هوتْ نفسيَّ علماً في الوجودِ؟ /// وسؤالاً حائراً دون َ جوابْ
والصحونُ الطائراتُ ماذا تعني ؟ /// إنْ عوالمْ ، غيرَ عالمنا شبابْ
منذ ُجلجامشْ وسومرْ فهي تأتي /// وتزورُ الأرضَ والأرضُ اغترابْ
فسّروها عرباتٍ لملاكٍ /// (حزقيالُ) يوصفُ وصف َاقترابْ
ووجودُ عالم ٍ يعلو الفضاء َ /// فهو عندي كيقين ٍ في كتابْ
خذْ مثالاً تلك َ أمريكا قديماً /// والهنودُ الحمرُ قد بان َ النِقابْ
هذه الأرضُ صديقي من زمان ٍ /// من عهودٍ قبلَ آدمْ والصِّحابْ
والخليقة ُ كُلها نظمٌ وعلمٌ /// واتزانٌ في وظائفِها غِرابْ
والبحارُ الساجياتُ في هدوءٍ /// والأعاصيرُ العنيفة ُفي الضبابْ
والجبال ُ العالياتُ الراهبات ُ /// والسهولُ الغانيات ُ والسرابْ
إشربيني أخت َعهدي واستريحي /// فعذابي قدْ طغى كلَّ عذابْ
وتعالي أنتِ عُمري لا تضنّي /// قدْ نذرتُ الروح َوحياً وارتقابْ
طالما الليلُ جفاني وكواني /// وسقاني خمرةَ القهر ِ المُذابْ
وسؤالي من زمان ٍ هو قَولي /// : كيفَ ماتَ الصبحُ في لونِ ِالغيابْ؟
أينَ راحتْ، تلك شمسٌ ،هذي شمسٌ؟ /// وشقاءُ الفقراءِ ِ والخرابْ
كيفَ ينمو القهرُ فينا ولماذا؟! // / كيفَ ينمو الفكرُ في عمرِ الخُضابْ؟
ولماذا قدْ ولدْنا في العذابِ؟ /// ولماذا قدْ نشأنا من تُرابْ؟
ولماذا العينُ تعشـقْ وجمالٌ؟ /// قدْ ذوى هلاَّ يعود ُ في مآبْ؟!!
ولِمَ الحسناء ُفي الغنج ِ تبارتْ /// ولِمَ الشمطاءُ في العمرِ اصطخاب؟
ولِمَ الأنهارُ تجري دون َ تدري /// أنَّ في الأرضِ ِ اشتياقٌ للشرابْ؟
ولِمَ جديَّ ماتَ قبل َ عُمري /// ولِمَ الأحفاد ُ كالزرعِ ِ ذهابْ؟!
ولماذا لا أُحيطُ فيما راحَ /// ولماذا لا يكونُ ما سيأتي من ثوابْ؟!
ولماذا لا أكونُ مثلُّ طيرٍ /// في شروق ِالشمس ِفي الكأس ِالمُذابْ؟
ولماذا الرحلةُ ُالعرجا عذاباً /// ولماذا الجنسُ في الناس ِ مُعابْ؟
ولماذا يُخطىءُ كلُّ حفيدٍ /// إنْ هو نسغٌ لآدمْ ما الجوابْ؟!
ولماذا نجري في الأرضِ ِونبني /// ونعيدُّ ما تهدّمْ من هِضــابْ؟!
ولماذا ماتَ أجدادي تباعاً ؟ /// وارتوى من دمهـمْ صيف ُ الشِعَابْ
ولماذا نينوى تبقى خراباً؟ /// ولماذا العاهرات ُ في الكتابْ؟
ولماذا (لوطُ )قد صار َ مثالاً؟ /// أَهو سـرٌّ أم جنونٌ أم ْ مُصابْ؟
ولِمَ الأحكامُ تُبنى من جحودٍ؟ /// منْ دماء ِ الشـرفاء ِ باحتجابْ
صدفةً ً كُنتُ أُغني فاكتشفتُ /// أنَّ صوتي فيهِ حُزنٌ واغترابْ
عشقتني الليالي في هواها /// عندما قبلتُ ثغراً في اكتئـابْ
وشـرابي خمرةُ الدهر ِالمعنّى /// وشبابي ضاعَ في بحث ِ الصوابْ
ورأيتُ أننا طيفٌ ولُقيا /// ووجودٌ وشـقاءٌ وغيـابْ
ثمَّ ماذا بعدُ هذا يا صديقي /// الفنـاءُ والرحيلُ والعتابْ؟!
والوجودُ مثلُّ حلم ٍسوف َيفنى /// والحقائقْ ظلُّ سرٍّ لن ْ يُجاب
ذلكَ الناقوسُ قد دقَّ ليبقى /// هو دربٌ هو عشقٌ وعبابْ
وإلهاً لا تراهُ ماذا يعني ؟ /// إنْ هو قصةْ ْ لجدٍّ في أرتعابْ
إنما شـاء الإلهُ أن ينمّي /// فكرنا حتى نعيهِ لا ارتياب
في الأزلْ كان إلهاً واجباً /// لمْ يزل ْ في الكون ِ نوراً وهيابْ
ويشاءُ الإلهَُ أن يكون َ /// بيننا حيّاً يعيش ُ في ثيابْ
في يسـوعَ المسيح ِ كان يحيا /// ناقضاً أسطورة َ الموتِ المُنابْ
فهو قادرْ أن يكونَ ما يكونْ /// وهو كائنْ ذاته ُ الحبُّ المُجابْ
قد تجسّدْ كيما نحيا يا صديقي /// والإلهُ قدْ نزل ْ،كان َ الحجابْ
هو فيَّ مثلُّ قلبي، مثلُّ عقلي /// مثلُّ وهج ٍ مثلُّ حبٍّ في الغياب
قد سقاني خمرةَ َالعهد ِالجديد ِ /// قد رواني من كروم ٍ بانسـكابْ
هو دربي وحياتي ومنايَّ /// دونهُ في التيهِ نجري والسرابْ
هو نورٌ في الحياةِ ورفيقٌ /// هو علمٌ وخلاصٌ ومـآبْ
نعمة ٌ للناسِ ِأنت َدونَ ريبٍ /// يا إلهي ملجأي يوم َ الحسـابْ
***
اسحق قومي ألمانيا في 4/1/1996

وبعد هذه القصيدة التي مثلت رؤيتي ورأيي في الوجود والعالم وحتى في شخص السيد يسوع المسيح ورسالته التي تفوق أية رسالة أخرى .وهنا أيضا مايهمني منها هو جانبها الإنساني الذي لو اتبعناها لعم الخير والسلام العالم. لن أدافع عن آراء قلتها سابقا ً واتناقض معها اليوم إنما أريد أن أوضح رأيي فأقول:
1= الخوف السديمي من المجهول يجعل البشرية تُفتش عن سند حتى تُعيد توازنها . فبدون هذا المتكأ والسند الروحي أو الديني والقدرة الخارقة لمساعدتنا ما كان لنا أن نصمد أمام الخوف السديمي لهذا فالتدين حاجة وضرورة وهنا نحن لا نُناقش مدى جدارته وصحته وحقيقته وجوهره والأكثر صدقا ً والأقرب من غيره للحقيقة. إنما نقول بأن التدّين ضرورة نفسية ووجودية للإنسان الضعيف القوي .
2= هل الاكتشاف الأخير يُظهر حقيقة ضحالة التفكير البشري ذاك الذي يخص ما حددته الكتب السماوية بشأن عمر الأرض والكون والإنسان .أم أنّ هناك مخرجاً جاء من خلال الكتب السماوية التي تقول بأن يوم الله يختلف عن أيامنا نحن البشر .ففي هذه الحالة يبقى الأمر مشّرعاً للاجتهادات بحسب الأزمنة والعلوم والعقول.
3= هل وجود مثل هذه العوالم سيزعزع إيماننا الذي تربينا عليه وبرمجنا عقولنا ضمن بوتقته .أم أنّ على البشرية أن تُعيد تأهيل معتقداتها على ضوء التطورات الاستكشافية الجديدة .؟!!
والسؤال كيف وهل سيصمد العقل البشري أمام المتناقضات الحادة التي سيفكر بها وإلى أين يمكن أن توصله؟!!
4= الثورة الفكرية القادمة . ما هي طبيعتها؟ وما هي أدواتها ؟ وماذا ستفعل في كل التراث البشري الخاص بالجوانب الدينية والمعتقدات الماورائية؟!!
5= حتمية التطور الثقافي والعلمي والتقني والبنية البيولوجية لتكوين الأسرة العصرية سيحتم وجود نمط فكري لن نتمكن من توصيفه ولكننا بحاجة لتقريب الصورة فنقول هو منطقة وسطية يقع مابين ما نسميه( بالإلحاد) ومابين (العبثية) التي تصل بالإنسان لحد الغثيان كما لدى كولن ولسن وربما أدخلتنا الجدلية الفكرية هنا إلى حدائق الوجودية السارترية أو حتى أجبرتنا لضرورة قراءة الديالكتيك عند هيجل .المهم ستكون مرحلة جديدة لها صفات وخاصية التغرب الوجودي وسنرى ظهور جيل يهزأ بكل الفكر الديني القديم سوى أنه سيتمسك بالرسائل الدينية التي تحض على المحبة والأخوة البشرية لكونها تمثل فعلا تياراً فكريا ً تتطلبه ضرورة المرحلة القادمة.
6= أسئلة صاروخية وعابرة للعقول القارية والمتحجرة .
كيف علينا أن نستعد لمواجهة المد السونامي والرياح الخماسية والعاصفية للثورة التلسكوبية الجيمس وبية؟!!
هل المناهج الدينية بحاجة إلى تطوير أم سيتم تغطية كل هذه المكتشفات بادعاءات أن فلاناً كان قد أخبر بها وأن فلاناً كان قد ذكرها ويتم تحويل الحقيقة إلى مجموعة سلوكيات غوغائية وذلك خوفاً على انهيارات ثلجية محتمة الحدوث والسقوط في القريب العاجل لأنّ العقل الإنساني السليم سيكون في مرحلة اختبار حقيقية لسلامته .وسيعيش التناقضات الحقيقية إذا كان حراً حقيقة وليس مكبلا بالخوف الديني النمطي .
7= هل سنجد ولادات لفلسفات وجودية تتناسب مع جوهر وعمق المكتشفات الأخيرة لأننا أمام 13 مليار سنة ضوئية .؟!! ما هي أبجديات تلك الفلسفات ؟! هل ستعتمد على المنطلقات الفلسفية الأولى أم سيكون لها منهجية وأسلوب خاصة بها تفرضه اللحظة الحالية والمستقبلية؟
وهل سيبقى الإنسان عبداً للفكر الغيبي أم سيتحرر من ذلك الخوف السديمي؟!!
كيف سيواجه أصحاب الجنة والنار السونامية الفلكية التي بدأت تضرب الفكر البشري برمته وتضعه أمام مسؤولياته الواقعية والوجودية.
وللحديث صلة مع أفكار تقع في القطب الشمالي وتلك تقع مابعد مكتشفات تكلسكوب جيمس ويب.
# اسحق قومي.
ألمانيا في 15/7/2022م



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن