هل انا أكره الماركسيين كما يتهمني احد اصدقائي ؟

كامل عباس
fared5@gmail.com

2022 / 7 / 14


تعرف يا صديقي أنني انتقلت من خانة الماركسية الى خانة اللبرالية بشكل كلي قبل ثلاثة عقود وبالتالي أنا اعرف الكثير عن نظرية الفريقين وممارساتهما معا .الثاني ينطبق من الملكية الخاصة كأساس للعمل , من الفرد وحقوقه وواجباته داخل المجتمع . والأول من الملكية العامة, من المجتمع الى الفرد , المضحك المبكي في الموضوع هو قدرة الطبقات المسيطرة على تجيير كل تلك الفلسفات والمحاولات الاصلاحية لخدمتها بالنهاية , واقعنا الحالي يقول صراحة ان الاشتراكية واللبرالية جُيّرت لخدمة الفاسدين والاستغلاليين على حساب البيئة والمجتمع مع كل أسف .
شخصيا كنت ماركسيا فترة من الزمن وواتتني المعرفة والشجاعة وهي الأهم ( مازال الكثير من رفاقي السابقين يشيحون بوجههم عني عندما نلتقي في الطريق لقناعتهم انني خنت القضية ؟! ) لأصبح لبراليا . ان العمل لأجل الطبقات الشعبية لايكون بالرغبات والشعارات بل بالانطلاق من الواقع والواقع يقول : الملكية الخاصة نقلت المجتمع البشري من الجهالة الى الحضارة , اما التبشير في الجنة الاشتراكية فقد تركته لرفاقي السابقين , واقعنا الحالي تسود فيه ملكية غير متساوية في المجتمع من قبل الأفراد بسبب تفاوت قدراتهم العقلية والجسدية وما يتبعها من جهد شخصي لتكريس هذا التفاوت في الملكية . بالتأكيد الحرية تعزز هذا التفاوت بسبب مواهب وقدرات الأفراد وما يرثون أيضا من أبائهم وأجدادهم أذا جاءت كما رسمها مفكروا قرن الأنوار وليس كما رسمتها الادارات الأمريكية بعد لعبة الأمم لتصبح الحرية هي حرية الموت جوعا.
هذا يعني أنني لا اتجاهل كل من يناضل من اجل الانسان وحقوقه وقاعدتي واضحة التعامل مع كل ماركسي وصل الى القناعة التالية : الديمقراطية السياسية ممر اجباري للديمقراطية لاجتماعية , اما من لايزال يصر على اولوية الوطنية فأنا اكرههم بصدق وأكره ممارساتهم وعلى راسهاا ممارستك الغير ديمقراطية التي طالبتني على الفضاء العام بحذف بوست كتبته وهو ليس من حقك , حقك ان تنقده اما ان تقف بصّف....الخ فهذا لم اكن اتوقعه منك , ان وصف صديقك بالانتهازي هو وصف سياسي مبني على فهمي المخالف لفهم لينين حول دور المثقفين فانا اعتقد ان اكثر من90% منهم انتهازيون وقد اكون مخطئ ولست معصوم عن الخطأ اما ان تخرجوا علي لتدافعوا عن زعيمكم بتلك الطريقة فذلك يسيء لكم وله قبل ان يسيء لي . و وانا اطالبك هنا بالاعتذار مني ان كنت بنفس شجاعتي لأعترف امامك انني أخطأت في تقديمي طلب انسحاب واسترحام للنظام من تدمر بناء على اسقاطي ميكانيكيا لتجربة الشيوعين في مصر على سوريا و لكن الذي دفعني لهذا الخطأ هو حزبك بكل اسف الذي اجرى عملية ارهابية هي عملية صارم , خفت ان يتم اعدامي بعد تلك العملية وتلاها مع كل اسف فصل وطرد وتشهير بحقي وقد صدر بيان بذلك من الحزب ووزع في قريتي أيضا وانا ما ازال خلف القضبان
ختاما احيلك الى ما سلكت مع الدكتور جاك جبور لتتأكد انني لا اكره كل الماركسيين وهذه اخر حلقة اتناول فيها حزبك وشخصك وانصحك هنا كما نصحتني بأن يتسع صدرك لنقدي لك ولحزبك وسأنتقل الى حلقة جديدة اتناول فيه ماركسيي حاليين خارج سوريا يسيئونل أنفسهم قبل ان يسيئوا الى القضية العامة , ولكن قبل ان اودعك اتمنى أن تقرأ هذه الرسالة المرفقة الذي تلقي الضوء على الموضوع .
.......................................
لم أكن أنوي نشر هذه الرسالة الى الأمانة العمة لاعلان دمشق الا بعد قراءتها داخل مؤتمر عام جديد للاعلان , ولكن ياحسرتي يبدو ان الحلم تبّخر , وبمناسبة المعركة التي تدار من اجل تشويه صورتي حاليا في اللاذقية اضطررت لنشرها , واضيف الى ذلك ان فضاء الفيس بوك ايجابي في هذه الناحية وشفاف ويجعل كل من يريد ان يشارك قادر على المشاركة وهو حقه , واعتقد أن ذلك اكثر تقدما من الطريقة التي يدعونا اليها البعض لحل خلافاتنا على الطريقة السابقة خارج فضاء الفيس بوك .
........................................
لمن يجب أن يوجه الاتهام ؟
في عام 1992 حّولت انا ومجموعة من موقوفي المعارضة الى محكمة امن الدولة العليا بعد مضي أكثر من اثني عشر عاما على اعتقالنا . لم تكن المحكمة أكثر من فرصة لأجهزة الأمن لتتعرف على تفكير كل واحد منا ومن ثم متابعته بعد خروجه من السجن , كان رأيي واضحا هو الصمت . ولكن لم يأخذ أحدا بهذا الرأي, بل بدأ كل معتقل بتحضير مذكرة دفاع عن نفسه بمعزل عن حزبه , وفعلا تم تقديم تلك المذكرات واستقبلتها محكمة امن الدولة وحولتها الى أجهزة الأمن, ومع ادراكي لذلك الا أنني ارتأيت الدفاع عن نفسي مثل بقية الرفاق فأعددت مذكرة من ست وثلاثين صفحة عنونتها هكذا ( لمن يجب ان يوجه الاتهام ) قدّمتها في الجلسة الثالثة 16 /11/ 1992 افتتحتها بالحادثة التالية .
(لقد ذكّرتني محكمتكم الموّقره ايها السادة بما جرى لقاضي الاسكندرية الرشيد بن الزبير عام 1164 م – 559 ه لأنه تعاطف مع المسلمين عندما دخلوها بقيادة نور الدين شيركوه وابن اخيه صلاح الدين الأيوبي , سيق القاضي بعد محاكمة صورية الى المشنقة وهو راكب على جمل ووراءه عراضة من الشرطة والزعران وهو يردد هذا البيت من الشعر.
ان كان عندك يا زمان بقية مما تهين به الكرام فهاتها
وأردفت الحادثة بهذه الكلمات
وهل يستطيع هذا الزمن أن يأتي لي بما هو أسوأ كغريب في داخل وطنه منذ ستة عشر عاما, غربة عرف فيها كل أنواع الذل والهوان . لتتوج هذه الغربة بمحكمة استثنائية تحكم عليه بالتجريد من وظيفته وحقوقه المدنية ثم تقذفه الى الشارع محروما من اي ضمان صحي أو اجتماعي خرقة مبللة, عبرة لمن يعتبر, يلهث وراء الرغيف وهو يركض أمامه . .....الخ
لم أكن أتوقع أنني سأدافع عن نفسي مرة أخرى بوجه المعارضة التي انتميت اليها ومن أجلها كانت غربتي المستمرة حتى كتابة هذه السطور بعد أن انتقلت من السجن الصغير الى السجن الكبير.
لم تفضح الثورة السورية زيف المجتمع الدولي وادعاءاته حول الانسان وحقوقه, بل كشفت الجميع في الداخل أيضا, وأظهرتنا عرايا أمام أنفسنا وأمام ثقافتنا الاستبدادية بتاريخها الطويل وما فيها من عدم احترام للرأي الآخر.
ظهرت وثيقة اعلان دمشق الأولى بتاريخ 16/10/2005 وهي كانت وما تزال تُعد من أعمق الوثائق التي عرفها التاريخ السوري الحديث, برنامج متكامل من أجل التغيير الديمقراطي في سوريا, لم تكن تلك الولادة سهلة فقد سبقها صراع على الساحة السورية بين من يتبنى تلك السياسة اللبرالية التي ترى ان الخطر الحقيقي على المجتمع هو من الاستبداد وليس من الامبريالية, وبين رفاق الأمس الذين يصرون أن الخطر الأكبر على مجتمعنا هو من القوى الامبريالية الطامحة بثرواتنا.
كان من المؤمل أن يلحق بتلك الرؤيا اللبرالية السياسية ممارسة تنظيمية مشابهة داخل اعلان دمشق, وان تضمحل الهوة بين وجهين فيه, وجه سياسي لبرالي ووجه تنظيمي(لينيني) يأخذ بالمركزية الديمقراطية. يمكن ان يتفهم المرء عدم قدرة قيادة الاعلان على السير بهذا الطريق بسبب ظروف القمع التي مورست عليه بعد مؤتمره الأول, لكن ان تزيد تلك المركزية بدلا من أن تخف حتى بعد تغير الظروف واندلاع ثورة دخلت في عامها السادس ويتحول الاعلان الى بطة عرجاء – لبرالي في السياسة لينيني في التنظيم – فذلك من الصعب تفهمه.
أعتقد أن جوهر الخلاف بين لجنة اعلان دمشق في اللاذقية وبين القيادة الحالية يكمن هنا, فاللجنة ظّلت متمسكة بوثيقته الأولى التي فهمتها على أنها تحالف عريض بين لبراليين وقوميين واسلاميين ويساريين همّه خلق مجتمع مدني في سوريا واحترام للرأي والرأي الآخر, وتعايشت مع المختلفين عنها في اللاذقية, وقد حدّدت في تقريرها الأخير بشكل واضح أن الغنى والتنوع والتعدد الذي تسير عليه يخدم الاعلان أكثر مما تخدمه بيرقراطية القيادة الحالية التي جعلت الاعلان وكأنه حزب سياسي جديد يسير بهدي الماركسية اللينينية في الحقل التنظيمي وهو ما أغاظهم.
تجاهلت القيادة اللجنة وأهملتها منذ أن أصدرت كراسها – بين الواقع والطموح - ربما يموت ذلك النهج مع الزمن, لكن صدور تقريرها الجديد أطار صوابها فصّبت كل حقدها على كامل عباس في رسالتها الموجهة الى اللجنة 28/2/2016 بتوقيع الأمانة العامة لاعلان دمشق ظنا منها أنه وراء هذا النهج.
أنا معني هنا من الرسالة بما يخصني أما بقية الرسالة فقد توّلت اللجنة الرد عليه وتركت لي حق الرد في الدفاع عن نفسي .
تبدأ الرسالة كما يلي: تّم نشر التقرير على موقع الاعلان بعد أن استفز معد التقرير كامل عباس مدير الموقع بمفردات ومصطلحات لا تليق بمناضل سياسي.
تقول الرسالة عن كامل عباس في الصفحة الأولى:
نود أن نصارح اللجنة أن هذا الموضوع أثير عشرات المرات من قبل الأخ كامل عباس وسمع تفاصيل تفيض عن الحاجة لكل حالة ومع ذلك يصر على إثارة هذه النقطة وكأّن لسان حاله يقول أن هناك في الأمانة العامة من طفّش هذه الناس وكأن الذين تركوا أغرارا في السياسة يمكن أن يتلاعب بخياراتهم الآخرون, وهذا أسلوب غير مقبول ويضرب عميقا في البعد الأخلاقي للعمل السياسي لانتوقعه ولا نتمناه لرفيقنا.
وجاء في الصفحة الثانية:
نفيد اللجنة علما بأن الأخ كامل عباس لا ينظر الى الاعلان على انه حركة تغيير سياسي أو خيار سياسي له, بل ينظر اليه على انه بقرة حلوب كلما جّفت موارده المالية وأوقف دعمه لأعضائه المحتاجين كما في هذه الفترة, فان حالة المشاغبة والمناكفة تطفح عنده.
انتهت الرسالة كما بدأت: نطالب اللجنة الأخ كامل عباس بتقديم نقد ذاتي على تصرفه مع مدير الموقع.
أحب أن أوضح للرفاق النقاط التالية:
1- انتميت الى اعلان دمشق بوصفي لبرالي مستقل من خلفية يسارية وفي ذهني أن عصرنا سيشهد تبرعم تيار ثالث في أكثر من ساحة يمكن تسميته – اللبراليين اليساريين – يجمع بين الفلسفتين اللبرالية والماركسية. يأخذ من اللبرالية موضوع الحريات الفردية وأهمية الديمقراطية بالمعنى السياسي للتقدم الاجتماعي ومن الماركسية موضوع الجانب الاقتصادي, جانب العدالة الاجتماعية ودور الدولة في تحقيقها بناء على تدخلها في توجيه السوق لخدمة تطوير المجتمع وليس لخدمة الأغنياء فقط. وكنت أظن ان اعلان دمشق سيكون الرائد في المنطقة بهذا الاتجاه, وكنت اتفق مع رؤيته السياسية واختلف مع ممارسته التنظيمية, وقد قلت بوضوح ان طريقة دخولنا مؤتمرنا الأول تشبه طريقة الأحزاب الشمولية وانتقدت بصراحة تقديم تقارير من قيادة الاعلان للمؤتمر, لأن التقارير يجب ان تصدر عن المؤتمر وليس ان يجتمع الأعضاء للموافقة عليها كما تفعل الأحزاب الشمولية. ولكنني توهمت أن تلك الروح اللينينية الموروثة من تاريخنا اليساري ستتلاشى مع الزمن لنصبح لبراليين في السياسة والتنظيم.
كانت أول صدمة لي عندما أرسلت نقدأ لأحدى بيانات القيادة وطلبت منهم السماح لي بنشره للاعلام كوجهة نظر أخرى وكنت اعتقد أن ذلك حق ديمقراطي بديهي لي, ولكن جاءني الجواب (البيان ملزم ولا يحق لك نشر وجهة نظرك الخاصة مادمت ملتزم تنظيميا في الاعلان !!! كنت ومازلت أرى أن عرض وجهة نظر سياسية من عضو في الاعلان مخالفة صراحة للنهج الرسمي هي قوة للإعلان وليست إضعافا له, وهذا هو معنى الديمقراطية بمفهومها اللبرالي المختلف عن الفهم الماركسي لها.
لكنني عضّيت على جرحي بسبب وضع الاعلان آنذاك وما كان يتعرض له من قمع تجّسد في سجن بعض كوادره وملاحقة البعض الآخر.
تكّرر الموضوع بعد خروج الرفاق واندلاع الثورة. كتبت مقالا بهذا العنوان :
الجبهة الاسلامية في سوريا – خطوة الى الأمام خطوتان الى الوراء –
مما قلته فيه :
( بعينين دامعتين وقلب دام وفؤاد مجروح قرأت ميثاق الجبهة الاسلامية الجديدة في سوريا . ليس هذا الميثاق سوى تتويجا لانحدار لم يشهده تاريخ هذا البلد الحضاري العريق المشهود له بغناه وتنوعه وتعايش كل الملل والأنحال والاثنيات والقوميات داخله .
جاء في الباب الأول تحت بند التعريف بالجبهة الاسلامية : .... بناء دولة اسلامية تكون السيادة فيها لشرع الله – عز وجل – وحده مرجعا وحاكما وموجها وناظما لتصرفات الفرد والمجتمع والدولة . وتشرح طبيعة الدولة المنوي اقامتها في المادة الثالثة عن طريق ...تفعيل طاقات المجتمع المختلفة . تمهيدا لإعادة بناء سوريا المنشودة . دولة الاسلام والعدل والرقي .
اما المادة العاشرة فقد جاء فيها حرفيا – كل سياسة لا تعترف بان التشريع حق لله وحده لا شريك له هي مناقضة للدين ووسيلة غير مشروعة .
اما المادة الثانية عشرة فقد بدأت كما يلي : المسلمون في سوريا جزء من الأمة الاسلامية ....
نسأل منظري الجبهة كيف سيتعاملون مع أمثالي الرافض لشرع الله وخاصة الاسلامي الذي يبيح الزواج من أربعة دفعة واحدة, وينص صراحة على ان الرجال قوامون على النساء , وللذكر مثل حظ الانثيين , وما هو حكمهم على من يأخذ بشرع الله المسيحي ؟
نسألهم عن دولة الاسلام والعدل والرقي التي يريدون اقامتها . أين تحققت في التاريخ الاسلامي قبلهم ؟ هل هي في دولة الأمويين ام في دولة العباسيين ام في دولة المماليك ام في دولة الخلافة العثمانية ام في دولة طالبان ؟
نسألهم عن الأمة الاسلامية في القرن الواحد والعشرين والتي تقسم الأمم على اساس ديني ؟
هل هذا هو الاسلام الوسطي المعتدل الذي وعدتنا به الثورة السورية ؟
ان معركتنا في المنطقة طويلة ومعقدة مع حكامها المستبدين ومن خلفهم كل أثرياء وأقوياء العالم , ولكن ما يحز بأنفسنا كوطنيين ديمقراطيين أن يكون اسلاميوا المنطقة حصان طروادة لهؤلاء.
مشكلة الربيع العربي مع الاسلاميين انهم يريدون أن يكرروا مهزلة الشيوعيين الاستبدادية التي تجّلت بهوس الشيوعيين بالسلطة وانفرادهم بها , ونسي الاسلاميون او تناسوا أن كل بلد من بلداننا العربية يحتاج الى عقد اجتماعي جديد بين كل مكوناته تتنافس فيها على الأرض لخدمة الانسان , وان استغلال الاسلاميين لشعور شعبنا المتدين من اجل اقصاء الأخرين عن السلطة والانفراد بها سينعكس عليهم في النهاية وماجرى في مصر خير شاهد على ذلك .
اعتقد ان من واجب كل سوري معني بدولة مدنية تقوم ديمقراطيتها على المواطنة ان يرفع صوته ضد ميثاق الجبهة الاسلامية وضد كل قوة مشابهة لا تعترف بالآخر . واعتقد ايضا ان هذه الممارسة تخدم الثورة السورية اكثر بكثير من الأصوات التي ترى بالجبهة اخوة لنا في السلاح ولا داعي لتناولها بالنقد الآن .)
أرسلت المقال الى الأمانة العامة من أجل نشره في موقع الاعلان . وجاءني الرد أن الأمانة العامة ناقشت المقال ورأت فيه خروجا عن الخط السياسي للاعلان ولذلك ترفض نشره, وأجبتهم انا عضو مجلس وطني واجد أن المقال منسجم مع خط الاعلان والخط لاتقرره الأمانة العامة بل يحتاج الى مؤتمر ليقرر ان كان مقالي منسجم مع خط الاعلان ام لا ؟.
2- القشة التي قصمت ظهر البعير هي قولي عند انتقاد احد بيانات الاعلان التي تأخذ على بعض الناشطين في الخارج مهمة تنفيذ أجندة خارجية: لو بدأتم بأنفسكم لصدقناكم . انتم أول من ساهم من دون قصد بهذا الاتجاه عندما لبيتم دعوة عزمي بشارة ووافقتم على تشكيل مجلس يُسَير من الدوحة وتركيا, ولم تصّروا على ان يتشكل المجلس من الأرض السورية, وجاءني الجواب: كلامك اخطر علينا من كلام السلطة ونتمنى ان تغير رأيك، وأجبتهم هذا رأيي ولن أغير حرف فيه. مشاركتنا بتلك الطريقة في تشكيل المجلس الوطني كان فيها خطأ وجّل من لا يخطئ.
3- كانت تلك الآراء والرسائل تتم أحيانا من خلال الحوار بيني وبين عضو ارتباطكم كوني كنت عضو ارتباط منتخب من اللجنة ونلتقي بشكل دوري مرة في الشهر وأعترف ان تلك العلاقة كان فيها من الشخصي أكثر من المؤسساتي وربما هي التي ساهمت في أرائكم عني بهذه الرسالة.
ما آلمني في هذه الرسالة هو الأسلوب البكداشي المتبع فيها والذي لم أعهده سابقا في قيادة اعلان دمشق, أسلوب محاولة حرق كل رفيق مميز له وجهة نظر غير متطابقة مع القيادة عن طريق تناول صفاته الشخصية.
احب ان أقول هنا لقيادة الاعلان : كان النظام أذكى منكم وأكثر اقناعا أيضا.
في المرة الأخيرة لاعتقالي من قبل فرع امن الدولة في اللاذقية وبعد انتهاء التحقيق جاءني ضابط كبير كان أسلوبه مختلف كليا عن أسلوب المحقق وقال حرفيا : اريد مساعدتك , وقِّع لي على هذا السطر وبعدها تنام اليوم في بيتك , ومن ثم سنقوم بتأمين عمل لك ,يقول السطر : (كل كتاباتي هي رد فعل على الظلم الذي وقع علي من قبل هذا النظام ) أمهلني ثلاث ساعات لأفكر بالأمر لأن الفرع عازم على ادعائه عليّ وتحويلي الى محكمة , قلّبت الأمر من كافة وجوهه . انهم أذكياء يريدون ان يحرقوا كل تاريخي السياسي ليجعلوه قائما على رد الفعل . عاد الضابط وأجبته صراحة بان ذلك لايناسبني فدعا لي بالتوفيق وانصرف .
أما انتم يا أعزائي فتحاولون اقناع اللجنة بأنني مثل طفل قطع ابوه الخرجية عنه فارتفعت لديه حالة النكد والمناكفة ! أي أنني لست صاحب رأي يعتد به وكل ماقمت واقوم به هو رد فعل على قطعكم المساعدة عني وياليت انكم اكتفيتم بذلك , بل أردتم إخبار اللجنة بأنكم تعرفون عني أكثر منها وأنني انتهازي عريق انتميت لاعلان دمشق لأجعله بقرة حلوب .
أيها الرفاق من يقرأ كلماتكم عن كامل عباس يظن انه شاب ذكي في العشرينات من عمره لديه طموحات كبيرة يريد تحقيقها بأي ثمن وقد قاده ذكاؤه الى أن النظام لامستقبل له, بل المستقبل في سوريا لاعلان دمشق فانتمى اليه كي يجعله بقرة حلوب يحقق من خلالها طموحاته.
لكن كامل عباس معروف بتاريخه الاجتماعي والسياسي وقد شارف على السبعين وهو يسير على نفس الوضوح والشفافية في حياته الاجتماعية والسياسية, ولم يوصف يوما من قبل أحد لا في تعليمه ولا في سجنه ولا في قريته ولا في مدينته بأنه انتهازي لا تهمه سوى مصلحته الخاصة كما وصفتموه. على الأقل اللجنة تعرفه منذ ثمان سنوات, فهو لم يتغيب يوما عن اجتماع فيها وكان دائما يمثل رأي الأقلية داخلها, ولكنه كان يعيد صياغة مايطلب منه بما يتوافق مع رأي الغالبية وليس بما يتوافق مع رأيه, ولم تلحظ منه أي تذمر, فهل يعقل ان تصدقكم بأنه ينظر الى الاعلان كبقرة حلوب !!! ولماذا لم يفتش عن بقرة حلوب أخرى بعد أن جف ضرع بقرتكم ولم تعد تقدم له اي مساعدة منذ ثلاث سنوات؟
المشكلة بيني وبينكم هي خلاف في الرأي وهو لا يفسد عندي للود قضية. وما زلت أرى بالاعلان وبقيادته الحالية احد أهم القوى الداعمة للثورة ولكن دعمها سيزداد بلا شك عندما تصبح قيادة الاعلان لبرالية في السياسة والتنظيم ولا يمكن ان تحل هذه المعضلة الا من خلال مؤتمر جديد ,وسأظل في الاعلان ولن اتركه كما يريد البعض حتى ينعقد مؤتمره الثاني فاذا استطعت ومن يوافقني الرأي على رسم خطة جديدة فيه تجعل من الاعلان بطة تمشي على رجلين معا فسأستمر فيه, واذا لم استطع فسأشرح وجهة نظري لأسباب مغادرته داعيا لقيادته التوفيق. بكل الأحوال يبقى اعلان دمشق جزء مهم من تاريخ سوريا السياسي الحديث.
في ختام هذه الرسالة سأورد حادثتين قام بها عضو ارتباطكم لترون من منا سلوكه السياسي لا يليق بمناضل سياسي.
1 - علمت من الاعلام أن علي العبد الله قد ترك الاعلان. أستفسرت عن سبب ذلك أجابني عضو ارتباطكم.
- وجّهنا له ملاحظة حرد بعدها وانقطع عن الاجتماعات.
- حرد راضوه في ذلك خدمة للاعلان.
- مانا فاتحين دور حضانة.
2- الحادثة الثانية:
استفسر أحد أعضاء لجنتنا – علي بركات من سليمان شمر عبر الهاتف عن أسباب إهمال المحافظة من قبل الأمانة العامة أجابه
لم أعد استطع تحمل عضو ارتباطكم كامل – تعا أنت الى دمشق محله حتى نتفاهم.
نقل لنا عضو اللجنة ما سمعه في جلسة رسمية . صدمني الكلام لدرجة جعلني أتساءل ما الفرق بين حزب البعث العربي الاشتراكي وبين حزب العمال الثوري . كانت ردة فعلي المباشرة هو تقديم استقالتي كعضو ارتباط والطلب من اللجنة لانتخاب عضو جديد في الجلسة القادمة وفي الجلسة الثانية لم تفلح آراء الرفاق في ثنيي عن قراري , مما اضطرها لانتخاب عضو ارتباط جديد طلبت منه في اول اجتماع مع سليمان شمر افهامه انني لست تلميذا في صفه يستطيع اخراجه منه متى يشاء اذا لم يرق له سلوكه .
استمريت بعد تلك الحادثة داخل اللجنة وداخل الاعلان وكنت ومازلت من أكبر المتحمسين فيها لعلاقة جديدة قائمة على المأسسة بين اللجنة والاعلان.
تقبلوا فائق احترامي
كامل عباس – اللاذقية : نيسان 2016



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن