لو لم نعدم لما نجا النظام

سعاد عزيز
suaadaziz@yahoo.com

2022 / 7 / 13

لم تکن ولن تکون مجزرة صيف عام 1988، الخاصة بتنفيذ أحکام الاعدام بحق آلاف السجناء السياسيين الايرانيين، مجردحادثة عرضية أو تطور عادي بل إنه کان وسيبقى واحدا من أبشع اللطخات في جبين النظام الايراني، وحتى إن آية الله المنتظري الذي کان وقت تنفيذ هذه المجزرة نائبا للخميني، فقد خاطب وقتها لجنة الموت الرباعية التي کانت في ذلك الوقت منهمکة بتنفيذ تلك المجزرة بأن"التأريخ سيذکرنا کمجرمين" ودعا الى إيقاف المجزرة وإتباع نهج إنسانية يقوم على أساس المحاججة والمناظرة وليس القتل والاعدام، غير إن هذا الموقف کلف المنتظري بإزاحته من منصبه!
هذه المجزرة على الرغم من مرور أکثر من ثلاثة عقود عليها، لکنها مع ذلك لازالت تشکل أکثر من عقدة وحتى کابوس بالنسبة للنظام الايراني الذي مافتأ بين الفترة والاخرى يعود للحديث بشأنها والسعي من أجل تبرير موقف النظام، وقد کان لرجل الدين حسين علي نيري، رئيس لجنة الموت الرباعية في عام 1988، ورئيس المحكمة التأديبية العليا للنظام رأي ووجهة نظره التي طرحها من أجل تبرير وتسويغ هذه المجزرة التي تم إعتبارها من جانب العديد من الاوساط والمنظمات الحقوقية الدولية بمثابة جريمة ضد الانسانية.
حسين علي نيري، المسؤول عن لجنة الإعدام في مجزرة السجناء السياسيين في إيران عام 1988 وأول شخص ورد اسمه في فتوى الخميني لمذبحة السجناء السياسيين، صرح بوضوح في بيانه حول مجزرة عام 1988:" في ذلك الوقت، كانت ظروف خاصة سائدة في البلاد. كانت حالة البلاد حرجة. هذا، لولا صرامة الإمام، فربما لن يكون لدينا هذا الأمن على الإطلاق. ربما كان الوضع مختلفا تماما. ربما لن يبقى النظام مطلقا"!
نيري الذي أضاف وهو يقدم هذا التبرير السمج قائلا:" ما ينبغي العمل في هذا الوضع الحرج؟ يجب إصدار حكم حاسم. على من يدير المحكمة وملم بالقضايا أن يلملم الوضع. في هذه الحالة لا يمكن أن تدير البلاد بـالقول (حبيبي وفدوة لك)!
هذا المنطق اللاإنساني الغريب الذي يوضح العقلية الاستبدادية القمعية للنظام ورفضه للآخر منذ البداية وسعيه لإبادته وإجتثاثه من الجذور، هو حاصل تحصيل مايجري في إيران من أوضاع غير عادية وإستمرار رفض النظام وتواصل التحرکات الاحتجاجية ضده وعدم تمکنه من إنهاء التحرکات والنشاطات المعادية له على الرغم من إستخدامه أقسى الاساليب والطرق القمعية ضد معارضيه بلوحتى إن الامر عندما يصل به الى حد سن قانون"المحاربة"والذي يعتبر بموجبه کل يقف بوجه النظام ويعارضه بمثابة محارب ضد الله، فإن الوجه الحقيقي لهذا النظام ينکشف أمام العالم کله!



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن