اتهام رئاسة الجمهورية بالعمالة!

حيدر خليل محمد
hydrkhly166@gmail.com

2022 / 7 / 2

في العراق أن لم توافق توجهات تيارٍ ما سيضعوك في خانة ( التخوين والعمالة) ، حتى لو لم يجدوا عليك أي مؤشر يدل على أنك عميل ، فقط لأنك تخالف قرائتهم وسياستهم وتوجهاتهم ، وهي حالة عامة في العراق.

قبل أيام بتغريدة مفاجئة وقاسية وغريبة في نفس الوقت ، من جناب السيد مقتدى الصدر ، أتهم فيها رئيس الجمهورية الدكتور برهم صالح بالعمالة والتطبيع مع الصهاينة وهو ما يخالف الواقع والتوجه السياسي الشخصي لشخص الدكتور برهم صالح أصلا.
وفيما بعد أصدرت رئاسة الجمهورية توضيحا حول القانون المرسل من قبل مجلس النواب لرئاسة الجمهورية لغرض المصادقة عليه .
وبينت رئاسة الجمهورية في التوضيح أنها تسلمت مشروع قانون ( تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني) المرسل من قبل مجلس النواب وكان قد وجه رئيس الجمهورية الدكتور برهم صالح بالتعامل مع هذا القانون بالصيغة المرسلة من قبل مجلس النواب دون أي ملاحظة على القانون ، والمصادقة عليه وفق الاليات القانونية والدستورية المتبعة من قبل رئيس الجمهورية للقوانين التي تُشرع من قبل مجلس النواب .
وتم نشر القانون في جريدة الوقائع العراقية وبموعدها القانوني والدستوري ولم يخرق رئيس الجمهورية المدة الدستورية.
كما أكد الناطق بإسم رئاسة الجمهورية : إن موقف رئيس الجمهورية الدكتور برهم صالح ، كما هو معروف ، هو موقف ثابت وداعم للقضية الفلسطينية ونيل الحقوق الكاملة للشعب الفلسطيني وتحرير وطنه من احتلال الكيان الصهيوني ، وأكد سيادته على ذلك مرارا وتكرارا من على المنابر الدولية والوطنية وفي اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة .

رغم أن الرئيس برهم صالح لم يبدي أي ملاحظات أو علامات استفهام حول القانون ، لذلك وجه باتباع السياقات والاليات القانونية لارساله لجريدة الوقائع العراقية لغرض نشره ويدخل حيز التنفيذ ، والعملية هذه دليل على مصادقة رئيس الجمهورية على القانون ، ولا تحتاج لتوضيحات أو شروح.

أما سبب عدم توقيع رئيس الجمهورية برهم صالح فقد وضح عدد من المحللين والمتابعين للشأن السياسي العراقي ، أن المنطقة مقبلة على تغييرات كبيرة ، ونحن نجهل مستقبل المنطقة سياسيا .
السيد برهم صالح رجل له خبرة سياسية طويلة وعلى علم بالمتغيرات السياسية التي حدثت في الماضي وتحدث مستقبلاً ، وقد تحدث حرجا مستقبليا لأي تغيرات قد تطرأ في العراق خلاف ماهو سائد الآن ، في الحقيقة مهما تكلمنا عن تجريم التطبيع توجد مساحة كبيرة وسائرة باتجاه ما أتى من أجله البابا وما بحثه حول تقارب الأديان.
حتى أنه قبل أيام زار أحد الشخصيات المقربة من المرشد الايراني ومن حوزة قم الفاتيكان وبحثوا معه السلام في المنطقة.
أما كشخص السيد برهم صالح رافض لفكرة التطبيع مع الكيان الصهيوني فضلا كرئيس للعراق ، وهو داعم للقضية الفلسطينية.
في لقاءٍ تلفزيوني مع قناة الجزيرة أكد الدكتور برهم صالح أنه لا سلام في المنطقة دون تحقيق رغبات الشعب الفلسطيني ، ومن دون الحقوق الكاملة للشعب الفلسطيني ، كما أن العراق ملتزم بالدفاع عن القضية الفلسطينية.
وفي إحدى اجتماعات القمة العربية قال الرئيس صالح أن القضية الفلسطينية أولوية بالنسبة لنا ، حتى الجولان ذكره الدكتور برهم صالح وأعتبرها ارضا سورية وانها تحت الاحتلال الصهيوني.
في الحقيقة تغريدة جناب السيد مقتدى الصدر سياسية اكثر منها قانونية ، فهي جاءت متناغمة مع رأي الديمقراطي الكوردستاني بابعاد السيد برهم صالح من الترشيح لرئاسة الجمهورية ، وجاءت التغريدة بعد ساعات من اجتماع قوى الاطار والمتحالفين معها ، والتي خرجت بأمور مهمة وجديدة حول تشكيل الحكومة القادمة وشكلها .
ويجب أن نعرف أن الاتهام بالعمالة والخيانة خصوصا ليس هناك أي مؤشر على هذه الاتهامات ، حقيقة لا ترقى إلى أن تتهم رمز الدولة .



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن