الملاحة الدولية تقرع نواقيس الخطر

كاظم فنجان الحمامي
kfinjan@yahoo.co.uk

2022 / 5 / 29

دولٌ تمتهن القرصنة، وتشيع الفوضى في البحار المفتوحة، ودول أخرى تدعمها الآن وتشجعها على ارتكاب الانتهاكات الدولية، التي بدأتها اليونان بتأييد سافر من دول الناتو . .
أخطر ما تواجهه التجارة الدولية الآن في بحار الله الواسعة هو حالة القرصنة المعلنة ضد خطوط الشحن البحري، والتي ستترك تداعياتها إن عاجلاً أو آجلاً على الموانئ العالمية، وعلى سلاسل التوريد، ومراكز الدعم اللوجستي، وستترك تداعياتها أيضاً على الاقتصاد الدولي بشكل عام. .
كانت البحرية اليونانية هي السبّاقة في الاستيلاء على ناقلة النفط الروسية (LANA)، التي كانت تحمل أكثر من (100,000) طناً من النفط الإيراني في طريقها إلى الموانئ الروسية، فاحتجزتها في جزيرة كريستوس بطلب من الولايات المتحدة، ثم افرغت حمولتها من النفط، وشحنت النفط في ناقلة أخرى مبحرة الى الموانئ الأمريكية. .
وتعاملت إيران مع القرصنة اليونانية بالمثل، فارسلت طائراتها العمودية للهبوط على سطح الناقلة اليونانية (Delta Poseidon)، التي كانت قادمة من ميناء البصرة النفطي وهي محملة بالنفط العراقي، ثم توجهت الطائرات نفسها للهبوط على سطح الناقلة اليونانية (Prudent Warrior)، التي كانت هي الأخرى قادمة من ميناء البصرة النفطي ومحملة بالنفط العراقي، وقد بلغ اجمالي حمولة الناقلتين حوالي (1.8) مليون برميل. نذكر ايضاً ان السفن والناقلات اليونانية التي كانت متواجدة في مياه الخليج العربي في يوم الاستيلاء على الناقلتين بحدود 17 سفينة، وكانت جميعها مرشحة للمصادرة. الامر الذي جعل البحرية اليونانية ترفع درجة استعدادها للاستيلاء على المزيد من السفن والناقلات الإيرانية المتواجدة في حوض البحر الابيض المتوسط. .
لا شك ان هذا السلوك المرفوض يتناقض تمام مع الاعراف والقوانين والاتفاقيات الدولية، وفي طريقه الى الانتشار، وينذر بتوسع دائرة الخطر لتشمل الخلجان والبحار والمحيطات. وسوف تكون لنا محطات تحليلية نتناول فيها هذه الظاهرة بالتفصيل الممل. .
لكن السؤال الذي يطرح نفسه، هو: ما مصير النفط العراقي الذي كانت تحمله الناقلات اليونانية المحتجزة الآن في إيران ؟، وما هي الإجراءات التي سيتخذها العراق للمطالبة بقيمة الحمولات النفطية التي صادرتها ايران ؟، وما سر سكوت الفضائيات العراقية ؟، أغلب الظن انها لا تعلم، ولا تدري. .



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن