تعليقاً لإحاطة السيد/فولكر بيرتس رئيس بعثة الأمم المتحدة المتكاملة بشأن الوضع السوداني عشية الإحتفاء باليوم العالمي لتأسيس الإتحاد الافريقي

سعد محمد عبدالله
Simsimp666@gmail.com

2022 / 5 / 25

(رأي خاص)

تحتفل قارة افريقيا بالذكرى السنوية لتأسيس منظمة الوحدة الافريقية التي تم تكوينها بتاريخ 25 مايو - عام 1963م، وقد وقع علي الميثاق التأسيسي عدد 32 دولة افريقية مستقلة إلتقت آنذاك بدولة أثيوبيا بقيادة الإمبراطور هيلا سيلاسي، وكل هذا نتاج لمؤتمر أكرا الذي عقد بدولة غانا بتاريخ 15 ابريل - عام 1958م بقيادة الدكتور كوامي نكروما، وكانت دولة السودان من أوائل الدول الافريقية المستقلة من الإستعمار، حيث تحولت هذه المنظمة في العام 2002م إلي الإتحاد الافريقي الذي يشارك اليوم في الآلية الثلاثية المشكلة لحل الأزمة السودانية (دولة مؤسسة)، ونحن نهنئ الشعوب والحكومات الافريقية بهذه المناسبة العظيمة، ونتمنى أن تعود في العام القادم في ظل السلام والديمقراطية وتحقيق شعار "حلول افريقية لمشكلات افريقيا" ونؤكد مجدداً سيعنا لبناء السودان الجديد كما كان يحلم الدكتور جون قرنق دي مبيور عبر إيجاد حلول سودانية لكل مشكلات السودان، وسنعمل مع الشركاء داخل وخارج البلاد للعبور إلي السودان المدني الديمقراطي الذي يسع الجميع.

لقد قدم السيد/ فولكر بيرتس ممثل الأمين العام للأمم المتحدة - رئيس بعثة (UNITAMS) تقريراً دورياً للأمم المتحدة يوم أمس الأول؛ شاملاً ضمن عدة موضوعات أعمال البعثة الأممية المتكاملة خلال الفترة الماضية، وقد ناقش التقرير الأوضاع الأمنية والسياسية والإقتصادية والإجتماعية وقضايا الحقوق والحريات ومسألة تنفيذ إتفاقية جوبا لسلام السودان وصولاً لدولة الديمقراطية والمواطنة المتساوية، وجاء تقرير فولكر في وقت دقيق للغاية تتسع فيه سعة التحديات والمخاطر بخصوص العملية السياسية الجديدة؛ ولكن في الوقت ذاته نطالع مؤشرات جيدة حواها التقرير حول التقدم في تنفيذ الإتفاقية وتشكيلة القوة المشتركة لحفظ السلام إضافةً لما تم إتخاذه بشأن إجراءات بناء جسر الثقة والتعاون المحُرز حول عملية الحوار السوداني.

ما زال السودان أمام مشكلات كبيرة تستوجب الجلوس أرضاً للحوار السياسي وتوافق السودانيين علي قضايا الإنتقال نحو الديمقراطية التشاركية وبحث كيفية تثبيت إستدامة السلام والتنمية المتوازنة، ومن القضايا الملحة تكوين مجلس وزراء يقوم بإدارة المرحلة القادمة مع إستمرار الحوار، وكذلك توفير الدعم اللوجستي اللازم لإستكمال تنفيذ إتفاقية جوبا لسلام السودان؛ فهنالك عدد كبير من النازحيين يجب تأمين عودتهم إلي مناطقهم، وهناك جيوش منتشرة حالياً تنتظر الترتيبات الأمنية لتكوين جيش مهني ومتنوع بعقيدة جديدة أساسها الدفاع عن الأرض والشعب، وأيضاً يجب معالجة الوضع الإقتصادي لإنهاء مسألة إتساع دوائر الفقر وإستمرار النزوح من الريف إلي المدينة ومنها إلي دول الجوار، وأكثر الدول المحيطة بدولتنا تشهد إضطرابات لا تقل حدتها عن السودان، وكل ذلك يحتاج لإنتاج حلول جذرية نأمل أن تكون في أقرب وقت ممكن لإنتشال البلاد من هذا النفق المظلم.

نحن نحتاج لحوار شامل بمشاركة الشباب والنساء والمنظمات المدنية والنقابات المهنية والتنظيمات السياسية بكل مشاربها والمكون العسكري وغيرها من المجموعات السودانية للخروج برؤية وبرنامج لمعالجة قضايا السودان، وكما ذكر فولكر في تقريره المشّار إليه آنفاً أن تأخير العملية السياسية سيضر بكل السودان خاصةً مع حالة التدهور الإقتصادي والأمني وإنتشار أحاديث عن فرض عقوبات علي السودان إذا لم يتم التواق السياسي كما هو مطلوب، ويجب أن لا نعلق مشاكلنا علي شماعة الغير للهروب من المسؤلية، وهذه المسائل يجب أن توضع في حسابات القوى الفاعلة في السودان، ولا خيار غير الذهاب إلي منابر الحوار من أجل السودان، والجميع يعلم أن إستمرار الأزمات السياسية والأمنية والإقتصادية في البلاد لن يفيد السودانيين مطلقاً؛ إنما الأكثر إفادةً للجميع هو الجلوس علي طاولة حوار شامل ومفتوح يحقق التحول الديمقراطي المدني والإصلاح الإقتصادي وهيكلة المؤسسات العسكرية ضمن الخطوات المكملة لمشوار السلام والديمقراطية بغية العبور الآمن نحو المستقبل.

25 مايو - 2022م



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن