مظفر النواب القصيدة والمسرح

علوان حسين
alwanhussein@yahoo.com

2022 / 5 / 23

النواب القصيدة والمسرح معا ً

القصيدة النوابية تقرأ على المنصة وتجسد دراميا ً عبر الإلقاء المسرحي وضبط إيقاع الصوت , النغم وطبقاته وتلوينه وهذا فعل لا يستطعه سوى الشاعر مظفر النواب نفسه . النواب على المنصة يقف ممثلا ً دراميا ً ومؤديا ً بصوته الرخيم المليء بالشجن والعذوبة لا ليلقي قصيدته بل يمسرحها ويجسدها بالصوت والإشارة والحضور الجسدي الطاغي والإنتقاء الفريد للجملة والعبارة المشحونة والمعبرة عن المكبوت في لاوعي الجماعير لتكون هي تكثيف للشحنات النفسية وحاملة لراية الثورة وكأنها بيان الثورة وشرارتها تستنهض ما لدى هذه الجماهير من زخم ٍ تأخذ من الشارع النبض والإيقاع والمنحى لتكثفه عبر لغة ٍ تتناغم وتعبر وتكون صوته المتفجر أنا هنا أتحدث عن قصيدته الفصحى بشكل ٍ خاص . نجح النواب في جعل قصيدته جماهيرية تردد على كل لسان ٍ وشفة . النواب شاعر هجاء لغته سليطة حادة لا تهادن وهو لا يتورع عن الشتم وإستخدام كلمات بذيئة إن تطلب الأمر وهجاء الشاعر للحكام العرب رؤساء وملوك وسلاطين من هنا نتلمس تعاطف الملايين من العرب مع قصيدته كونها تعبر وبصوت ٍ عال ٍ عن حالة السخط والغضب إذ تعتبر هذه القصيدة صوت المظلومين والمقهورين الساخطين والحالمين بوطن ٍ أبهى . سطع نجم النواب كشاعر ٍ جماهيري مؤثر وأيضا ً لأنه شاعر حقيقي يشبه قصيدته تماما ً سجن وعذب وتشرد لكنه لو نظرنا إلى تجربته نقديا ً هل نضعه بمصاف الشعراء الكبار مثل السياب وسعدي يوسف وأدونيس أو محمود درويش مثالا ً ؟ في تقديري المتواضع قصيدة مظفر النواب لا ترتق ِ ولا تقف بمصاف قصائد الشعراء الكبار لأسباب كثيرة أهمها كونها تفتقر فنيا ً للصياغة واللغة الموحية العميقة الدلالات . فنيا ً هي فقيرة في صورها إلا فيما ندر تفتقر إلى التكثيف في المعنى والغوص في الأفكار وضعف قدرتها على الإبهار ومنح القاريء الدهشة وحالة التأمل العميق كونها تذهب إلى فكرتها مباشرة وبلغة تقريرية تقرب كثيرا ً من لغة الشارع . أستطيع القول بأن مظفر النواب يعد ظاهرة شعرية وحضور طاغ ٍ أكثر منه شاعرا ً يحلق بنا في سموات الشعر عبر الصورة والمجاز والخيال المحلق . في القصيدة العامية لا شك أنه يعد مدرسة ومعلم تتوهج موهبة الشاعر وبراعته في جمال التعبير ورقته وعذوبته فكانت بحق الأغنية الرائعة بكل شجنها وحزنها وكثافة تعبيرها عن الإحاسيس والمشاعر وكأن النواب سكب فيها نفسه بكل شفافيتها ورقتها ولطف معانيها وعمقها وتجسيدها للريف العراقي الجنوبي منه تحديدا ً وليته ظل شاعرا ً شعبيا ً ورمزا ً ومرجعا ً ومدرسة رائدة ومهمة للتعبير عن ضمير ووجدان الإنسان العراقي المقهور إبن الريف بشكل ٍ خاص .



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن