تساؤلات المواطن الفرنسيّ هوبار لومار عن الإسلام (1)

موريس صليبا
salibamds@gmail.com

2022 / 5 / 3

هوبار لومار يسأل:
أيّها المسلمون، هل تعرفون أنّ الإسلام ليس دين سلام بل إيديولوجية غزو واحتلال؟

يعتمد فنّ البلاغة التبشيريّة الدعويّة الحاليّة والموجّهة لغير المسلمين على المراوغة الاحتياليّة اللغوية. يحاول روّاد هذا الفنّ إيهام الناس بأن كلمة "إسلام" هي مرادفة لكلمة "سلام"، بينما تختلف العبارتان في الحقيقة من حيث المضمون والتقارب اللغوي. لو كان ذلك صحيحا، فلماذا يتعبون ويلجأون إلى استخدام كلمتين، لو كانتا حقيقة تشيران إلى نفس المعنى؟ أليس هذا أمر غريب؟ فإذا كانت الكلمتان مشتقّتين من نفس المصدر "س ل م"، فهما تنفصلان بعد ذلك بحكم اشتقاق الكلمات من جذر واحد. فبينما كلمة "سلام" تعني السلام بوضوح كليّ دون أي التباس، فكلمة "إسلام" تعني "الخضوع والاستسلام والانقياد". وتتضمن معنيّين:
الأول، لاهوتيّ محضّ، يقتصر على المسلمين فقط، ويشير إلى "الإنسان المسلم" (Homo islamicus) المستسلم لمعبوده إله القرآن ولشريعة منسوبة لهذا الإله. وهنا لا بدّ من التركيز على مفهوم الاستسلام، الذي يعني فقدان الإرادة الذاتيّة.
أما المعنى الآخر، وله مغزى سياسيّ عدائي وخطر، فيُطبّق خارج الإسلام، ويعني إخضاع غير المسلمين لكل ما هو إسلاميّ أو تابع للإسلام. في زماننا الحاضر، هناك القليل من الناس الذين يعرفون أن هذا المفهوم ما زال قائما ومعمولا به، ويُفرض بقسوة على من يرفضه أو يقاومه.
لم يكن الإسلام إطلاقا ولن يكون أبدا مُعتقَدا يدعو إلى السلام، بل إيديولوجيّة توتاليتاريّة قائمة على الفتح والغزو والجهاد والعنف. لا سلام أبدا في الإسلام، كما سنبيّن ذلك، ولا محبّة ولا تسامح أيضا. هذه القيم الثلاث، السلام والمحبّة والتسامح، غريبة تماما عن الإسلام، يمنعها القرآن ويحظرها على المسلمين، حتى وإن ادّعى وبشّر بوجودها الدعاة ووعّاظ السلاطين والجهلة والكذبة والمهرّجون والنصّابون والمنافقون، وأكّدوا دون خجل على وجودها، غير آبهين بالآيات القرآنيّة التي تكذّبهم وتناقضهم، مثل:

- فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاء اللَّهُ لانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ (سورة 47، 4)
- فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ (سورة 47، 35)
- يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (سورة 5، 35)
- قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ (سورة 9، 29)
أين نجد في هذه الآيات السلام والمحبّة والتسامح؟
وهناك آيات أخرى لا يستطيع أيّ مسلم التنكّر لها:

- إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ (61،4)
- وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (2، 244)
- انفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (9، 41)
- يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (66، 9)
بالرغم من كل هذه الآيات التي أوردناها، إضافة إلى آيات عديدة أخرى مشابهة تصب كلّها في نفس الموضوع، يفاجئنا دائما مفسّرون خبثاء يعتبرون أنفسهم "علماء"، ولكنّهم نصّابون وجهلة، ينكرون وجود مثل هذه التعاليم، ويتبجّحون مردّدين عاليًا ودون حرج أو حياء: "الإسلام دين سلام". واليوم نرى الإسلام ينشر الدمار والإرهاب في العالم أجمع. ونرى المتأسلمين الجدد أكثر إصرارا ونشاطا وخضوعا وممارسة وتطبيقا لدينهم الجديد، كاشفين عن غبائهم وعن جوهر معتقدهم المتفوّق فسادا وإجراما على النازية والشيوعيّة، من حيث تمسّكه بالاستعلاء على العالم أجمع وتشجيعه على إبادة خصومه ومعارضيه، معتمدا على قرآن يشرّع قتل كل إنسان غير مسلم أو يرفض الدخول في الإسلام.
لقد أصبح واضحا أن البلدان الإسلاميّة عاجزة عن إصلاح الإسلام، ولا تتمنى ذلك دون شكّ. لذا ينبغي على وسائل الإعلام في الشرق وعلى الدول في الغرب أن تنظّم في وسائل الإعلام، خاصّة عبر الراديو والتلفزيون وفي المدارس وكل المؤسسات الإعلاميّة والتعليميّة، حوارات ومناقشات تربويّة، كي تُشرح وتُوضّح لأكبر عدد ممكن من المواطنين حقيقةُ الإسلام، وكيف تمّ اختراع الوحي المنسوب إليه، ووهم الإعجاز الذي يصف به المسلمون قرآنهم، وزيف مثاليّة محمّد الذي يعتبرونه "القدوة الفضلى" في الإسلام، ويقدّسونه أكثر من إلههم.
كذلك يجهل هذا الدين تماما التمييز بين ما هو دينيّ وما هو سياسيّ، بين الحياة الخاصّة والحقّ العام. الإسلام ليس دينا أو شيئا قليلا من الدين بالمعنى الذي يتصوّره الغرب في هذا الزمان، أي الدين كإيمان يرتبط فقط بالحريّة الفرديّة والاقتناع الذاتيّ، وكعبادة لا علاقة لها إطلاقا في المجال السياسيّ.

لا يمكن مقارنة كل الأديان مع بعضها، حتّى وإن لم نفضّل أيّا منها. غير أن الدين الإسلامي هو الأكثر تخويفا وإرهابا وترهيبا ورفضا، كما يقدّم الجواب الأكثر سوءا وسلبية بشأن المسائل الجوهريّة والأساسيّة في عالمنا الإنساني.

الإسلام عقيدة إيديولوجيّة توتاليتاريّة أكثر إكراها وتوسّعا وتعطّشا للإبادة الجماعيّة من النازيّة السيئة الذكر، وكذلك من الشيوعيّة في مرحلة ما من الزمن. الإسلام سلاح غزو ودمار شامل مرعب بين أيدي أناس يتلاعب أهله ورجال دينه بعقول الناس دون شفقة أو رحمة، همّهم الوحيد إخضاع الإنسانيّة بكاملها لهذا الدين، كما يأمر إلههم في القرآن. غالبا ما تُبرّئ هذه التوتاليتيريّة ضررها بوعد ذي طابع دينيّ في الحياة الأخرى، ولكن هذا غير كاف على الإطلاق كي يحظى هذا الدين في الغرب بنفس المكانة التي تحظى بها ديانات أخرى كالمسيحيّة واليهوديّة والهندوسيّة أو البوذيّة. فبفضل التقيّة، هذا الكذب الماكر والمرائي والمحلّل قرآنيّا وشرعا، يلجأ إليه كلّ مسلم ويستخدمه لتضليل الآخرين. وللإسهام في دعم إيديولوجيّته الزائفة يتخفّى الإسلام وراء قناع دين مزعوم، كي يحمي ويدعم أطماعه التوسّعيّة الحقيقيّة من جهة، ويطمئن الغرب من جهة ثانية.
يصف المسلمون البلدان الإسلاميّة بـ "دار الإسلام"، كما يعتبرون كل البلدان الأخرى في العالم، ودون استثناء، "دار الحرب"، أي البلدان التي ينبغي غزوها وإخضاع شعوبها، وأسلمتها أو إبادتها. فطالما لم تخضع الإنسانيّة بكاملها لشريعة إله القرآن، فلا سلام ممكن مع الشعوب غير المسلمة، وذلك وفق ما جاء في القرآن. هذا أمر مستحيل بعكس ما يقوله ويتبجّح به الجهلة والمنافقون والكذبة الذين يمارسون جيّدا فنون التقيّة والخداع ويعتمدون عليهما.
أيها المسلمون! ترفضون بأكثريّتكم الخروج والتحرّر من هذا الضلال والتضليل الإسلامي. لذلك لا بدّ للغرب من أن يكون حازما في الدفاع عن مبادئه، وأن لا يتخلّى عن أي وسيلة لتحقيق ذلك. لقد آن الأوان لكم أن تواجهوا الحقيقة. لقد دقّت الساعة كي تنتفضوا وتفتحوا عقولكم على حقيقة الإسلام المرعبة، حقيقته الواقعيّة، فتتحرّرون من مستنقع الأوهام والأكاذيب والظلام الذي أوقعكم فيه محمّد منذ نشأته وحوّلكم إلى أدوات ودمى يحرّكها كما يشاء، بينما أنتم غافلون عن ذلك. لقد آن الأوان كي تناقشوا بموضوعيّة مخاطر إسلامكم الذي ينتشر ويتسرّب متكتّما، فيهدم، ويخرّب، ويفرّق، ويتلاعب، ويلغّم، ويعمل على فرض نفسه بالعنف، مهدّدا كلّ من يحاول بهدوء وتعقّل الوقوف بوجهه.
على ذلك علّق المستشرق"رينيه مارشاند" قائلا: "إنطلاقا من هذه المعطيات البدائية، بنى المسلمون، بين القرنين السابع والتاسع، شريعة توتاليتيريّة ظلاميّة ترتكز على كراهية الآخرين، كلّ الآخرين، وعلى تدمير وإفناء حضاراتهم. أن تطبّق هذه الشريعة أو تعتبر المرجع الأساسي للتشريع في الدول الـ57 الأعضاء في منظمة التعاون الإسلاميّ، فهذا أمر يتعلّق بمواطني هذه الدول فقط. ولكن أن يجرؤ مسلمون في فرنسا ويقولون نحن مواطنون فرنسيّون، فهذا أمر يدعو إلى التساؤل. فإما هؤلاء المسلمون يجهلون كلّ شيء عن الإسلام والواجبات التي يفرضها عليهم، كما يجهلون الكثير الكثير عن حياة محمّد الذي ينبغي الإقتداء به، وإما ليسوا بمسلمين. وبالتالي، فإما لا يعرفون الواجبات التي تفرضها عليهم المواطنة الفرنسيّة، ولا بدّ لهم من الإطلاع عليها والتقيّد بها. وإما أنهم، ومن المحتمل جدّا، يكذبون بوقاحة وسفاهة، مستغلّين غباء الفرنسيّين، وجهلهم، وبراءتهم، وتسامحهم، وطيبة قلوبهم عند سماعهم كلاما فارغا وهراء من قبل هؤلاء المسلمين، الذين يشعرون بارتياح كبير عندما يمارسون الكذب، اعتقادا منهم بأن اللجوء إلى الاحتيال والتقيّة والكتمان مع غير المسلمين، حلال مشرّع في الشريعة الإسلامية. أما الحرب بالسلاح، وهو أيضا شرعيّ، فيمكن ويجب استخدام جميع أنواعه لصالح أمر يعتبرونه "مقدّسا"، الا وهو الإسهام في نشر الإسلام وصولا إلى تدمير وإبادة كل الأديان والحضارات واستبدالها بهذا الدين. هذا هو الهدف الذي أقرّه إله الإسلام منذ الأزل، وتحقيقه محتّم كما يؤكّد القرآن."
تعتبر الدول الأعضاء، الـ57، في منظّمة التعاون الإسلاميّ، الشريعة "المصدر الرئيسيّ للتشريع". هل يمكننا تصوّر مجموعة حضاريّة أخرى تبني نظامها القانونيّ على قانون يعود تاريخه إلى أكثر من أربعة عشر قرنا، أو يطبّق مجموعة من بنود هذا القانون الذي استُنبط لتوحيد وتنظيم الحياة الاجتماعيّة والعسكرية للبدو في الجزيرة العربيّة في القرن السابع ميلادي؟ فديناميكيّة الإسلام تقوم على توجّه وارتباط عضويّ بماض أسطوري ميثولوجيّ، يسير عكس قانون التطوّر، أي نحو التخلّف والانحطاط...
ماذا يُنتظر ويُؤمل من أناس يعيشون فيزيائيا في بداية القرن الحادي والعشرين، بينما تراهم، على المستوى العقليّ، متمسكين ومتشبّصين بعادات وتقاليد وأساطير همجيّة تعود إلى القرن السابع وما قبله؟
في قرآنه، نسي إلهكم أن يشرح لكم، أيّها المسلمون، أن الحياة ليست جامدة ولا يُنظر إليها في مرآة إرتداديّة يرى فيها الناظر ما وراءه. لم يُدرك أنّ كلّ شيء يتحرّك، يتطوّر في كل وقت، ويستطيع كلّ إنسان التأكّد من ذلك.
ولكنّكم أنتم أيّها المسلمون، تستطيعون ذلك دون شكّ. استيقظوا من سباتكم! تحرّروا من أوهام ماضيكم البالية. هذا الماضي لا يشرّفكم. فتعاليمه غير الإنسانية هي سبب تعاستكم وتعاسة محيطكم منذ أربعة عشر قرنا. امتنعوا عن تشكيل خطر مميت لكم وللإنسانيّة.
قرآنكم يعلّمكم أن كلّ شيء بيد الله، وهو الوحيد القادر على اتخاذ القرار: قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (9/51).
هكذا أُخصاكم هذا الإله الذي تسمّونه "الله", يستغلّ سذاجتكم عقليّا. يتلاعب بمشاعركم. يهدّدكم بالـخوف والإرهاب وبالشعور بالذنب. يحرمكم من طاقة التفكير والإبداع. يسلب منكم كلّ أمل شخصيّ في المبادرة، فيمنعكم من الإسهام في تطوير مفاهيمكم وفي تحرّركم. لقد فرض عليكم تماما عكس ما ينبغي أن يفعله أي إنسان حرّ، يؤمن ويعتقد بأنّه السبيل إلى التطوّر والارتقاء.
وبما أن قرآنكم لا يعترف بالأصول والقواعد البديهيّة المسيّرة للكون، أصبحتم عاجزين عن طرح الأسئلة الصحيحة وغير مؤهلين لمرافقة ديناميكيّة الزمن. لقد أصبحتم رهائن لأوهامكم ومعتقداتكم الماضية. فحرمانكم من الحريّة جعلكم تؤمنون بالقضاء والقدر. انطلاقا من هذا الوهم الخيالي، لم يعد لكم أي علاقة مباشرة بالحياة أو الموت، بالنجاح أو الفشل، بالصحّة أو المرض، بالنصر أو الهزيمة، بالجنّة أو الجحيم، بل بما تؤمنون أنّها إرادة معبودكم الإقصائية التي حرمتكم من كلّ أمل...
لم تتعلّم الشعوب الإسلامية بأكثريّتها الساحقة ولم تتلقّن الحقائق البديهيّة للحياة، ولم تتدرّب على طرق الجهاد في سبيل التغيير نحو الأفضل. تتأقلم وتتكيّف أكثر من غيرها مع مصيرها أو واقعها، حتّى وإن كان ظالما أو مظلما، وذلك خضوعا واستسلاما لما يسمّى بالقضاء والقدر، وفقا لما يعلّمكم القرآن.
فعبارة – إن شاء الله – التي لا تنفكّون عن تردادها يوميّا بطريقة قدريّة روتينيّة، تختصر تماما خضوعكم لإرادة افتراضيّة وصفت لكم وغرّرتكم بأنّها إلهيّة، وذلك للتمكّن والتأكّد من السيطرة على إرادتكم وسلوككم وعقولكم.
وُلدتم في هذه الحياة للخدمة وليس للتفكير بمعنى الوجود. قرآنكم يؤكد لكم أن إلهكم الغضوب قرّر كل ذلك حتى قبل ولادتكم، ولن يبق لكم طيلة وجودكم في هذه الحياة إلا الخضوع والاستسلام والانقياد والقبول بالقضاء والقدر المرسوم لكم.
وداعا أيتها الحريّة! وداعا يا حرّية الاختيار! وداعا أيّها الأمل! وداعا أيّتها الحياة!
عاش سلطان العبثيّة أو سلطان الإسلام الذي ينظّم الأمور دائما لتحقير عقولكم، لإذلالكم، ولفرض شريعة بدائية عليكم.
بحكم التعاليم التي يلزمكم بها الإسلام وكأنّها ثابتة ودائمة، اتّسع وتعمّق إطار الهراء في التفكير، واندثر الاحتكام إلى العقل السليم. فتسطيح الأمور في أسفل الدرك يشكّل إحدى الظواهر المرضيّة العديدة التي يعاني منها وباء الإسلام الانتحاري.
يقول سقراط: "الجهل مصدر كل الشرور."
ويقول مثل صينيّ: "الذي يطرح سؤالا يبدو عليه بعض الغباء لثوان فقط. أما الذي لا يتساءل أبدا فيبقى غبيّا إلى الأبد."
ويقول ابن خلدون:" إذا تغلّب العرب المسلمون على أمّة أسرع إليها الخراب."

سنتابع نشر تساؤلات المواطن الفرنسيّ هوبار لومار في حلقات متتالية.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن