تفکيك الحرس الثوري وليس شطبه من قائمة الارهاب

سعاد عزيز
suaadaziz@yahoo.com

2022 / 4 / 25

في الوقت الذي تبدو فيه إدارة الرئيس الامريکي بايدن تسابق الزمن أجل إحياء الاتفاق النووي ولو کان على حساب الکثير من المسائل والاعتبارات السياسية والامنية الحساسة على صعيدي المنطقة والعالم، فإن هناك أيضا إتجاها أمريکيا مضادا لما ترغبه وتريده إدارة بايدن ولاسيما من حيث تزايد الانتقادات الموجهة لها وحثها على عدم السعي من أجل تقديم تنازلات من شأنها الاضرار بالامن والاستقرار في المنطقة والعالم.
مطلب شطب الحرس الثوري من قائمة الارهاب والذي جعله النظام الايراني شرطا أمام محادثات فيينا للتوصل لإتفاق نهائي، يأتي من أجل إستغلال تسارع هذه الادارة الاقرب مايکون للتهافت من أجل التوصل لإتفاق نهائي، حيث إن النظام الايراني ومثلما قام بإستغلال إدارة الرئيس الاسبق أ‌وباما من العديد من النواحي وأجبرته في النتيجة على التوقيع على إتفاق 2015، الذي کان مريحا له، فإنه"أي النظام الايراني"، يعتزم القيام بنفس الشئ مع إدارة الرئيس بايدن.
جهاز الحرس الثوري الذي أثبتت الاحداث والتطورات خلال العقود الماضية، بأنه يشکل أکبر خطور وتهديد على السلام والامن والاستقرار في منطقة الشرق الاوسط بشکل خاص والعالم بشکل عام، ولاسيما بعد أن صار واضحا بتورطه في تصدير التطرف والارهاب ومن دوره ليس السلبي فقط بل والبالغ الخطورة في توتر الاوضاع في العديد من بلدان المنطقة وحصول مواجهات وحروب بسبب من دور وتأثير هذا الجهاز، ولذلك فإن سعي إدارة بايدن من أجل شطبه من قائمة الارهاب وبعث الروح فيه مجددا بعد تلك الضربة القوية التي تلقاها من الادارة الامريکية السابقة بإدراجه ضمن قائمة المنظمات الارهابية، يعتبر بمثابة خطوة خاطئة جدا وفي الاتجاه الخاطئ أيضا!
الاصوات الامريکية المعارضة والرافضة لإزالة الحرس الثوري من قائمة الارهاب، ، تتزايد يوم بعد يوم، ولعل ماقد جاء في موقع"نشنال ترست" في عدده الصادر يوم 21 من الشهر الجاري، يٶکد ذلك، إذ جاء في هذا الموقع أن رفع تصنيف الحرس الإيراني كمنظمة إرهابية سيضر بمصالح الولايات المتحدة والشعب الإيراني. وأضاف الموقع إن سعي إدارة بايدن المحموم لإحياء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 يرتكز على الأمل الكاذب في إمكانية تعديل سلوك النظام الإيراني من خلال تقديم المزيد والمزيد من التنازلات. يتمتع حكام طهران بسجل حافل من عدم الامتثال لكل اتفاقية خلال العقود الأربعة التي قضوها في السلطة. وإستطرد المقال باسلوب تهکمي من أن:" أحد التنازلات الرئيسية التي قيل إن إدارة بايدن تنظر فيها هو رفع وضع الحرس (IRGC) كمنظمة إرهابية أجنبية (FTO). مثل هذا التنازل سيقبل بحماقة تأكيدات بأن الحرس سيغير سلوكه ويتوقف عن استخدام الإرهاب كأداة للقوة الوطنية."و"إنه لأمر مروع أن يفكر البيت الأبيض حتى في تقديم تنازل بهذا الحجم لنظام يعتمد على الحرس لاستخدام الإرهاب كأداة للقوة الوطنية. يجب أن يعامل كما هو: منظمة إرهابية. لا يستطيع الحرس ولن يريد أن يغير سلوكه."، ومن هنا فإن الموقع يحث على العمل من أجل تفکيك الحرس الثوري وليس شطبه من قائمة الارهاب، لأن هذا هو الحل الوحيد لهذا الموضوع.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن