القسم الخامس _ والأخير

حسين عجيب
ajeebe@scs-net.org

2022 / 4 / 19

القسم الخامس _ الوقت المشترك والوقت الشخصي
( مع المجموعة الثالثة من الأسئلة )

ذلك الخط الواهي بين الشقاء والسعادة ، كلنا عبرناه مرارا ...
اللذة أو الألم ، وجهان لنفس العملة ، شعور مزدوج ومباشر هنا والآن ، في الحاضر المتغير .
السعادة أو الادمان فكر وشعور بالتزامن ، هنا وهناك _ في الحاضر والماضي والمستقبل .
....
الشقاء في العقل والسعادة في العقل أيضا .
تغيرت حياتي ، بعدما قرأت عبارة بوذا ، وأظنني فهمتها بشكل عاطفي وتجريبي متأخرا .
الحياة على مستوى الإدمان شقاء وتعاسة ، وتنتقل من سيء إلى أسوأ :
اليوم أسوأ من الأمس وأفضل من الغد .
بينما الحياة على مستوى التفكير الارادي ، وغبطة الوجود ، تنسجم مع فكرة ، وخبرة ، راحة البال : اليوم أفضل من الأمس وأسوأ من الغد .
....
ويبقى السؤال المزمن ، حول الفرق بين عادة وأخرى ...
أو بين إدمان وآخر .
هل ادمان المخدرات أسوأ من بقية الإدمانات ، مثل الكذب والثرثرة والتدخين ؟
مشاعرك وأفكارك تعكس لنمط عيشك .
1
يمكن وبلا استثناء تقريبا ، استبدال كلمة الزمن بالزمان وبالوقت أيضا ، في مخلف الاستخدامات الثقافية ، بدون أن يختلف المعنى أو يتأثر .
حتى اليوم .. 12 / 4 / 2022 ، لا نعرف سوى الوقت ( الزمن الإنساني ، الشخصي أو الاجتماعي والمشترك ) ، بينما الزمن ، كمفهوم مطلق يتضمن الأزل والأبد بالتزامن مع البداية والنهاية ، ربما يكون مجرد فكرة عقلية _ ولا يختلف عن الوقت في هذه الحالة بشيء .
ولو حدث ، خلال هذا القرن أو بعده ، أن اكتشفت طبيعة الزمن ومكوناته ( المختلفة عن الوقت ) ، بعدها يسهل تحويله ( الزمن ) إلى مصلح محدد بشكل دقيق ، وموضوعي في الثقافة العالمية لا العربية وحدها .
في كلا الحالتين ، وسواء أكان الزمن والوقت واحدا ومجرد فكرة عقلية ، أم حدث اكتشاف حقيقة الزمن ومصدره وحدوده ، لا يؤثر ذلك على هذه المناقشة المنطقية والتجريبية بالتزامن لنوعي الوقت الشخصي والمشترك .
2
ما يزال العمر الفردي لغزا غامضا ومجهولا ، واجب الثقافة حله _ العلم والفلسفة خاصة .
الجميع يعرفون عمرك الكامل سواك .
هذه الحقيقة ظاهرة ، وتقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء .
....
كيف ، ولماذا ...
العلاقة الحقيقية أو الفعلية بين الماضي والمستقبل ، ربما تتضمن لغز الواقع والحقيقة الكاملة ؟!
.....
العمر الحالي يتناقص من بقية العمر ، بالتزامن ، مع تناقصه من العمر الكامل .
( عمرك وعمري وعمر أي فرد موجود الآن على قيد الحياة ، بلا استثناء )
بقية العمر في لحظة الولادة ، تساوي العمر الكامل في لحظة الموت ، لكن بشكل معاكس بالإشارة والاتجاه ( أحدهما سالب والثاني موجب ) .
وهذا اللغز يجب حله ، وهو يقبل الحل المنطقي والتجريبي معا .
بعبارة ثانية ،
العمر الكامل = بقية العمر + العمر الحالي .
هذه المعادلة يمكن حلها بالفعل ، في حالتين فقط :
1 _ لحظة الولادة : العمر الحقيقي أو الكامل صفر ، وبقية العمر كاملة .
2 _ لحظة الموت : العمر الحالي هو العمر الكامل ، وبقية العمر صفرا .
....
العمر الحالي أو الكامل حياة ، بينما بقية العمر زمن .
( هذه فكرة أساسية لفهم الواقع ، وعلاقة الزمن والحياة خاصة ) .
بين الحياة والزمن علاقة جدلية ، عكسية :
س + ع = الصفر .
الحياة + الزمن = الصفر .
أو الزمن = عكس الحياة ( الحياة بالمقلوب ) .
والعكس صحيح أيضا ، أحدهما سالب والثاني موجب .
إما الحياة موجبة والزمن سالب ، او العكس الحياة سالبة والزمن موجب .
اعتبار أن حركة الاثنين موجبة خطأ ثقافي عام ، في العلم والفلسفة أيضا .
3
الواقع شكل ومضمون .
الشكل ثابت ، المكان أو الاحداثية .
المضمون متغير ، الجدلية العكسية بين الحياة والزمن .
بالنسبة للحياة والزمن ، يكفي معرفة أحدهما ، لأنهما متعاكسان بطبيعتهما .
....
صعوبة التركيز ، سببها تغير مضمون الواقع بكل لحظة ، بما في ذلك الذات والموضوع بالتزامن ( العلاقة بين الذات والموضوع دينامية ) .
في حالة التركيز : الفكر يقود الشعور .
في حالة التأمل : الشعور يقود الفكر .
....
بعد فهم ثنائية العقل : الفكر والشعور ، مع فهم الجدلية العكسية بين الحياة والزمن ، يتكشف لغز الواقع بالفعل .
الشعور نظام عصبي _ بيولوجي ، فردي بطبيعته .
الشعور مباشر ، هنا في الحاضر فقط .
الفكر نظام لغوي _ ثقافي ، اجتماعي بطبيعته .
الفكر في الماضي أو المستقبل ، هناك ، ويتعذر ضبطه بالحاضر واللحظة .
بينما العلاقة ، الحقيقية ، بين الحياة والزمن يكشفها العمر الفردي بوضوح ، وبشكل منطقي وتجريبي بالتزامن .
4
التشابه والاختلاف بين الوقت الشخصي والوقت المشترك ...
أول مرة أسمع أو أقرأ ، فكرة الوقت الواحد والموحد مسبقا ، الموضوعي والمتساوي لدى الجميع .
حدث ذلك ، بالصدفة في دورة الأغرار سنة 1988 .
قال زميلنا مروان ، كرد منطقي وعقلاني ، على تذمر بعض الزملاء :
نفس الوقت يمر على الجميع هنا ، وفي الميريديان والشيراتون ، لم يكن الفور سيزن قد أقيم بعد في الشام أو دمشق ....
كنت أشعر وأعتقد ، مثل الجميع ، أن أوقات الحزن طويلة وبطيئة ، وبالمقابل أوقات الفرح قصيرة وسريعة .
بينما هي نفسها ، الأوقات ( الساعات أو الأيام أو الدقائق ) الحزينة بالنسبة لك ، مفرحة لشخص آخر _ والعكس صحيح أيضا _ وهي نفسها التي تقيسها الساعات الحديثة بدقة ، وموضوعية تقارب الكمال .
خلال قراءتك لهذه الكلمات ، الوقت نفسه مر على الجميع ، بينها لحظات ولادة وفرح ، بالتزامن مع لحظات موت وحزن ، مع بقية أنواع المشاعر الإنسانية المتنوعة والمختلفة .
....
يصعب تصديق ، والفهم أكثر ، كيف أن أشخاصا مثل فرويد وأينشتاين ، كانا يعتقدان أن الوقت ، أو الزمن ، بطيء في الحزن وسريع في الفرح .
ربما يكون العكس ، موقفي وطريقة تفكيري هما الخطأ ؟!
المستقبل والأجيال القادمة سوف تحكم ، وتحسم ، هذه المشكلة المزمنة .
....
التشابه كامل ، وتام ، بين الوقت المشترك والوقت الشخصي ، من جهة السرعة والاتجاه ، هو نفسه واحد ، موضوعي ومطلق .
ينطلق الوقت ( او الزمن ) من المستقبل والغد إلى الماضي والأمس ، عبر الحاضر . وبنفس السرعة التي تقيسها الساعة الحديثة ، بدقة وموضوعية تقارب الكمال .
الاختلاف بين الوقت الشخصي والوقت المشترك ، يقتصر على التحديد الخارجي والمسبق .
يوم غد مثلا : الأربعاء 13 / 4 / 2022 ...
بالنسبة لجميع الأحياء ، ما يزال في المستقبل .
أيضا بالنسبة لجميع الموتى هو موجود في المستقبل .
بينما هو نفسه يوم الغد 13 / 4 / 2022 ، يوجد في الماضي بالنسبة لجميع من سوف يولدون بعد ذلك اليوم .
....
أعتقد أن الأسئلة الثلاثة ، من المجموعة الأولى ، تكشف الواقع ، الأول يكشف طبيعة العمر الفردي ، المزدوجة بين الحياة والزمن ، والثاني يكشف طبيعة اليوم الحالي ووجوده المتزامن بين الماضي والحاضر والمستقبل ، والسؤال الثالث يكشف الوجود الموضوعي للفرد الإنساني قبل ولادته بأكثر من قرن ، حيث يكون موزعا بطريقة مدهشة بني الماضي والمستقبل ( تكون حياته أو مورثاته عبر أجساد الأجداد في الماضي ، بالتزامن يكون وقته الشخصي _ والذي يشترك مع جميع مجايليه _ أو بقية عمره الكاملة في المستقبل .
الأسئلة الثلاثة هي أدلة وبراهين علمية ، منطقية وتجريبية بالتزامن ، على موضوعية الماضي والمستقبل ، وعلى نسبية الحاضر ، أيضا هي براهين على العلاقة الحقيقية بين الحياة والزمن ، العكسية بطبيعتها واستمراريتها .
....
أعتقد أن ، مواقف نيوتن واينشتاين وفرويد وغيرهم الفلاسفة والعلماء من الزمن خاصة ، ومن الواقع بصورة عامة ، توضح وتفسر الكثير من الأفكار والمعتقدات المشتركة اليوم _ مع أنها أخطاء صريحة ، وتقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء ....
مثال 1 :
اختزال المصلحة الفردية بالمصلحة الأنانية ، مع أنها لا تمثل أكثر من واحد بالمئة من المصلحة الفردية الحقيقية . والعكس صحيح غالبا ، حيث أن العلاقة الحقيقية بين المصلحة الأنانية والمباشرة للفرد ، وبين مصلحته المتكاملة والحقيقية تتناقضان بالفعل غالبا ، ولا تتطابقان سوى في لحظة مؤقتة وعابرة بطبيعتها .
مثال 2 :
اعتبار القيم والأخلاق هي نفسها ، مع أن أي مقارنة بين ثقافتين أو ديانتين ، تكشف اعتباطية الأخلاق الاجتماعية وعالمية القيم الإنسانية .
الأخلاق تتمثل باللغة والدين .
وتتمثل القيم بالوصايا العشر وحقوق الانسان .
مثال 3 :
الموقف من الزمن والواقع ...
مرات لا أصدق ، واشعر أنني في حلم مزعج وكابوس ، مع استمرار موقف الرفض الثقافي العام لكتابتي الجديدة ، والفكرية خاصة .
أكتفي بهذا القدر من الأمثلة ، على سبيل التذكير ، لأنني ناقشتها بشكل تفصيلي ، ومتكرر ، ويبدو أن انتظار نشرها الورقي سيطول ، ويطول .
وأختم بمثال نموذجي ، يكرره الدلاي لاما :
الأخبار اليومية ، بمختلف وسائل الاعلام العالمية أو المحلية ، تركز على الحروب والعنف والسلبيات ، وتوحي للمتابع _ة أنها أكبر بأضعاف من الإيجابيات والحوار والتعاون والاحترام ، بينما العكس هو الصحيح ، وبنسبة تفوق التسعين بالمئة في أي زمان ومكان .
لو كانت البشرية تعود إلى الوراء ، أو ساكنة بدون تطور ، لما غادر البشر الكهوف ، والثأر ، إلى ناطحات السحاب وأدوات التواصل الحديثة .
....
هل ما زلت ترى _ين الأزهار على جانبي الطريق ؟
إذا كان جوابك لا ،
عليك تغيير طريقة تفكيرك وقراءتك ، وموقفك العقلي .
....
....
المجموعة الثالثة من الأسئلة

1
السؤال السابع :
هل يمكن أن يلتقي الماضي والمستقبل مباشرة ، وبدون المرور عبر الحاضر ؟
هو يشبه سؤال هايدغر الشهير :
لماذا وجد الشيء بدلا عن اللاشيء ؟
كلا السؤالين غير علميين ، أو ما قبل العلم ودونه .
ويشبههما سؤال ستيفن هوكينغ :
لماذا نتذكر الماضي ولا نتذكر المستقبل .
التمييز بين السؤال العلمي ، أو المشكلة أو القضية ، وبين ما دون العلم ، وغير العلمي ( بالمعنى السلبي بالطبع لا الإيجابي ) ، ليس سهلا .
العلم أقرب ما يمكن إلى الحقيقة والواقع ، من أي حقل معرفي آخر ، أقرب من الدين والفلسفة والآداب وغيرها .
بعبارة ثانية ، العلم يمثل المعرفة الأحدث ، والأكثر اكتمالا ، بكل قضية أو فكرة أو موضوع . مع ضرورة الانتباه ، إلى تعريف باشلار الأهم للعلم : العلم تاريخ الأخطاء المصححة .
أعتقد أن فصل كارل بوبر بين المشكلة العلمية ، والمشكلة ما قبل العلمية ، بواسطة قابلية التكذيب للقضية العلمية ، بالإضافة إلى قابلية الملاحظة والاختبار والتعميم يكفي للدلالة على تمييز البحث العلمي وتميزه بالفعل .
2
السؤال السابع ، كان السبب في توسع وتغيير تصوري للعلاقة بين الماضي والمستقبل ، بالرغم من سذاجته ولا علميته ، التي فهمتها بفضل الحوار .
وأعتقد أن استبداله مناسب ، وضروري ، بالمجموعة الثالثة من الأسئلة :
ما هي العلاقة الحقيقية بين الماضي والمستقبل ؟
ما هي العلاقة الحقيقية بين الأزمنة الثلاث الماضي والحاضر والمستقبل ؟
بالإضافة إلى السؤال التفصيلي ، وربما الأهم :
ما هي نقاط التشابه بين الماضي والمستقبل ، أيضا نقاط الاختلاف ؟
....
نظريا يمكن معرفة الماضي بالفعل ، فهو قد حدث مسبقا ، ويوجد بالأثر .
لكن معرفة المستقبل غير ممكنة ، فهو لم يصل بعد ، ومجرد احتمال .
بينهما الحاضر ، وهو مشكلة لا تقل صعوبة ، من حيث طبيعته وحدوده ومكوناته الحقيقية .
3
هذا الكتاب ، المجموعة الثالثة من الأسئلة خاصة ، يمثل حلقة جديدة في الثقافة العالمية ، لا العربية فقط .
وربما يكون مجرد قفزة طائشة ؟!
....
العلاقة بين الماضي والمستقبل تمثل المشكلة اللغوية ، على المستوى العالمي ، وتجسدها بالفعل .
الماضي مصدر الحياة ، ويمثل المرحلة الأولى والأولية لظهور الحياة ، بينما يمثل المستقبل المرحلة الثالثة والأخيرة للحياة ، بعد الحاضر .
هذه الفكرة ظاهرة ، وتقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء .
لكن العكس بالنسبة للزمن ، ويجسد المشكلة :
المستقبل مصدر الزمن ( أو الوقت ) ، ويمثل المرحلة الأولية والأولى للزمن أو الوقت ، والمرحلة الثالثة للحياة ، بعد الحاضر بالطبع .
أعتقد أن البرهان والدليل الموضوعي والمطلق ، يتمثل بالعمر الفردي :
لحظة الولادة ، يكون العمر صفرا ، وبقية العمر كاملة .
لحظة الموت ، يكون العمر كاملا ، وبقية العمر صفرا .
لا يمكن حل هذه المسألة ، سوى باعتبار الزمن والحياة اثنان ، ويتعاكسان بطبيعتهما . أحدهما سالب والثاني موجب ، مثل اليمين واليسار إلى درجة تقارب التطابق .
4
ربما تكون مشكلة الواقع ، والزمن خاصة ، مشكلة لغوية لا غير ؟!
لا أعرف ، ولا يمكن معرفة ذلك بشكل علمي ( منطقي وتجريبي بالتزامن ) في الفوضى الثقافية العالمية الحالية ، كما أعتقد .
....
....
ما هي العلاقة ، الحقيقية ، بين الماضي والمستقبل ؟

1
العلاقة الثنائية تقبل التصنيف الثنائي أيضا .
العلاقة بين أي كلمتين ، يمكن تحديدها بشكل موضوعي ودقيق ، بالتصنيف الثلاثي مثلا ، بين أحد هذه النماذج الثلاثة :
1 _ علاقة تشابه .
2 _ علاقة اختلاف ، نموذجها التناقض والتعاكس .
3 _ علاقة من النوع الثالث ، المتوسط أو الجديد .
مثال 1 :
العلاقة بين الصخرة والطائرة ، هي علاقة اختلاف .
بينما العلاقة بين الصخرة والشجرة علاقة تشابه ، أو قرب .
نفس الشيء بالنسبة للطائرة والغيوم ، علاقة تشابه .
بينما العلاقة بين الطائرة والكمبيوتر مثلا ، تجسد مشكلة التصنيف .
حيث يمكن اعتبارها علاقة تشابه أو اختلاف .
مشكلة التصنيف مركبة أيضا ، فهي لغوية وفكرية وعلمية ( منطقية وتجريبية بالتزامن ) .
مثال 2
الماضي والمستقبل ، بينهما علاقة من النوع المحير والاشكالي .
سوف أناقش لاحقا في ملحق خاص ، مواقف بعض الفلاسفة والفيزيائيين والكتاب بصورة عامة ، من العلاقة بين الماضي والمستقبل .
للتذكير ، هذه الأفكار ما تزال في مستوى الحوار المفتوح ، وسوف تبقى في هذا المجال ، طالما لم تتحول إلى كتاب مستقل بالفعل .
وأعلن مجددا عن حاجتي ، وترحيبي بأي شكل من النقد المكتوب خاصة .
2
المزعج في موضوع الزمن ، الفوضى الثقافية الشاملة ، بين الفيزيائيين والفلاسفة أكثر من عامة الناس .
نادرا ما يفكر أحد في ما يجهله بالفعل ، مع أنها عتبة الفلسفة والعلم .
ما هو الماضي ؟
الماضي حدث سابقا .
كل ما حدث سابقا هو في الماضي حصرا .
الماضي خلفنا أو داخلنا .
ما هو المستقبل ؟
المستقبل كل ما لم يحدث بعد .
كل ما لم يحدث بعد يوجد في المستقبل حصرا .
المستقبل أمامنا أو خارجنا .
ما هي الحدود بين الماضي والمستقبل ؟
الحاضر حلقة مشتركة بين الماضي المستقبل ، لا أعرف ( أو نعرف في العلوم والفلسفة ) أي صلة بين الماضي والمستقبل سوى الحاضر .
ما هو الحاضر ؟
هذا السؤال مركب ، أو ثلاثي ، لغوي وفكري وتجريبي أو علمي .
3
" أنا لا أعرف " عبارة سقراط ، المضيئة عبر العصور ....
للأسف ، بدلا من عبارة " أنا لا أعرف " الصحيحة ، والحقيقية ، والجميلة ، تكون أغلبية كلامنا عن الزمن والواقع ثرثرة عشوائية وجوفاء . إلى اليوم الجمعة 15 / 4 / 2022 ، وحتى نهاية هذا القرن في أقل تقدير .
....
مثال تطبيقي ، الفقرة السابقة ،
قدمت تعريفا للماضي ، والمستقبل أيضا ، بدون أن أميز بين الماضي الزمني والماضي الحي والماضي المكاني . ونفس الشيء والغلط ، بالنسبة لتعريف المستقبل ، أو تحديده بشكل منطقي وعلمي .
ربما تكون النظرية الجديدة ، وكتابتي الفكرية ، قفزة طائشة في الفراغ ؟!
أو ربما العكس ، قفزة ثقة ...
هذا ما يتحدد عبر القارئ _ة ، والقراءة الصحيحة _ الإبداعية بطبيعتها .
4
التصنيف الحقيقي ، أو العلمي ، للزمن ثلاثي :
1 _ الماضي .
2 _ الحاضر .
3 _ المستقبل .
الماضي ، يتحدد بالمجال بين الأزل والآن _ لحظة القراءة .
المستقبل ، يتحدد بالمجال المقابل ، بين لحظة القراءة _ والأبد .
ويبقى الحاضر مشكلة مزمنة ، ومشتركة ، بين العلم والفلسفة والتنوير الروحي والدين والآداب والفنون ، والشعر خاصة .
....
ملحق
العلاقة الحقيقية بين الماضي والمستقبل ؟
تصور نيوتن للعلاقة الحقيقية بين الماضي والمستقبل ليس واضحا ، حيث أنه كان يعتقد بأن سهم الزمن هو نفسه سهم الحياة ، أو بنفس الاتجاه وينطلق من الماضي إلى المستقبل . وكان يعتقد أن قيمة الحاضر ، أو فترته ومجاله ، لا متناهية في الصغر ويمكن اهماله ، بدون أن تتغير النتيجة أو الموضوع والمشكلة .
بينما انتقل تصور اينشتاين خطوة جديدة بالفعل ، حيث أنه كان يعتقد بأن اتجاه حركة الزمن ليست محددة مسبقا .
ومع أن الفكرة خطأ ، ويسهل التأكد من ذلك _ لكنها أعطت دفعة قوية للتفكير من خارج الصندوق ، والتفكير العكسي خاصة . وهو موقف ستيفن هوكينغ من الزمن والعلاقة بين الماضي والمستقبل ، حيث يتضح ذلك عبر تكراره لسؤال : لماذا نتذكر الماضي ولا نتذكر المستقبل ؟!
تصوره أن العلاقة بينهما عكسية فقط ، وفي كتابه تاريخ موجز للزمن يتكشف ذلك الموقف بالكامل . مع دمجه ، بطريقة غير واضحة ، بين موقفي نيوتن واينشتاين . حيث يعتبر أن سهم الزمن يبدأ من الماضي إلى المستقبل ، مع إمكانية التحرك بكافة الاتجاهات .
أعتقد أن العلاقة الحقيقية بين الماضي والمستقبل ستبقى معلقة ، وتقتصر على المستوى المنطقي ، الفلسفي والنظري خلال هذا القرن أيضا . وربما بعده ، لحين التوصل إلى المعرفة العلمية لطبيعة الزمن وحدوده ومكوناته .
معرفة الماضي أو المستقبل ، بشكل صحيح منطقي وتجريبي _ أحدهما _ ربما تكفي لحل اللغز ، وكشف طبيعة الزمن والواقع ، مع معرفة الحاضر بالتزامن .
ملحق
1
السؤال الأساسي ، بين الماضي والمستقبل _ والحاضر بالدرجة الثانية كحد ومعيار بالتزامن _ حول الزيادة والتمدد أو النقصان والتقلص .
هل يزداد المستقبل وينقص الماضي ؟
أم يحدث العكس ؟
أم حالة رابعة تتعلق بطبيعة الحاضر ومكوناته الحقيقية ؟!
أعتقد أن هذا السؤال يقبل التصنيف العلمي ، أو المنطقي بالحد الأدنى .
السؤال الأول خاصة ، حول تزايد المستقبل وتناقص الماضي ؟
هذا السؤال يمثل نتيجة مباشرة للموقف الثقافي الحالي من الزمن ، خاصة العلم والفلسفة ، حيث يعتبر أن سهم الزمن هو نفسه سهم الحياة ، وينطلق بالطبع من الماضي إلى المستقبل .
والنتيجة المنطقية أيضا ، التوصل إلى الموقف الغريب " الكون يتمدد " !
....
بالطبع الكون لا يتمدد ، ولا يتقلص .
بسهولة يمكن اكتشاف ذلك ، واختباره بالفعل لو كان صحيحا ، بمساعدة الذكاء الاصطناعي مثلا .
2
الماضي وتقسيماته ، أو مراحله ، ومكوناته الحقيقية :
1 _ الماضي الجديد ، أو ماضي الفرد ، والحاضر .
بين لحظة الولادة والموت .
2 _ الماضي الإنساني ، والحاضر .
بين ظهور الانسان وانقراضه ( لو حدث ذلك مستقبلا ) .
3 _ الماضي الموضوعي ، قبل الحاضر .
من ظهور الحياة وحتى انقراضها ( لو حدث ذلك ) .
4 _ الماضي المطلق .
المجال أو المسافة بين الأزل والحاضر .
5 _ الأزل ، والبداية المطلقة .
ما لا يمكن معرفته ، سوى أنه موجود بالأثر ، وحدث سابقا .
....
الماضي الجديد ، أو ماضي الفرد والانسان ، هو الأكثر أهمية . وهو نفسه المستقبل القديم أو الحاضر والمباشر .
....
المستقبل بين الحاضر والأبد :
1 _ المستقبل القديم ، وهو نفسه الماضي الجديد لكن بالعكس .
وهو نفسه مستقبل الفرد .
2 _ المستقبل الإنساني ، من هذه اللحظة وحتى الأبد .
( مجال ، من لحظة القراءة إلى انقراض الانسان ، أو الأبد )
3 _ المستقبل الموضوعي ، من هذه اللحظة ( لحظة القراءة ) وحتى نهاية الحياة والانسان بالطبع .
4 _ المستقبل المطلق ، من لحظة القراءة وحتى نهاية الكون .
5 _ الأبد ، والنهاية المطلقة .
يتعذر تخيله أو معرفته ، سوى أنه موجود بالقوة والاحتمال .
....
الحاضر مجال بين الأبد والأزل ، نظريا .
الحاضر الإنساني يتحدد بالوعي الإنساني ، وهو الأهم .
3
اليوم الحالي _ وكل يوم جديد _ يمثل الحاضر بالنسبة للأحياء ، والمستقبل بالنسبة للموتى ، والماضي بالنسبة لمن لم يولدوا بعد .
بعد فهم هذه الفكرة ، الخبرة ، تتوضح طبيعة الحاضر ومكوناته .
....
الحاضر كلمة مزدوجة ، تعني الحاضر الزمني بالإضافة إلى المرحلة الوجودية بين الماضي والمستقبل .
( أعتقد أن هذه المشكلة ، لا تقتصر على اللغة العربية ، بل مشتركة في الثقافة العالمية وتجسد المشكلة اللغوية المزمنة ، والموروثة ) .
هل الحاضر ثابت وموضوعي ومحدد ، أم نسبي ومتغير بطبيعته ويتحدد بشكل اصطلاحي فقط ؟!
هذا السؤال عتبة ، وشرط لازم ، للانتقال إلى المستوى العلمي .
مكونات الحاضر ثلاثة على الأقل ، وربما أكثر : زمن وحياة ومكان .
( وقد يكون من الأنسب استبدال مصطلح الحياة بالوعي ) .
سؤال الحاضر نفسه ، يتصل بالكون والوجود والواقع :
هل الكون ثابت أم متغير ؟
هل الكون نظام مغلق ، أم مفتوح ، أم هو نوع مختلف عن فهمنا كليا ؟!
بالنسبة للسؤال الأول ، هل الكون يتوسع أم يتقلص أم ان حركته دورانية فقط وضمن نفس الاحداثية والمكان ؟
أعتقد أن الكون ثابت في شكله ، ومتغير في مضمونه .
المكان هو الشكل أو الاحداثية ، أو الأزل .
المضمون هو الجدلية العكسية بين الحياة والزمن ، أو بين الوعي والزمن ، أو الأبد .
....
قياس الوقت واتجاهه :
لا يمكن حساب الماضي ، أو دراسته بشكل علمي ، فهو غير موجود سوى بالأثر فقط . بينما المستقبل بالعكس ، يقترب _ ويصل _ بكل لحظة .
كيف ولماذا ...
يمكن بسهولة إضافة سؤال إلى متى ، أيضا من أين ...وغيرها من الأسئلة الجديدة _ المتجددة بطبيعتها .
....
حركة الحياة وحركة الوقت ( أو الزمن ) ، وعلاقتهما الحقيقية ، هي المشكلة وحلها بالتزامن .
....
....
الزمن والوقت بدلالة القيمة والسعر _ مثال أخير على المشكلة اللغوية

بشكل غير مباشر ، يتحدد السعر (أو الثمن ) بالقيمة الحقيقية ، ومن خلال العرض والطلب بشكل صفقة مباشرة .
لكن السؤال المزعج ، والمزمن ، ما هي القيمة ؟!
1
السعر والقيمة :
السعر يشبه الوقت ، وهو أقرب إلى اسم الفرد أو اللقب الشخصي ، منه إلى المصطلح .
السعر مرادف للقب الشخصي .
لكل فرد ، أو موضوع ، أو فكرة اسم واحد _ نظريا _ على الأقل .
الاسم نفسه اللقب ، في حال عدم وجود ألقاب للشيء المفرد والفكرة .
السعر آني ، ومباشر ، ومحاولة تعريفه تتصل بالحذلقة اللغوية .
تحديد القيمة أمر آخر ، هي مشكلة فكرية وثقافية ، مشتركة بين اللغة والفلسفة والمنطق والعلم ، والدين بطبيعة الحال .
....
القيمة حالة متوسطة ، بين سعر المبيع وسعر الشراء .
هذا هو التعريف والتحديد الأولي ، المشترك والموروث ، للقيمة .
لكنه لا يكفي ، في حالة الابداع والجديد والمستقبل خاصة .
القيمة تشبه البديل الثالث ، وتجسده في العلاقة بين العرض والطلب .
....
الثالث المرفوع ...
في الثقافة العربية لا أحد يجهل العبارة .
ولكن المفارقة والمغالطة ، لا أحد يعرف معنى العبارة بالفعل .
الثالث المرفوع ، حيلة لغوية على مشكلة التناقضات الثقافية المتنوعة .
الثالث المرفوع هو أكثر من تسوية وحل وسط ، في الثقافة الكلاسيكية .
تعزى له صفات غيبية ، وسحرية ، عبر استخداماته المختلفة في الثقافة العربية .
....
المشكلة بين القيمة والسعر ، تتصل مباشرة بمشكلة الواقع والزمن والوقت .
السعر محدد سلفا ، عبر الاستخدام لمرة واحدة ، ولو تكررت فهي تأخذ شكل الصدفة _ لا القانون ولا الالتزام _ وغير ملزمة لأحد .
لكن المشتري يأخذ القيمة أيضا ، بعد إتمام الصفقة ودفع السعر .
لحظة التبادل ، تتطابق القيمة والسعر بعبارة ثانية . عدا ذلك ، يوجد فرق حقيقي بين القيمة والسعر .
البائع خاسر والمشتري رابح ، العبارة المأثورة ، لا تنطبق على الأراضي والملكيات الثابتة فقط .
....
فضل القيمة وقوة العمل ، من العبارات المعروفة في اليسار العربي ، وتنسب إلى ماركس .
لم أستطع فهمها سابقا ، قد يكون الخطأ سوء القراءة أو في الترجمة ، أو بالاثنين معا أو يوجد سبب آخر .
2
خلال العمر الفردي يتطابق الوقت والزمن ، مثل الزمن والزمان .
....
بسهولة يمكن التأكد من حركة الوقت ، واتجاهه ، وسرعته .
ولهذا السبب ، اعود باستمرار لنفس المشكلة عبر أمثلة جديدة .
....
القيمة تتضمن السعر بطبيعتها ، بينما السعر حالة خاصة للقيمة .
نفس الشيء ، بالنسبة للعلاقة بين الزمن والوقت .
الوقت جزء محدد من الزمن ، وربما يكون هو الزمن نفسه ولا شيء آخر .
3
مستقبل الوقت الشخصي يتحدد بسهولة :
من هذه اللحظة ، وحتى نهاية العمر للكاتب أو القارئ _ ة .
ماضي الوقت بالعكس :
من هذه اللحظة إلى لحظة الولادة ، بشكل تراجعي طبعا .
تتكشف عبقرية نيوتن ، من خلال سهم الزمن ، أيضا فرضية الحاضر قيمة لامتناهية في الصغر _ تقارب الصفر _ ويمكن اهمالها بدون أن تتأثر النتيجة والحلول . إذ أننا ما نزال ، في الثقافة العالمية كلها ، نستخدم فرضياته ونعتبرها حقائق علمية وموضوعية .
الوقت المشترك = الوقت الشخصي + الوقت الإنساني .
ما ينطبق على الوقت الشخصي ، هو نفسه يتكرر بالنسبة للوقت الإنساني .
....
بعد تصحيح أخطاء نيوتن الزمنية ، الثلاثة خاصة :
1 _ سهم الوقت ، ينطلق من الماضي إلى المستقبل .
يجب عكسها فقط : من المستقبل إلى الماضي .
يمكنك الآن ، اختبار الفكرة ، وتعميمها بلا استثناء :
المستقبل يقترب إلى الحاضر ، من المجهول الأبعد والأبد ....
بينما ، بالتزامن :
الماضي يبتعد عن الحاضر ، إلى المجهول الأبعد والأزل ...
يمكن فهم الفكرة بسهولة ، بعد فصل الحياة عن الزمن .
الحركة الموضوعية للحياة ، تتطابق مع فرضية نيوتن الأولى .
لكن تبقى الفكرة صعبة التقبل ، كيف يأتي أي شيء من المستقبل المجهول بطبيعته ( ولم يتحقق بعد ) !؟
الزمن ، أو الوقت ، يأتي من المستقبل إلى الحاضر ، ثم الماضي أخيرا .
الحياة ، أو الجسد ، يأتي من الماضي إلى الحاضر ، ثم المستقبل أخيرا .
( هذه الفكرة المزدوجة ، الخبرة ، تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء ) .
2 _ الحاضر ليس محصورا بين لحظتين فقط ، كما كان يعتقد نيوتن .
الحاضر كمرحلة وجودية ، ثلاثية البعد ، زمن ومكان وحياة ( أو وعي ) ويمكن التعبير عنه بطرق عديدة ومتنوعة . مثلا يمكن اعتبار هذا اليوم الحاضر ( يوم قراءتك ) ، أيضا يمكن اعتبار العام والقرن جزءا من الحاضر أيضا .
بعبارة ثانية ،
تتحدد الحياة بالوقت والمكان ، ويتحدد الوقت بالحياة والمكان ، ويتحدد المكان بالحياة والوقت . وكل حالة تختلف عن سابقتها ، وتقبل التقسيم والتعدد بشكل متنوع وغير منتهي .
3 _ خطأ نيوتن الثالث في موضوع الوقت ، يتمثل بإهمال الحاضر .
وهو على خلاف موقف التنوير الروحي واينشتاين ، الذي كان يعتبر أن الحاضر هو الزمن كله أو الوقت كله .
....
السعر والثمن مثل الزمن والزمان ، مشكلة لغوية لا أكثر .
لكن القيمة والسعر( أو الثمن ) مشكلة فكرية ومنطقية وعلمية ، ربما ننجح بمساعدة الذكاء الاصطناعي بحلها قريبا ؟!
....



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن