تداعيات رمضانيّة -غير إيمانيّة-

عماد عبد اللطيف سالم
emaasalem@gmail.com

2022 / 4 / 4

بعد إن اكتظَّ شارع المتنبّي بـ "المُثقّفين"، فلم يَعُد بوسعكَ، لا الوقوف أمام مكتبة عدنان، ولا "الإنسداح" في قيصريّةَ حَنَش .. يُمّمتُ وجهي شطر مقهى رضا علوان.
بالصُدفة، لم يكُن هناك أيّ مثقّفٍ "كبيرٍ" في المقهى.
يبدو أنّهم جميعاً صائِمونَ مُحتَسِبونَ، ولا يتحدّثون عن النساء، و الحُبّ "العُذريّ"، إلاّ هنا .. في الفيسبوك.
شعرتُ بالعُزلة، وغادرتُ المقهى قبل قليل.
كنتُ شبيهاً إلى حدٍّ ما، بشوبنهاور.. و كانت على وجهي سُحنةٌ هجوميّةٌ كاسحة، أجبَرَت الأطفالَ الذين تصادف وجودهم على رصيف المقهى، على الفرارِ إلى جهةٍ مجهولة.
لوّحتُ بيدي لسائق تاكسي كانت الرثاثةُ باديةً على هيئتهِ وعلى سايبتهِ" معاً.. وسألتهُ إن كان على يقينٍ بأنّني سأصل إلى وجهتي المُحدَّدة دون خدوشٍ عميقةٍ في الروح.
أجابني السائقُ بذهول: آني مفتِهمت كلشي منّك "حجّي".. إنتَ وين تريد تروح بالضبط ؟
قلتُ لهُ :
استمرارية السعيّ ، لا تضمنُ حتميّةَ الوصول .. يا ولدي !!!!
هزّ المسكينُ يديهِ ، وزفرَ زفرةً حارّةً بوجهي .. وصاح :
بعدني ممستَفْتِح .. يبو الله لا ينطيك !!!!

(مع تحياتي للصديق رامي عدنان)

Rami Adnan



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن