الانهيار السريع للدب ! منظر غريب .

نيسان سمو الهوزي
nissan.samo@hotmail.com

2022 / 2 / 28

الدب حيوان ضخم واطرافه قصيرة نوعا ما وعندما يسقط على ظهره تكون عملية الاستقامة والوقف على الاطراف تأخذ وقتاً وصعوبة وهو منظر جميل عندما نشاهده في عالم الحيوان . ولكننا كُنا محظوظين بمشاهدة سقوط دب حقيقي على ظهره خلال ثلاثة عقود . في زمن الاتحاد السوفيتي كانت اوكرانيا المنطقة المدللة عند قادة الحزب الشيوعي وكانت لها خصوصية واضحة ( مثل الطفل المدلل ) . رأينا المنظر الجميل بخروج الشعب السوفيتي بأجمعه في شوارع موسكو والمقاطعات المنتمية مطالبين سقوط هذ الدب . خرج المهرج يلسن وطرد غورباتشوف من مكتبه في منظر قد لا يتكرر إلا للعالم المحظوظ ( يعني نحن جيل محظوظ ) . خرجت المنتميات لذلك الدب وعادت الى حدودها التاريخية ومنها اوكرانيا المدللة . وانتهت في نفس الوقت الحرب الباردة والذي استمرت لأكثر من نصف قرن بين الغرب ( الشيطان ) والدب التافه .
حَن الدب وبعد ثلاثة عقود لإسترجاع المدللة من جديد . سوف لا ندخل في تفاصيل وأسباب ذلك الحنين ( ذكرناها في الحلقات الماضية ) ولكننا سنتطرق الى طريقة ونهب واسلوب التعامل مع اجتراع المدللة . الكل توقع ان تتم عملية الإحتساء خلال ساعات او يومان لا اكثر . حتى الدب الروسي كان قد راهن على بعص المعطيات ليكون له ذلك قبل ان يشرع العالم بحصار الدب في هذا المستنقع المدروس بشكل تام من قبل الغرب . ولكن كل تلك التكهنات والمراهنات التي كان الدب قد توقعها لم تحصل وبدأ الدب تنغرس سيقانه رويداً رويداً في الوحل فلا مخرج من ذلك غير الاستمرار في الوحل الذي وضعه الغرب أمام سيقانه . إنهالت العقوبات الغربية والتي كانت حاضرة وجاهزة ( كانت في الجيب ) . كانت باقية سنغافورة لم تعاقب الدب وهي اليوم تفرض عقوباته على القيصر الجديد . باقي كالمعتاد العالم العربي والذي هو دوماً في المأخرة لأن تفسيره للمنظر يتأخر عن باقي العالم . الدب ينغرس والغرب يتقدم في فرض العقوبات وتشويه صورة المنظر ووصول كل انواع الاسلحة الى المدللة . حتى الدول التي كانت لها علاقات وسطية مع الدب ولم تأبى في فرض العقوبات في اولى الايام عسى ولعله ينتهي الفصل وبأسرع وقت كي يكون لها مبرر في عدم العجالة في فرض تلك العقوبات سقط ذلك المبرر بفشل الروس في عملية الازدرداد فلحقوا بباقي العالم في شرع العقوبات ( صار يخجلوا كي ينتظروا اكثر ) . نجح الغرب في خطتته في اسقاط الدب من جديد بعد ان كان قد تعافى قليلاً من جروحاته لسقوطه الاول ونمى شعره ولكنه يعود اليوم ويسقط على نفس تلك الجروح القديمة . حتى اعلامياً فشل الدب في تفسير هجمته لباقي الحيوانات ( اغلبها مصدوم من هذه الخربشة ) . نجح العميل المأتمر بالغرب في إدارة المعركة اعلامياً وسيطر على كل المواقع التواصلية وشوه صورة الدب والذي بدأ يختنق من حجم المفاجئة . سقط الدب من جديد وهذا ثاني كسوف للقمر لنا نحن الجيل المحظوظ في رؤية ذلك الكسوف .
يقولون هناك مفاوضات قد تؤول الى نتيجة ولكنني متشائم . فالقرقوس الاوكرايني تصله الاوامر من الخارج وسوف لا يصل الى نتيجة مع الروس والذين قد يعتقدون بأنهم سيفرضون شروط عليه ولكنهم لا يعلمون بأنه هو الذي سيفرض شروطه عليهم ! حقّه ! المنتصر هو الذي يفرض الشروط وليس الذي سيقانه مغروسة في الوحل .
لا اعتقد سيكون هناك اي باب للدب بالوقوف على ظهره من جديد غير ان يعاند ويستمر في الوحل وهذا هو المطلوب للغرب . المدللة مقابل آلاف العقوبات والحصار وتدمير الاقتصار الروسي وتشويه سمعته وعزله ، هذا بالإضافة الى الاسلحة التي ستدخل وتصل بيد الاوكرايني والذي سيتم فيها حصد ارواح الآلاف من الجنود الروس !
يعني المدللة مقابل العودة بالدب الروسي الى نقطة الصفر . حتى إذا ما استطاع الدب في قتل او طرد الاركوز الامريكي من كييف والأتيان بقرقرس تابع لهم ستكون العقوبات الغربية على القرقوس الجديد قبل روسيا نفسها ( يعني ماسوينا شيء ) .
سيعود الدب الى حضيرة الدول المارقة ومحاط بحصار حديدي من كل العالم المارق الأخر ( هو ايضاً مارق ولكنه يلعبها صح ) . سنتجه من جديد الى سوريا وايران وكوريا وبعض الدول التعبانه وينتصر الغرب في وضع الدب في خانه الهبياض ونعود الى ما قبل السقوط الاول ونسميها الحقبة الباردة الثانية !
فقط يجب على الغرب ان لا يستمر في مد أصابعه الشيطانية اكثر فأكثر في عيون الدب كي لا يفقهها تماماً لأن في تلك الحالة سيكون الدب الاعمى خطيراً وليس ببعيد أن يقوم بحماقة اخرى تكون عواقبها اخطر بكثير من حماقته الفاشلة هذه ! يجب على الغرب أن يقود الدب الروسي رويداً رويداً الى حضيرته القديمة والبدأ بحقبة الحرب الباردة الثانية .
لقد انتصر الغرب ومعهم العميل الاوكرايني وفشل الدب من جديد وعليه تحمل برودة الجو العاصف القادم على موسكو ! الله يسحبك من گرونك يا بوتن الدب .
لا يمكن للشعوب المتحلفة التقدم دون البدأن من نقطة الصفر ! الدب الروسي سمع النصيحة وبدأن من نقطة الصفر .
نيسان سمو 28/02/2022



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن