حينما يختفي المزيفين

اتريس سعيد
castanedacarlos042@gmail.com

2022 / 1 / 25

1/ ‏يبدأ الإنسانُ حياته بكمٍّ هائلٍ من الأحلام والأماني حتّى أن ذاكرته لا تُسعفه في تذكرها كاملة، شيئاً فشيئاً يُصبح حُلمه الوحيد أن يكون مُطمئنّاً لا أكثر.
2/ كن حرا طليقا في فضاء الإحتمالات وتعلم ولا تمل ولا تكل، وكن حرا لا تعبد الأفكار ولا الأسرار فكلها ملك لك فلا تجعل نفسك مملوكا أسيرا لها، و عامل الخلق كما تحب أن تُعامل، إسمع مني فقد مزقتني التجارب.
3/ السجن ليس سياج و أسوار فقد يكون فكرة وقد يكون لحظة زمنية وقد يكون شخص.
4/ أغفر لنفسك قبل أن تغفر لأي أحد، و سامح نفسك قبل أن تسامح أي أحد و تقبلها وترفق بها و أحبها و أرضي عنها قبل أن تفعل كل هذه الامور مع أي أحد، فهي لك دائما و أنت لها، و لا مكان للغير إذا لم يكن لنفسك مكان أولا.
5/ حين نقول أننا نضجنا فنحن لم نعد نتعمق في الأشياء بل إكتفينا بسطحيتها كبرنا على خوض الجدال و المناقشات التي تستهلكنا دون فائدة، ما عدنا نتمسك بمغادر، ما عدنا نبرر لعابر، تعبنا من ضياع أعمارنا محاولين إرضاء أحد و جذبه نحونا، نملك قلوب مليئة بالمشاعر و هي أمانة لدينا فإما علاقة نزداد توهجاً بها وإما عزلة نشتري بها راحتنا، لقد إكتفينا من كل شيء و كبرنا.
6/ لا يمكن أن تشفى من سحرهم إلا إذا خرجت إلى المطلق خارج حدود العقل. إلا إذا شفيت من الازدواجية و النقيضين.قوى الظلام لا يمكنها أن تعيش في المطلق إنها نتاج المسافة بين المحدود و المطلق تسكن أرض الغياب. و مادمت في العقل فستقع تحت تأثيرهم لا محالة. ثم ها أنت ترى عوالم من الوهم لأن الجميع مسحورين بمحدودية الوعي.
7/ إذا فسدت البيئة فلابد للإنسان أن يحتمي بعقله لينجو من الفساد.
8/ ‏نحن لا ننتمي إلى هذا العالم. نحن أرواح عابرة تعيش التجربة الجسدية على الأرض. ثم تصعد الروح إلى السماء. ويبقى الجسد تحت الأرض و يفنى.
9/ هذه الفسحة ليست منطقة مائعة ولا لزجة، محفل العنقاء بعد مقدس لديه اهداف شفافة و توجه خاص و رؤية يقينية خاصة، إما أن ترى ما نراه و إما أن تذهب لترى ما تراه.
لا مجال هنا للفلسفة و الجدل و الرأي الآخر. إذا كنت آخر عليك أن تجد أهلك، فنحن لسنا أهلا لك ولا أهلا بك. و مرحبا بالأرواح الروحانية و النفوس النورانية، أبناء النور، تحية محبة و رحمة و سلام، الحكمة تحييكم من قدس أقداس العنقاء المباركة.
10/ السر الذي يجهله الكثير أن الحياة غير منطقية! الحياة تتبع مشاعرك لا تتبع منطقك و عقلانيتك! عقلك الواعي لا يصنع لك واقع. العقل اللاواعي أو اللامنطقي و خيالك و مشاعرك هم من يصنعون لك حياتك. فما تشعر به حتى و إن كنت تعتقد بإنه ليس منطقي سيصبح واقع، فما تشعر به و تفكر به و تعطيه طاقة يأتيك.
11/ كما يتمكن الظلام من إختراقك و يصل بك حد اليأس و الكآبة تعلم إختراقه وصل بنفسك حد اليقين و الفرح.
12/ الآخر خصم، إنه يختصم أفكارك، يختصم يقينك، يختصم عمقك، يختصم علاقتك مع نفسك و مع الله، يختصم عقلك و قلبك و روحك. يوما ما سوف يختصم عنقك. في الحقيقة إنه يختصم مصيرك. عندما تكون في الجوهر لا تسمح للشياطين بالمساس. "قال أخرج منها فإنك رجيم"
13/ صفقة خاسرة بكل المقاييس لأنك ستقايض الروح بالأوهام و بعد ذلك يأخذ اللعين نورك و يطرحك في ظلمات الجحيم.
14/ ستصل لمرحلة ما في حياتك و أرجو أن لا تصلها متأخراً، تعرف حينها أن معظم الجهود و الكلام و الأعمال التي قمت بها من أجل الآخرين كانت مضيعة تامة للوقت و الجهد، و أنك لو إستثمرت هذه الموارد من أجل نفسك لكان أفضل بألف مرة، حينئذٍ ستتشابه الأنانية مع السعادة لدرجة أنك لن تفرق بينهما !
15/ إذا سألنا العقل من أين أتت الشجرة سيقول من البذرة و من أين أتت البذرة سيقول من الشجرة و من أين أتت الشجرة مرة أخرى سيقول من البذرة. هذه هي محدودية العقل و لكن كلنا نعلم جيدا ولا نستطيع إستيعاب فكرة أنه لا يوجد مصدر للبذرة و الشجرة. و هذا هو مفتاح الإيمان المطلق بوجود الله. و أن الفكرة هذه فقيرة محدودة لا تستطيع إدراك المطلق، الذي لا يستطيع إستيعاب هذه الفكرة و الذي يرفضها هو أنت لأن الحقيقة بداخلك. و الآن غص في عمق البحر بعد أن بقيت فترة طويلة على السطح لا يوجد على سطح البحر إلا الزبد.
16/ إنتبه جيدا، الشياطين تتغذى على الذبذبات المنخفضة كالخوف والحزن والحقد فلا تدعهم يتغذون على مشاعرك و يرافقونك مدى الحياة.
17/ إقلع من أرضك كل الجذور السامة التي زرعتها في تجربتك الأرضية. أغسل دماغك من كل العقائد و الافكار و الأحكام. أغسله من كل شيء بلا إستثناء مهما كنت تعتقد أنه الحقيقة، تخلى عن كل شيء، يحتاج الأمر إلى شجاعة فقط، إلى قوة، وبعدها أبحث من جديد. خذ أنفاساً عميقة من أعماق قلبك و إسأل في صمت و هدوء من أنا ؟ ماذا أفعل هنا ؟ من الذي سيجيبك بعد أن إقتلعت كل شيء و رميته الآن ؟ لقد كان العقل يعطيك الأجوبة إستناداً إلى ما إكتسبه في هذه التجربة الأرضية صحيح ! و الآن ؟ من هو الذي سيجيبك، كيف لعقلك إستيعاب هذا ؟ نعم ربما ستفقد عقلك و لكن هذه هي البداية التي ستقودك إلى الحقيقة يا صديقي.
18/ مرارة الحب فيك أتت بك، فمرحبا بقلبك المحروق و عقلك المعتوه. هنا أنت في مأمن، فيا ايها السائل المسكين هلا قطعت شرايينك بالسكين وملئت أكواب الدماء لتنتشي بها كعاشق سكير، عليك أن تقطع وعد البقاء بالفناء، كل ما سيؤتى إليك سيكون الصمت، إجابة تروي الظمأ فيك،
روحك الزجاجة تعكس صورك الرجاجة، هل أتيت على غير عهدك و تقر بأنك كنت من الزائفين، ترجوا رحاب الصادقين، إن الذين كانو قبلك قالوا هلم إن معكم لمخذولون، وإن لله و إن إليه لراجعون ولله في ضياعنا هائمون. خذونا إلى الوادي المقدس طوى لنطوي صحف التلاشي.و نكتب حروف الخلد بإسم الرب. نصغر فنكبر نصلي فنحلق نبكي لنغرق نغرق لنموت نموت لنحيا نحيا لنحب نحب لنعبد نعبد لنعلوا نعلوا لنخلد نخلد لنرى وجهه. سلام سلام مبارك على أصحاب الديار الساميات. كن من قبل رفات قبور باقيات. سلام سلام مد النور و الظلام. نحن العاشقون التائهون الهائمون نمشي في درب الرب عميان. لنبصر وجهه في كل مكان. فلولا مرارة الحب لم وجدنا عظمة الرب. و قذف في قلوبنا حلاوة الإيمان.
19/ أعاهدك بأنك ستجدُ منهم صمتا وخذلانا وخيباتٍ أدبيّة وفكرية ونكباتٍ ثقافيّة لا مثيل لها في تاريخ الآداب والأمم والشعوب. فهل ستجد مثلاً كاتبا أو كاتبةً مُخلصين لضمائرهما وأخلاقهما ومبادئهما وإنسانيّتهما؟ هل ستجد من يعّبر عن هموم الناس ومآسيهم ومشاكلهم وظروفهم القاسية في ظلّ الحروب والنزاعات والعنف؟
20/ طوبى للكاتب الحرّ، من أفنى قلمه في سبيل الحريّة والإنسانيّة والنضال في سبيل البسطاء والفقراء والمقهورين في عالمنا العربي. ولا عزاء لمن باع قلمه وأدبه وكتبه من أجل حفنة أموال أو جاه أو خذلان في أوج وأشدّ المحن التي تعصف وتعسف بالأمة العربية المنهكة أصلاً بالحروب والنزاعات والفتن والمحن. ‏
21/ هل ستجد من يعّبر عن هموم الناس ومآسيهم ومشاكلهم وظروفهم القاسية في ظلّ الحروب والنزاعات والعنف؟ أيّ كاتبٍ/ة لا يكون خصما شرسا وجارحا لأيّ ديكتاتور عربيّ، فالنار أولى بكتبه، وحساباته عبر التواصل الإجتماعي الحظر أولى بها من متابعتها والبحث عنها.
22/ يراودني سؤال، لا بل يتحرّش بعقلي سؤال حين أراك عزيزي الكاتب قارئا نهما للفلسفة والأدب والشّعر والأنثربولوجيا والنقد الأدبي، بينما لا تستطيع أن تنبس بكلمة واحدة ضد مستبدّ عربيّ، فهل فشلت العلوم الإنسانيّة في الرفع من إنسانيّتك والإنحياز للشعوب المقهورة والمظلومة في وجه الحرب والنزاع والإرهاب، أم العيب فيك وما لعيب سواك؟ إذا، تعسا لمن باع قلمه وكتبه من أجل حفنة دولارات أو منصب أو زيارة هنا أو هناك. وحده الكاتب الحقيقي من يفنى في سبيل الحقيقة والأخلاق والإنسانيّة. الكاتب الحقيقي حلاّجيّ، وسهرورديّ في شعره ونثره، بل هو صرخةٌ وتمرّد وثورةٌ ضدّ الإستبداد والإستعباد في عصر الديكتاتوريات العربيّة الكلاسيكيّة والحديثة.
23/ ﺳﺒﺐ ﻛﺜﺮ ﺍﻟﻮﻓﻴﺎﺕ و زهق ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺼﻞ ﺑﺎﻟﻌﺎﻟﻢ ﻭ ﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ و التي تحدث ﺑﺸﻜﻞ ﻫﺴﺘﻴﺮﻱ ﻣﻦ الإﺿﻄﺮﺍﺏ الدﻳﻤﻮﻏﺮﺍﻓﻲ ﺑﻐﻄﺎﺀ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﴿ ﺍﻟﺘﻤﺴﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﻊ ﺷﺒﻜﺔ ﺍإﻳﺠﻮ ﻭﺍإﻧﻔﺼﺎﻝ ﴾ ﻳﺴﺘﺤﻴﻞ أﻥ ﻳﻌﻴﺶ إﻧﺴﺎﻥ ﻋلى الأﺭﺽ ﺑﺪﻭﻥ أﻥ ﺗﺘﻮﺍﻓﻖ ﻃﺎﻗﺘﻪ ﻣﻊ ﻃﺎﻗﺔ ﺍﻷﺭﺽ ﻟﻤﺠﺎﻟﻬﺎ ﺍﻟﻜﻬﺮﻭﻣﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻲ ﻓﺠﻤﻴﻊ اﻷﺭﻭﺍﺡ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﺧﻴﺎﺭ ﻟﻠﺪﺧﻮﻝ ﻟﻠﺒﻌﺪ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﻧﻈﺮﺍ ﻹﺩﺭﺍﻙ ﺿﻮﺀ ﻣﻜﺜﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﻓﻲ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎﺕ الطاقة ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍلإﻫﺘﺰﺍﺯ ﺍﻟﻄﺎﻗﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ.
24/ ﺍﻷﺑﻌﺎﺩ ﻟﻴﺴﺖ ﺍﻷﻣﺎﻛﻦ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻊ، ﻫﻲ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﻟﻠﻮﻋﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻬﺘﺰ ﺑﻤﻌﺪﻝ ﻛﻮﻧﻲ ﺫﻭ ﺍﻟﺘﺮﺩﺩﺍﺕ أﻭ ﺍﻟﻤﻮﺟﺎﺕ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺴﺒﺢ ﻓﻴﻪ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﻭ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻝ أﻧﻬﺎ ﻣﺎﺩﻳﺔ، ﻣﺴﻜﻴﻦ ﻻ ﻳﺪﺭﻙ ﻣﺎ ﻳﺮﻣﻲ، ﻓﻜﻞ ﺷﻲﺀ ﻣﺎﺩﻱ ﻭﻫﻢ. ﻓﺘﻮﺟﺪ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻷﺑﻌﺎﺩ. ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻭ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﻫﻲ ﺃﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ ﻟﺤﺪ ﺍﻷﻥ ﻭ ﺳﻴﺒﻘﻰ ﺍﻟﺼﻌﻮﺩ ﻣﺴﺘﻤﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﺑﻌﺎﺩ ﺃﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ، ﻭﺻﻮﻟﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ.ﻭ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﻣﻊ ﻛﻴﺎﻧﺎﺕ أﺛﻴﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﺍلأﺑﻌﺎﺩ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ إنها تعبير عن تمايز ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻜﻮﻧﻴﺔ ﻟﻠﺤﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺍإﺷﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻔﺴﺮﻫﺎ ﻟﻨﺎ ﺣﻮﺍﺳﻨﺎ. ﺍﻟﺨﻤﺲ.
25/ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﺗﺠﻠﻲ ﻟﻠﻮﻋﻲ ﺍﻟﻜﻮﻧﻲ ﻭﺍﻟﺤﺐ ﻭﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺮﻭﺣﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻓﻌﻠﻲ، ﻟﻠﻮﺻﻮﻝ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ، ﻟﻠﺪﺧﻮﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ، على ﻗﺪﺭ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺍلإﺗﺼﺎﻝ ﺑﺎﻟﺨﺎﻟﻖ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍإﻧﺘﻘﺎﻝ ﺇﻟﻰ ﺃﻋﻠﻰ ﺃﻫﺘﺰﺍﺯ ﻭ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﻣﻊ ﻛﺎﺋﻨﺎﺕ ﻟﻌﻮﺍﻟﻢ ﺍﻷﺑﻌﺎﺩ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻻ ﻧﺪﺭﻛﻬﻢ ﺑﺴﺒﺐ ﻋﺪﻡ ﺃﻋﺘﻘﺎﺩﻧﺎ ﺑﻮﺟﻮﺩﻫﻢ ﺃﺻﻼ. ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻧﺘﺮﻙ ﻛﻞ ﺍﻷﻣﺘﻌﺔ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺒﺎﺏ. ﻻ يجب أن ﻳﻮﺟﺪ ﺑﺪﺍﺧﻠﻨﺎ ﺃﻱ ﺧﻮﻑ، ﻏﻀﺐ، ﻋﺪﻭﺍﻧﻴﺔ، ﺷﻌﻮﺭ ﺑﺎﻟﺬﻧﺐ، ﻟﻴﺲ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺃﻱ ﻣﻌنى، ﻛل ﺸﻲﺀ ﺳﺘﻔﻜﺮ ﺑﻪ ﺳﻴﺘﺠﻠﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ، ﺗﻮﺍﺻﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻴﻦ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻌﺪ يكون ﻋﻦ طﺮﻳﻖ ﺍﻟﺘﺨﺎﻃﺮ، ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﻭﻣﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﺑﻜﻞ
ﺳﻬﻮﻟﺔ، ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺯﻣﻨﻴﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺟﺬﺭﻳﺎ، ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﺗﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻭﺍﻟﺤﺎﺿﺮ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ، ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻳﺤﺪﺙ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﻭﺍﺣﺪ، ﺗﺴﺘﺸﻌﺮ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﻭﺗﺒﻘﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺑﺤﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎلإﺩﺭﺍﻙ. ﺍﻷﺣﻼﻡ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻣﺒﻬﺠﺔ هناك، بإختصار إنها جنة الوعي التي تنتظر قدومك إليها.
26/ حينما يعتقد الكهان أن صلواتهم تفعل الخير فربما قد يكون أن الضفادع تتصور نقيقها يأتي بالربيع.
27/ ‏لاتظهر كاملًا، يجب أن تُخفي شيئًا منك، إنّ المتعة الحقيقية التي يجب أن يتمتّع بها الإنسان هي الغموض. الغموض الذي يحرّض الآخرين للبحث فيك إلى درجة الحزن و النكد !
27/ الوعي لا علاقة له بمستوى تعليمك ولا بمستواك الإجتماعي ولا بمستواك المادي! ولكن له علاقة بمستوى مشاعر المحبة الغير مشروطة و العطاء دون إنتظار المقابل ومشاعر الرضا والشكر والإمتنان والإطمئنان. أي أنه كلما زادت المشاعر الإيجابية زاد الوعي وكلما زاد الوعي كلما أشرقت شمس الحكمة والبصيرة في نفسك وكلما أصبحت ترى بقلبك فترى الحقائق التي لا تراها العيون. وتسمع الصمت الذي لا تسمعه الإذن.! وتدرك النور الذي لا تراه العيون! هنا أنت أصبحت على تردد نور الله الذي سينتشر في أعماق نفسك فيكشف لك الحقائق وينير لك الطريق ويجذب لك عالم رائع على نفس تردد روعتك. هنا أنت أصبحت أغنى أثرى الأثرياء حتى ولو لم تمتلك فلسا ! لأن جنة المشاعر الإيجابية التي إرتقيت إليها لا تقدر بثمن. فأنت صدقاً تعيش بهذه المشاعر في جنة الله في الأرض إستعداداً لجنة الله في السماء.
28/ الأمّلُ زهرة لا تذبَل في قلوبَ المتفائلين وكيف لها أن تذبل وهيَ تُروَى بحسنِ الظن بالله.
29/ ستصل يوما إلى مرحلة الإكتفاء، مرحلة التجاوز، مرحلة النضوج، مرحلة المضي للأمام، لن يهمك حينها رد متأخر من أحد، يغيب عنك العناء والبحث والتمسك بالبشر، لم يعد يهمك البحث عن الأوفياء، لن تعد تهمك معرفة مسببات الأشياء من حولك، فقط تكتفي بنفسك وعائلتك وأصدقاء قلة صادقين وهبهم لكم الله و أهدتك إياهم الحياة.
30/ قد تقضي عُمرك بأكمله تبحث عن شيء يُفسر لك كُل شيء أو يحتويك، ثم تُدرك أنه كان معك طوال طريقك، هي نفسك التي نسيتها.
31/ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﻜﻮﻥ هي ﺍﻟﺘﺴﺒﻴﺢ ﻭ ﺑﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ " ﺍﻟﺬﺑﺬﺑﺎﺕ " ﺇﻥ ﻣﻦ ﻳﺪﻭﺭ ﻓﻲ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﻘﻠﻖ ﻭﺍﻟﺨﻮﻑ ﻭﺍﻟﻴﺄﺱ ﻭﺍﻟﻐﻀﺐ ﺇﻧﻤﺎ ﻳﺨﻠﻖ ﺣﻮﻟﻪ ﺩﻭﺍﺋﺮ ﺃﻛﺒﺮ ﺑﻤﺎ ﻳﺮﺳﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻋﺮ ﺧﻮﻑ ﻭﻗﻠﻖ ﻭﻳﺄﺱ ﻭﻏﻀﺐ ﻭﺍﻟﻜﻮﻥ ﻳﺘﻠﻘﻰ ﻭﻳﻌﻴﺪ ﺇﻟﻴﻚ ﻣﺎ ﺃﺭﺳﻠﺘﻪ ﻭﺳﺘﻜﺒﺮ ﺍﻟﺪﻭﺍﺋﺮ ﺣﻮﻟﻚ ﻭﺳﺘﺒﻘﻰ ﺣﺒﻴﺴﺎً ﻟﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺗﺪﺭﻙ ﻭﺗﻌﻲ ﺃﻧﻚ ﻭﺣﺪﻙ ﻣﻦ ﻳﺨﻠﻘﻬﺎ. ﻭﺇﻥ ﺳﺮّ ﺍﻟﺘﺤﺮﺭ ﻣﻨﻬﺎ ﻳﻜﻤﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺒﻮﻝ ﻟﻮﻗﻒ ﺍﻟﺪﻭﺭﺍﻥ ﻭﺑﺪﺀ ﻋﻜﺴﻪ. ﻓﻔﻲ ﺍﻟﻘﺒﻮﻝ ﺳﺮْ. ﻭﺇﻥ ﻣﻦ ﻳﺪﻭﺭ ﻓﻲ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﺮﺿﻰ ﻭﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﺤﺐ ﻭﺍإﻣﺘﻨﺎﻥ ﻟﻜﻞ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﺇﻧﻤﺎ ﻳﺨﻠﻖ ﺣﻮﻟﻪ ﺩﻭﺍﺋﺮ ﺃﻛﺒﺮ ﻭ ﻳﻀﺎﻋﻒ ﻟﻪ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﻣﺎ ﻳﺮﺳﻠﻪ ﻣﻦ ﺭﺿﻰً ﻭﺣﺒﺎً ﻭﻛﻞ ﻣﺎ ﻫﻮَ ﻣﻤﺘﻦٌ ﻟﻮﺟﻮﺩﻩ ﺩﺍﺧﻠﻪ ﻭﺧﺎﺭﺟﻪ. ﻓﻔﻲ ﺍلإﻣﺘﻨﺎﻥ ﺳﺮْ.ﻓﺎﻟﻜﻮﻥ ﻻ ﻳﻤﻠﻚ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﻌﻴﺪ ﻟﻚ ﻣﺎ ﺗﺒﻌﺜﻪ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻧﻮﺍﻳﺎ ﻋﺒﺮ ﻗﻮﺍﻧﻴﻦ ﻛﻮﻧﻴّﺔ ﻣﺴﻨﻮﻧﺔ ﻣﻨﺬ ﺍﻷﺯﻝ. ﻓﺈﻥ ﻛﻨﺖَ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﺎﻛﻲ ﺍﻟﻤﺘﺬﻣﺮ ﺍﻟﻤﺤﺒَﻂ ﺍﻟﻴﺎﺋﺲ ﺍﻟﻐﺎﺿﺐ ﻓﺎﻗﺪ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺩﺍﺋﺮﺗﻚ ﺩﺍﺧﻠﻚ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺧﺎﺭﺟﻚ ﻓﻜﺄﻧﻚ ﺗﻘﻮﻝ ﺑﻠﻐﺔ ﺍﻟﻜون ﻫﻞ ﻣﻦ ﻣﺰﻳﺪ ! ﺗﻜﻮﻥ ﻛﻤﻦ ﻳﺼﻠّﻲ ﻃﺎﻟﺒﺎً ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻣﻤﺎ ﺗﺸﻜﻮ ﻣﻨﻪ ﻭﻃﺎﻟﺒﺎً ﺯﻳﺎﺩﺓَ ﻧﻘﺼﺎﻥٍ ﻣﻤﺎ ﺗﺸﻜﻮ ﻣﻦ ﻧﻘﺼﺎﻧﻪ. ﻓﺎﻟﻜﻮﻥ ﻻ ﻳﻔﻬﻢ ﻟﻐﺔ ﻛﻠﻤﺎﺗﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻄﻠﺐ ﺑﻬﺎ ﺇﻧﻤﺎ ﻳﺼﻠﻪ ﻣﺎ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﻪ ﻭ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﻳﺤﺒﻚ ﻛﻔﺎﻳﺔً ﻟﻴﺮﺩّ ﻟﻚ ﻣﺎ ﻃﻠﺒﺘﻪ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﻮﺟﺎﺕٍ ﺣﻤّﻠﺖَ ﺷﻌﻮﺭﻙ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺃﺭﺳﻠﺘﻬﺎ ﻟﻪ ! ﻣﻦ ﻳﻄﻠﺐ ﺣﺒﺎً ﻭﻳﺤﻴﺎ ﺑﺸﻌﻮﺭ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﻟﻠﺤﺐ ﻭ ﻧﻘﺼﻪ ﺳﻴﺰﺩﺍﺩ ﺣﺎﺟﺔً ﻟﻤﺎ ﻳﻄﻠﺐ ﻭﻧﻘﺼﺎً ﻣﻤﺎ ﻳﻄﻠﺐ ﻭﻣﻦ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﺎﻻً ﻭﻳﺤﻴﺎ ﺑﺸﻌﻮﺭ ﺍﻟﺤﺮﻣﺎﻥ ﻭﺍﻟﻐﻀﺐ ﻭﺍلإﺣﺒﺎﻁ ﻟﻨﻘﺼﻪ ﺳﻴﺰﺩﺍﺩ ﺣﺮﻣﺎﻧﺎً ﻭﻧﻘﺼﺎً ﻣﻤﺎ ﻳﻄﻠﺐ ﻭﻏﻀﺒﻪ ﺳﻴﻜﺒﺮ ﻟﻴﺒﻘﻰ ﻓﻲ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺟﻌﻞ ﻧﻔﺴﻪ ﺣﺒﻴﺴﻬﺎ ﺑﻨﻔﺴﻪ، ﻭﻟﻮ ﻋﺮﻓﻨﺎ ﻛﻴﻒ ﻧﻤﻴّﺰ ﺑﻴﻦ ﺣﺎﻻﺗﻨﺎ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭﻳﺔ ﻭﻛﻨﺎ ﻋﻠﻰ إﺩﺭﺍﻙ ﺑﻤﺎ ﺗﺤﻮﻳﻪ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﻭﻧﻮﺍﻳﺎﻧﺎ ﻷﺩﺭﻛﻨﺎ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺘﻮﺍﺻﻞ ﺑﻬﺎ ﻣﻌﻪ ﻭﻳﺘﻮﺍﺻﻞ ﺑﻬﺎ ﻣﻌﻨﺎ، ﻧُﺤﺐ ﻓﻨﺘﻤﻠّﻚ ﻭﻧﺘﻌﻠّﻖ ﻓﻨﺤﻴﺎ ﺷﻌﻮﺭﺍً ﺑﺨﻮﻑٍ ﻣﻦ ﻓﻘﺪٍ أﻭ ﻗﻠﻖٍ ﻣﻦ ﻏﻴﺎﺏْ ﻭ ﻳﺘﺤﻮّﻝ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻣﻦ ﻋﺎﻝٍ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺨﻔﺾٍ ﻭﻧﻔﻘﺪ ﻧﻌﻤﺔ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﺤﺐ. ﻭﺗﺒﺪﺃ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﺎﺓ ﺑﺪﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻭﺍﻟﻘﻠﻖ. ﻧﻌﻄﻲ ﻓﻨﻨﺘﻈﺮ ﺃﻥ ﻧﺄﺧﺬ ﻭﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻧﺄﺧﺬ ﺗﻤﻠّﻜﻨﺎ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﻭﺍلإﺣﺒﺎﻁ ﻓﻤﺎ ﺃﺧﺬﻧﺎ ﻛﻤﺎ ﺃﻋﻄﻴﻨﺎ ! ﻭﻳﺘﺤﻮّﻝ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻣﻦ ﻋﺎﻝٍ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺨﻔﺾٍ ﻭﻧﻔﻘﺪ ﻧﻌﻤﺔ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﻌﻄﺎﺀ. ﻭﺗﺒﺪﺃ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﺎﺓ ﺑﺪﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﻭﺍلإﺣﺒﺎﻁ، ﻧُﻌﻄَﻰ ﻭﻧﻤﺘﻠﻚ ﻓﻨﺴﺘﻜﺒﺮْ ﻭﻧﺤﻴﺎ ﺷﻌﻮﺭﺍﻟﻐﺮﻭﺭ ﻭﺍإﺳﺘﻜﺒﺎﺭ ﻭﻳﺘﺤﻮﻝ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻣﻦ ﻋﺎﻝٍ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺨﻔﺾٍ ﻭﻧﻔﻘﺪ ﻧﻌﻤﺔ ﺣﺎﻝ ﺍإﻣﺘﻨﺎﻥ. ﻭﺗﺒﺪﺃ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﺎﺓ ﺑﺪﺍﺋﺮﺓ ﺍﻷﻧﺎ. ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻓﻠﻮ ﻛﻨﺖَ ﺗﺤﻴﺎ ﺭﺍﺿﻴﺎً ﻭﻟﻴﺲ ﻗﺎﻧﻌﺎً ﺷﺎﻛﺮﺍً ﻟﻜﻞ ﻣﺎ ﻟﺪﻳﻚ ﺳﺎﻋﻴﺎً ﻟﺘﺴﺘﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﻧﻌﻤﻪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﺓ ﻭﻛﻨﺖ ﺗﺪﻭﺭ ﻓﻲ ﻓﻠﻚ ﺣﺐ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩ ﻭﺗﺤﻴﺎ ﺳﻌﻴﺪﺍً ﺑﻨﻔﺴﻚ ﻭﻣﻊ ﻧﻔﺴﻚ ﻛﻴﻔﻤﺎ ﺃﻧﺖ ﻭﺗﺪﺭﻙ ﻭﺗﻌﻲ ﺃﻧﻚ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻝ ﻋﻤﺎ ﺗﺨﺘﺒﺮﻩ ﻓﻲ ﺩﺍﺋﺮﺗﻚ ﻓﺈﻧﻤﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﺑﺪﺃﺕ ﺑﺎﻟﻌﺰﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻐﻤﺎﺕ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻭﻟﻦ ﺗﻜﻮﻥ ﻧﻐﻤﺘﻚ ﻧﺸﺎﺯﺍً ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﻭﺳﺘﺒﺪﺃ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺑﺎلإﻧﺴﻴﺎﺏ ﻟﻚ ﻭﺳﺘﺒﺪﺃ ﺑﺎﻟﺘﻨﺎﻏﻢ ﻣﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ ﺍﻟﻜﻮﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺇﻥ ﺃﺗﻘﻨﺖَ ﻋﺰﻑ ﻧﻐﻤﺎﺗﻬﺎ ﺗﻨﺎﻏﻤﺖ ﻣﻌﻚ ﻭﻃﺎﻋﺖ ﻟﻚ ﻭﺃﻧﺸﺪﺕ ﻧﺸﻴﺪﻙ ﻭﺣﺪﻙ ﺑﻤﻘﻄﻮﻋﺔٍ ﻟﻦ ﺗﻜﻮﻥ ﺇﻟّﺎ ﻟﻚ ﻭﻟﻦ ﺗﻜﻮﻥ ﺇﻟّﺎ ﺑﻚ، ﻭﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ ﺗُﻌﺰَﻑُ ﺑﻨﺎ ﻓﻬﻠّﺎ ﺭﻗﺼﺖَ ﻣﻌﻲ !
31/ ﻧﻔﺴﻚ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻣﺘﺼﻠﺔ ﺑﻚ ﻃﻴﻠﺔ ﻓﺘﺮﺓ ﺗﺠﺴﺪﻫﺎ ﺑﺸﺨﺼﻚ ﻭ ﻣﻊ ﺟﻤﻴﻊ ﻫﻴﺌﺎﺗﻚ ﺍﻟﺪﻧﻴﻮﻳﺔ ﻟﻢ ﻭﻟﻦ ﺗﻔﺘﺮﻕ ﻋﻨﻚ ﻟﺤﻈﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ، ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺘﻠﻴﻬﺎ، ﺳﻮﺍﺀ ﻋﻤﻠﺖَ ﻭﺗﺮﻓﻌﺖ ﻟﺘﻌﻲ ﺻﻠﺘﻬﺎ ﺑﻚ ﻭ ﺑﺒﻘﻴﺘﻚ ﺃﻡ ﻻ، ﻓﻬﻲ ﺗﺮﺍﻗﺒﻚ، ﺗﻬﻤﺲ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻚ ﺑﺪﻭﻥ ﺗﻮﻗﻒ. ﺃﻧﺖ ﻫﻨﺎ، ﻓﻬﻲ ﻣﺘﻮﺍﺟﺪﺓ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﻭﺍﺣﺪ. ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻋﻠﻴﻚ ﺃﻥ ﺗﻌﻤﻞ ﻟﺘﺘﺼﻞ ﺑﻬﺎ؟ّ! ﻣﺎ ﻟﻬﺪﻑ ﻭﻣﺎ اﻟﻤﻌﻨﻰ؟! ﻟﻠﻨﻔﺲ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻣﺨﻄﻄﺎﺕ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻟﻜﻞُ ﻣﻦ ﺗﺠﺴﺪﺍﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻣﻦ ﻋﻮﺍﻟﻢ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ، ﻓﺸﺨﺼﻴﺘﻚ ﺑﻮﻋﻴﻚ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ،ﻫﻲ ﺟﺰﺀ ﻣﻨﻬﺎ ﻗﺪ ﺗﺠﺴﺪ ﻫﻨﺎ ﻟﻴﻤﺮ ﺑﻌﻤﻠﻴﺔ ﺗﻄﻮﻳﺮﻳﺔ
ﺗﻌﻠﻴﻤﻴﺔ، ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺃﻥ ﺗﺼﻞ ﻧﻔﺴﻚ ﺇﻟﻰ الأﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﺎج ﺃﻥ ﺗﺤﻘﻘﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺘﺠﺴﺪﺍﺕ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﺖ ﺇﺣﺪﺍﻫﺎ، ﻓﻜﻠﻤﺎ ﺗﻄﻮﺭﺕ ﺷﺨﺼﻴﺎﺗﻚ، ﻣﺤﺮﺭﺓ ﻟﻌﻘﻠﻚ ﻭﻣﺘﺮﻓﻌﺔ ﺑﻮﻋﻴﻚ ﺩﺭﺟﺔ ﺑﻌﺪ ﺩﺭجة ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﺃﻭ ﻋﺪﺓ، ﻛﻠﻤﺎ إﺗﺼﻠﺖَ ﺑﻨﻔﺴﻚ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻭ ﺃﻛﺜﺮ ﺩﺭﺟﺔ ﺑﻌﺪ ﺩﺭﺟﺔ، ﻭ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺼﻞ ﺷﺨﺼﻴﺎﺗﻚ ﺇﻟﻰ ﺩﺭﺟﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ
ﻭ ﻣﺤﺪﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻋﻲ، ﺳﺘﺘﻄﻮﺭ ﻧﻔﺴﻚ ﻣﻮﺣﺪﺓً ﺟﻤﻴﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎت ﺇﻟﻰ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻓﻴﺘﻜﺎﻣﻞ ﻛﻴﺎﻧﻚ ﻣﺘﺠﺴﺪﺍ ﻭ ﻣﺘﺼﻼ إﺗﺼﺎﻻ ﻛﺎﻣﻼ ﺑﺪﻭﻥ ﺃﻱ ﺣﺎﺟﺐ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ، أﻱ ﺗﺼﺒﺢ ﻛﻴﺎﻧﺎ ﻛﺎﻣﻼ ﻣﺘﺼﻼ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺑﻜﻞ ﺷﻲ ﺑﺎﻟﻜﻮﻥ، ﻓﻴﺼﺒﺢ ﻟﺪﻳﻚ ﻣﻨﻔﺬ ﺗﺘﻄﻠﻊ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻭ ﺃﺳﺮﺍﺭ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﺨﺰﻧﺔ ﻓﻲ ﺫﺍﻛﺮﺓ ﻧﻔﺴﻚ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺍﻷﺯﻟﻴﺔ. ﻭﻫﻨﺎ ﺗﺼﻞ ﻷﻋﻠﻰ ﺩﺭﺟﺎﺕ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﻭﺗﻄﻮﺭ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺭﺽ، ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻳُﻨَﺰِّﻝُ ﺍﻟْﻤَﻠَﺎﺋِﻜَﺔ ﺑِﺎﻟﺮُّﻭﺡِ ﻣِﻦْ ﺃَﻣْﺮﻩ ﻋَﻠَﻰ ﻣَﻦْ ﻳَﺸَﺎﺀ ﻣِﻦْ ﻋِﺒَﺎﺩﻩ ﺃَﻥْ ﺃَﻧْﺬِﺭُﻭﺍ ﺃَﻧَّﻪُ ﻟَﺎ ﺇِﻟَﻪ ﺇِﻟَّﺎ ﺃَﻧَﺎ ﻓَﺎﺗَّﻘُﻮﻥِ، ﺗﺘﺤﺮﺭ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻟﻌﺎﻟﻢ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻣﻜﻤﻠﺔ ﺗﻄﻮﺭﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺗﺼﻞ ﻟﻠﺘﻮﺣﺪ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ. ﺭﺣﻠﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻫﻲ ﻟﻜﻞ ﻧﻔﺲ ﺇﻟﻰ أﻥ ﺗﺼﻞ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ، ﻓﻘﺪ ﺗﻨﺠﺢ ﺃﻭ ﺗﻔﺸﻞ ﺑﺎﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻴﻬﺎ.ﻃﻴﺐ، ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﻟﻠﻨﻔﺲ؟ ﻭﻛﻴﻒ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻔﺸﻞ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﺎﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻗﺒﻞ ﺗﺠﺴﺪﺍﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﺬﺍﺕ إﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻲ ﻣﺘﺼﻠﺔ ﺑﺎﻟﻜﻮﻥ ﻭ ﺑﻜﻞ ﺷﻲﺀ؟! ﻭﻛﻢ ﺩﺭﺟﺔ ﻭﻋﻲ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗُﺤﻘﻖ ﻭﻣﺎ ﻣﻮﻗﻊ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﻤﻄﻤﺌﻨﺔ ﻭ ﺍﻟﻠﻮﺍﻣﺔ ﻭﺍﻷﻣﺎﺭﺓ ﺑﺎﻟﺴﻮﺀ ﻣﻦ ﺍﻹﻋﺮﺍﺏ؟ ﻣﺎ اﻟﺮﻭﺡ ﻭﻣﺎ ﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺑﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﻨﻔﺲ؟! ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍلأﻭﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳُﺴﺌﻞ: ﻛﻴﻒ ﺗﻌﺮﻑ ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﻣﺴﺘﻴﻘﻈﺎ ﻭ ﺑﺪﺃﺕ ﺭﺣﻠﺔ ﺍﻟﺼﻠﺔ ﺃﻡ ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﻣﺎ ﺗﺰﺍﻝ ﻣُﺴﻴﺮﺍ ﻣُﺴﻮﻗﺎ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﻋﻠﻢ؟!
32/ النص القرآني يقرن آيات الكون بالنفس البشرية وماء السماء بالوحي ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون وهو هدى و رحمة لمن بحث وضرب ودرس و تدبر و جاهد و تعلم و إمتلك الحجة البالغة وهو عمي لمن أخذ ظاهر القول و آتبع السلف والخلف ولم يهتدي بهدي الله، فالله وحده هو عالم الغيب والشهادة، فمن غير الله يأتيكم ببيان أو تفسير ؟ و الدين هو إكتفاءك الذاتي و دين علينا أن نوفيه نحن المدينين بالصعود بعد الهبوط صعيدا طيبا لا هبوط بعده. القرآن مخطوطة لصنع الذكاء لا يمسها إلا المطهرون مقرونة بآيات الكون العظيم، أمثلة لنعقل ونتذكر ونقلب فنكتشف سرنا العظيم وقيمتنا الحقيقية، ونكتشف ونخترع ونطور ونحسن من نعم الله وأسرارها المكنونة في الكون وفي النفس، تطهروا تمسكم كلماته التي هي كلماتكم و تكلمكم أنتم، فهي لا تكلم أحد غيركم، أنت وأنا ولا تكلم أمواتا ولا كفار ولا منافقين ولا مؤمنين، كلهم بداخلنا أنت وأنا، النص القرآني أتاكم من المستقبل وأنتم من سيحققه ويحياه ويفعل ما فيه وليس من مات وفني وآنتهى. "وَأَنَا آخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَىٰ"
33/ هل لازال هناك من يصدق أن هناك على مر التاريخ حرب قامت لأهداف مقدسة ولغرض نشر الدين والمعتقد ؟! كلها بلا إستثناء حروب قامت لأهداف السيطرة وتوسيع النفوذ والحصول على المال والسلطة والجاه والنساء، كان ولازال الدين والمعتقد فيها مجرد أداة و وسيلة تجنيد للبسطاء والجهلة، إن الدين عاهرة السياسة طالما و المجرمون يستخدمونه كأداة للسيطرة والقمع والإستبداد، فيجب نزعه من أيديهم !
34/ رغم سهولة الصمت إلا أنه أشد ثقلا من الكلام و رغم أنه لا يبذل فيه أي مجهود إلا أنه أكثر إرهاقا وتعبا من الحديث.
35/ إن الكثير مما تظنه شخصيتك هو ببساطة بقايا أصداء من هُم حولك تبنيتها دون وعي، ودون أن تُدرك أنها كانت تُدير الجُزء الأعظم من حياتك.
36/ الله، هو الحقيقة الأزلية و الدآئمة، الله هو الحب الله، هو الله الذي لا يجب و لا يُمكن البرهان عليه، هو الحقيقة الخالدة، هو البُرهان الذي لا يُمكن أن تثبتهُ، والغرابة أن الكثير لا يعرفه، عندما أقول أطلب من الملائكة الحارسة لك الحماية و الإرشاد، الرد يكون، أنا أطلب من الله و ليس من الملائكة، إذاً، أنت لا تعرف الله، هو الذي سخّر الملائكة لحمايتك و مساعدتك بإذنه، أطلب من الكون الذي هو مُسخّر من الله لتلبية إحتياجاتك، عزيزي، لا تعبد الرُسل، ولا الملائكة ولا الكون ولا الحجر، و لا البقر ، أعبد الله وحده، كُل شيءٍ، مٌسخّر لخدمتك، أنت من روح الله و أنت حبيب الله، أعرف حقيقتك، أنت مُختار، أنت الخليفة.
37/ كونك وحدك لايعني بأنك فاشل او ضعيف ! هذا دليل على أنك تستطيع عمل كل شيء لوحدك !
38/ هذه الدنيا لم يعلم ما هي إلا الله فقط ولكن عند بحثنا عن حقيقتها نجد دروب طويلة يملئوها فضلات البشر وكدرات الفكر، لا نعلم ماهيتها فعلا إلا عند إكتشاف فضلاتها فندرك عند ذلك أنها ما هي إلا مكان لقاذورات البشر.
39/ كنت أظن الموت يأتي مرة واحدة في العمر، ولكنه قد يأتي عدة مرات في الحياة، فهناك حُب يموت أو حُلم يموت أو ضمير يموت أو قلب يموت أو عقل من الأفكار يموت أو جسد من تآكل الفقر يموت. ولكنِّ أشعر بالموت في عدة مواقع في الجسد، في قلبي الذي أشم رائحة إحتراقه، وعقلي الذي أزعجني صوت إحتضاره، وجسدي المرهق من تعب الحياة والعصبية المفرطة وفوارن الدم في أعضاء الجسد.
40/ سيأتي يوم وترى ما تكرهه ويكسر ضميرك ويختلف عن صفاتك النبيلة وفضائلك الرفيعة وإختلافك العميق فعند ذلك ستنعزل بغرفة حقيرة مُعتمة باردة، تحرق بها سجائرك بحرارة وخنقة وعصبية وتكلم نفسك وتفتح حوارات ونقاشات معها، تلك الحوارات التي لا يفهمها أحد من البشر ولا يعرف عمقها إلا أنت وذاتك فقط وتخبر بهذا الحوار العميق أسباب العُسر والحل اليُسر، ويعارضك ذاتك بما هو أفضل لك، لترد عليه بما هو أحسن لك، ليخبرك عن أمراض البشر وتخبره عن دواء هذه الأمراض الخبيثة المتورمة في قلوب وعقول البشر التي تهدد المجتمع أكثر من خباثة السرطان، فيصرخ ذاتك صرخة ينفس بها عن اوجاعه وتشاركه أنت بالشتائم على واقع حقير مؤسف وأشخاص مَرُّ كالمُرِ بحياتك ليستمر ذاك النقاش التاريخي كل ليلة بكل ثقافة و وعي وغباء وتستمر حياتك تائه لا مأوى ولا حياة لديك، وسترى البشر المختلفين الأشرار بعيون متلهبة كالشرارة المُستعرة.
41/ الحالة الواعية الغريبة التي لدي هي التي ترى بواطن و مداخل هؤلاء البشر، فالبشر نفوس تتحرك يمشي بداخلها مجاري من الدم الأحمر، يسيرون ويتحركون بهوانة وخفة ويوزعون الإبتسامة والأمانة والرقة ويتصرفون بعواطف جميلة أو قاسية ولكن يمشون وراء غرائزهم وملذاتهم النفسية فقط والتي يتشبهون بها بغرائز الحيوانات المقيتة، خرقو ردائات العيب والممنوع وأبطنوها بداخلهم وربما أظهروها للخارج، أصبخت الأشخاص من خولي أنانية الذات فقط لإرضاء ذواتهم بدون شريعة أو عيب أو منطق، لم يعد أحد يفكر بعقله وإنما بغريزته الحقيرة، لم يعد أحد يختار أو يفكر بعقله وإنما يمشي بِتماشي مجتمعه المريض.
42/ فالشر بالنسبة لي هي تلك الأفكار والأفعال المُخالفة للرب والعيب والمنطق. فالناس سيفعلون الشر وسيخبرونك به ويقنوعك فيه وإن لم تطاوعهم فستكون بنظرهم مُتخلف مريض.
43/ أحسنوا الظن بالغائب، بالغاضب، بالمنسحب، فقد تكون ظروفه أكبر من أي تحليل توصلت له.
44/ أنا في منتصف شوارع مدينة الخنازير، أقضي الليلة في ظلام وبرود مخيف، فلا أحد يخرج و يفعل فعلتي هذه في تلك الساعة. وفي ذاك الليل البارد إلا اصحاب السهر والمجون أو المجانين الماجنين، ولكني خرجت وحيد غائب مُتغيب هارب من نفسي لأحس بذاتي وأكتب ما هدر مني من عواصف وحروب فالألم والحيرة تجعلك تقفز كالمجنون وتمشي كالملهوف، تجعلك تبتعد لمكان لا تعرف ماهيته ولكنك تعرف أنك تريد الإبتعاد فقط، فقط الإبتعاد والهروب فالسير وحيدا يجعلك تدرك نفسك وتعرفها وتتألم لتذوق ألم ذاتك وذاتك تعرف حقيقة وجعك ووجعك يتمحور مع نفسك الخارجية وتلتقيا. تصبح هائم في المجتمع المتخلف فتكون بذلك أنت الغامض المخفي المختلف عنهم في وسط جموع الناس الغفيرة، تلك الفلسفة العميقة لا أحد يدركها إلا ندرة قليلة من البشر، البشر الذي بحثو عن ذاتهم وتأملوها وراقبو المجتمع ودرسوه وكانو زهاد محاربين لغرائزهم في سبيل معرفة تلك الحكمة العميقة في هذا الكون العميق.
45/ الناس يفرحون وكأن لديهم الدراية بكيفية الفرح أو بأدوات الفرح أو بأساليب الفرح أو بعواقب تلك الأفراح، لذلك فرحهم يقتصر على سهرة ليلية جامحة أو موسيقى راقصة أو نكتة سخيفة فقط، من لديه القدرة على الإستعاب وإستنباط الحكمة من الخَلق فالينظر للنوادي الليلة فقد تراهم أصحاب جامعات وشهادات مَرضية وعائلات مرموقة وأموال سخية يتراقصون كالمجانين يبحثون عن سعادة مخفية وعند إنتهاء السهرة يذهبون مثقلين بالهيبة والتعاسة وينامون سكارى بدموع سخية، وآنظر لشحاذ فقير لا عائلة تأويه ولا شهادة تُزكيه يخاف الله متخفي برداء الرضا والقناعة، فإبتسامته لا تفارقه وينام نومة العروس في ليلة هنية مرتاح البال وقلبه بصفاء الثلج وينبوع النهر.
46/ السعادة ليست تلك الأموال والنساء والأصحاب والضحكات وممارسة الشهوات بشتى أنواعها بدون ضمير أو مبالاة أو خوف إنما السعادة هي فعل الصواب مهما كلفك الثمن وسلوكك طريق الحق بالرغم إنسداد الأمل، وهذا يتطلب الكثير من السيوف الضاربة في عنقك وفي ظهرك وفي قلبك، فمن أراد سلوك الحياة بصوابها فعليه أن يذوق طعنات السيوف من المقربين والمغتربين والغريبين والعابرين والمجهولين وعليك أن تبحث عنها في تلك الفجواة الضيقة والتفاصيل الدقيقة، فعندهم تكمن الألغاز الصعبة والكنوز المغبرة.
47/ إني خائف من الوحدة التي إعتدتها وأخاف أن أعتادها سنين طويلة، ومن هذا العقل المتربص الكئيب الذي لا يشبه العقول ومن هذا الوجه الغامض الحاد الغير مألوف لأحد. فقد تأذيت كثيرا من البشر لم يعد لدي ثقة بأحد ولم يعد لدي الرغبة بالتعرف على أحد فقذ مات قلبي في هذه الليلة من يوم الأحد.
48/ آحذر العفاريت الشفافة، إذا كنت مهتما بنفسك سوف يتهمونك بالنرجسية ولو لم يظلموك سوف يرمونك بالظلم وإذا لم يأخذوا اشياءك سوف يتهمونك بالبخل، وإذا لم تتقبل وقاحتهم سوف يتهمونك بسوء الأخلاق، آحذر فخاخ نقاط إنقلاب المعنى.
49/ التفاوض فى حق الجوهر خطيئة لاتغتفر ليس لأن هناك من يرفض غفرانها بل لأن التفاوض هو نفسه عدم الغفران.
50/ "سوف يقولون عنك إنسان عاقل وصالح فقط عندما لا تنتقد ما يعتقدون، عندما تكون نسخة منهم، الناس لا تتصالح مع من يريد أن يكون نفسه، ويملك حريته لأن أولئك من يهددون سكينة الحقيقة. لطالما كان الإنتماء هو مكافأة لمن يتنازل عن حقه في التفكير.

___بقلم الماستر الأكبر سعيد اتريس___

__25يناير 2022__



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن