الهوية الوطنية ومكملاتها الانسانية

عبد الخالق الفلاح
alfalah1954@gmail.com

2022 / 1 / 25

معرفة أنواع الهويات والفهم الواعيلها وإنسانية الإنسان  التي لا تتحقق إلا فيبيئة إنسانية حقيقية وهي من المفاهيم المهمة التي يجب أن يسعى لها الإنسان الواعي لادراكها،ومثل هذه البيئة لا تكون إلا عندما تكون منظمة بشكل اجتماعي متكامل ، فتكون بذلكمجتمعاً ودولة ووطن وتعكس الهوية الوطنية روح الانتماء لدى أبناء الوطن الواحد وهيالتي عليها يرتفع شأن الأمة وتزدهر، ومن دون الهوية الوطنية تفقد الأمة معنى الاستقرار،ما لم يمتلك جميع أبناء الوطن الواحد الحقوق نفسها، وهذه الحقوق ما هي إلا تجسيدلمعاني الهوية الوطنية، وهي ما قد تميز المواطن عن غيره من الأفراد، ومن هذهالحقوق حق التعليم وحق العلاج، وحق التعبير عن الرأي بحرية، وحق ملكية الأراضيوالممتلكات، وحق العمل، وحق البناء، وحق العيش بعزة وكرامة على أرض المواطن.الهويةهي أحد أشكال القومية الوطنية التي يختار الفرد طواعية أن يعيشها.، وهي لا تنفصل عن مصلحة الإنسان الإنسانية وهويته الإنسانية التي اضحتاليوم ضرورة حياتية، هناك من يعرف الهوية و يُطلق العنان لنفسه ولعقله، وهناك منيلجأ إلى دين من الأديان كي يحقق له التوازن النفسي، وهناك من يُغلّب جانب العلمللوصول إلى إجابات عن هذه الأسئلة، وهكذا لكل إنسان طريقته في البحث عن إجاباتلأسئلة تُشكّل هويته، وبقدر حصول الإنسان على إجابات مُقنعة وكافية يكون استقرارهويته، وبقدر بعده عن الإجابة المريحة والمنطقية تحدث له حالة من التشتت، التيتُسبب له الاضطرابات النفسية وتُوصله إلى ما يُعرف بأزمة الهوية
و قد يكون السبيل الواضح للتفاعل الاجتماعيالسليم والتعايش السلمي وأيضاً للإصلاح الإنساني ولاشك أن الهوية " اسم نسبةإلى هو، ومن معانيها في اللغة العربية البئر بعيدة القُعر، وهوية الإنسان هيحقيقته وأوصافه التي تميّزه عن غيره من الأفراد" وتعد من بين أهم الأعمدةالاجتماعية التي يتميز بها الإنسان على مر التاريخ، وحينما نتحدث عن مصطلح الهويةنعطي الانطباع منذ الوهلة الأولى، أو يتبادر إلى ذهن الجميع أننا بصدد معالجةظاهرة اجتماعية قد ترتبط بأشكال التمييز بين عرق شمالي أو جنوبي أو من ناحية أخرىتقاطب مصطلحي البيض والسود.بحكم الحركات الاجتماعية والثقافية وما تفرزه خنادق الصراعالطبقي التي تحرم وتحلل بين هوية وأخرى، وتطالب بتأصيل هوية معينة، أو إسقاط غيرهامن جانب آخر، والهوية اليوم اصبحت من القضايا الاساسية في تكوين وحياة الإنسان،ويمكننا القول أن جُلَّ نشاط الإنسان يدور بين الهوية والمصلحة، وهما فعلياً لاينفصلان، فالمصلحة عملياً ترتبط بضرورات الإنسان ككائن حيّ، لكن وفق شرطهالإنساني، والهوية هي الصورة التي يتخذها الإنسان ببعده الإنساني وصفته الإنسانية،اللذين يميزانه عن كل الكائنات الأخرى. ان الهوية الوطنية العليا مقترنة بشكلمباشر بهوية الإنسان العليا كإنسان في المقام الأول ولكن من دون الأخلاق يحدث هبوطبليغ، حيث تنعدم قيم كثيرة، لن تجد الرحمة، ولا التسامح، وأيضاً ستبحث كثيراً عنالدفء في قلوب خالية من أعظم القيم. نحن بحاجة إلى أن نعمل دوماً، لنكون على مستوىعظيم من القيم الأخلاقية التي نريدها موجودة ، والتي قد تكون مرتفعة ت عند البعض،وتكون عالية، وقد تكون منخفضة  لدى آخرين أومتواضعة. هناك بعض العناصر والمقومات الأساسية التي نستطيع من خلالها تحديد الهويةالوطنية، هذه المقومات هي ما تميز  الفرد عن غيره من دولة لأخرى، فكل دولةتمتلك هوية و مقومات خاصة بها مثل اللغة او اللغات المشتركة وهي العامل الأساسيلتكوين أي أمة، و وسيلة التواصل المشتركة بين أبناء الوطن الواحد و الثقافةالإجتماعية المشتركة من خلالها يستطيع الفرد إظهار عواطفه لمن حوله، واللغةتنمي عند الأفراد شعور مشترك بالوحدة الوطنية فيما بينهم، و تعبر عن وجود انتماءواحد لأمة واحد يجمعهم وكذلك تاريح مشترك فيما بين اطيافه ومكوناته ، وتعتز كل أمةبماضيها، فالأمة لا  يتم توحيدها إلا من خلال تاريخها، فالتاريخ هو الذي يأخذبيد الدولة نحو مستقبلها.العلاقة بين الفرد والدولة في الدولةالوطنية الحديثة تقوم بصفة فردية خالصة، وعلى أساس الهوية الإنسانية ومبدأالمواطنة،  الدولة تتعامل مع الفرد المنتمي إليها كإنسان وكمواطن، وإنسانية الفردهي الأساس المطلق الذي يحدد موقف الدولة منه، وطريقة تعاملها معه والحقوق التي يجبأن تضمنها له، وكل ما يرتبط بهذا البعد الإنساني الجوهري للفرد وينبثق عنه، هو أمرغير مشروط قطعا ولا محدود أو محدد بالدولة التي ينتمي إليها هذا الفرد، ولا يحققطعا للدولة تحديد حقوق فردها الإنسانية. وفيما يلي هذا المقام يمكن للهويات والصفات الأدنى درجة أو الثانوية أن تتواجد أو ألاتتواجد، ويمكنها أن تتموضع وفقا لأهميتها بالنسبة لصاحبها بشرط ألا يكون بينهاوبين هويته الإنسانية والوطنية أي تناقض، وهي تأخذ معنى وبعدا شخصيين محضين، ولاعلاقة لهما ببنية الدولة، ولا بالعلاقة بين الدولة والفرد، إلا على مستوى واجبضمان الدولة للفرد حقه الفردي بالحفاظ على هذه الهويات والصفات، وما يترتب عليهامن مفاعيل سلمية وغير متعارضة مع مصلحة المجتمع والدولة والفرد نفسه، وليس بصفتهاالخاصة كهويات أو كصفات خاصة ولكن بصفتها حقوق إنسانية محضة.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن