الأفعال في القصة القصيرةجدا

محمد الميالي
m.almayalyy@gmail.com

2021 / 11 / 24

الأفعال في القصة القصيرة جدا
نظرا لأهمية موضوع الفعل في القصة وعدم التطرق له بشكل يفي حقه وأثره في سرد الحدث، رأيت من المناسب طرحه وبيان دوره في القصة القصيرة جدا تحديدا، رغم أنه شامل للسرد بشكل عام.
لدينا الفعل الماضي والفعل المضارع.
ورد خلاف بين رأيين؛ فهناك من يدخل الفعل المضارع على السرد بشكل عام ويعده حالة طبيعية، علما بأن الفعل الماضي هو الأساس في وصف الحدث السردي على اعتبار أن القاص يسرد حدثا مضى زمنه أي بعد وقوع الفعل.
فكيف لنا سرد حدث ما زال واقعا وحدثه مستمر لم ينته، أو نقل فعل لم يحدث بعد؟
من الممكن ذكر حدث آني بفعل مضارع لضرورة معينة وهو كما يقال: (فعل اللحظة)، والضرورة هنا ليست الفعل بذاته بل حالة الفعل، أي يمكننا قول: 
عاقبة
حمل خشبته على ظهره، باحثا عمّن يصلبه عليها، أخرجوا لسانه من قفاه، صفقوا للكهنة، مازال الصوت يهدر: الحق كلمة.
وهنا جاء الفعل يهدر مضارعا لاستمرارية الفعل حسب الضرورة التي وقعت.
وكذلك يأتي الفعل المضارع لضرورة في المشهدية، حين يصف الراوي حدثا مشهديا، ولكنه يعود مجددا للفعل الماضي في الخاتمة، كما في نص القاص أستاذ حيدر الكعبي:
 انقهال
في باب معبدهم قتلنا آخر الكهنة، رفعنا الكمام عن فم المعنى...
من نزغ الدّم لطّخوا خرقة بيضاء، خرجوا يلوّحون بها صارخين، متهميننا باغتصاب آلهتهم المومس!.
جاءت جملة (خرجوا يلوحون بها صارخين) جملة وصف مشهدي بفعل مضارع، إلا أن كل الأفعال جاءت ماضية في النص.
وأنا أقول حسب وجهة نظري الشخصية: إن الفعل المضارع يدخل في السرد في حالات الضرورة المشار إليها فقط، لا أن يكون فعلا أساسيا في السرد كما الفعل الماضي.
ولا أوافق من يقول إن السرد نوعان.
ـ سرد بالفعل الماضي.
ـ وسرد بالفعل مضارع.
الفعل المضارع واقع لحدث اللحظة؛ كون اللحظة خاضعة للزمن، ولو تجاوزناه لأصبح الفعل متعديا لزمنه ولو في لحظة توثيق الحدث. 
وترادف الجمل الفعلية في القصيرة جدا يخل في السياق، ويربك الايقاع.
محمد الميالي - العراق



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن