-التسول - منفذ يدّر بالأموال

حيدر ماضي
Hadiermade56@gmail.com

2021 / 11 / 24

مع إشراقة صباح ٌ جديد، ينتشر المئات من المتسولين في الشوراع العامة والمناطق الدينية والأسواق وأمام المساجد وفي وسائط النقل العام ومناطق أخرى، يمدون يدهم سألينَ الناسَ بعضً من المال سواءٌ سؤالٌ بداعي الحاجةِ فعلاً أو مهنة اراق فيها السائل ماء وجهه سعياً لكسب المال دون عناء.

وإن تنوّعت أساليب التسوّل بحسب المكان والزمان ولكن الغاية واحدة.. وهو كسب تعاطف الناس وايهامهم من خلال وثائق طيبة مزيفة أو استغلال الإعاقة أو تصنعها أو ادعاء الجوع فضلاً عن استغلال الأطفال واستخدام الأدعية والالفاظ التي تدفع الناس لتصديقهم ومساعدتهم.



تؤثر هذه الظاهرة على الحياة العامة بشكل كبير وذلك من خلال انخاف إنتاجية المواطن المتسول بسبب عدم قدرته على العمل في قطاع آخر، أو اذا صح التعبير تجرده من المسؤولية مقارنة باقرانه الآخرين في الحياة وهذا ما يعكس المشهد السلبي للواقع العراقي أمام المجتمع الدولي.


لا يقتصر هذا التأثير على الجانب الإنتاجي فحسب بل هناك إرتفاع واضح لمعدلات السرقة والجرائم التي تنفذ من قبل جماعات منظمة اتخذت من هذا العمل غطاءً لافعالها الإجرامية.

وبالتأكيد أن لكل ظاهرة أسبابها ففي عام 2014 إلى 2018 اجتاح تنظيم داعش الإرهابي العديد من المحافظات العراقية مما أدى إلى نزوح كبيرة للعوائل من مناطق سكنهم باتجاه الشمال والمناطق الجنوبية ومنها بغداد.


ومن المعروف أن هذه المناطق تعاني في الأصل من الفقر والحاجة ولا يمكن أن توفر فرص عمل لهذه الأعداد الهائلة، ووفقاً لإحصائيات وزارة التخطيط العراقية أن نسبة الفقر وصلت إلى 20٪ وهي4 نسبة متوافقة مع أرقام ورقة السياسات التي أصدرها البنك الدولي، مما يعني أن 90 مليون عراقي يعيشون تحت خط الفقر يضاف إليهم 1 مليون عراقي نزحوا من مناطق مختلفة

ولهذا فإن بعض العوائل اتخذت من التسول طريقاً لكسب لقمة الحياة، في حين أن البعض اتخذها وسيلة لتأسيس عصابات منظمة تستغل الأطفال والنساء من أجل التسول القسري.

ووفقاً لإحصائيات إذ تقول منظمة الأمم المتحدة للطفولة أن 7،3٪ من الأطفال العراقيين الذين تقل أعمارهم عن 18 عام منخرطون في أشكال عمالة الأطفال وأن 16٪ من هؤلاء الأطفال يعيشون ظروف قاسية ولهذا فإن العديد من الإجمالي للمتسولين الأطفال بلغ 200 الف طفل يضاف اليهم كبار السن والمسنات.

ويعد هذا شكلا من أشكال الاتجار بالبشر الذي يجرمه العراق وبلدان عديدة.. ولذلك فإن على الحكومة العراقية أن تسن قوانين صارمة لحماية الطفل ومعاقبة الجماعات التي تقف وراء إنتشار المتسولين وتحقق الحياة الكريمة للعوائل التي نزحت من مناطقها قدر المستطاع.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن