قانون الضمان الصحي العراقي

لؤي الشقاقي
SUSUMY85@YAHOO.COM

2021 / 10 / 27

تعتزم الحكومة العراقية تطبيق قانون يبدو ظاهره فيه الرحمه وباطنه من قبل الموظفين العذاب .
من يطلع على القانون ولو احسن الظن فلن يجد فيه غير استقطاع مبالغ وحسب ، فليس فيه شمول للمستشفيات الأهلية ولا ذكر للاختصاصات الطبية عدا طب الأسنان والمختبرات ، وفيه وصف فضفاض للكثير من الفقرات مثلاً دفع نسبة كذا من قيمة الخدمة الصحية عند المراجعة ونسبة كذا لكلف الدواء والعلاج دون ذكر او تفصيل واضح للحالات ، وليس هنالك شمول لكل الصيدليات .
صحيح ان وزارة الصحة هي المعنية باصدار تعليمات تنفيذ القانون وتسهيل تطبيقة كما معمول بهِ ولكن يجب تفصيل القانون وليس منحه كل هذا الفضاء الواسع ، لان هذا الفضاء قد يفتح باب فساد وقد يصبح القانون اعرج ولا يسير على الجميع واعور لا ينظر للكل بنفس النظرة .
سيتلاعب اصحاب النفوس الضعيفة من الصيادلة واطباء الأسنان واصحاب المخابر بالاسعار من اجل تحقيق اقصى ربح على حساب الناس لاننا نعرف ان الادوية والتحاليل والعلاج غير مسعر ولا محدد من قبل الوزارة ولايوجد رقابة على اي مرفق صحي ولا سيطرة لاي جهة على قطاع الصحة في العراق.
والكل يعرف ان نسبة 90٪ من المواطنين تقريباً لايذهبون للعلاج والتشافي واجراء العمليات او عمل تحليل او اي اجراء صحي في المستشفيات الحكومية اواي من مرافق الدولة الصحية لانهم ببساطة لا يثقون في الدولة ولا في خدماتها الصحية .
اضرب مثل شخصي .. قبل كم سنة كنا في العراق وتعرضت زوجتي لعارض صحي وذهبت بها الى دكتورة مرموقة وقالت بالنص "عمليتها صعبة وضمان نجاحها لا يتعدى 60٪ وتكلفتها مليونين دينار" وبعد مدة من العذاب قررنا ان نسافر الى احدى الدول العربية وهناك ذهبنا الى افضل دكتورة في الشرق الاوسط ومن المعروفات عالمياً في مجالها وقالت "انها عملية بسيطة ومضمونة 200٪ وتكلف 400-$-"
لاحظ عزيزي الفرق بين الرقمين 1600-$- مع ضمان اقل من 60٪ وبين 400-$- وضمان شبه مطلق .
خلال وعكت زوجتي تلك كانت حالتها تسوء ليلاً وبشكل يكاد يكون يومي اذهب بها الى المستشفى ، وصرت نزيل كل مستشفيات بغداد تقريباً ، وهناك شاهدت العجب وتشاجرت اكثر من مرة بسبب سوء خدمة وسوء تعامل واهانة المواطنين وتجبر وتسلط الممرضات وموظفي الاستعلامات والسونار ، ليس الكل طبعاً فلازالت في قلب البعض رحمة وانسانية .. اقول البعض .
في احدى تلك الليالي وقعت زوجتي وجُرحت وهرعت بها الى طوارئ مدينة الطب والجرح ينزف ولم تقبل الدكتورة عمل اي اجراء دون وجود صورة سونار ، وذهبت بها بسرعة الى غرفة السونار ، كان الموظف .. المدير .. الوزير نائم وانزعج وامتعض وتململ لانني ايقضته، مع ان هذا واجبه الوظيفي ويتلقى عليه راتب وهو خفر السونار الوحيد .. لكنه عاقبني على ايقاضه بان تعامل معي بخشونة وسوء ادب اضطرني لان اهينه واتجاوز الادب وتشاجرنا وبرغم اني هددته باني سوف اشتكي عند مدير عام مدينة الطب لكنه لم يهتم ولم يرعوي بل قال "روح شسوي سوي لو توصل حتى للوزير ميهمني" .
هذا نموذج عن دوائر الصحة في العراق ولن اذكر قلة وجود الدواء والبيروقراطية في الاجراءات .. فهل يصح تطبيق قانون الضمان مع وجود ناس ودوائر بهذا المستوى ؟؟!!!!!!!!



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن