اليسار العراقي ومتطلبات المرحلة

وصفي أحمد
wasfi_alhufi@yahoo.com

2021 / 9 / 14

بما أن مصطلح اليسار مصطلح يمثل طيف واسع من قوى سياسية واجتماعية مختلفة في الرؤى والتصورات لكنها كلها تسعى إلى تحقيق التقدم للمجتمع وتحقيق العدالة الاجتماعية وإن تمثلت في حدها الأدنى والمتمثل في تقليل الفوارق الطبقية واعطاء المرأة حقوقها وإن اختلفت التصورات حول هذه الحقوق .
وبدل من أن تسعى قوى اليسار لتوحيد صفوفها لبناء دولة مدنية حديثة دخلت في صراعات مريرة تحت تأثير الاستقطاب الذي حصل بعد الحرب العالمية بين القوتين العظمتين ـ الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية ـ وكان لابد لهذا الصراع أن يضعف قدرات كل أجنحة اليسار إلى الحد الذي أدى إلى خروج قوى بينها من الساحة السياسية .
وكان من الطبيعي أن تؤدي الحروب العبثية والممارسات القمعية للنظام السابق وما تبعها من حصار اقتصادي أن يحدث شرخ واسع في بنية المجتمع العراقي استغلته قوى الاسلام السياسي والقوى القومية الكردية لتطرح نفسها صاحبة الحل السحري لمشاكل الوطن والمواطن , خصوصاً بعد الغزو الأمريكي للبلاد بعد 2003 , ولا عجب أن تنطلي خطاباتهم على بنات وأبناء الشعب العراقي الذي فقد الثقة باليسار والقوى القومية العربية .
غير أن الفشل الذريع لهذه القوى سواء على صعيد دولة المواطنة وما رافقها من انعدام للخدمات الأساسية وتفشي البطالة وفقدان التخطيط العلمي ومن ثم استشراء الفساد كل ذلك وغيره قد جعل طيف واسع من الجماهير العراقية أن تخرج إلى الساحات والشوارع لتعبر عن وجهة نظرها في التخلص من نظام المحاصصة الذي رأت فيه السبب الرئيسي في ما حصل ويحصل من مآسي عانت الجماهير منها .
هنا يأتي دور اليسار , بمختلف توجهاته , في أن يأخذ دوره الطبيعي في دفع الجماهير المنتفضة وقواها الحية إلى تنسيق مواقفها وتبني برنامج الحد الأدنى , بعد أن يتخلوا عن الشعارات الرنانة التي لم تعد تناسب المرحلة .



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن