مقاطعة -انتخابات- مجلس الأعيان الرجعي

كوسلا ابشن
akcel.ibashan47@gmail.com

2021 / 9 / 6

"الإنتخابات" الصورية في البلدان الخاضعة للكولونيالية يراد منها شرعنة السلطة الكولونيالية, بأشكال الحشد الشعبي الغوغائي لإيهام العالم بالشرعية الشعبية للنظام الدكتاتوري الكولونيالي من خلال المشاركة لإختيار مجلس الأعيان الصورية, في خلاف العملية الشعبية الخاضعة لنظم و قواعد دستورية في إختيار الهيئات التمثيلية للدولة في البلدان الديمقراطية المستقلة.
هذا المجلس بطبيعته الصورية والتبعيته المباشرة للحكم الفردي (التشريعي والتنفيذي والقضائي), فمنطقيا أنه لا يتمتع بالسلطة التشريعية, المهمة القانونية التي تتمتع بها البرلمانات في الدول الديمقراطية المستقلة. على هذا الأساس ف"البرلمان" الفاقد لمهامه الدستورية كسلطة تشريعية حقيقية, يبقى مجرد دكور في السياسة وعنصر فعال في البروباغندا الحقوقية لتلميع صورة النظام الكولونيالي في الساحة الدولية و الضحك والإستهزاء بعقول الشعب بأكذوبة التمثيلية الشعبية في جهاز ميت وفاسد يسمى البرلمان, تنهب أعضاءه المنتخبين أموال الشعب من دون حق (البطالة التي تدر ذهبا), مجموعة من النصابين أغلبيتهم لا تحضر الجلسات الفلكلورية, و الحاضرون الجلسات يتوزعون بين النائمون ( أبي زيد المقرئ الإدريسي ) نموذجا وبين المجادلون في أمورهم الخاصة, وعلى هذه الخدمات الجليلة ينهبون أموال الشعب.
الغريب أن الوعود و الخطابات و برامج الحملات "الإنتخابية" لا تتغير لا في حجمها المكثف ولا في تفاهتها وهي متكررة في كل حملة "إنتخابية", و تنتهي "الإنتخابات" بفوز هذا أو ذاك, إلا أن الوعود والبرامج تتبخر في السماء ولا يتحقق شئ على أرض الواقع, وهكذا تتكرر التمثيلية مع كل موسم إستثماري "إنتخابي", والناخبون السذج يتهافتون على مراكز الاقتراع لإنتخاب هذا النصاب أو ذاك, من يساهم في تفقيرهم و قمعهم وإستعبادهم و إذلالهم.
متى يتعلم الأغبياء من تجاربهم السابقة, وإدراك أن مجلس الأعيان "البرلمان" شكلي و لا يتمتع بصلاحية تنفيذ البرامج الجنوية و لا تنفيذ الوعود الكاذبة للمنتخبين الذين لا يتوفرون على ميكانزمات التسيير و التنفيذ, وهؤلاء البرلمانيون الكذبة بيادق تصنع بهم السياسة الكولونيالية.
الى متى سيعي الشعب ما يحاك ضده, و يعي أن النواب الذين صوت عليهم في "الانتخابات" السابقة, هم من أختيروا لتشكيل ما يعرف ب "الحكومة" و رغم ذلك لم يوفوا بوعودهم و لم يطبقوا برامجهم الإنتخابية التي تبخرت في السماء, و لم يوفوا بوعود بناء المستشفيات و توفير السكن وبناء المدارس و غيرها من الوعود. على الشعب أن يدرك أن النواب لا يملكون سلطة تشريعية و لا رقابية ولا إستشارية, و أن "الحكومة" بإرادتها أو من دونها, فهي لا تملك سلطة تنفيذية لتوفي بوعوها الإنتخابية, فهاتين المؤسستين صوريتين, مجرد دكور, لا تمتلكان صلاحية تحقيق برامجها الإنتخابية, وأعضاء هاتين المؤسستين مجرد موظفين عند الفرد الحاكم الحقيقي الدكتاتور محمد السادس. المنتخبين يتلقون أجرتهم عن وظيفة عملهم التي تكمن في ترويج سياسة الدكتاتور و تنويم الشعب بالأكاذيب و نهب أمواله و خيراته الطبيعية لصالح الحاكم الفعلي و جامع كل السلط, (التشريعية والقضائية والتنفيذية), في سلطة واحدة هي السلطة الكولونيالية الدكتاتورية العلوية.
المشاركة في "الإنتخابات" الصورية, هو تعبير عن قبول الشعب للسلطة الكولونيالية التي تتلاعب بإرادته, و تعبير عن الرضى بتحكم المؤسسات المالية الإمبريالية في مصيره, المشاركة تعبير عن قبول و تزكية العبودية والتمييز العنصري والإستغلال والفساد و نهب خيرات البلد.
مقاطعة "الإنتخابات" الصورية, هي تعبير واعي عن الواقع الموضوعي والواقع الذاتي, وعن رفض السياسة الكولونيالية الغارقة في التبعية للدوائر الخارجية, و المقاطعة هي رفض تزكية التمييز العنصري والعبودية والاستغلال, مقاطعة "الانتخابات" الصورية هي مقاطعة للزوايا السياسية,أعوان النظام الدكتاتوري و مروجي سياسته وإيديولوجيته الإضطهاديتين.
مقاطعة " الإنتخابات" الصورية هي رسالة للنظام الكولونيالي بأنه غير مرغوب فيه ولا في مؤسساته الصورية وأن الشعب لا يزكي موظفي القصر للمساهمة في سحقه, و أن رفض المشاركة في المسرحية الهزلية رسالة تنديدية بالسياسة الكولونيالية اللاوطنية واللاشعبية للدكتاتور, رئيس المافيا المخزنية, وإمامها المقدس.
"الإنتخابات" الصورية هي واجهة تكتيكية لجر الشعب الى المواجهات الشكلية, بعيد عن التفكير في النضال الثوري التحرري الهادف الى الإطاحة بالنظام الكولونيالي, عوض تكريس الخطط السياسية والإديولوجية للنظام الدكتاتوري الرامي الى إيجاد شرعية شعبية عبر المشاركة المكثفة في المهزلة "الإنتخابية", المراد منها معرفة حجم شعبية الدكتاتور, أما نتيجة "الإنتخابات" لا تقدم ولا تؤخر, مادام التشريع والتنفيذ في يد الحكم الفردي لمحمد السادس. وعلى هذا فالمقاطعة مهمة للدكتاتوري لمعرفة حجم شعبيته الحقيقية , وإدراك أن الشعب في واد و نظامه في واد آخر, وأن الشعب رافض لإستمرارية نظامه الكولونيالي اللاوطني واللاشعبي.
مقاطعة المسرحية "الإنتخابية" شكل نضالي للشعب الأمازيغي في فضح سياسة النظام الكولونيالي القائمة على محاولته إفراغ القضية الأمازيغية من محتواها التحرري, و إحتواء النضال الامازيغي و تمييعه بالمشاركة في لعبه القذرة و تحييده عن درب النضال الملتزم و التحرري المتناقض جذريا مع السياسة الكولونيالية الاستبدادية المسؤولة المباشرة و الوحيدة عن الإضطهاد القومي والاجتماعي وتهجير الشعب الأمازيغي عن أرضه و وطنه.
الدعاية لمقاطعة مسرحية "الإنتخابية" واجب المقهورين الأمازيغ لإفشال الخطط الكولونيالية الرامية الى إستمرارية سياسة النهب و التفقير والإستغلال والإستبداد, لكن بتكتيك "شرعي" يسمى الانتخابات التشريعية المنبثقة منها المؤسسة "الحكومية" الصورية, يراد منه تحييد الدكتاتور رئيس الكولونيالية من الصراع اليومي بين المقهورين والقاهرين, لبقى الحاكم الفعلي والتنفيذي الدكتاتوري العلوي فوق كل الشبهات.
على الجماهير الشعبية الأمازيغية أن تحول حملة مقاطعة المهزلة "الانتخابية", الى شكل نضالي ثوري تحرري هادف الى تعرية النظام الفاسد اللاشعبي , عديم المصداقية وعزله أكثر عن الشعب الكادح المقهور. بحملة الواعية لمقاطعة حملة الفساد "التشريعي" تكون الجماهير الشعبية ترسم سياستها المضادة للسياسة الكولونيالية وآداته الإيديولوجية التضليلية.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن