أخيرا يتحقق حلم الون ماسك وحلم الجيل فى سياحة الفضاء

مجدى عبد الحميد السيد
magd228@yahoo.com

2021 / 7 / 21

كان حلم الإنسان منذ القدم أن يستكشف الفضاء الأزرق نهارا والأسود ليلا إلى أن استطاع الإنسان الوصول إلى القمر منذ أكثر من خمسين عاما وأصبحت الأقمار الصناعية تجوب الفضاء لأغراض عسكرية ومدنية ، ولكن حلم السفر إلى الفضاء بدأ يراود الناس بالفعل مع طموحات إلون ماسك مؤسس شركة سبيس إكس الذى أعاد للحياة فكرة الرحلات الفضائية التى تكون عادة على مراحل تبدأ برحلات مدارية قصيرة حول الأرض ثم تنتقل لرحلات أطول ثم تصل إلى مرحلة الوصول إلى القمر والإقامة فى فنادق كبسولات مخصصة للسياح ثم مرحلة عظمى بالوصول إلى المريخ . لقد اقتنع بعض المليارديرات بنفس الأفكار حديثا بعد أن ذهبت من الأذهان الرحلات الفاشلة التى مات فيها بعض السائحين الروس وتم تعليق رحلات سياحة الفضاء الروسية بل إن هؤلاء المليارديرات قرروا الاستثمار فى هذا المجال وهو سياحة الفضاء ، ومع هذا الاستثمار لا بد لهم أن يجربوا الصعود للفضاء لكى يطمئنوا من يريد الحجز والسفر ، وبالفعل نجحت رحلات المليارديران ريتشارد برانسون ( صاروخ فيرجين جالاكتيك ) وجيف بيزوس (صاروخ بلو اوريجين) والتى استمرت لفترات قصيرة جدا ولكنها نجحت فى الصعود والعودة بسلام . إن تكلفة الرحلات التى تمتد لعدة أيام قد تصل إلى عشرات الملايين من الدولارات لقلة عدد الركاب ولكنها قد تصل إلى ربع مليون دولار فقط مع زيادة عدد الركاب وللرحلات القصيرة جدا ، وبالتالى فتلك الرحلات لن يقوم بها إلا المليونيرات خلال العقد الحالى حتى يصل السفر إلى مرحلة الربع مليون دولار فى المستقبل القريب .
إن توقعات إلون ماسك منذ عام 2002 مع تأسيسه شركة سبيس إكس بأن يصل عدد المسافرين إلى الفضاء إلى ثمانين ألفا بحلول عام 2040 أصبحت الآن قابلة للتحقيق بالفعل خاصة أن إلون ماسك توجه باستثماراته حديثا إلى الصين فى مجالين شهيرين هما السيارات الكهربية وصواريخ الفضاء ، وإلون ماسك تأثر مثل الكثيرين من جيله والجيل السابق بمسلسلات مثل ستار ترك الأمريكية التى استمرت لعدة أجيال خلال الستينيات والثمانينيات من القرن العشرين والتى يستكشف فيها الإنسان الفضاء بطريقة المغامرات .
إن الرحلات الأمريكية التى قامت وستقوم خلال الفترة القادمة مدعومة من وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) التى فتحت الباب للتعاون مع الشركات الخاصة مثل بلو أوريجين التابعة للملياردير بيزوس وغيرها ، حيث تعتقد ناسا أن العصر الفضائى القادم لن يكون محصورا عليها فقط وعلى الوكالات الحكومية للدول الأخرى لذلك فهى تفضل التعاون مع الشركات الأمريكية الخاصة ، وبالطبع لن يتحقق السفر للعامة فى المستقبل القريب بل سيكون للخاصة بعد عام 2040 لإنه الآن لخاصة الخاصة من المليارديرات وسيستمر كذلك خلال العقد الحالى .
وبرغم نجاح تلك الرحلات المكلفة منذ عدة أيام إلا أن البعض يرى عدم جدواها فى الوقت الحالى الذى تحتاج فيه الولايات المتحدة -والكثير من دول العالم- إلى دعم الصحة والتعليم والبنية التحتية الأمريكية للتفوق على التقدم الصينى خاصة بعد نجاح الصين فى تسيير مركبة فضائية للمريخ ونجاح وصول مسبار صينى يتحرك على سطح المريخ بعد فشل روسيا فى تحريك مركبات على سطح المريخ .
إن المرحلة السابقة من تصورات الإنسان فى المسلسلات التليفزيونية والأفلام والروايات عن غزو الفضاء وحروب الفضاء ومقابلة كائنات فضائية أخرى تحولت الآن إلى أرض الواقع من خلال سياحة الفضاء ، وسياحة الفضاء فى مراحلها الأولى ، وكل المراحل الأولى كانت غير مقبولة منذ أن رفض الأمريكان محاولات الأخوان رايت فى الطيران إلى رفض فكرة جهاز الكمبيوتر بعد الحرب العالمية الثانية وحاليا رفض فكرة الرحلات الفضائية خوفا من انفجار السفن الفضائية أو فقدان التحكم بها .
إن رجال الأعمال الكبار عادة ما يسبقون الزمن فى توقعاتهم ولا يستثمرون أموالهم فى شئ لن يحقق لهم مكاسب حتى لو كانت المكاسب على المدى البعيد ، فهنيئا للزعيم إلون ماسك ولكل من ريتشارد برانسون وجيف بيزوس وكذلك للعالم المختفى وراء ستار الأعمال التجارية وطموحات الفضاء والمعجزات العلمية والمحفز لكل شباب العلماء حول العالم العبقرى ميشيو كاكو الذى توقع ذلك منذ فترة طويلة .



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن