الاعلام الحُر ليس حُراً

محمد رياض اسماعيل
reyadh_sabir@yahoo.com

2021 / 7 / 17

اليوم 9 تموز 2021 ، المطر يتساقط باستمرار منذ أسبوعين من وصولي إسطنبول، اعددت (الريوق) والشاي، لا اخشى من انقطاع التيار الكهربائي او الماء، بعد تناولي الاجبان التركية الطرية مع البيض وطبق الخيار والطماطم على عادة الاتراك، اجلس على كرسي وفير الوسائد، وانظر الى محطة المترو المجاورة لبحيرة المرمرة، اتأمل الناس وهي تسعى للوصول الى المترو، واخرين يغادرونها، اتذوق الشاي مع سيجارتي بامتنان، ويشق صوت الرعد بين الفينة والأخرى صمت المكان، وارى النوارس استكانت على زوايا اسطح المنازل لتقي نفسها من المطر، ويمضي الوقت الذي اغوص فيه دون إرادة ويحتويني، اتأمل الوجود وروعته. ثم استمتع بصوت المطر المتساقط كموسيقى جميلة، توحي بحياة جديدة خضراء، تُكسي عتمة الليل في شعوري، وتبعث فرحاً مؤقتاً في وجودي، رغم أنى امضي بلا هدف نحو المستقبل. أدرك ان كل ما افعله هو دون طموحي، او اقل مما أتوسم. وأدرك بان العالم سيستمر والحياة تمضي، طالما هنالك شيء اسمه الزمن! وسياتي بعدنا أناس تتأمل أيضا هذا الذي يسمونه الزمن، وسيتساقط المطر من السماء، ويتوارث الاخرين هذا الشعور بعد رحيلي، وهي تسعى لمعرفة الزمن.
نحن لا نختلف عن الحيوانات، سوى اننا نتكلم. وكلنا مخدوعين بهذا الكلام! وسائل الاعلام هي خير من تجيد فن الكلام، تأتي بكم هائل من الاخبار المخيفة، سقوط نيزك، فيضانات، فايروس يهدد الحياة البشرية، هذه الوسائل أصبحت تتشارك في بث نفس الاخبار في كل بقاع العالم، أصبحت جميع وسائل الاعلام تصور ما يدور حولنا تهديدا لوجودنا! وتبث الرعب في النفوس، وتعتم تماما عن الحقائق الساخنة الجارية في (دهاليز الاسياد)، لتحول الأنظار عنها جانبا، ليت ان الانسان لم يكن حيوانا ناطقا. ليتنا ندرك ان وظيفة الاعلام أصبحت خلق الخوف، لتغطية الحقيقة. كل الاعلام عبيد الاسياد، وأدوات ستحرق الأرض تحتنا...
للموضوع بقية....



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن