قراءات في زمان الوباء 1

خليل قانصوه
khalilkansou@hotmail.fr

2021 / 7 / 16

إأن الإجراءات التي اتخذتها بعض حكومات الدول الغربية توازيا مع تطورات انتشار الوباء تتيح قراءة تتعدى فائدتها المسألة الصحية تحديدا . علما أن التعلـُّم والتدرُّب على تطبيق الدروس المستخلصة يبدآن بالقراءة الصحيحة . أتمنى أن تستحق قراءتي التالية هذا النعت .

لا أبالغ في القول أن المتتبع لمراحل الجائحة منذ مطلع 2020 و حتى الآن ، أي طيلة عام و نصف العام ، يلاحظ على الصعيد الرسمي ، ان سلوك الدول الغربية يعكس على الأرجح إرادة وطموحا إلى التفرّد بامتلاك علاج لمواجتها ، تتحكّم هذه الدول في إنتاجه و توزيعه . نذكر في هذا السياق بعض الأمور اللافتة للإنتباه :

ـ من المعروف أن المبادرة إلى تطوير لقاح انطلاقا من تقنية الأبحاث في مجال المداواة بواسطة الحامض النووي الريبي المرسال (ARNm) بدأت في وحدة مخبرية في ألمانيا ، و لكن سرعان ما نقلت إلى الولايات المتحدة الأميركية ، حيث تضافرت الدول الغربية وتركزت الأبحاث وصولا إلى إنتاج اللقاح المنشود ، الذي يتحول تدريجيا إلى العلاج الوحيد ضد الكورونا ، المعترف به و المنتج في الغرب وفي الولايات المتحدة متزعمة هذا الغرب . تحسن الإشارة إلى أن هذا العلاج صار متوفرا في الدول الغربية بالكميات اللازمة ، و إلى أن هذه الأخيرة ترفض التخلي عن براءة الإختراع ، أضف ألى أن بعضها تريد أن تجعل تناوله إلزاميا لمواطنيها مقابل شهادة رسمية تثبت أن حاملها ملقّح ٌ .

ـ يبدو أنه لم يطرأ حتى الآن ، عن أستخدام اللقاح ، النووي الريبي مرسال ، مضاعفات كان يخشى من وقوعها ، الدليل على ذلك أن المختبر المصنع فرض على الدول الغربية قبول تنصله من أية مسؤولية قانونية عن ظهور مضاعفات نتيجة إعطاء اللقاح خلال المرحلة التجريبية التي لم تنته بعد . الأمر الذي جعل المسؤولين في الدول المذكورة يهللون فرحا و اعتدادا ، بالذكاء الغربي و التقدم الغربي ، إلى حد أن بعض وسائل الإعلام ُتشيّع أخبارا عن ان العمل جار على أنتاج جرعة ثالثة ضد المتحورات الأخيرة ، وعن ان انتاج اللقاح ضد " وباء جديد " لا يستغرق بعد الآن ، أكثر من ثلاثة أشهر .

ـ الجدير بالذكر أيضا في موضوع الوباء أن الناحية الدوائية العلاجية لم تحظ باهتمام كبير مقارنة بالجهود العلمية التي بذلت لإنتاج اللقاح الوقائي ناهيك من الزخم الاعلامي المتواصل منذ ظهور الكوفيد 19 ، ضد الصين أولا ثم على الجبهة الداخلية ثانيا ، ضد " المعارضين و المنشقين " عن سردية رسمية اعتراها التناقض و التأكيدات المغلوطة . فما أثار الحيرة في هذه المسألة هي المشاحنات المتلفزة التي استهدفت الأطباء الذين أنكبوا على تطوير العناية الطبية بالمرضى عن طريق البحث عن أدوية ملائمة و التجارب لفحص فعالية ادوية موجودة ضد الفيروس . فمن المعلوم أن هؤلاء الأطباء تعرضوا لأبشع حملات الإفتراء و التزوير إلى حد الإدعاء عليهم أمام المحاكم المهنية والقضائية .

خلاصة القول أن ما يجري في بعض الدول الغربية في إطار كفاح جائحة الكورونا يوحي بوجود خلفية صدامية ، كما لو أن هذه الدول تتذرع بالجائحة لإعلان حرب "صحية " على الآخرين بحجة الدفاع عن نفسها انضيافا إلى حروبها الأخرى تحت عناوين مثل " التدخل الإنساني " و "محاربة الإرهاب " (يتبع )



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن