حملة (القالوفة) الوحشية هل من يثور لأجل الأرواح المعذبة؟

حنان بديع
hananbadih58@gmail.com

2021 / 6 / 17

مجبرة أعود لأكتب وأتحدث عن تعذيب الحيوانات وقتلها بوحشية وأبادتها بهمجية ..
أجبرتني حملة (القالوفة) التي ربما لم يسمع عنها الكثيرون في حين يجب أن يسمع بها كل العالم ..
قد تبدو جرائم القتل التي نرتكبها بحق بعضنا البعض أقل قسوة من أن نتفرج ولا نبالي بعمليات إبادة وحشية وجماعية لكائنات بريئة مثل القطط والكلاب لم تشاركنا يوما القتال والتناحر ، هذا ما فعلته وتفعله حملة (الغالوفة) في الجزائر حيث يتم خطف الحيوانات من الأحياء وسجنها في أقفاص حديدية وبعد ذلك يتم رشها بالمياة وصعقها بالكهرباء حتى تموت ويتفحم جلدها وهي تصرخ وتبكي وتئن ،وإذا ما ظلت بعض القطط حية يقوم العمال بدهسهم وخنقها أو كسر رقبتها !!
مشاهد لكلاب في أقفاص تحرق حية ، أقبح وأقسى أنواع القتل والإعدام ، ذلك الحرق الذي نخشاها في جهنم نوقعه عقوبة بلا ذنب على غيرنا من الأحياء في تصرف يوحي بكم التناقض الذي نعانيه في قيمنا الإنسانية.
إنها حملة (القالوفة) في الجزائر الذي أدعو الجميع للبحث عنها في شبكة الإنترنت والمشاركة في مناهضتها وفضحها، حملة دفعتني لأكتب كي أخفف من وطأة الشعور بالذنب الذي قد لا يشاركني به العالم لأنه لم يسمع بهذه الحملة الوحشية، وإذا سمع فلن يهتم، وإذا اهتم فليس من أولوياته أن يثور لأجل الأرواح المعذبة.
أكتب لأنني كاتبة ولا أملك سوى قلمي لأصرخ بحنجرته أو أغير الواقع بنزيف حبره ، هذه مسئوليتي ، ولكل منا مسئوليته التي تتوافق مع أدواته وإمكانياته وقدرته على التغيير، واجبنا جميعنا أن ندافع عن الحق لأن الساكت عن الحق شيطان أخرس ولأننا إذا لم نرحم من في الأرض لن يرحمنا من في السماء ..

أعي جيدا إن موضوع الحديث عن الرأفة بالحيوان ليس مرغوبا في مجتمعاتنا، حيث يرى الغالبية أن من يهتم بحقوق الحيوانات ويتحدث عنها هو شخص لا علاقة له بمعاناة البشر ويعيش في عالمه الوردي، وأن الرأفة بالحيوان مجرد رفاهية!
ترى من أي باب دخلت علينا هذه الثقافة حتى ترسخ لدى أفراد المجتمع أن الاهتمام بالحيوان رفاهية وتفاهة لا معنى لها واعتبار حياتها أقل أهمية من حياة البشر؟ نحن أصحاب الديانات السماوية التي تؤمن بالخير المطلق والعدل المطلق، حيث الرحمة لا تتجزأ .
هل علي أن أذكر بأن وجود الحيوانات مهم لتوازن الكون، ليس فقط الحيوانات وإنما الحشرات والنبات وكل مخلوق يعيش معنا، أكاد أجزم بأن من يعاني من قسوة وجفاء تجاه البشر لن يهمه الحيوان، وأن ادعاءه أنه يهتم بحياة البشر فقط غير صحيح، أنا عن نفسي لا أستطيع أن أتفهم أو أعذر أو أثق بشخص يعامل الحيوانات الأضعف منه بعنف، فهذا دليل أنه مشروع مجرم وقد يفعلها مع البشر، هذا المقياس أقيس عليه وعي الشعوب ونقاء القلوب وصحوة الضمائر.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن