ضاحي خلفان وحماس!

سعيد سويسي
Souici.saeed41@yahoo.com

2021 / 5 / 16

قد يكون من العبث وضع الاسمين في جملة واحدة خاصة عندما يكون الأول المتحدر من فرقة المعلاية لرقص الأرداف لبني الجنس الثالث مسؤولا بشكل مباشر عن تسيير قتل الموساد للمبحوح في دبي والثاني ممثلا لحركة مقاومة.

صدح خلفان اليوم يدعو للقضاء على حماس وعندما يصدح خلفان فهو كما يصدح وسيم يوسف أو لؤي الشريف أو أحد الخدم الآخرين، للتعبير عن موقف القيادة الإماراتية من وراء حجاب، فالقيادة الإماراتية تستخدم المعبرين عما يدور بخلدها ولكنها لا تملك شجاعة التعبير عنه بنفسها إذ تخشى أن تدور بها الأيام وتقع بين يدي حمساوي أرعن.

ما لا يفهمه ضاحي ولا من يمثلهم من أولاد زايد وعرابي خراب المنطقة هو أن حماس اليوم لا تعتبر حركة إرهابية كما وصموها ولا تعتبر جزءا منفصلا عن التيار العربي الساعي للتحرر، بل على العكس تماما، بعد أن كانت مجرد فصيل مقاوم، أصبحت حماس رمزا للمقاومة الشعبية الساعية للتحرر عبر الأقطار العربية جميعها، أصبحت رمزا لكل شاب وشابة مدرك لعبث الأنظمة العربية ودياثتها وخنوعها ومجاجتها واحتقارها لعقله وفكره وحياته، بل تكاد حماس تكون قد تفوقت على الإخوان المسلمين مجتمعين وهم الذين بذلت الإمارات دم قلبها للتخلص منهم.

حماس، حركة مقاومة إسلامية، تذود عن القدس القبلة الأولى للمسلمين بينما تركع وتذل اثنا وعشرين دولة عربية معظم مواطنيها مسلمين. حماس باتت فخرا لكل عربي ومسلم يشعر بقهر الرجال وذل الخنوع والعبودية وظلم من يتحدثون بلسانه ويطلقون اللحى للتمثل بالإسلام. حماس أصبحت بلا منازع الحركة والحراك الأكثر شعبية في الوطن العربي وهي التي ترزح تحت الحصار لسنوات فتصنع من المستحيل صواريخ توقف نتنياهو على رجل واحدة بينما تصطف ترسانات الدول العربية الإثنتين والعشرين كما أصنام المتاحف، لا تستخدم إلا لالتقاط صورة بجانبها أو حماية مؤخرة نتنياهو بواسطتها.

حماس جعلت المستحيل ممكنا ونهضت بالعرب والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها لتقول لهم أنها تتنفس حرية. حماس ردت فينا الكرامة وكنا قد نسينا طعمها، حماس أصبحت رمزا مثل غيفارا ووالاس ومالكولم اكس وغيرهم، حماس أصبحت فكرة والفكرة لا تموت ولا يقضى عليها ولو مات من نسبت إليهم.

حماس أيها المطبعون الأذلاء المهرولون خلف بول نتنياهو ورهطه، أصبحت بعبعا يقض مضاجعكم، وسواء شئتم أم أبيتم، أصبح معظم شباب الوطن العربي حمساويا ممجدا للمقاومة الفلسطينية، وما عملتم لأجله سنين طوال لا يختلف عما عمل الصهاينة لأجله، بالون خيلاء جاء دبوس حمساوي ففجره.

لا يمكنكم القضاء على حماس، فقد فات الأوان وقد أصبحت حركة تضم مئات ملايين العرب والمسلمين حول العالم، فإن مات فرد منهم تفرّخ آلاف يحملون فكرهم، ليس لأنهم متطرفون، بل لأن صاحب الحق يتنفس نارا لطالما تاق لها العرب والمسلمون، ولأن النموذج الحمساوي بطولي يرد إلى أذهاننا قيم الإباء والتضحية والبسالة والشجاعة، قيم الذود عن القدس ودحر المعتدي، قيم اليد العليا عندما تكون يدا في سبيل الله، قيم الرجولة حين تشتعل الحمية للحرمات وأهلها، ولا بد أن في الإمارات حمساويين سيجدون هم أيضا لأنفسهم سبيلا.

حماس ليست الممثل الشرعي والوحيد للفلسطينيين وحدهم بل الممثل الشرعي والوحيد لكل عربي مقهور ولسان حاله أن قد آن أوان الشد فاشتدي.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن