الزمن والحياة والوقت ، بين المغالطة والمفارقة

حسين عجيب
ajeebe@scs-net.org

2021 / 5 / 16

مغالطة الثقافة العربية السائدة والمشتركة ، تتمثل في اعتبار الزمن والحياة واحد ، والزمن والوقت اثنين . بينما الحقيقة على العكس تماما .
العلاقة بين الزمن والحياة ما تزال في مجال غير المفكر فيه ليس في الثقافة العربية فقط ، بل في العلم والفلسفة ، وفي الثقافة العالمية بلا استثناء .

يوجد خطأ أولي مشترك ، وسائد على مستوى العالم والثقافة ، يتمثل في اعتبار أن الحياة والزمن منفصلان بالفعل .
العلاقة بين الحياة والزمن ، من نوع خاص جدا وتمثل جدلية عكسية بطبيعتها ، حيث تربطهما علاقة صفرية : س + ع = الصفر .
المثال الأوضح على ذلك العمر الفردي ، عمرك وعمري مثلا ، كل يوم يتزايد العمر ( الحياة ) وتتناقص بقية العمر الزمن .
بعبارة ثانية ،
تعريف الانسان والأحياء عامة بدلالة الحياة فقط خطأ .
الحياة والزمن يلتقيان عبر الفرد ومن خلاله ، أيضا الماضي والمستقبل .
وهذه الفكرة ناقشتها بشكل تفصيلي ، وموسع ، في نصوص عديدة منشورة على الحوار المتمدن وخاصة " مقدمة النظرية الجديدة للزمن _ الرابعة " .
....
التمييز أو الفصل بين الزمن والوقت مغالطة ، لا أكثر .
الوقت والزمن والزمان مغالطة لغوية ، فكرية ، خاصة باللغة العربية .
....
الزمن والوقت والزمان ، متلازمة ومترادفات تشبه البيت والدار والمنزل ، أو الحسام والسيف والمهند .
هي تسميات مختلفة لشيء واحد أو فكرة واحدة .
وهذه الفكرة ، القضية ، الهامة والخطرة ، ناقشتها بشكل تفصيلي وموسع عبر نصوص سابقة منشورة على الحوار أيضا .
وسأكتفي بعرض خلاصة البحث السابق ...
1
أولا يلزم الفهم المتكامل للمشكلة اللغوية ، العربية خاصة ( التشويش بسبب اعتبار الوقت والزمن والزمان ثلاثة لا واحد ، بينما هما مثل البيت والدار والمنزل شيء واحد أو فكرة واحدة ) ، حيث أن الوقت والزمن والزمان ليست أشياء مختلفة ، بل مترادفات لكلمة واحدة أو مفهوم واحد .
تتكشف الفكرة وتتوضح ، بالمقارنة مع اللغات الأجنبية ، أيضا بدلالة اليوم ومضاعفاته أو اجزائه ( يوم الزمن أو الوقت او الزمان نفسه ، ويختلف بالكامل عن يوم الحياة أو المكان أو الواقع ) .
يتعذر فهم الواقع المباشر أو الواقع الموضوعي ، والزمن خاصة ، قبل فهم هذه المشكلة وتجازها . عندما نعتبر أن الزمن غير الوقت _ والاثنان يختلفان عن الزمان _ ندخل في مغالطة لغوية وفكرية ، تشبه ألعاب الخفة .
ويتعقد الموضوعي أكثر ، بعدم التمييز الواضح والتجريبي بين الماضي والمستقبل . وتتحول الفكرة إلى حذلقة لغوية ، مع عدم التمييز بين الواقع المباشر والواقع الموضوعي .
2
كلنا نرجسيون _ ات ، الفرق بيننا نسبي ، ويتضح أكثر بعلاقة التتام ، حيث أن الموضوعية تتضمن النرجسية والعكس غير صحيح .
صورة طبق الأصل ، كما يتضمن الشباب الطفولة والعكس غير صحيح .
....
الموقف النرجسي ، حالة قصوى من التمركز الذاتي الشديد . حيث يتم انكار الواقع الموضوعي ، واختزاله بالشعور والخبرة الذاتية فقط .
بعبارة ثانية ،
الموقف النرجسي ، كما افهمه ، يتجسد عبر انكار الواقع الموضوعي ، لا الشخصي فقط . بينما يبدأ المستوى الموضوعي للشخصية ، خلال المراهقة والشباب مع الادراك الفعلي للنقص الشخصي ، ولنسبية المعرفة العلمية أيضا لا الفلسفية والأدبية فقط .
تعريف غاستون باشلار للعلم ، يغني عن الشرح والتفسير :
العلم تاريخ الأخطاء المصححة .
3
بكلمات أخرى ،
الفصل بين الزمن والوقت إما صحيح وضروري ، أو أنه خطأ ويلزم تصحيحه في اللغة العربية بالطبع .
يمكن نقاش المسألة بطريقتين ، الأولى منطقية ، بالمقارنة مع بقية اللغات المتنوعة ، والثانية تجريبية وأكثر مصداقية ، تقوم على دراسة مكونات وعناصر الزمن والوقت ، إذا كانت نفسها تكون عملية الفصل زائفة بالطبع ، وإذا كانت مختلفة تكون عملية الفصل صحيحة ويلزم تعميمها على بقية اللغات الكبرى . ولا يوجد حل وسط ، كما أعتقد .
الطريقة الأولى ، بالمقارنة مع اللغتين الإنكليزية والفرنسية ، وكما اخبرني عدد من الأصدقاء الذين يجيدون اللغتين لا يوجد اختلاف بين الزمن والوقت .
والطريقة الثانية ، وهي الأكثر موضوعية ومصداقية ، عن طريق المقارنة بين مكونات وعناصر كلا من الكلمتين ، المصطلحين ...
فمثلا ، هل يختلف يوم الزمن عن يوم الوقت ؟
الجواب كلا بالطبع .
ويمكن تعميم ذلك على الأجزاء أو المضاعفات ( الساعات أو القرون ، وهي نفسها بالنسبة للزمن أو الوقت ) .
بينما يختلف يوم الزمن ( أو الوقت ) عن يوم الحياة مثلا بوضوح تام .
وكذلك يختلف يوم الوقت ( او الزمن ) عن يوم المكان أو يوم الواقع .
والخلاصة ، الفصل والتمييز بين اليوم الوقت زائف ونوع من الركاكة بلا معنى والأجدر التوقف عن استخدامه بشكل رسمي وصريح .
....
ملاحظة أخيرة
الأفكار الجديدة ، أو المعتقدات ، التي أعرضها وخاصة في قضية الزمن والوقت والحياة هي نتيجة البحث ، والحوار الثقافي المستمر والمفتوح .
وتتمحور حول الدليل التجريبي أولا والمنطقي ثانيا .
وهي تقبل التغيير بلا استثناء .
....



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن