الفلسفة والمال.

فريد العليبي
allouch7@gmail.com

2021 / 5 / 10

.
أستاذنا أحمد نسيم برقاوي ، درس في الاتحاد السوفياتي على حساب المقاومة العربية الفلسطينية على مأ أذكر ، درست على يدية عاما عندما حللت بجامعة دمشق مطرودا من الجامعة التونسية لسبب سياسي ، كان يأتي الى حصة الدرس بكنزة / تريكو الفدائئين ( الكاكي ) نشأت بيننا صداقة حتى دعوته الى مأدبة كسكسي يلحم الخروف في بيتي الدمشقي ، أهداني بعض كتبه ، كانت نقاشاتنا متنوعة ، بعد عودتى الى تونس التقيته مرات ثلاث فقد كنت أتردد على دمشق بين عام وآخر ، أخر مرة كانت سنة 2010 قبل أيام قليلة من الزلزال العربي ، مكان اللقاء مقهى البرلمان ... مرتادووه من اليساريين...مثقفين وفدائيين وسياسيين الخ .. عجبت لحال استاذنا فقد كانت " بذيئ" الكلام يجري على لسانه على غير العادة ، قلت ربما هي الشيخوخة ؟؟ كان معى زميل سوري قديم درس معى في نفس الصف على يديه وأصبح هو الآخر أستاذا جامعيا للفلسفة ، سألته ما الذى جرى له ؟ قال انه لا يعلم السر ،، أذكر أني عندما سألني أستاذي التونسي فتحي التريكي عمن يصلح للمشاركة من سوريا في مؤتمر فلسفي ينظمه كرسي اليونسكي اقترحته عليه فجاء ، كان مهذبا وملتزما فكرا وسياسة ولكن علامات تغيير ما بدت عليه ، مع نزوع الى التكبر والغرور الذى عادة ما يظهر في آخر العمر، عندما ادلهمت أيام دمشق وسوريا كلها سارع البرقاوي الى المغادرة وكانت وجهته الامارات العربية المتحدة ، هناك عاش ويعيش الى حد الآن على ما يبدو مدافعا عن الامارات كدولة وسياسة ولم أسمع أنه ندد مثلا بتطبيعها مع الكيان ولكنى قرأت له الآن انه عاتب على هابرماس لكونه رفض الجائزة الاماراتية ، قال انه أكثر من عاتب على هابرماس ، شارحا له الحداثة الاماراتية وسرعة تحديثها التي فاقت أوربا نفسها فــ "البنية الجديدة التي انتصرت في الإمارات بنية حداثوية في شروطها التاريخية، فالعقد الوطني الذي تم بين الإمارات بعد رحيل بريطانيا هو انتقال هذه الإمارات إلى دولة اتحادية لا مركزية، مع عقد اجتماعي فرضته البنية، ونجحت هذه الدولة بفضل رؤية مؤسسيها وقيادتها الرشيدة والعقل التحديثي تبني نفسها مادياً وثقافياً على فكرة المواطنة. وكانت سرعة التحديث من بناء المدن ومؤسسات الدولة كبيرة جداً، أكبر من سرعة الحداثة على الطريقة الأوروبية، وتطابقت روح المواطنة في الإمارات مع البنية الثقافية للفرد الحر، في دولة عدد سكانها محدود نسبيًا، فالإمارات العربية المتحدة انتقلت من بنية قديمة إلى بنية جديدة، وليس العكس كما في الدول التسلطية النكوصية التي حطمت البنى الحداثوية الوليدة وأعادت المجتمعات إلى البنى التسلطية ".
من يقرأ ما كتب ويعرفه سابقا وما كتب يضرب يدا بيدا متسائلا عن العلاقة بين المال والفلسفة ولن نعجب السنة القادمة اذا ما رأينا الفيلسوف العربي الفلسطيني أحمد نسيم برقاوي وقد حصد الجائزة التي رفض هابرماس استلامها ... هو الذى امتدح يوما العراقي هادي علوى الذي لا يأكل على موائد الملوك ...



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن