ما هي اسباب عجز الاحزاب اليسارية والتقدمية عن تحقيق مهامها؟

محمد نضال دروزه
nedal_adel_dr@yahoo.com

2021 / 5 / 5

ان انتشار ثقافة االجهل بالمعرفة العلمية.وانتشار ثقافة الجهل المقدس ووهم المعرفه بين الجماهير.وانتشار ثقافة العيب والحرام والاتكالية والخوف والتعصب والاستبداد.وثقافةوأد المرأة اجتماعيا.ونبذ الاخر وعدم الاعتراف بحريته في التعبير. في المجتمعات العربية التي يغلب عليها ثقافة الاستهلاك وندرة ثقافة الانتاج الاقتصادي بصورة عامه.وفي المجتمع الفلسطيني بصورة خاصه.هذه هي العوامل الواقعية الحقيقية.المنتجة لكافة أشكال المصائب والكوارث التي يعاني منها المجتمع الفلسطيني والمجتمعات العربية. وهي البنية التحتية الاساس لعقلية الافراد في اي حزب يساري او طليعي او تقدمي وطني ديمقراطي.وهي التي ما زالت تنتج عجزها عن تحقيق اهدافها الثورية في التنمية والتقدم والتغيير والتحديث على ارض الواقع.
ومن اهم مظاهر هذا العجز ما يلي:
1-عجز الدعوة للعمل على التنمية الاقتصادية الوطنية والاجتماعية وتطويرهما.والعجز عن مكافحة البطالة والاتكالية والخوف والفقر والمرض.
2-عجز العمل على التنمية الثقافية التقدمية والتنمية المجتمعية من خلال تحديث برامج التربية والتعليم لبناء الانسان على اسس علميه معاصرة لتطوير المجتمع وتحديثه.
3-عجز نشر المعرفة العلمية والتفكير العلمي النقدي الجدلي والتمرس على فصله عن التفكير الديني والمثالي.والعجز عن نشر ثقافة القراءة في الكتب والصحافحة وغيرها.وعجز الدعوة الى حب المعرفة العلمية الانسانية والبحث عنها لمكافحة الجهل والتخلف والاستبداد.
4-عجز التوعيه من خلال نشر ثقافة المعرفة العلمية والتفكير العلمي النقدي والثقافة العلمية.لمكافحة ثقافة وهم المعرفة والجهل المقدس وثقافة العيب والحرام والاتكالية والخوف السائده في المجتمع.لانها تشوه العقل وتشله وتجعله عاجزا عن التفكير العلمي الجدلي السليم المبدع.وأنها تعمل على اعادة انتاج ثقافة الجهل والتخلف والاستبداد في المجتمع.
5-عجز نشر ثقافة حرية الاعتقاد وحرية التعبير دون اذية الاخرين واحترام الرأي الاخر الانساني.والعجز عن نشر ثقافة فصل السياسة عن الدين.والالتزام بثقافة العلوم الانسانية وثقافة مبادئ حقوق الانسان.
6-عجز نشر ثقافة حرية المرأة.وتحريرها من الوأد الاجتماعي المتواصل عليها.وانها ليست عورة.وخطر ثقافة الفصل بين الجنسين.. وان الحجاب كما اثبت المفكر الاسلامي الدكتور جمال البنا وغيره انه بدعة وليس من الاسلام وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
7-عجز نشر الثقافة الجنسية واهميتها.والعجز عن معالجة الكبت والحرمان المشوهان للانسان. وبيان ما هو المحرم الديني والاجتماعي في الحياة الجنسية للانسان.
8-عجز نشر التوعية بمفاهيم الثقافة المدنبة الوطنية الديمقراطية.بأن الانتماء للوطن المتكون من الارض والمجتمع وعاداته وتقاليده الانسانية الايجابة المناسبة للعصر الحديث وتاريخه.هو الانتماء الاول الاساس للانسان. حتى يكون في مجتمعه مواطنا أمينا آمنا متمسكا به مدافعا عنه.وعاملا على الترابط والتضامن الاجتماعي فيه.
9-عجز بيان المكونات الطبقية وفعالياتها الاقتصادية في المجتمع.وعجز توعية الطبقة العاملة المكونه من العمال والفلاحين والمهمشين بحقوقها.خصوصا العاطلين عن العمل. والفئة المستغلة(بكسر الغين) من الطبقة الرأسمالية التجاريةالوسيطة(السماسرة المروجين للمنتج الاجنبي وتسويقه في السوق المحلي) المهيمنه على الاقتصاد السياسي للمجتمع.والعجزعن تعزيز ثقافة العمل النقابي الديمقراطي واهميته.من اجل نيل حقوقهم والمحافظة عليها.ومن اجل المزيد من وحدتهم قي نضالهم من اجل التحرر الاجتماعي والوطني والحرية والاستقلال.
10-عجز نشر ثقافة التمدن الوطني الديمقراطي.سواء الرأسمالي اوالاشتراكي.وبيان انظمتها السياسية ومميزات كل منهما.ونبذ ثقافة القبلية والطائفية والعائلية والتكتلات الجهويه والفئوية.
والعجز عن نشر ثقافة المسؤولية الوطنية والمشاركة من كل مواطن نحو وطنه ... في النشاط السياسي والاجتماعي وفي اي نشاط يعمل على تقدم المجتمع وتطوره.
11- عجز نشر ثقافة تكوين حلقات الحوار والنقاش والمؤتمرات الفاعلة في تنمية ثقافة الحرية والتمدن الوطني الديمقراطي. والعجز عن انشاء المنابر واجهزة الاعلام الضرورية لمكافحة اجهزة الاعلام الداعية الى الجهل المقدس وتكريس التخلف والاستبداد.ومكافحة ما ورد اعلاه من عجز ثقافي على كافة الاصعده.اذ لا جدوى من البرامج التثقيفية النظرية دون نشرها في المجتمع حتى يكون لها اثرها على ارض الواقع في تحديث وتطويرحياة الفرد والمجتمع.
وكان أكبر خطا ارتكبته ألأحزاب الشيوعية واليسار وألأحزاب العلمانية في العالم العربي.أنهم منذ نشأتهم لم ينشروا بين الجماهير.ثقافة فصل السياسة عن الدين.ونشر ثقافة فصل التفكير العلمي عن التفكير الديني.مما مكن ألأسلام ألساسي من عرقلة انشاء أي طريق للتقدم والتغيير.او أي مشروع ثقافي لها.
فظهرت ألأحزاب اليسارية كأنها نمر من ورق.واخذ ألأسلام السياسي بكل قواه العمل على المزيد من التجهيل والتخويف بين الجماهير وسلب عقولها وتغييبها.مما أدى بها الحال الى ماهي عليه الان من الاقتتال الطائفي والمذهبي والتراجع في الانتاج الاقتصادي والثقافي والحضاري والمزيد من التخلف.
أذن المطلوب من القوى اليسارية والعلمانية الديمقراطية ان تتوحد على برنامج اقتصادي اجتماعي سياسي تعليمي وتثقيفي لتصنع قوتها بقربها من الجماهير.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن