الخطر على الأردن ما يزال قائمًا!

محمد عبد المجيد
Taeralshmal@gmail.com

2021 / 4 / 6

لو نجح الانقلاب على الملك عبد الله بن الحسين، مع افتراض أنه كان محاولة انقلاب على الحُكْم، فإن الساعات الأولى كانت ستشهد توغل القوات الصهيونية لتلتهم أراضٍ أردنية، وتفرض شروطا للمصالحة مع من بقي في العالم العربي، وتطرد فلسطينيين من أرضهم للاستقرار في الأردن!
لا يوجد عاقل ينفي الفساد في المملكة الهاشمية، والأراضي التي تملكها العائلة المالكة لا تغرب عنها الشمس، وأجهزة الاستخبارات تعرف عدد أسنان كل أردني وفلسطيني متأردن ومغترب مثل العراقيين والسوريين.
في الجانب المقابل فإن الأردن ذا الموارد الشحيحة هو الذي استقبل مئات الآلاف من العراقيين والسوريين واللبنانيين ليشاركوا الأردنيين لقمة العيش التي لا تُشبع ولا تُغني من جوع.
والأردن دولة مستقرة في منطقة تعُج بالأزمات والحروب والهجرات.
وقرار الحسين بن طلال وقد استأذن ملك الموت في أمريكا، وعاد إلى بلده ليُعيّن عبد الله وليــًا للعهد بدلا من حمزة كان قرارا حكيما جعل الأردن مستقرا لأكثر من عشرين عاما.
والأردن يحارب على جبهات عدة وأهمها مئات الآلاف من المهاجرين من دول الجوار، وتغلغل جواسيس من كل بلد عربي فضلا عن الكيان العبري.
سجون ومعتقلات المملكة الهاشمية كثيرة كمثيلاتها في العالم العربي وفيها الأردني والفلسطيني والعراقي والسوري واللبناني، وليس فيها الإسرائيلي، ليس لأسباب سياسية ؛ إنما لضغوطات صهيونية قد تقلب الطاولة على عَمّان!
في كل الأحوال فسواء كان مُقدّمة لانقلاب أو مسرحية داخلية فإن نجاح الملك عبد الله في إفشال الحُلم الإسرائيلي بتفكيك الدولة الهاشمية كان ضربة ساحقة بكل المقاييس، وهي لصالح الشعب الأردني شريطة عمل إصلاحات جدية، وأن تتنازل العائلة الهاشمية عن بعض الثراء الذي تتمتع به في دولة فقيرة، وأن يبدأ الملك بتخفيف قبضة الاستخبارات على مواطنيه الذين دعموه ووقفوا معه في السراء والضراء.
القوى الدينية المتطرفة في الأردن خطر على مستقبل هذا البلد، وينبغي إزاحتها عن المنابر والمساجد بغير عنف أو تعذيب أو اعتقالات دون محاكمات عادلة.
فشل الأمير حمزة في استرداد الحُكْم الذي ورثه عبد الله عن أبيه، رحمه الله، ونجا الأردن من مذابح كانت ستشبه سبتمبر 1970، وفشلت إسرائيل في فتح الطريق من تل أبيب إلى عمّان ثم إلى خليجنا العربي؛ فالتطبيع المرفوض شعبيا كان سيصبح احتلالا تطبيعيا عسكريا!
الكرة الآن في ملعب الملك عبد الله بن الحسين، وعليه أن يعيد ترتيب البيت الهاشمي على أسس ديمقراطية وإغلاق السجون والمعتقلات لغير المجرمين، ومحاصرة التطرف الديني، والاستمرار في توعية الشعب بالخطر الصهيوني، واحتضان ضيوف المملكة من عراقيين وسوريين وفلسطينيين وغيرهم لعل الكثافة السكانية تكون عامل قوة للأردن.
كل الأردنيين الذين التقيتهم أجمعوا، تقريبا، أن العقارات والأبنية والمؤسسات والأراضي التي يملكها الملك هي التي أوجعت رعيته، وأمدت الثائرين على الظلم بورقة رابحة.
الحمد لله على فشل الانقلاب ( والذي لا أعرف إنْ كان حقيقة أمْ لا؛ فالتهمة جاهزة في العالم الثالث)، وعلى كل حال فما أحوجنا الآن لاستقرار الأردن، وأي اضطرابات تستتبعها عواصف من مئات الآلاف من الهاربين والعائدين إلى دول الجوار كان سينهي الوجود الأردني.
طائر الشمال
عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين
أوسلو في 5 ابريل 2021



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن