الشيوعية والفاشية والافلام الاباحية!

طلال الربيعي
talalalrubaie@hotmail.com

2021 / 3 / 1

اصدر مؤخرا الحزب الشيوعي التركي بيانا ضد الرئيس اردوغان ومسؤولين آخرين وبضمنهم نائب رئيس الوزراء الاكادبمي الاقتصادي الفاشي Devlet Bahçeli. اترجم ادناه البيان لاعتبارات عدة بضمنها:
اولا, ضرورة واهمية التضامن مع القوى التقدمية في نضالها الدؤوب والشاق ضد الرأسمالية وفاشيتها المتفاقمة.

ثانيا: إن شجاعة وموقف الحزب الشيوعي التركي ومبدئيته وتسميته الأشياء بمسمياتها دون مواربة او لف ودوران مثال يحتذى به. وبيانه هذا مثال واصح على ذلك. ان ما يحدث في تركيا من احتجاجات طلابية في إسطنبول بالضد من تعيين اردوغان لبروفسور Melih Bulu رئيسا لجامعة Boğaziçi في 1 January 2021 قد اثار غضب الطلاب الشديد لأنهم ارتأوا, بحق, ان رئيس الجامعة كان يجب انتخابه ديموقراطيا وليس تعيينه بموجب الصلاحيات الاستثنائية التي متح اردوعان إياها نفسه بعد محاولة الانقلاب الفاشل في عام 2016.

احتج الطلاب على تعيين Melih Bulu رئيسا للجامعة, الذي الذي اعتبروه تحركًا سياسيًا من قبل حزب العدالة والتنمية الحاكم. قالوا: "نحن لا نقبل ذلك لأنه ينتهك بوضوح الحرية الأكاديمية والاستقلالية العلمية وكذلك القيم الديمقراطية لجامعتنا" ، إلى جانب شعارات "مليه بولو ليس رئيسنا".
Turkish police clash with students protesting Erdogan-appointed university head
https://www.reuters.com/article/turkey-security-bogazici-int-idUSKBN2991TK

و رغم كونها عملية منافية للديموقراطية, الا ان قضية التعيين موضوعة محدودة نسبيا وتتعلق بالحريات الأكاديمية بشكل كبير , ولم تسبب بأية مقاسات بإقامة حمامات دم كالتي شهدها العراق في انتفاضته التشرينية ضد الديكتاتورية والظلم والفساد. على الرغْم من حدوث بعض أعمال التعذيب لبعض الطلبة من قبل البوليس التركي التي ينبغي شجبها بشدة بالطبع, إلا ان هذه الاحتجاجات لم تسبب بأية ردود فعل دموية او اقامة حمامات دم مماثلة او مشابهة لتلك التي اقامتها السلطات العراقية, التي ادت الى قتل وجرح وإعاقة عشرات الالوف من المتظاهرين والمتظاهرات. وممارسات العنف من فبل السلطة لا زالت مستمرة بحق المنتفضين من ابطال العراق في محافظة الناصرية, مثلا.

ثالثا, في البيان يحتج الحزب الشيوعي التركي بكل شدة وبأعلى صوته ويطالب بمحاسبة من هم في اعلى هرم السلطة في تركيا من رئيس الدولة فنازلا. اما موقف الحزب الشيوعي العراقي فيشكل نقيضا واضحا. لقد كان موقفه في البداية بالضد من الانتفاضة ومشككا فيها. وموقفه لاحقا كان ,ولا يزال, عموميا ولم يقم بتسمية الأشياء بمسمياتها. وبياناته الأولى بضرورة محاسبة القتلة قد اسدل الستار عليها الآن او كاد, فلم نشهد له مسيرة جماهيرية او تحشدا خطابيا بمفرده او مع آخرين للدعوة لمحاسبة القتلة. الواقع يقول ان الحزب تحالف مع طرف من اطراف الاسلام السياسي الذي قام هو او ميليشياته المسلحة بقتل وإرهاب المتظاهرين. لم يقم الحزب بمفرده او مع جهات اخرى لحد الآن بتحريك دعاوى قضائية ضد مسؤولين كبار او صغار, مسؤولين بشكل مباشر او غير مباشر على اقامة حمامات الدم وعلى رأسهم المدعو برهم صالح رئيس الدولة الذي تنص واجباته الدستورية على حماية الدستور الذي اُنتهك افضع انتهاك من قبل السلطة, مما يعني ان صالح قد حنث بيمينه بحماية الدستور الذي يضمن حق التظاهر والاحتجاج السلمي, هذا اضافة الى مسؤولي الجهاز التنفيذي والامني, سابقا وحاليا, وكذلك زعماء لاحد الجهات السياسية-الميليشاتية التي تحالف الحزب معها وقامت هي بدورها بقتل وقمع وارهاب المتظاهربن. ان التاربخ سيصدر حكمه, عاجلا او آجلا, بحق من تعاون مع المحتل وقام بقتل وارهاب شعبه وبكل الاشكال والانواع, المباشرة او غير المباشرة.

الحزب يوغل في جريمته الاخلاقية, فلم نسمع منه لحد الآن اعتذارا على تحالفه مع قوة فاشية في العملية السياسية (لم يعتذر ايضا من قبل على تحالفه مع فاشية صدام وحزبه- مفردة الاعتذار لا توجد في قائمة الذكوريين الذين يسعون دوما الى انكار خصيانهم بالتمويه بواقع انتصاب دائم لقضبانهم, وكأن الحزب هو جهة دعائية لمنتجي الفياجرا او سياليس او شركات انتاج الافلام الاباحية, وليس حزبا شيوعيا ينبغي علبه الاعتذار على اي خطأ جسيم برتكبه وتحميل قياداته مسؤولية أخطاءه, وهذا ما يفعله عادة الناس البالغون وحتى الاطفال الشجع. كل ما يفعله الحزب الآن هو تحضير نفسه للاشتراك في انتخابات تعيد تدوير الفاشية ليستطيع توفير موطئ قدم له في صفوف الفاشيين بحجة إصلاحهم!اصلاح الفاشيين أمر لم نسمع عنه من قبل! ولو كان هذا ممكنا لما تكبد الاتحاد السوفيتي والبشرية عموما خسائرا بالارواح بعشرات الملايين في النضال ضد نازية المانيا وفاشية ايطاليا-اليابان أبان الحرب العالمية الثانية.

إن الناس, قد يتصور الحزب, يمكن أن تخدع بالتسميات مثل "اشتراكية" او "شيوعية", ولكن التسمية بحد ذاتها لا توفر حصانة بالضد من الفاشية. حزب هتر كان حزبا اشتراكيا (عماليا) كما هو حال حزب البعث. وكلاهما حزبان فاشيان. لن يخدعنا حزب يحمل اسم "الشيوعية". نحن قلنا دوما ونقول ان صوت الافعال اعلى من صوت الكلمات والتسميات.

رابعا, فشل قوى الانتفاصة, برغم التضحيات الهائلة, في اسماع صوتها الى الرأي العام العالمي. فخسائر قضية الاحتجاجات في تركيا لا تقاس مطلقا بحمامات الدم التي اقامتها السلطة في العراق بحق المنتفضين. ونحن لم نسمع بمواقف احتجاجية على مستوى عالمي بالضد منها, كما مثلا في البيان الذي اصدره مؤخرا تشومسكي بمعية 3317 من اكاديميي العالم احتجاجا على قمع السلطة للطلاب في تركيا.
Noam Chomsky refers to Boğaziçi University students resistance as courageous and honorable
https://www.duvarenglish.com/noam-chomsky-refers-to-bogazici-university-students-resistance-as-courageous-and-honorable-news-56150

المسؤولية الرئيسية في التقصير تفع على عاتق الاجهزة الاعلامية للمنتفضين انفسهم , أضافه الى تقاعس الجهات الأكاديمية والثقافية والسياسية في العراق التي تتشدق بالحرية وحقوق الانسان. التجربة مرة وينبغي استخلاص الدروس والعبر منها كي لا تذهب تضحيات عشرات الالوف سدى.

خامسا, الحزب الشيوعي التركي يصف بكل صراحة جهات في السلطة بالفاشية. اما الحزب الشيوعي العراقي لبس فقط يمتنع عن تسمية الإسلام السياسي في العملية السياسية بالفاشية, بل انه يتحالف مع بعض اطرافه التي قامت هي بنفسها بعمليات قتل المتظاهرين والمساهمة في اقامة حمامات الدم.
-------
البيان كما ورد في مدونة الدفاع عن الشيوعية
"قدم الحزب الشيوعي التركي (TKP) شكاوى ضد الرئيس أردوغان ووزير الداخلية سليمان صويلو والمتحدث باسمه وزعيم الحزب الفاشي بهجلي والشرطة التي عذبت المتظاهرين خلال مقاومة بوغازيتشي.

اعتقلت الشرطة التركية 159 طالبًا في الأول من فبراير ، في محاولة لمنع الاحتجاجات ضد رئيس جامعة بوغازيتشي المعين حديثًا الموالي لحزب العدالة والتنمية. بدأت الاحتجاجات في جامعة بوغازيجي مباشرة بعد أن عين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رئيس الجامعة الجديد في 2 يناير واستمرت بمشاركة الطلاب وموظفي الجامعة والمواطنين. انتشرت الاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد واستمرت ردود الفعل من السياسيين اليمينيين في الظهور.

شجب الحزب الشيوعي التركي سلوكبات الرئيس أردوغان ووزير الداخلية صويلو والمتحدث باسمه وزعيم الحزب الفاشي بهجلي والشرطة التي عذبت المتظاهرين يوم 22 فبراير بسبب تهم تتعلق بالتعذيب والسب والتهديد للمحتجين, وبسبب التهديد ضد المدعي العام في اسطنبول.

لا أحد يستطيع أن يهين أو يهدد أو يستهدف الشباب التقدمي و شعب هذا البلد المحترم ، صرح بذلك ممثل TKP ، أوزغور مراد بويوك. وأكد بويوك أنهم لن ييتسلموا، وسيسعون جاهدين لمعاقبة المسؤولين.

كما أكد إراي توركدوجان، أحد طلاب الجامعة الذين اعتقلوا خلال الاحتجاجات، بقوله انه "ليس عليك أن تكون طالبًا في جامعة بوغازيتشي للوقوف ضد التدخلات الرجعية والرأسمالية والعنف والاستبداد، كواحد فقط من آلاف الطلاب الذين واجهوا العنف والشتائم والتهديدات ؛ نبدأ الصراع القانوني
بهذه الادانة بينما يستمر النضال في بوغازيتشي."
Turkey s communists filed complaint against Erdogan for the torture of protesters at Bogazici University
http://www.idcommunism.com/2021/02/turkeys-communists-filed-complaint-against-erdogan-for-the-torture-of-protesters-at-boga.html?fbclid=IwAR3eoIExLB4l5PFsKzOjCZcTjcTU7z_8MAv6yXNvyK0HAx8hGusQu29qg4Y



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن