إنهاء النظام البرجوازي الإسلامي والقومي في العراق، خطوة أساسية نحو تحرر المرأة

منظمة البديل الشيوعي في العراق
albadeel.alsheoi@gmail.com

2021 / 3 / 1

إنهاء النظام البرجوازي الإسلامي والقومي في العراق،
خطوة أساسية نحو تحرر المرأة

يمر الثامن من آذار، يوم نضال المراة العالمي، هذا العام، والبشرية ما تزال ومنذ أكثر من سنة تعاني من جائحة كورونا وتبعاتها الاقتصادية والاجتماعية الكارثية.
أودت الجائحة بحياة أكثر من 2.5 مليون إنسان في العالم، غالبيتهم من أوساط الطبقة العاملة والفئات المفقرة، ووقعت كوارثها الاقتصادية والاجتماعية على كاهل هذه الطبقة والمحرومين، وبالأخص المرأة العاملة والكادحة. كما وتسببت إجراءات الحظر الصحي ومنع التجوال في تضاعف العنف ضد النساء والفتيات وحالات القتل والانتحار في بلدان العالم كافة ومن ضمنها العراق.
منذ 18 سنة، والمرأة في العراق رهينة حرب أمريكا واحتلالها، وسياساتها واستراتيجيتها الإمبريالية، وما تبعتها من عسكرة المدن وتدمير البنيان المدني للمجتمع وغياب الأمان، واشتداد صراع القوى الدولية والإقليمية للتحكم بمسارات الأمور في البلاد، وإرساء النظام الطائفي والقومي القائم.
إن مسلسل القمع والقتل والاختطاف والاعتقالات وتحقير مكانة المرأة المتواصل، كان و لا يزال هو الرد المستمر لتيارات الإسلام السياسي وأحزابها وميليشياتها الحاكمة على أية مقاومة فردية أو جماعية للمرأة أو حتى سعيها للتمتع بأبسط حقوقها وحرياتها الشخصية إسوة بالرجال. تحافظ هذه القوى وتحمي بقوة السلاح والإرهاب سلطة المراجع الدينية ورموزها والقيم والأعراف العشائرية والطائفية الذكورية المعادية للمرأة، كأحدى أركان استراتيجية حكمها. هذا، عدا سعيها المتواصل لتشريع القوانين الطائفية المذهبية المناهضة للمرأة.
قام داعش بسحق إنسانية المراة أينما وصلت أياديه الإجرامية، وخلق مآسي إنسانية جسيمة في المناطق الواقعة تحت سيطرته. فقد أباد الآلاف من النساء والفتيات اليزيديات وغيرهن، وحولوهن جميعا الى سبايا وبضائع تباع وتشترى في الأسواق. ومن جهة أخرى مارست ميليشيات الإسلام السياسي الشيعي إذلال المراة وتعنيفها والقتل على الهوية من خلال الاقتتال الطائفي.
أما في إقليم كوردستان؛ باتت الأحزاب الإسلامية منذ سنوات طويلة، وبعد سلسلة من الاقتتال والمعارك مع القوى القومية الحاكمة، تلعب الدور المكمل للنظام السياسي البرجوازي القومي القائم هناك، حيث تقوم هذه الأحزاب باستمرار وبحرية تامة بمناهضة المراة ونضالها التحرري مدعومة من قبل البرجوازية القومية الحاكمة وكذلك تلك التي في المعارضة، ووفقا لاستراتيجية النظام في تقسيم الأدوار بغية خنق النضال الاشتراكي للعمال والكادحين والمرأة البروليتارية والنضال التحرري النسوي في كوردستان.
إن المرأة البروليتارية وبالأخص الجيل الشاب منها، وكذلك خريجات المدارس والمعاهد والجامعات تعاني من البطالة الهائلة والبؤس الاقتصادي والتهميش الاجتماعي في ظل اتساع وتطور الرأسمالية في العرا ق وسياسات الدولة الاقتصادية النيو ليبرالية. إن تنصل الدولة من توفير الضمان الاجتماعي للمعطلات والمعطلين عن العمل والمفقرين، والاستمرار بسياسات التقشف وتقليص الخدمات الأساسية للمواطنين والتدهور الكارثي في قطاع الصحة والتعليم العامين، وعدم توفير الإسكان الاجتماعي، انعكس بشكل مأساوي على وضع المرأة الاقتصادي والاجتماعي، وهذا ما تسبب في عرقلة تحررها من العمل المنزلي الشاق والمحبط ومن قيود اعتماد معيشتها على العائلة والأجواء الاجتماعية الخانقة لها.
عليه، أصبح القبول بالأعمال المرهقة والمؤقتة والعمالة الهشة في الأسواق والمطاعم والفنادق والمعامل الصغيرة او العمل في المنازل وفي القطاع الزراعي وغيرها وبأجور زهيدة جدا، هو حالة العمالة بالنسبة لقطاعات واسعة من النساء العاملات والكادحات والبروليتاريا النسوية الشابة. هذا، عدا عن وقوع فئات مسحوقة من الشابات من أوساط العوائل المفقرة والمهجّرة في مصيدة شبكات الاتجار بالمرأة، والاستغلال الجنسي، والعنف، والمخدرات.
إن الأرضية الاجتماعية والتاريخية التي تقف خلف الإقدام الثوري والمشاركة الفعالة للشابات المعطلات عن العمل والمرأة العاملة والشغيلة النسوية والخريجات في انتفاضة أكتوبر2019، هي تلك التغييرات الحاصلة في وضع المرأة العاملة في ظل النظام الرأسمالي في العراق، والتي تشكل جزء من سمات التركيبة الداخلية للطبقة العاملة المعاصرة. لا يمكن للانتفاضة والحراك الثوري ان ينتصر دون الدور المؤثر والفعال لهذه القوة البروليتارية النسوية، وانتصار نضالها التحرري، ودون تحقيق حرية ومساواة المرأة.
إن تحرر المرأة في العراق، بات مرتبطا بشكل موضوعي، بتحرر المراة العاملة والكادحة والمفقرة ونضالها ضد البؤس الاقتصادي والتهميش الاجتماعي والبشاعات الذكورية التي تواجهها في المجتمع، وبدورها القيادي في دفع النضال التحرري للمرأة عموما لتحقيق حقوقها وحريتها ومساواتها مع الرجل. وهذا يعني كذلك، تأمين الارتباط الوثيق لنضال المراة التحرري بنضال الطبقة العاملة والجماهير الكادحة الاشتراكية في عموم العراق وعلى صعيد المنطقة.
أيتها الجماهير النسوية العاملة والمضطهدة
يا جماهير العمال، أيها الثوريون والتحرريون
لنجعل من الثامن من آذار يوم رفع راية نضالنا الثوري للخلاص من النظام البرجوازي الإسلامي والقومي الحاكم المتأزم والذي يشكل العائق الأكبر أمام تحقيق حرية ومساواة المرأة في العراق.
لنقوي صف نضال المراة العاملة والكادحة والشابات الثوريات الاقتصادي والسياسي، وتنظيم هذا النضال في منظمات وشبكات وجمعيات مستقلة مدافعة عن مصالحهن الطبقية وأهدافهن النسوية التحررية.
لنجعل من الثامن من آذار يوم نضال البروليتاريا النسوية التحررية الموحد مع نضال الطبقة العاملة والجماهير الكادحة ومنظماتها الاشتراكية في عموم العراق وعلى صعيد المنطقة.
لنجعل الثامن من آذار يوم وحدة النضال ضد سياسات الدولة الاقتصادية النيو ليبرالية وهجماتها المستمرة على العمال والكادحين والمحرومين والمرأة البروليتارية وفرض مطالبهم الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الآنية.
منظمة البديل الشيوعي تهنئ المرأة في العراق وفي شتى أرجاء العالم بالثامن من آذار، وتهنئ المرأة العاملة والمضطهدة من مختلف الجنسيات في العرا ق بهذا اليوم، وتناضل بثبات من اجل تحقيق الحرية والمساواة الكاملة للمرأة.
عاش الثامن من آذار
عاشت حرية ومساواة المرأة
عاشت الاشتراكية
27-2-2021



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن