عَرُوسُ الشَّمَالِ ...

فاطمة شاوتي
fatima.chaouti@gmail.com

2021 / 2 / 26

في زفَّةِ المطرِ مزقنَا الفستانَ الأزرقَ ...
كمَا لسانُ الماءِ
بالنميمةِ مزقَ الخريطةَ ...
كمَا الجِنِّيُّ الأزرقُ
مزقَ بكارةَ البخورِ ...
ليتفقدَ فحولةَ الكواكبِ
في عورةِ العدمِ ...


كَمْ لنَا منْ دفترِ تحمُّلاتٍ ...؟!
ونحنُ نركبُ الباصَ
إلى اليابسةِ ...
ليقلِعَ الفجرُ
منْ زجاجاتِ الزمنِ ...
ويشربَ العراةُ ماءَهُمْ
مِنْ صدورِ الغُزاةِ ...؟!

هلْ صارَ الجسدُ منفانَا ...؟
هلْ صارَ اللَّامكانُ
وطنَ الحُفاةِ منْ أسماءِ اللهِ الحُسنَى ...؟


هلْ صارَ المنفَى ماءً ...؟
وصرنَا المَنْفِيِّينَ
في المطرِ عرائسَ القصبِ
يا أيهَا الشمالُ ...؟!


كيفَ حَلَقَ الماءُ رؤوسَنَا ...؟
ونحنُ نحلِّقُ
في سلالِ الرغيفِ ...
مبلَّلِينَ بمِلحِ الجوعِ
وخبزِ النسيانِ في الفواتِيرِ ...؟


كيفَ لِجِينُومِ الماءِ ...
وفاتورةِ الحياةِ
أنْ تعلُو قامتُهَا قاماتِ
اللهِ ...؟!


كيفَ لِغيمةٍ ثكْلَى ...؟!
أنْ تُصادِرَ وجهَ السماءِ
فتفقدَ أمٌّ أصابعَهَا ...
خاطتْ بهَا
أمعاءَ البناتِ ...
وكأنَّهَا غَزَلُ البناتِ
في أفواهِ الأرانبِ ...!


هلْ صارَ الماءُ خميرةً أمْ فطيرةً
أمْ كابوساً لعروسٍ ...!
انتحرَ شالُهَا الأزرقُ
على أنينِ المطرِ ...؟


أيتُهَا "الْعَيْطَةُ الْجَبَلِيَّةُ "...!
كَمْ يلزمُنَا منْ صنَّاجةٍ
ومِنْ وترٍ ...
لنغنيَّ للخيمةِ
ونرقصَ في أسرارِ الماءِ ...؟
الخاصرةُ نزفٌ
والوترُ حِدادٌ ...
وأنَا بينهُمَا
أرَى نوحاً يُنقذُ الطوفانَ ...
وعلى ضفافِ الدِّلْتَا
يشدُو الْكَرَوَانُ نشيدَ الهزيمةِ ...
ويصرخُ الماءُ :
سجِّلْ أنَا العروسُ
ليلةَ العرسِ زفَّهَا المطرُ ...!
فصارتِْ الحفلةُ
والمدينةُ مهرجانَ الغرقَى
فوقَ الماءِ ...!


سجِّلْ أنا المطرُ... !
عريسُ الشمالِ ليلةَ الدُّخْلَةِ
سرقَ العروسَ الماءُ ...
فماذَا ألبسُ ...
جسدَهَا
أمْ شبحَ الماءِ ...؟



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن