سليم النقاش وفرقته

نانسي كايزن
Nancy_aly44@yahoo.com

2021 / 2 / 26

سليم النقاش وجوقه مصر ( ١٨٧٦ - ١٨٧٧) :-
اعد سليم النقاش لرحلة تنقل معه مسرحيات عمه مارون النقاش الثلاث( البخيل، ابو الحسن المغفل؛ السليط الحسود وترجم اوبرا عايدة عن الإيطالية وحافظ علي طبعها الغنائي وترجم بعض المسرحيات واقتبس البعض الآخر ومنها ( مي او هوارس) لكورني، وميتريدات لراسين) وغرائب الصدف، وتقع حوادثها في الهند و( حفظ الوداد او الظلوم) وكان المفروض ان تصل هذا الفرقه القاهرة سبتمبر( ايلول) ١٨٧٥ الا ان ظهور الكوليرا ، ومنع المسافرين الآتين من بيروت من دخول مصر اخر سفرها إلي حين
وقد تكونت هذه الفرقه من فنانيين مسرحيين سوريين، وتتألف من اثني عشر ممثلا واربع ممثلات وتقدم عددأ من الروايات باللغة العربية ، علي مسرح زيزنيا ، وقد أخذ سليم النقاش مدير هذه الفرقه ، علي عاتقه ، مواصلة العمل الذي بدأه عمه مارون النقاش الشهير ، منذ حوالي عشرين عاما وتوقف بسبب وفاته المفاجئة، وقد ضرب سليم بسهم وافر في الشعر والأدب والموسيقي وتأثر في ذلك خطوات عمه ، إذ كتب مسرحيات عديدة ، بالإضافة إلي الثلاث الشهيرة التي خلفها عمه وذكر بطرس الشلفون: -
ان سليما دعاه إلي تعليم الجوقه فن التلحين علي الأنغام المصرية ، فلبي دعوته، وعلمهم ثلاث أشهر مجانا
وكانت أول مسرحية مثلتها الفرقه هي ( ابو الحسن المغفل) او هرون الرشيد ) تأليف مارون النقاش، وذلك في يوم السبت ٢٣ من ديسمبر( كانون الأول ) ١٨٧٦
وقد شهد سليم حمودي ، أحد الصحفيين السوريين في الاسكندرية ، هذه الحفلة ووصفها لنا في مقالات ثلاث نشرتها ( الاهرام ) وقد جاء فيها وصف للتمثيل ، نقتطف منه هذه النتفه لتصور لنا شعور القوم ، أمام هذا الحدث الجديد ، ولتطلعنا علي ذوقهم النقدي آنذاك، قال:
) فلما أسفر هذا الخبر عن الوقت ولدي العموم انتشر. هرع فيه إلي التياترو المذكور كثيرون من الناس. علي اختلاف الأنحاء والأجناس وجلس كل حيث اعد له بموجب تذكرته، علي قدر رفع طبقته ومقدرته ومازالت تزدحم الاقدام ، حتي غصت فسحه الملعب بالأنام . وكذا حشدت سائر الارض والامكنة المعدة للاستيجار في كافة الادوار ، وعندما حل لعملهم الاجل. إذ كان المحفل علي أحسن ترتيب انتظم واكتمل ، أخذت اولا تصدح آلات الطرب والعيدان بانواع الالحان. ثم ارتفع الهيكل الستار وانكشف السدال عن شخص في فسحته واقف. هئته تدل علي انه من اهل الآداب والمعارف ، وأخذ يتلو مقالة تتضمن اولا الثناء علي ولي النعم. والدعاء له بطول البقاء وللإنجاله سلالة المجد والكرم .وعلي عمري المزايا. فاروقي السجايا، محافظه الاسكندرية حالا .وعلي المصريين الذين لازالو مقصد الوفود ومعدن الجود. وديارهم منازل لمطالع السعود. وحماهم فيه الحمي وجوارهم موصلا إلي غاية المني. وثمة اخذو الالعاب بالفصول المفرومة ثلاث أبواب فأحسنوا واجادو واطربوا وافادوا. ولما انتهت الالعاب أخذ القوم يحمد القوم يحمد السري، شوكرا متشكرا )
وقدم بعدها عدة مسرحيات نذكر منها ( السليط الحسود ، تأليف مارون النقاش وذلك يوم الخميس ٢٨ من ديسمبر( كانون الاول) ١٨٧٦

وفي مساء السبت ٦ من يناير ( كانون الثاني) ١٨٧٧ مثلا الفرقه ( مي او هوارس) وكذلك مثلت( الكذوب) في ذلك الشعر أيضا ومثلت( الظلوم) في مساء الأحد ١١ من فبراير ( شباط ) ١٨٧٧
وعندما استقر به المقام في الاسكندرية ، ذكر صديقا له في بيروت هو اديب اسحق وأمل في مساعدته في هذا الفن اخيرا. اذ ان اديبا كان ترجم وهو في بيروت ( مسرحيه اندروماك) عن راسين إجابة إلي طلب قنصل فرنسا فيها .
وقدم اندروماك واضاف إليها ابياتا جديدة من الشعر وترجم في الاسكندرية مسرحية ثانية هي ( شارلمان) وضغت عليه ميوله الأدبية والسياسيه وانتقلت العدوي إلي زميله وصديقه وتخلي عن الفرقه لانه لم يحالفه النجاح وتركا الفرقه لزميلهما يوسف خياط



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن