معالجة ظاهرة ضغوط العمل خطوة لتحقيق التميز في أداء المؤسسات العراقية

سوسن شاكر مجيد
qualityassuranc53@yahoo.com

2021 / 2 / 23

تعد ظاهرة ضغوط العمل من الظواهر التي لم تنل حقها الكامل من العناية والاهتمام بمجال الادارة والسلوك التنظيمي، فضغوط العمل هي كل تأثير مادي او نفسي او معنوي يأخذ اشكالا تؤثر على سلوك متخذ القرار ويعوق توازنه النفسي والعاطفي ويؤدي الى احداث توتر عصبي او قلق نفسي يجعله غير قادر على اتخاذ القرار بشكل جيد او القيام بالسلوك الرشيد تجاه المواقف الإدارية والتنفيذية التي تواجه متخذ القرار في المشكلة.
ان الموظف يقضي معظم وقته في العمل وفي بعض الاحيان وتحت تاثير متطلبات العمل يزيد الموظف من ساعات العمل وذلك لانجاز بعض المهام التي تتعلق بالعمل بالاضافة الى ان العمل الذي لاينتهي عند نهاية الدوام الرسمي للمؤسسة بل يمتد الامر الى ان يحمل الموظف هموم ومعاناة عمله الى المنزل وهذا يعني ان مايتعرض له الموظف من ضغوط في عمله تؤثر على حياته الاسرية.
ان ضغوط العمل هذه تجعل الموظف يشعر بالاجهاد الجسمي والبدني والضيق والتعاسة وعدم القدرة على التأقلم وما يصاحب ذلك من عدم الرضا عن النفس او المؤسسة او المجتمع بصورة عامة والنظرة السلبية تجاه قضايا العمل. كما ان ضغوط العمل لها انعكاساتها السلبية على الصحة النفسية للموظف وأدائه وإنتاجيته .
مصادر ضغوط العمل:
يعاني الموظفون والقياديون في مؤسسات الدولة العراقية من مصادر عديدة لضغوط العمل يمكن تلخيصها بما يلي:
اولا: المصادر المتعلقة بالفرد وتشمل:
- اعباء العمل المناط به
-صراع الأدوار بين الموظفين.
-غموض الأدوار
-غياب الدعم الاجتماعي والمساندة الاجتماعية في العمل
-عدم المشاركة في اتخاذ القرار
-مشاكل في الترقية الوظيفية
- المحسوبية والمنسوبية والرشاوى وانواع من الفساد الأداري والمالي.
-فقدان الأمان الوظيفي
-عدم وجود الحوافز للموظفين الكفء
-أقتصار الحوافز والأيفادات على عدد معين من الموظفين
- تدخل الأحزاب السياسية والطائفية في انماط عمل المؤسسة
-توتر العلاقة مع المدير والمسئولين الآخرين
-الأجواء البيروقراطية في العمل
-عدم انسجام الموظف مع بيئة العمل
-الظروف البيئية الخارجية للموظف
-احداث الحياة الضاغطة من ظروف اقتصادية وسياسية ونقص الخدمات وغيرها
-علاقة العمل بالأسرة
-نمط شخصية الموظف سواء اكانت من النوع A او B
-درجة القلق والاكتئاب وعدم الاستقرار النفسي
ثانيا: مصادر ذات علاقة بالمؤسسة ومنها:
-ساعات العمل من حيث طولها او قصرها
-ظروف العمل وعدم توفر تكنولوجيا المعلومات
-الظروف البيئية للمؤسسة من حيث توفر الاضاءة والمقاعد والغرف المرتبة والأجواء المريحة والخدمات والمرافق الصحية
-المطالب الوظيفية
-الثقافة التنظيمية
-تقويم الاداء
-القيادة الكفوءة والمحترمة
النتائج المترتبة عن ضغوط العمل:
ان ظروف العمل السيئة يمكن ان تسبب العديد من النتائج السلبية على الموظفين يمكن تلخيصها بما يلي:
اولا: النتائج الفسيولوجية:
ومنها الأزمات القلبية، ارتفاع ضغط الدم، قرحة المعدة، مرض السكري، الربو، الصداع النصفي، الالام الظهر، التهاب المفاصل
ثانيا: النتائج النفسية:
مثل الاحباط ، والقلق، والأكتئاب، والغضب، والأنفعال، الشعور بالملل، تغير المزاج النفسي والعاطفي، ضعف القدرة على التركيز في العمل، ضعف القدرة على اتخاذ القرارات، عدم الرضا.
ثالثا: النتائج السلوكية
مثل الغياب عن العمل او التأخر عنه، الأسراف في التدخين، تناول العقاقير والمخدرات، الأرق، او الأفراط في النوم، فقدان الشهية او الأفراط في الطعام، ترك العمل، شرود الذهن، الأعتداء على الأفراد والأستياء، الأنتحار احيانا.
رابعا: نتائج على المؤسسة:
مثل تأخر الأنتاج وضعف الأداء وتدني جودته ، الفوضى الوظيفية، تحمل المؤسسة تكاليف مباشرة وغير مباشرة، ضعف القدرة التنافسية ، تعرض المؤسسة الى الانهيار ، ارتفاع معدل الشكاوى والتظلمات وعدم الرضا الوظيفي ، عدم الدقة في اتخاذ القرارات ، وغيرها.


قياس ضغوط العمل:
ومن اجل التخفيف من حدة ضغوط العمل وضعت الدول المتقدمة العديد من المقاييس العلمية لقياس الظاهرة واتسمت هذه المقاييس بالصدق والثبات والموضوعية مما يتطلب من الباحثين العراقيين الأستفادة منها وتعريبها وتقنينها ومن ثم تطبيقها على مؤسسات الدولة العراقية والجامعات وأدارات المدارس للتعرف عن حدة الضغوط التي يعانيها العاملون في هذه المؤسسات ومنها:






إستراتيجيات التخفيف من ضغوط العمل:
أشار موقع HELPGUIDE.org الى عددا من الإستراتيجيات للتخفيف من ضغوط العمل ومنها:
أستراتيجية أدارة الضغوط رقم 1 ( تجنب التوتر ات غير الضرورية)
-تجنب اقامة العلاقة مع الافراد الذين يثيرون في حياتك التوتر
-تعلم كيف تقول (لا)
- السيطرة على البيئة الخاصة بك
- تجنب المواضيع الساخنة
-تحليل الجدول الزمني الخاص بمسؤولياتك والمهام اليومية
أستراتيجية أدارة الضغوط رقم 2 ( تغيير الوضع)
- عبر عن مشاعرك
-كن على استعداد لتقديم التنازلات
-كن اكثر حزما
-ادارة الوقت بشكل افضل
إستراتيجية ادارة الأجهاد رقم 3 ( التكيف مع الضغوطات)
- عرض المواقف العصبية من منظور اكثر ايجابية
-انظر الى الصورة الكبيرة
-ضبط المعايير الخاصة بك
-التركيز على الجانب الايجابي
استراتيجية أدارة الأجهاد رقم 4 ( قبول الأشياء التي ليس بأستطاعتك تغييرها
- لاتحاول السيطرة على الانفلات
-ابحث عن الرقي
-شارك مشاعرك
-تعلم الغفران
أستراتيجية ادارة الاجهاد 5 ( اجعل الوقت للمتعة والاسترخاء)
-خصص وقتا للراحة والاسترخاء
-تواصل مع الاخرين
-اجعل بعض الوقت للاستمتاع كل يوم
-تحلى بروح الدعابة
إستراتيجية الأجهاد رقم 6 ( اعتماد نمط حياتي صحي)
-ممارسة الرياضة بانتظام
-اتباع نظام غذائي صحي
-تقليل الكافيين والسكر
-تجنب تناول الكحول والسكائر والمخدرات
-احصل على القسط الكافي من النوم


المقترحات:
1- وضع إستراتيجية للتخفيف من مستوى ضغوط العمل لدى موظفي مؤسسات الدولة العراقية من قبل مراكز الأبحاث النفسية والأدارية التابعة للجامعات العراقية.
2- ضرورة قيام منظمات المجتمع المدني المتخصصة في التنمية البشرية بتدريب الكوادر القيادية الأدارية والموظفين ورؤساء الجامعات والعمداء ومدراء المدارس بأنواع الاستراتيجيات المستخدمة للتخفيف من مستوى التوتر والضغوط التي تواجه الأفراد في العمل وبالتنسيق والتعاون مع المنظمات الدولية المتخصصة.
3- العمل على تخفيف الأعباء الوظيفية الكمية والنوعية عن القيادات الإدارية من خلال تفويض الأعمال والصلاحيات وإسنادها الى المساعدين او المرؤوسين
4- الاهتمام بتنظيم أوقات العمل من قبل القيادات الإدارية واستغلاله الاستغلال الأمثل وذلك عن طريق ترتيب المهمات حسب أهميتها من اجل عدم تراكم وتأخير الأعمال.
5- العمل على تقنين وتعريب المقاييس الخاصة بقياس ضغوط العمل وتطبيقها على القيادات الإدارية والموظفين ورؤساء وعمداء الجامعات ومدراء المدارس من اجل تشخيص الضغوط والعمل على التخفيف منها.
6- إصدار الأدلة التنظيمية التي توضح التوصيف الوظيفي التي ينبغي على العاملين تطبيقها
7- عقد ورش العمل المتخصصة للقيادات الإدارية من اجل تطوير المهارات الشخصية والمهنية للتخفيف من ضغوط العمل
8- توجيه وزارات الدولة بالعمل على توثيق العلاقات الإنسانية في بيئة العمل مع جميع العاملين في مختلف المستويات الادارية
9- اجراء الأبحاث والدراسات حول ضغوط العمل وتأثيراتها على الجوانب النفسية والصحية والأجتماعية للموظفين فضلا عن معرفة العلاقة بين ضغوط العمل ومدة الخدمة، والخبرة، والعمر، والمنصب الوظيفي.
10- تثمين دور الموظفين الأكفاء من خلال تقديم الحوافز، وتوفير فرص الرقي الوظيفي، والمشاركة في الأيفادات والمؤتمرات والندوات داخل وخارج العراق.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن