نحو تشديد الرقابة والمتابعة على مياه الشرب المعبأة محليا والمستوردة في العراق

سوسن شاكر مجيد
qualityassuranc53@yahoo.com

2021 / 2 / 22

اشارت منظمة الصحة العالمية الى ان مياه الشرب تعد من أهم نواقل الأمراض في حالة تلوثها بسبب أرتباطها الوثيق بالأنسان أذ يمكن أن تكون مصدرا للأوبئة والامراض التي تسببها الأحياء المجهرية أو وجود المواد الكيمياوية فيها. ان تلوث مياه الشرب عن طريق المعاملة غير الجيدة للمياه داخل محطات التصفية وعدم تطبيق المعايير التامة لمياه الشرب اذ ان في حالة تجاوزها يعد الماء غير صالح للشرب مع ضرورة أعادة النظر في المحطات التي تعالجه .
لقد اشارت الباحثة في دراستها المنجزة بتاريخ 17/4/2013 حول واقع مياه الشرب المزود عن طريق محطات أسالة المياه الحكومية في العراق الى عدم صلاحيته للأستهلاك البشري بسبب تلوثه وعدم كفاءة عمليات التصفية والتعقيم وغير ذلك، لذلك لجأ ت الكثير من العوائل العراقية الى استخدام المياه المعدنية المصنعة محليا او المستوردة لتكون بديلا عن محطات مياه الإسالة . وستسلط الباحثة الضوء هنا على واقع صناعة المياه المعبأة والحكم والقرار يكون للقاريء الكريم والجهات المسؤولة.
تعد صناعة مياه الشرب المعبأة من أكثر قطاعات صناعة الأغذية والمشروبات انتاجا بالرغم من التكلفة العالية بالمقارنة مع تكاليف خدمات شبكة التوزيع الوطنية لاسيما في المدن الصناعية واصبحت المياه المعبأة توصف بأنها المشروب الاسرع نموا في العالم لتصبح مشروبا منافسا لمياه الشرب الاعتيادية اذ شهد الاستهلاك العالمي للمياه المعبأة منذ الثلاثين سنة الماضية زيادة منتظمة وبمعدل 9% سنويا لأسباب تعود الى اعتبارات تتعلق بتفضيل المستهلك وتلوث المياه او نتيجة للمشاكل الناتجة من استعمال الكلور في تعقيم مياه الشرب,
وبلغ الحجم الأجمالي لأستهلاك العالمي للمياه المعباة لعام 2005 مايقدر ب 163894900 بليون لتر والذي يمثل مامعدله 25,36لتر/ فرد بعد ان كان المعدل 17.79 لتر/ للفرد عام 2000 .
وتلقى صناعة مياه الشرب المعباة في العراق رواجا كبيرا وتحتل نسبة معاملها حاليا 54.5% من مجمل معامل الصناعات الغذائية المختلفة والمسجلة لدى التنمية الصناعية. ورغم زيادة اعداد المعامل الأ انه لوحظ ان هناك انخفاضا حادا في النوعية متمثلا بزيادة النسب المئوية للفشل في تطبيق المتطلبات الصحية الواردة في المواصفة القياسية العراقية الخاصة بمياه الشرب مما ادى الى اغراق الاسواق المحلية بالعديد من العلامات التجارية التي تفتقر الى المواصفات الصحية الخاصة وعدم تطبيقها للمعايير الدولية التي حددتها منظمة الصحة العالية الخاصة بمياه الشرب.
ان منظمة الصحة العالمية حددت مؤشرات ومعايير الشروط الصحية للمياه الصالحة للشرب والخصها بما يلي:
من الناحية المادية:
رائحة الماء، طعم الماء، لون الماء، مجموع المواد الصلبة العالقة، الشفافية والعكورة.
من الناحية الكيميائية:
المعادن الثقيلة، النترات، المبيدات، درجة الحموضة، الأوكسجين المذاب، الأوكسجين الكيماوي، العسر الكلي، والمعادن المذابة كالزئبق والزرنيخ وغيرها.
من الناحية البيولوجية:
سلامة المياه من البكتريا، والكائنات الدقيقة المسببة لمراض القولون وغيرها.
كما صدرت عن الإتحاد الأوروبي توجيهات بشأن ضمان وسلامة مياه الشرب وناقش فيه الأدوار والمسؤوليات التي تقع على أصحاب المسؤولية والأدوار التكميلية للمنظمين الوطنيين الموردين والمجتمعات المحلية ووكالات الترصد المستقلة. وتوجيهات بخصوص الإضافات المتعلقة بالمواد الكيميائية وإدارة المياه المنزلية وحصاد مياه الأمطار والمياه المباعة وإمدادات المياه المؤقتة والمبيدات المستخدمة لمكافحة ناقلات الأمراض في مصادر مياه الشرب.
واجريت في العراق دراسة مهمة من قبل الباحثين سراب رزوقي، ومحمد الراوي، من جامعة بغداد بحثوا فيها عن بعض الخصائص الفيزيوكيميائية والمايكروبية للمياه المعبأة والمنتجة محليا والمستوردة في مدينة بغداد من خلال أختيارهم عينة من المياه المعبأة محليا والمستوردة والمتداولة في الأسواق المحلية لمدينة بغداد وتوصل الباحثان الى النتائج التالية:
1- ارتفاع قيم وتراكيز العكرة والاس الهيدروجيني والتوصيلية الكهربائية والمواد الصلبة الذائبة الكلية والعسرة الكلية والكالسيوم والمغنيسيوم والرصاص والحديد في نماذج المياه المعبأة محليا في العراق مقارنة بالمستوردة بينما ارتفعت المعدلات الشهرية لتراكيز الكلوريدات في النماذج المستوردة مقارنة بالنماذج المحلية.
2- سجلت النماذج المحلية ارتفاعا في نسب الفشل في تطبيق المتطلبات الصحية الواردة في المواصفات القياسية العراقية المعتمدة لمياه الشرب المعبأة رقم 1937 وللمياه المعدنية رقم 1351 بينما سجلت النماذج المستوردة اعلى نسب الفشل في تطبيق المتطلبات الفيزيوكيميائية.
3- وجد ان هناك ارتباط موجب عالي المعنوية فيما بين الخصائص المايكروبية المدروسة وارتباط سالب عالي المعنوية بين الخصائص المذكورة وبين معدلات تراكيز الرصاص وبين الاخيرة ومعدلات قيم الاس الهيدروجيني.
التوصيات:
1- تطبيق المعايير والمؤشرات الخاصة بالمياه الصالحة للشرب الوارد ذكرها من قبل منظمة الصحة العالمية والأتحاد الأوروبي
2- دعوة خبراء من المنظمات الدولية لأجراء المقارنات المرجعية عن واقع المياه المنتجة في العراق والمياه المصنعة ومقارنتها مع المعايير الدولية.
3- ضرورة قيام الجهات الرقابية بمراقبة مصانع المياه المعبأة وخاصة من حيث المعالجة والتعبئة والتخزين للتأكد من مدى مطابقتها للشروط الصحية والفنية.
4- إنشاء قاعدة معلومات حول جميع أصناف المياه المعبأة المتوفرة في الأسواق المحلية العراقية ونتائج اختبارات الجودة الدورية التي تجريها الجهات المختصة واية تحذيرات او معلومات عن جودة الأصناف المختلفة
5- ضرورة قيام الجهات الرقابية بدورها في مراقبة المياه المعبأة ومصادر المياه والقيام بالفحوصات الدورية على المياه المنتجة من هذه المصانع وغلق المصانع المخالفة للتعليمات
6- الزام مصانع المياه بذكر المعلومات على عبوات المياه مثل مصدر المياه ونوعية المعالجة المستخدمة والمستويات المسموح بها.
7- يجب ان ياخذ جهاز التقييس والسيطرة النوعية دوره في إجراء الفحوصات المختبرية على المياه المصنعة محليا والمستوردة والتأكد من مدى مطابقتها للمواصفات القياسية
8- احالة جميع المسئولين عن مديريات إسالة الماء في المحافظات الى هيئة النزاهة ومحاسبتهم علنا وامام انظار الشعب.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن