عطشان ضيول الإزيرجاوي(4-15)

عقيل الناصري وسيف عدنان القيسي
akeellof@hotmail.com

2021 / 2 / 21

1 - سيرته الذاتية :
"... تحتل دراسة الشخصيات التأريخية أهمية كبيرة من قبل الباحثين في مجال التأريخ، لما لهذا النمط من الدراسات من دور ليس في الكشف أسرار تلك الشخصيات والأدوار التتأريخية التي أدتها، بل الأمر يتعدى ذلك ليصل لدراسة الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي أحاطت بتلك الأحداث التي ساهمت بصياغتها شخصية البحث، ونظراً لما يتميز به تأريخ العراق المعاصر من كونه ولوداً لا ينضب لمثل هذه الشخصيات... ".
لهذا أرتأينا أن نكرس بحثنا عن شخصية بارزة في الحركة الشيوعية تحديداً، كان لها دوراً متياسراً يؤمن بالتغيير بالقوة، على المستوى السياسي والتوجهات المتبناة إلى حد كبير، منذ ولوجه الحياة الحزبية في العام 1944، وإعتلاءه مركز عضوية اللجنة المركزية في العام1949 وبخاصة بعد ثورة 14 تموز 1958 وعلى الخصوص عند ترأسه للتنظيم العسكري للحزب الشيوعي العراقي أو على الأقل في قوامه العليا، لغاية خروجه من العراق في مطلع عام 1961.
وهكذا آلينا على انفسنا بإلقاء الضوء على مسيرة هذا المناضل الجسور، وماهيات سيرته النضالية والمصاعب التي مر بها وسار في طريق النضال مرفوع الرأس، رغم قلة المصادر عنه، بل إنعدمها نسبياً، إلا في مذكرات بعض من قادة الحزب الشيوعي المعروفين الذين رحلوا وقد ذكره بعض القادة الذين عملوا معه ضمن عضوية اللجنة المركزية في لجنة سلام عادل الأولى، وأيضاً عمل معه منذ الخمسينيات في اللجان المركزية وأسمه...، لما ٍسألته عن عطشان، أجابني أنه لا يعرفه ؟؟، فتصورا؟! أليس هذا النكران للذات الرفاقية التي يجمعها التنظيم الشيوعي؟؟ ويبقى عطشان مناضلاً جسوراً متفانيناً، رغم عدم إتفاقنا مع أطروحاته الفكرية.
وعثرنا على بعض المقالات منشورة في هذه المجلة أو تلك، وبصورة عابرة وعرضية وليست هناك دراسات خاصة به.. وأجرينا مقابلات مطولة مع رفيق دربه عباس القصاب في موسكو، والشاعر كاظم السماوي ومع د. خليل عبد العزيز في ستوكهولم ومع ابن عطشان ضيول واقد في بغداد.
نقول كما تكشف لنا من سيرته أنه: ولد عطشان ضيول منشد عبد أفليس الازيرجاوي في 1921 في لواء المنتفك (محافظة ذي قار حاليا) من أرياف قضاء الشطرة، وينتسب إلى عشيرة آل أزيرج المعروفة والمنتشرة في عدة محافظات جنوبية وحتى في إيران/عربستان. أما أصوله الطبقية فقد كان ابناً لشرطي تعود جذوره لأصول فلاحية. وكانت اسرته ليست كبيرة تتكون من ثلاثة أشقاء وأخت، وهم متعلمون وكان الأب ضيول يريدهم أن يدرسوا في المدارس الحديثة. وعطشان البكر بينهم، ويليه حسن الذي تسنم منصب مدير كمرك وقتل لاحقاً بسبب أخوته لعطشان وهو خريج اعدادية، وقد أقتص عطشان ضيول من الدكتور المعالج بسبب زقه إبرة سامة لاحقاً، بعد أن تبين وتأكد سبب الوفاة، ومن ثم نعمة حيث أصبح مقاولاً صغيراً وهو خريج متوسطة، وأخته نجاة ربة بيت وهي الأخرى خريجة متوسطة.
تخرج عطشان ضيول من إعدادية الناصرية في حدود عام 1940 وانتمى إلى الكلية العسكرية في العام الدراسي 1940- 1941 بسبب تفوقه العلمي ودرجاته العالية، وبعد التخرج أصبح معلماً للفروسية في ذات الكلية العسكرية. ومن ثم، قيل أنه درس في كلية الحقوق/ مسائي إلا أنه لم يكملها بسبب اعتقاله وسجنه في سجن نقرة السلمان الصحراوي لمدة عام. ومن ثم أكمل دراسته في الكلية. ولم يمارس المحاماة بسبب تفرغه للعمل الحزبي. وهو متزوج من السيدة أبنة عمه (فضيلة جسام منشد)، ورزق منها 8 ابناء وهم:
- نضال، من مواليد عام (1949) ولم تكمل دراستها ووصلت إلى الرابع الإعدادي/ أدبي ؛
- كفاح (1950) لم تكمل دراستها ووصلت إلى الرابع الإعدادي ؛
- ثائر (1952) خريج إعدادية الصناعة ؛
- واقد (1954) خريج الابتدائية ؛
- حازم (1955) خريج متوسطة ؛
- فائزة (1956) وصلت إلى الثاني متوسط ؛
- سلام ( 1958) خريج متوسطة ؛
- أنتصار (1960) وصلت إلى حد الثالث متوسط.
ومن خلال أسماء الابناء تعرف أنه منهمك في العمل السياسي في ابعاده الحزبية.
وقد توزع الابناء في مناحي الحياة العملية بعد تخرجهم من مدرستها، أما الإناث فقد كنّ ربات بيوت. وقد عانت عائلته من ضنك العيش ومن الفاقة والحرمان حتى أن الحاجة لازمت بيته لفترة طويلة، من مختلف الأنظمة الملكية والجمهورية.. لكن العائلة وعلى رأسها أم نضال/ الأم، لم تستسلم للظروف الصعبة المحيطة بها بسبب زوجها وإنتمائه السياسي والفكري، ولهذا نزلت العائلة وبكل أفرادها، عندما يشبون ويتخرجون، إلى الحياة العملية، وكان أحد أسباب الدوافع، الحفاظ المعنوي وبخاصة السياسي لأسم رب الأسرة. بإعتباره مناضلاً شيوعياً، ومما يذكر أن عطشان ضيول كان يعيش في البيوت الحزبية حتى في زمن الجمهورية ألأولى (14 تموز 1958- 9 شباط 1963)، ولم يبت في بيته إلا نادراً ولم يكن يرى أطفاله إلا لماماً، حتى بأن ابنه واقد لم يرى أبية إلا مرة واحدة. وكان عطشان ضيول متفرغاً روحياً ومادياً للقضية الذي أنذر نفسه لها .
ولهذا أشرك عطشان زوجته في نقل الرسائل الحزبية، منذ ولوجه ضمن قوام الحزب الشيوعي وتسنمه عضوية اللجنة المركزية من عام 1949 في اللجنة الثانية لبهاء الدين نوري، كما سبق وأشرنا، وتفرغه للعمل ضمن نطاق الحزب الشيوعي منذ ذلك الوقت، وغالباً ما كانت تعتقل زوجته وتستجوب من قبل الإجهزة الأمنية الملكية ويتركز السؤال عن الأماكن التي يتواجد فيها زوجها، وهي التي لا تعرف حقاً أماكن اختفائه، حيث كان يئُم عائلته بعد أن يسدل الظلام سدوله وفي آواخر الليل. حتى قيل "... انقطع عطشان كلياً عن زيارته لبيتهم بعد أن كثرت مراقبته من قبل الشرطة السرية التي كما سمعنا قررت اعتقاله مرة أخرى. لكن الحيرة بدأت تشغل رجال الشرطة بعد أن علموا بأن زوجته "أم نضال" تبدو حاملاً. وهذا يعني أنه كان يأتي إلى البيت تحت جنح الظلام ويخرج منه باكراً دون أن يعرف أحد من هؤلاء الشرطة بمواعيد رجوعه إلى البيت لذلك أخذوا يراقبون البيت طوال الليل كي يمسكوا به. ولكنه انقطع كلياً عن المجيء إلى البيت، واستمرّ الحال حتى قيام ثورة 14 تموز، حيث عاد إلى الجيش وأصبح آمراً مساعداً لقائد المقاومة الشعبية العقيد طه البامرني ... ".
هذا الظرف ألقى على الأم دوراً، أدته بإقتدار واضح، وقد تجسد في تماسك العائلة. وهكذا أصبحت بمثابة الأم والأب لابنائها، وبخاصة منذ عام 1964، وإزاء انقطاع أخباره عنهم، وتوقف راتبه التقاعدي بسبب حجز أمواله المنقولة وغير المنقولة من قبل الحاكم العسكري العام في زمن الانقلاب المشؤوم في شباط 1963، فقد عملت في بيع الاقمشة من خلال (بسطة) في عدة مناطق من بغداد منها مدينة البياع، حتى تتكفل بإعالة ابنائها بصورة شريفة. لقد وصفت حركته الحزبية إحدى الرويات بالقول: "... ومع أن حركته واتصالاته كانت كالخلد الذي يحفر تحت الأرض، منازله، ومتاهاته، وحلقات إنتقاله، إلا أن آثار خطاه وأصداء نشاطه، وظلال خرائطه، كانت تخرج إلى سطح الأرض في الهمس. كان ظلاً شبحياً، ينتقل بسرعة العاصفة من ثكنة إلى آخرى أو من محافظة إلى محافظة أو من وكر إلى آخر. الذين عرفوه، وهم قلة من المدنيين، كانوا مقتنعين إن هذا الرجل الأسطوري لا ينام من يومه أكثر من ساعتين. ولا يأكل سوى وجبة واحدة. لم يكن يدخن ولا يذوق قطرة خمر. ويقرأ خمس ساعات يوميا ويمارس رياضته الصباحية الشاقة من الخامسة صباحاً حتى السابعة. وقليلاً ما يتكلم. لقد اخضع حياته لنسق منظم، قاس، من الدأب والتدريب تحت ضغط من حس المسؤولية والتربية، سيورثها فيما بعد لضباطه وجنوده المؤتمرين بقيادته في معسكر الرشيد. ومع ذلك كان رجلاً عادياً فيما يبدو. شديد الانضباط حاد الذكاء، يتمتع بلياقة بدنية توحي لمن يراه عن بعد بأنه يعد نفسه ليكون أحد الأبطال ... ". حتى أنه كان يريد التغيير بالقوة المحببة لنفسه لأنه: من اخصائي العنف المنظم (الضباط) من جهة،
ومن جهة أخرى كما قلنا سابقاً، من جذوره ألاجتماعية الفلاحية وعلاقاتها وقيمها وعاداتها السائدة، التي تعتمد في إحدى جوانبها، على القوة في حل إشكاليات الحياة الاجتماعية / سياسية بخاصة تلك التي تتعارض مع منظومة قيمها المتوارثة.
وقبل إنتمائه للكلية العسكرية فقد سبق وأن اطلع على أدبيات الحزب الشيوعي من خلال معارفه ذات التوجهات التقدمية وبخاصة في سنوات مطلع الاربعينيات، حيث الحرب العالمية الثانية وحركة مايس التحررية 1941 حيث لا تزال طرية في الأذهان، بصورة مختصرة كان الوضع السياسي مشحون بالتطورات الإيجابية حيث شهد عراق الاربعينيات تطورات إيجابية تمثلت في تأسيس النقابات العمالية وحركته الإضرابية في كاورباغي ورفع المستوى العام للوعي الاجتماعي وتجلاياته وتأسيس الأحزاب السياسية .
ومن ثم بعد إنهاء دراسته في الكلية العسكرية وتخرج منها قبل النصف الأول من الأربعينيات، وبعد تطوره المعرفي والعلمي، فقد وجد ضالته الفكرية والنضالية قد تمحورت في حزب الفقراء، وهو خير من يمثل العمال والفلاحين، وخير دليل على قوة النضال والمثابرة في الدفاع عن شغلية الفكر واليد ، أي في صفوف الحزب الشيوعي العراقي وينخرط في تنظيماته منذ عام 1944 عندما كان عمره 23 عاماً، وليصبح لاحقاً في بعض الفترات المسؤول الأول الحزبي للتنظيم الشيوعي في المؤسسة العسكرية وعضو في اللجنة المركزية للحزب.
وللعلم فأنه فقد خرج من المؤسسة العسكرية لأسباب صحية، كما تقول أضبارته التقاعدية، على آمل أن يتفرغ للحزب وكان برتبة ملازم أول. ومن ثم أصبح، منذ أواسط الاربعينيات عضواً فاعلاً وعضوياً (حسب مفهوم غرامشي) في قوام الحزب الشيوعي/جماعة داود الصائغ في البدء (رابطة الشيوعيين العراقيين )، وعندما أعتقل الصائغ في عام 1947، فأنضم باقي تنظيماتها (الرابطة) إلى الحزب الشيوعي الأم بما فيهم عطشان ضيول، ومجموعة من الضباط الذي كان يضمهم جناح داود الصائغ. أخذ يعمل عطشان ضيول بجد وفعالية عند عودته إلى أحضان الحزب، مما أهلته أن يتبوء وتسنمه عضوية اللجنة المركزية ضمن قيادة اللجنة الثانية لبهاء الدين نوري (باسم) للفترة أيلول 1949- آب 1951 ، كذلك كان ضمن قوام اللجنة الثالثة لبهاء الدين نوري آب1951- نيسان 1953 . كما سنتطرق إليه لاحقاً
ويصفه أحد أقاربه بالقول :"... أُلقي القبض عليه وأودع السجن، حيث خضع أثناء ذلك إلى عمليات تعذيب قاسية وشديدة على يد شرطة بهجت العطية مدير التحقيقات الجنائية، وقد تحدّث عن ذلك التعذيب خلال إدائه للشهادة أمام ” محكمة الشعب” ورئيسها العقيد فاضل عباس المهداوي. وقال إن من بين وسائل التعذيب التي مورست ضده كانت إرغامه على الجلوس فوق المدفأة النفطية الساخنة، إضافة إلى اجباره الجلوس على القناني الزجاجية المكسورة والفارغة. وكان هذا التعذيب استثنائياً وقد تم ممارسته في العراق لأول مرّة ضد السجناء والمعتقلين الشيوعيين.
كانت وزارة الداخلية والتحقيقات الجنائية تعتبران عطشان ضيول الايزرجاوي فريسة كبيرة لأنه ربما يكون عضواً في قيادة الحزب الشيوعي آنذاك، ووقع بأيديهم صدفة وأنه قد يكون مشرفاً على قطاع الجيش، كما علمت لاحقاً بأنه قد التقى وهو لازال صبياً أو شاباً بالرفيق فهد في الناصرية."... كان عطشان مربوع القامة وذا شارب كث، ووجه عريض وخشن وكنتُ قبل أن أراه أسمع والدتي تتحدّث عنه كثيراً وتذهب خصيصاً لزيارة والدته في رأس الشارع المؤدي إلى سوق عيسى وعلاوي الحلة. وكان يأتي إلى البيت متخفياً، ولكنه حينما يدخل البيت ويخرج لا يتهيّب من السير الاعتيادي في الشارع. وكان الشرطي السرّي يتصوره مسلحاً ولا يقدم على التعرّض إليه، ولكن بعد فترة، كما أتذكر، ازداد عدد الشرطة السرّية التي تراقب بيته ليل نهار، إلّا أنه مع كل ذلك كان يأتي إلى البيت بين الحين والآخر ولكن بصورة مفاجئة. وأتذكّر جيداً أنه كان يضع جريدة تحت إبطه الأيمن ويمشي في الشارع في غاية الشجاعة دون خوف أو وجل ليبدو وكأنه يحمل مسدساً متحدّياً الشرطة الواقفة قرب الباب، وفي بعض الأحيان يمرّ قرب باب بيتنا ويتوقّف برهة من الزمن كي يلقي بالتحية على والدتي، ثم يأخذ بمداعبة الصغار ويمسح رؤوسهم بلطف شديد وأنا منهم. وكانت حركات ساقيه غير متوازنة نتيجة تمزّق عضلات إحداها بسبب التعذيب الذي تعرّض له... ".
كما ساهم عطشان ضيول منذ الخمسينيات، وحتى قبل ذلك، في أغلب الانتفاضات الشعبية، عندما انتقلت حركة الاحتجاجات من الأرياف إلى المدن بسبب:
- تصاعد الوعي الاجتماعي في تجلياته السياسية والجمالية والفكرية/الفلسفية ؛
- وبروز الحركة العمالية بشكل جديد عبر تنظيماتها النقابية ؛
- وإشتداد الأزمة البنيوية للفئة الحاكمة الأولغاريكية ؛
- وإشتداد عود الطبقة الوسطى بمختلف فئاتها ؛
- وبروز منظمات المجتمع المدني السرية والعلنية، التي قادها الحزب الشيوعي أو/و ساهم فيها مع القوى الوطنية المعارضة، بما فيها تشكيل المنظمات الاجتماعية والسياسية والفكرية من قبيل حركة أنصار السلام وأتحاد الطلبة.
كما عمل عطشان في لجنة العمل الديمقراطي، وهي منظمة حزبية تشرف على عمل منظمات المجتمع المدني المنتمية إلى الحزب الشيوعي كاتحاد الطلبة ورابطة الدفاع عن حقوق المرأة وحركة السلم والنقابات العمالية وغيرها. وساهم بجد في الحركات الاحتجاجية، سواءً الفلاحية أو العمالية في عموم البلد. وهذا ما عبرت به أحدى رسائله المنشورة في هذا الكتاب: " ... إني عاصرت النضال الثوري في أقسى ظروفه ومن الخلية حتى قيادة الحزب وقدت ونظمت قطاعات هامة حزبية وديمقراطية، مدنية وعسكرية ...الخ.
"... وقد سمعت من الضابط الطيار الشيوعي السابق عبد النبي جميل بأن معظم الضباط وحتى ضباط الصف ما بعد ثورة 14 تموز كانوا لا ينفذون أي أمر يأتيهم إلاّ أوامر عطشان الذي أخذ يتجول بين المعسكرات المختلفة للقاء الضباط والجنود وترتيب أمورهم، وكانوا يدينون له بالولاء بشكل كبير وكان بإمكانه أن يزيل عبد الكريم قاسم ويستلم السلطة... "
كان الازيرجاوي مثقفا ثقافة محلية بإطارها الأممي التقدمية ذات بعد يساري (متطرف إلى حد كبير)، وهذا ما تدلل عليه ( ملاحظاته عن ثورة 14 تموز المنشورة ضمن رسائله )، متأثرة ببيئتها ومحيطها العام وعلى وفق المستوى العام لتطور الوعي الاجتماعي في تجلياته الفلسفية والجمالية والسياسية والحقوقية وحتى الدينية، المتاثرة بالقيم السائدة آنذاك، وبخاصة عند عمله عضو في اللجنة المركزية تحت قيادة (اليساريان المتطرفان) بهاء الدين نوري وحميد عثمان المتياسرتان، وبخاصة ضمن الأساليب الستالينية في الإدارة الحزبية في النصف الأول من الخمسينيات بحكم كونهما من الشباب. ولذا فقد شخصه أحد الكتاب بالقول: "... ومع اخلاصه لابناء طبقته الفلاحية المسحوقة فلم يكن يهمه ان يفهم شيئا من النظريات الماركسية وانما كانت تكفيه نياته الخالصة لخدمة شعبه ووطنه العراق ولكل الكادحين في العالم، هذا ما كان يعتقده من خلال نياته الساذجة البسيطة فالاسم والعنوان ليس كافيا ابدا للدلالة على اعتناق الفكر وفهمه ... ".
الهوامش والتعليقات
49-هاجر مهدي النداوي، يوسف سلمان يوسف( فهد)، دورة السياسي والفكري في العراق (1901-1949)، ص. 5، الشؤون الثقافية ، بغداد 2017.
50- حنا بطاطو، العراق -الطبقات الاجتماعية والحركات الثورية من العهد العثماني حتى قيام الجمهورية في 3 أجزاء ج.2، ص. 323، مؤسسة الابحاث العربية.ط. 2 ، بيروت 1999،
51 - مقابلة مع ابنه واقد في مجلس السلم والتضامن بتاريخ 15/3/2019، وبحضور الصديق مناضل عبد الله.
52 - د. مهدي السعيد، الجذور، من أزقة الكرخ العتيقة إلى براغ ولندن ودمشق - سيرة مناضل، يراجع الملحق الثاني في نهاية الكتاب، مستل من موقع: http://www.albadeeliraq.com، لكن عطشان ضيول لن يًعد إلى المؤسسة العسكرية بعد ثورة 14 تموز، بسبب تفرغه الحزبي.
53 - مقابلة مع واقد عطشان بتاريخ 5/3/ 2017، بحضور الكاتب جمال الهاشمي. وبالمناسبة فقد ضغطت مديرية الامن العامة على ابنه واقد كي يبدل إسمه لينتهي به المطاف ويسمى راقد.
54 - حيدر حيدر، وليمة لأعشاب البحر، نشيد الموت، ط.5، ص. 262، دار أمواج، بيروت 2000.
55 - لقد تم إجازة عدة أحزاب هي:
أ- حزب الاستقلال: يمني التوجه وقوماني التطلع، وتضم هيئته المؤسسة محمد مهدي كبة، داود السعدي، إسماعيل الغانم، فاضل معلة، علي القزويني، عبد المحسن الدوري، رزوق شماس، عبد الرزاق الظاهر، فائق السامرائي ومحمد صديق شنشل.وقد تبنى الحزب أفكاراً قومية ودعا إلى القيام بإصلاحات سياسية واجتماعية معتدلة.
ب- حزب الأحرار: يميني التوجه ومن أحزاب السلطة، ورئيسه توفيق السويدي رئيس الوزراء آنذاك، وتضم هيئته القيادية داخل الشعلان، وسعد صالح وزير الداخاية وعبد الوهاب محمود وزير العدل، وعلي ممتاز الدفتري وزير المال وآخرين، ويلاحظ أن حزب الاحرار قد تكون من بعض رجال السياسة القدماء والنواب السابقين.
ج- حزب الاتحاد الوطني: يساري التوجه، تتكون هيئته المؤسسة من عبد الفتاح إبراهيم، محمد مهدي الجواهري، جميل كبة، موسى الشيخ راضي، وأدور قليان، موسى صبار وعطا البكري. ويتضمن منهجه مبادئ اشتراكية قريبة من الماركسية.
د - حزب الشعب: وهو أكثر الاحزاب التي أجيزت يسارية، واندمج في الخمسينيات مع الحزب الشيوعي، تتكون هيئته المؤسسة من عزيز شريف وتوفيق منير وعبد الأمير أبو تراب وعبد الرحيم شريف وإبراهيم الدركزلي ونعيم الشهرباني وجرجيس فتح الله، ومعظم هيئته المؤسسة من المحامين المعروفين بالاتجاه الماركسي.
ح- الحزب الوطني الديمقراطي، وهو ليبرالي ذات مسحه تقدمية ، قدم كل من السادة : كامل الجادرجي محمد حديد وعبد لكريم الأزري ويوسف الحاج ألياس وحسين جميل وعبد الوهاب مرجان وعبود الشالجي وصادق كمونة، طلباً إلى وزارة الداخلية بتأسيس حزب سياسي بإسم الحزب الوطني الديمقراطي، ورفقوا الطلب بمنهاج الحزب... فكان حزبا عقائديا كافح كثيرا في سبيل مبادئ الحزب، وعانى بعض أعضاءه ضروب الاضطهاد . كذاك قدمت بعض الشخصيات طلباً لتأسيس حزب بإسم حزب التحرر الوطني، إلا أنه لم يحصل على الإجازة إذ اتهمت السلطات أعضاء هيئته المؤسسة بالإنتماء إلى الحزب الشيوعي السري...". عبد الرزاق الحسني، تاريخ الوزارت، ج.7، ص. 23، مصدر سابق.
56- يحدد الكاتب فيصل الفؤادي، نشاط الحزب في الفترة ما بين 1944- 1958، بالنقاط التالية:
"... 1- تطور في العمل الحزبي بشكل جيد ؛ 2- زيادة أعداد المنتمين للحزب وخاصة الطلبة ؛ 3- عقد المؤتمر الأول للحزب الذي صاغ منهاجا وبرنامجاً للحزب ساعده في تطوره اللاحق ؛ 4- اعتماد الحزب على توسعه في الكليات وبعض المؤسسات الانتاجية، مما وضعه في موقع جيد ؛ 5- الاعتماد على الشارع في اضرابات والتظاهرات وكذلك في الانتفضات وتوج ذلك في انتفاضة 1952 ووثبة 1948، والعمل على المجابهة في بعض الأحيان ؛ 6- إصدار الحزب لصحيفة (القاعدة) وهي لسان حاله وبشكل اسبوعي بعد أن كانت تصدر شهرياً ؛ 7- تأسيس التنظيم العسكري الخاص به ضمن حركة تنظيم الجنود والضباط ؛ 8- نشووء وضع ثوري وشعبي في العراق والمنطقة والعالم... ". الحزب الشيوعي والكفاح المسلح، ص. 30 ، دار فيشون مديديا، السويد 2010.
57- راجع ،مديرية الأمن العامة، ص. 9، مصدر سابق.
58- حنا بطاطو، الجزء الثاني، ص323 مصدر سابق..
59 - د. مهدي السعيد، الجذور، مصدر سابق
60 - المصدر السابق.
61- راجع الجزء الأول، من رسائل المناضل عطشان ضيول الازيرجاوي، دار سطور، بغداد 2017.
62 - يوسف علي خان، الشيوعية بداية ومصير ، جريدة الصباح.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن